السؤال
أنا معتادة أن أجمع النوم في غرفة أمّي وأخي الصغير، ثم أذهب لغرفتي كي أنام؛ لأني أخاف في غرفتي أحيانًا، فيأتيني النوم متأخرًا بسبب خوفي؛ لذلك أذهب إلى غرفتهم كي أطمئن، فإذا عرفت أنه سيغلبني النعاس ذهبت لغرفتي كي أنام، وربما يغلبني النوم أحيانًا عندهم، ولكني معتادة أن أستيقظ في الساعة الثانية أو الثالثة صباحًا من غرفتهم؛ لأصلي القيام، وبعده أصلي الفجر، وفي أحد الأيام نمت، وخالفت عادتي، ولم أستيقظ حتى شروق الشمس، فنهضت فورًا للصلاة، وأنا -والله- لم أتعمّد أن أنام عن الصلاة، فأنا دائمًا ما أضبط منبهًا، ولكن ذلك يكون في غرفتي، فلما نمت يومها عندهم لم أضبطه؛ لأني اعتمدت على عادتي بأن النوم لن يغلبني، وحتى إن غلبني فسأستيقظ بعدها بساعات قليلة، فهل أنا آثمة بذلك؟ وهل أكون بذلك نمت عنها عمدًا مع أني لم أقصد؟ مع العلم أني قررت أن أضبط منبهًا، حتى لو كنت في غرفتهم، وأن لا أعتمد على عادتي ثانيةً، فهل يعد اعتمادي على عادتي وقتها ذنبًا كبيرًا؟ وهل احتسبت لي صلاة الفجر؟
الإجابــة
[color:53da=ff0000]الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا إثم عليك فيما وقع بحال، وصلاتك صحيحة مجزئة، وقد حسبت لك فجرًا صحيحة، وقد فعلت ما وجب عليك من الصلاة فور الاستيقاظ، والنائم معذور لا مؤاخذة عليه، كما في صحيح [color:53da=800000]مسلم من حديث [color:53da=800000]أبي قتادة عنه -صلى الله عليه وسلم- قال: [color:53da=008000]ليس في النوم تفريط.
وقد نام النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه عن الصلاة، حتى أيقظهم حر الشمس، فهوّني عليك، فلست آثمة بحال، وزادك الله حرصًا على الخير، ورغبةً فيه.
بيد أن خوفك من النوم بمفردك هو من جنس الخوف المَرَضي الذي ليس له ما يبرره، فعليك أن تقاوميه، وتسعي في التخلص منه.
والله أعلم.