في نهاية عام 1186م قام القائد الصليبى أرناط حاكم الكرك بالهجوم على قافلة ضخمة للمسلمين كانت فى طريقها الى الحج وقد عاونه فى هذا الهجوم المشؤوم فرسان_الهيكل الكاثوليك، (تحدثنا عنهم سابقاً ).. وقد أثخنوا القتل فى الحجيج العزل ونهبوا كل متاعهم، وقد أسروا الكثير من النساء، وكانت أخت السلطان صلاح_الدين من بين من أسر فى القافلة واسمها (ربيعة خاتون وشهرتها ام الفقراء او ست الشام كما كان يسمونها فى ذالك الزمان )، وقد فعل المجرم أرناط هذه الفِعلة على الرغم من الهدنة التي وقعها بلدوين الرابع مع السلطان الناصر صلاح الدين.
،
وقد وصل النبأ الى السلطان صلاح الدين الأيوبي بأن القائد الأفرنجي أرناط حاكم الكرك في فلسطين قام بقطع الطريق على الحجاج المسلمين، وقتل النساء، والأطفال
وكان يقول: قولوا لمحمدكم أن يدافع عنكم،!! وشاء الله تعالى أن يفر رجل بنفسه ويذهب إلى صلاح الدين ويخبره بما حدث
فماذا كان موقفه ؟
اعتزل صلاح الدين في بيته، وأخذ بالتضرّع والبكاء يومين كاملين، وهو يقول: يا رب هل تسمح لي أن أنوب عن رسولك محمد صلى الله عليه وسلم في دفاع عن أمته، وما زال يكررها حتى اليوم الثاني ثم أعد جيشه، وقال فيهم هذه الخطبة الصغيرة:
( يا جند محمد عليه الصلاة والسلام إن أرناط حاكم الكرك قد تجبر وعلا وقتل حجاج بيت الله الحرام، وسفك دماء الأطفال والنساء، وهو يقول: قولوا لمحمدكم أن يدافع عنكم، وأنا قد وهبت نفسي وروحي لأنوب عن محمد صلى الله عليه وسلم في الدفاع عن أمته، فمن أراد الذهاب معي فليلحقني، فقال جنده جميعاً بصوت واحد: كلنا فداء لرسول الله )
وقد التقى المسلمون مع عُباد الصليب ودارت بينهما معركة رهيبة، وقد انتصر فيها المسلمون بقيادة السلطان الناصر صلاح الدين انتصاراً ساحقاً وأُسروا السفاح أرناط،
فأمر السلطان به فأحضروه، وقال له : أأنت الذي قلت قولوا لمحمدكم أن يدافع عنكم ؟
قال: نعم.
فأجاب صلاح الدين:وأنا العبد الفقير الذي تراه أمامك، قد ناب عن رسول الله في الدفاع عن أمته، وقام السلطان اليه وقطع رأسه.