حسن الخاتمة
بداية أزمة مرض الشربيني كانت في عام 2002، عندما اختل توازنه فسقط على البلاط، وهو يتوضأ للصلاة فى مسجد رابعة العدوية؛ مما أدي إلى كسر فى مفصل القدم اليسرى. واستمر في رحلة العلاج التى طالت عدة سنوات، جلس بسببها في بيته مع أسرته الصغيرة، متفرغاً للقراءة، والصلاة فقط، بعدما ابتعد عنه الفن، وابتعد هو عن الفن مجبرا بسبب المرض.
وفي يوم الجمعة الثاني من رمضان عام 2007، جلس الفنان حسين الشربيني على مائدة الإفطار وبجواره زوجته وأمامه ابنتاه (نهى وسهى). تناول بضع تمرات، ثم أمسك بكوب الماء وارتشف ثلاث مرات. ثم استند إلى مقعد خلفه، فحاولت الزوجة أن تساعده، والابنة تسنده، لكنه رفض ذلك، وقاوم بهدوء، ثم تمتم بكلمات مسموعة بصعوبة، وأراح رأسه للخلف قليلاً، وبعد ثوانٍ سقطت رقبته إلى الخلف.. ومات.
في تمام الساعة الرابعة من عصر اليوم التالي لوفاته، وبعدما فرغ المصلين في مسجد رابعة العدوية من صلاة العصر، تجمع المشيعون، يتقدمهم إمام المسجد، الذي وقف ينظم الصفوف، ويكرر عليهم طريقة صلاة الجنازة على من حضر من أموات المسلمين. بعد دقائق تقدم جثمان حسين الشربيني مسجى داخل النعش.
وقبل أن يبدأ الإمام التكبيرة الأولى للصلاة، التفت للمصلين وقال لهم: (أيها الأحبة من أمة محمد.. دعوني أقول لكم قبل الصلاة، أن أخوكم هذا الذي حضر قبل قليل، محمولاً على الأعناق، داخل هذا النعش، كان هنا، في هذا المكان، عصر يوم أمس، تحمله أقدامه، ويجلس يقرأ القرآن الكريم من بعد صلاة العصر وحتي قبل أذان المغرب بقليل، ودموعه تتساقط بشدة. وجسده يرتجف بعنف. واليوم - بعد مرور 24 ساعة - عاد لنفس المكان، لا ليقرأ القرأن، ولا لتتساقط دموعه، ولا ليرتجف جسده. لكنه جاء لنقرأ نحن القرآن الكريم، ونصلى صلاة الجنازة عليه. ونودعه إلى مثواه الأخير.