بسم الله الرحمن الرحيم
يقول ابن الجوزي في دعاء الخاشعين المنكسرين :
(عرض لي أمر يحتاج إلى سؤال الله عز وجل ودعائه، فدعوت وسألت فأخذ بعض أهل الخير يدعون معي، فرأيت نوعا من أثر الإجابة. فقالت لي نفسي: هذا بسؤال ذلك العبد لا بسؤالك، فقلت لها: أما أنا فإني أعرف من نفسي من الذنوب والتقصير ما يوجب منع الجواب، غير أنه لا يجوز أن يكون أنا الذي أجبت، لأن هذا الداعي الصالح سليم مما أظنه من نفسي، لأن معي إنكسار تقصيري ومعه الفرح بمعاملته. وربما كان الإعتراف بالتقصير أنجح في الحوائج، على أنني أنا وهو نطلب من الفضل، لا بأعمالنا، فإذا وقفت أنا على قدم الإنكسار معترفا بذنوبي وقلت أعطوني بفضلكم فمالي في سؤالي شيء أمت به. وربما تلمح ذاك حسن عمله وكان صادا له. فلا تكسريني أيتها النفس فيكفيني كسر علمي بي لي. ومعي من العلم للأدب، والإعتراف بالتقصير، وشدة الفقر إلى ما سألت، ويقيني بفضل المطلوب عنه، ما ليس مع ذلك العابد. فبارك الله في عبادته. فربما كان إعترافي بتقصيري أوفى.)
وقال في ســـر اجابة الدعاء :
(تأملت حالة عجيبة، وهي: أن المؤمن تنزل به النازلة فيدعو، ويبالغ، فلا يرى أثرا للاجابة. فإذا قارب اليأس نظر حينئذ إلى قلبه، فإن كان راضيا بالأقدار، غير قنوط من فضل الله عز وجل، فالغالب تعجيل الإجابة حينئذ، لأن هناك يصلح. الإيمان ويهزم الشيطان، وهناك تبين مقادير الرجال. وقد أشير إلى هذا في قوله تعالى: حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه: متى نصر الله. وكذلك جرى ليعقوب عليه السلام فإنه لما فقد ولدا، وطال الأمر عليه، لم ييأس من الفرج، فأخذ ولده الآخر، ولم ينقطع أمله من فضل ربه أن يأتيني بهم جميعا. وكذلك قال زكريا عليه السلام ولم أكن بدعائك رب شقيا. فإياك أن تستطيل مدة الإجابة، وكن ناظرا إلى أنه المالك، وإلى أنه الحكيم في التدبير، والعالم بالمصالح، وإلى أنه يريد اختبارك ليبلو أسرارك، وإلى أنه يريد أن يرى تضرعك، وإلى أنه يريد أن يأجرك بصبرك، إلى غير ذلك. وإلى أنه يبتليك بالتأخير لتجارب وسوسة إبليس. وكل واحدة من هذه الأشياء تقوي الظن في فضله، وتوجب الشكر له، إذ أهلك بالبلاء للالتفاف إلى سؤاله، وفقر المضطر إلى اللجأ إليه غنى كله.)
اللهم عاملنا بما أنت أهل له لا بما نحن أهل له , اللهم عاملنا بلطفك ورحمتك وعفوك وغفرانك وكرمك ...
يقول ابن الجوزي في دعاء الخاشعين المنكسرين :
(عرض لي أمر يحتاج إلى سؤال الله عز وجل ودعائه، فدعوت وسألت فأخذ بعض أهل الخير يدعون معي، فرأيت نوعا من أثر الإجابة. فقالت لي نفسي: هذا بسؤال ذلك العبد لا بسؤالك، فقلت لها: أما أنا فإني أعرف من نفسي من الذنوب والتقصير ما يوجب منع الجواب، غير أنه لا يجوز أن يكون أنا الذي أجبت، لأن هذا الداعي الصالح سليم مما أظنه من نفسي، لأن معي إنكسار تقصيري ومعه الفرح بمعاملته. وربما كان الإعتراف بالتقصير أنجح في الحوائج، على أنني أنا وهو نطلب من الفضل، لا بأعمالنا، فإذا وقفت أنا على قدم الإنكسار معترفا بذنوبي وقلت أعطوني بفضلكم فمالي في سؤالي شيء أمت به. وربما تلمح ذاك حسن عمله وكان صادا له. فلا تكسريني أيتها النفس فيكفيني كسر علمي بي لي. ومعي من العلم للأدب، والإعتراف بالتقصير، وشدة الفقر إلى ما سألت، ويقيني بفضل المطلوب عنه، ما ليس مع ذلك العابد. فبارك الله في عبادته. فربما كان إعترافي بتقصيري أوفى.)
وقال في ســـر اجابة الدعاء :
(تأملت حالة عجيبة، وهي: أن المؤمن تنزل به النازلة فيدعو، ويبالغ، فلا يرى أثرا للاجابة. فإذا قارب اليأس نظر حينئذ إلى قلبه، فإن كان راضيا بالأقدار، غير قنوط من فضل الله عز وجل، فالغالب تعجيل الإجابة حينئذ، لأن هناك يصلح. الإيمان ويهزم الشيطان، وهناك تبين مقادير الرجال. وقد أشير إلى هذا في قوله تعالى: حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه: متى نصر الله. وكذلك جرى ليعقوب عليه السلام فإنه لما فقد ولدا، وطال الأمر عليه، لم ييأس من الفرج، فأخذ ولده الآخر، ولم ينقطع أمله من فضل ربه أن يأتيني بهم جميعا. وكذلك قال زكريا عليه السلام ولم أكن بدعائك رب شقيا. فإياك أن تستطيل مدة الإجابة، وكن ناظرا إلى أنه المالك، وإلى أنه الحكيم في التدبير، والعالم بالمصالح، وإلى أنه يريد اختبارك ليبلو أسرارك، وإلى أنه يريد أن يرى تضرعك، وإلى أنه يريد أن يأجرك بصبرك، إلى غير ذلك. وإلى أنه يبتليك بالتأخير لتجارب وسوسة إبليس. وكل واحدة من هذه الأشياء تقوي الظن في فضله، وتوجب الشكر له، إذ أهلك بالبلاء للالتفاف إلى سؤاله، وفقر المضطر إلى اللجأ إليه غنى كله.)
اللهم عاملنا بما أنت أهل له لا بما نحن أهل له , اللهم عاملنا بلطفك ورحمتك وعفوك وغفرانك وكرمك ...