الرباط،
مكناس، فاس، مراكش، من بين المدن المغربية العتيقة والمعاصرة الأخرى،
تتنفس تحت ضياء شمس واحدة، ليست بالمختلفة كما أنها ليست بالمتشابهة، لقد
شُيِّدَت بحق لكي تبهر زوارها، حيث أسست كل واحدة منها كعاصمة تفوق
نظيرتها جمالاً.
وهناك أيضًا مدن طنجة وتطوان وشفشاون والعرائش وأصيلة وأجادير وسلا
والجديدة والعيون.. لا ندري أيها نختار، بل علينا بزيارتها كلها، عابرين
المغرب وتاريخه، قاطعين مسافة (3500كم) من الشمال إلى الجنوب عبر شواطئ
البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي الذي يربط بينها.
سفر لا يُنْسَى لاكتشاف هذه المدن الجذابة، حيث يمتزج الحاضر بالماضي
ليطبعنا بجملة من الإحساسات المثيرة، لا نكاد نغادرها حتى نحلم بالعودة
إليها.
يتمتع المغرب بتنوع مناخه ما بين متوسطي في الشمال وجبلي في الوسط وصحراوي
في الجنوب، تخترقه سلسلتان جبليتان هما الريف والأطلس، وتصل أعلى قمة
بالمغرب 4165 مترًا بجبل توبقال بالأطلس الكبير.
ويتجلى هذا التنوع الطبيعي في مناظر جميلة تختلف من جبال تكسوها الثلوج
إلى غابات الأرز الخلابة، فالسهول على امتداد الساحل الأطلسي. ويُمَكِّن
فصل الربيع في المغرب الزائر من أن يجمع بين الاستمتاع بالسباحة والتزحلق
على الجليد وهدوء الواحات.
مدينة الرباط: ومَحْضَن التاريخ
تتميز مدينة الرباط بحدائقها الجميلة وساحاتها المزهرة كحديقة الأوداية
الرائعة وقصبة شالة، كما تحفها مناظر خلابة مدهشة كأنها تاج مُرَصَّع
بالجواهر: شواطئ شاسعة ذات رمال ذهبية ناعمة، غابة المعمورة الجميلة ذات
أشجار الفِلِّين الأخضر.
في هذه الجولة في بعض مدن المغرب، نشرع أمامكم الباب لتشاهدوا بعضًا من
حضارة هذه البلاد الشامخة، فنَحُطُّ الرِّحَال أول الأمر بعاصمة المملكة
"الرباط"، ثم ننتقل إلى فاس مدينة العلم والحضارة، ونعرج على طنجة مجمع
البحرين وملتقى الحضارات.
لنعود في وقت لاحق - إن شاء الله - لنُمِيْط اللثام عن مدن مغربية أخرى لا
تقل بهاء وجمالاً وعلى رأسها مراكش الحمراء، وورزازات الزهراء، وكلميم باب
الصحراء، والصويرة )موكادور(، والدار البيضاء الكبرى.
تخيلوا مدينة بيضاء تنتصب بعظمة وكبرياء على مصب النهر، تفتخر بتاريخ مجيد
يعود إلى عصور قديمة، وتتحلى بجمال أخَّاذ جمعت مظاهره عبر قرون متعددة.
اختيرت عاصمة للدولة الموحدية في القرن 12م، ثم بعد ذلك عاصمة للمغرب
المعاصر.
تتميز مدينة الرباط بحدائقها الغَنَّاء وساحاتها المزهرة كحديقة الأوداية
الرائعة وقصبة شالة. كما تحفها مناظر خلابة مدهشة كأنها تاج مرصع
بالجواهر، شواطئ شاسعة ذات رمال ذهبية ناعمة، غابة المعمورة الجميلة ذات
أشجار الفِلِّيْن الأخضر.
ساحة حسَّان: مجد الحضارة وحضارة المجد
بساحة حسَّان الواسعة تنتصب صومعة يبلغ علوها 44 مترًا، وتصوروا عُلُوّها
كان سيصل 80 مترًا، كما كان يحلم بذلك يعقوب المنصور الموحدي.
تدل المائة عمود المحيطة بالصومعة على أن ساحة حسَّان كانت ستصبح أكبر
جامع في العالم الإسلامي، في عهد عظمة الإمبراطورية الموحدية التي امتدت
حدودها إلى تونس وإسبانيا.
أبواب المدينة القديمة: شموخ التاريخ
يُعَدُّ باب "الرواح" أجمل الأبواب الخمسة التي تسمح بالدخول إلى الرباط،
إنه فخم ورائع يزينه إكليل زهر وأربيسك وردي ومحارات كبيرة.
عند زيارة المُتْحَف الأثري يكون الاندهاش قويًّا أمام هذه المفاجأة،
فالمغرب يحكي تاريخًا عريقًا من خلال هذا المتحف، وذلك منذ عصر ما قبل
التاريخ ومرورًا بالحضارات ما قبل الرومانية والرومانية، إلى الفترة
الإسلامية الزاهرة، فهذه أدوات حجرية نحتها إنسان النيوندرال. وتستمر
الزيارة بعد الخروج من المتحف وفي هذه اللحظة ستعتمدون على حاسة الشم التي
سوف تقودكم لا محالة إلى زنقة السويقة، حيث الكفتة المشوية والحلويات
العَسَلِيَّة والفواكه المجففة المتنوعة.
وفي الطريق نحو زقاق القناصلة تجدون معروضات طريفة من أباريق القهوة طويلة
اليد، وفناجين حديدية بيضاء، وكؤوس مزخرفة وأثواب مطرزة وأساور فضية، كما
تعرض كذلك في نفس الزقاق الزرابي الرباطية المشهورة بنعومتها ونسيجها
الدقيق، وبلونها الأحمر الذي يتوسطه وسام مركزي.
قصبة الأوداية:
لقد كانت قصبة الأوداية مقرًّا لكثير من الأحداث، مقرًّا لقبيلة الأوداية
التي كلفها المولى إسماعيل بالدفاع عن المدينة ضد القراصنة، مقرًّا ليعقوب
المنصور ولعبد المومن الموحدي الذي بنى بها جامع "العتيقة" حوالي سنة
1150م وهو أقدم جامع بالرباط.
عند جلوسك بالمقهى التقليدي وتذوق حلوى كعب الغزال بالشاي المُنَعْنَع،
والنظر هائم في الأفق يراقب القوارب الراقصة بوادي أبي رقراق على حافة
أسوار "سلا" تدرك عظمة الرجال الذين مروا من هنا.
قصبة شالة:
بناها المرينيون في القرن الرابع عشر الميلادي، تقوم على أنقاض مدينة
"سلا" الرومانية العتيقة. هنا، الطبيعة ملهمة، والأحجار لها روح حية،
الموز والتين والنخيل تغوص بجذورها في التاريخ، تحرس هذا المكان السحري
صومعة تظهر بين الأعشاب ذات زليج متعدد الألوان اللامعة.
فاس مدينة العلم والحضارة
هي العاصمة العلمية، عاصمة التقاليد العريقة، اتخذها أكبر عدد من الملوك
الذين تعاقبوا على حكم المغرب عاصمة لهم. إنها لؤلؤة العالم العربي وهي
مدينة الأحاسيس المتعددة.
فهي كفلورنسا أو أثينا، كل من يأتي إليها - باحثًا عن كنز حضاري أو حياة
غنية زاخرة متنوعة المظاهر أو دفء الشمس أو الذوق الرفيع أو أزكى العطور -
ينال مُبْتَغاه لا محالة.
في فاس لا حَدَّ للمتعة الروحية والحسية، فبهاء القصور والمتاحف وترف
العيش يجعل فاس مدينة قَلَّ نظيرها، وتغري بالإسراع في جولات متعددة.
كانت أول عاصمة للمملكة سنة 808هـ في عهد إدريس الثاني، ثم عاصمة في القرن
الثالث عشر أيام المرينيين، وكذا في القرن التاسع عشر تحت إمرة مولاي عبد
الله.
فاس البالي أو المدينة القديمة:
يتكون فاس البالي من عدوتين. ففي سنة 818هـ استقرت على الضفة اليمنى لوادي
فاس المئات من العائلات المسلمة النازحة من الأندلس والمطاردة من طرف
الجيوش الصليبية، وسميت بعدوة الأندلس. وبعد مُضِيّ سبع سنوات، حلت 300
عائلة قيروانية على الضفة الأخرى، سميت بعدوة القيروانية.
حمل عرب الأندلس حضارة في أوج ازدهارها، فَحَيُّ الأندلسيين يبهر ببهائه
وتعدد بنيانه، فالقصور تتنافس بجمال زخارفها، ويشهد على ذلك الخشب المنقوش
والنحاس المنحوت والزليج المتعدد الألوان والمشربيات وأعمدة الجبس
المنقوش.
جامع القرويين: أقدم جامعة في العالم:
بُنِيَ جامع القرويين كمعهد للعلم قبل جامعتي السوربون وأوكسفورد، وما زال
إلى اليوم أحد المراكز الرئيسية للإشعاع الثقافي بالمغرب العربي. تحتوي
مكتبته على 30 ألف مجلد، وبها مصحف يرجع تاريخه إلى القرن التاسع
الميلادي، وقد شُيِّدَ هذا الجامع سنة 857م وتم توسيعه سنة 1317م.
إن التجول عَبْرَ أرجاء فاس من الإمتاع بحيث ينبغي القيام به مرتين على
الأقل. عند بزوغ الفجر، يضيء ضوء النهار التلال، وعند الغروب تغطي حمرة
الشفق السقوف والقباب. إنه لمنظر من مناظر المدينة العتيقة سيبقى لصيقًا
بالذاكرة، سيجعل كل من زار فاس حريصًا على العودة إليها لا محالة.
التجول في فاس متعة للروح والبدن:
إن أفضل طريقة للتجول بفاس هي المشي بِمَهَل وبدون أية وجهة محددة، وتتبع
تيار الحياة ومبتغى الأحاسيس. صوف ناعم، كوب شاي ساخن، عبير التوابل
المنبعث من حوانيت العطارين. جمال ألوان خيوط الصوف المعلقة بأسواق
الصباغين، مذاق الكباب والحلوة المخضرة بالعسل، ضجيج الأدوات في كل مكان
تقريبًا.. الدخول في متاهة الأزقة والأدراج، والممرات، والقبب، والدروب،
ففاس عاصمة الذواقة ومحل الأكل الرفيع. إنها مقر صنع "البسطيلة" الشهيرة
التي تحضر من أوراق عجين أنعم من الحرير تحشى بلحم الحمام أو الدجاج،
والسكر، واللوز والتوابل. أما إذا ما صادفتم على طرقكم بائع حلوى "النوغا"
فلا تترددوا في التوقف عنده.
مولاي يعقوب وسيدي حرازم: ماء ودواء
تزيح ناحية فاس الستار عن مظهر البرك ذات المياه الصافية والمعدنية
الشافية لكثير من أمراض الروماتيزم وأدواء أخرى، ومنها ينبوع "سيدي حرازم"
بمياهه الساخنة المنغنيزية معروفة إبان ليون الإفريقي، الجغرافي العربي
الذي عاش في القرن السادس عشر، أما اليوم فهذا الينبوع مجهز بمحطة استحمام
عصرية. بعد الارتواء من ماء الينبوع، اذهبوا إلى قبة سيدي حرازم البيضاء،
وسط أشجار الكالبتوس والنخيل، والدفلي، ثم اعرجوا على مضايق سبو. فعلى
الطريق تتوالى مناظر خلابة عديدة، فاس الريف والأطلس المتوسط. الخوانق
التي شقها وادي سبو كما تدل على ذلك الطبقات الكلسية المحمرة.
طَنْجَة.. مجمع البحرين
طنجة بوابة المغرب، تقع في ملتقى الطرق بين أوروبا وإفريقيا، ملتقى المحيط
الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط. حشود مختلفة من البشر، أسواق عطرة، ضوضاء
مواكبة للبحر والمدينة هنا يبدأ الانبهار الحسي.
كانت طنجة مدينة دولية، ومنذ تأسيسها كانت هدفًا يتوق إليه العديد من الشعوب.
إنها تجلب السائحين من العالم بأسره - ومن المغاربة أيضًا - الذين يفتنهم اعتدال طقسها. مدينة طنجة تستجيب لتطلعاتكم.
توصف بأنها يمامة على كتف إفريقيا. أسست "تنجيس" في القرن الرابع قبل
الميلاد، تنازع بشأنها القرطاجيون والرومان والفينيقيون والوندال والإسبان
والبرتغاليون والإنجليز إنها أقرب مدينة إفريقية إلى أوروبا، مهوى أفئدة
الفنانين، سواء كانوا رسامين أم موسيقيين أم كتابًا.
ادخلوها من بابها الواسع باب الراحة، فتحة في الأسوار، تُفْضِي إلى
بانوراما لا تنسى وإلى الخليج الصغير. أنصتوا إلى الصخب المتصاعد من
الميناء والقصبة.
ها هو ذا السوق الكبير، تشرف عليه المنارة المزينة بالفسيفساء المتعدد الألوان لمسجد سيدي بوعبيد.
تمزج ألوان "فوطات" البدويات بالأحمر والأبيض وألوان قبعاتهن المزينة
بالشرابات بألوان الثمار والأواني الخزفية والأنسجة. صياح البائعين،
وأصوات مطارق الصناع التقليدين تقدم هناك كل صباح حفلة موسيقية أخاذة.
وهذا الرنين، إنها الأجراس النحاسية للسقاة بأزيائهم المزركشة... وهذا
العطر، مزيج لطيف من روائح التوابل والصوف يلتصق بالذاكرة وبالذكريات
المرئية أو المسموعة. هل هو أريج الليمون؟ أو القرفة؟ أو البخور؟ أو
النعناع؟ أو الشواء؟ إنه أريج طنجة المميز.
في اتجاه الجنوب بمدخل المدينة العتيقة على مقربة من المسجد الكبير يوجد السوق الصغيرة، ساحة جذابة محاطة بفنادق ومطاعم ومقاهي.
إن لطنجة سحرها فهي تتوفر على مَلَكَة إيقاظ الفنان الكامل بداخلنا. الحلم
بأجمل الصور المسجلة من صميم الواقع، والتزود من تلك المادة الخام التي
تمنحها طنجة لتسجيل الخواطر... والاستظلال بأشجار التين المعمرة عبر مئات
السنين، وبحدائق "المندوبية"، حيث وضع ثلاثون مدفعًا برونزيًّا بعد ما
قاومت، وجلجلت، ودَكَّت أركان أعداء البلاد فيما مضى.
أو بحدائق السلطان، التي تجمع بين إغراء الزهور والقوة المثيرة بقصر دار
المخزن المشيد في القرن 17م، بقبابه الرخامية وسقوفه الأرزية وديكوراته
المزينة بالفسيفساء البديعة وهي تأوي اليوم مُتْحَف الفنون المغربية
العتيقة والحديثة.
في طنجة كل شيء يبدأ من البحر ويؤدي إلى البحر، من "سور المعجازين"،
تمعنوا هذه اللوحة التي تأملها العديد من الفنانين: الميناء، المياه
الخضراء، والزرقاء لمضيق جبل طارق، وعلى مرمى العين؛ هناك الأندلس
القرمزية عند مغرب الشمس.
عندما يلتقي البحر بالمحيط:
يوجد دائمًا ما يدعو للاستجمام أو لإغناء الثقافة خلال التجول عبر أرجاء
طنجة، بوسعكم أن تسبحوا صباحًا بالمحيط الأطلسي وبعد الزوال بالبحر الأبيض
المتوسط أو العكس.
شرق طنجة على بعد 10 كيلومترات يوجد رأس "مالاباطا" عبر طريق جميلة ملتوية
بين التلال على طول خلجان رملية صغيرة، ستجدون بكل تأكيد خليجًا صغيرًا،
وكأنه جُعِلَ خصيصًا لكم، حيث يمكنكم الاستمتاع حقًّا بالاستجمام تحت أشعة
الشمس أو بأمواج البحر. من المنارة، يبدو منظر البحر والمضيق كأنه نداء
إلى اللامنتهى.
بالشمال الغربي على بُعْدِ اثني عشر كيلومترًا من طنجة، يعانق المحيط
الأطلسي البحر الأبيض المتوسط أمام رأس "سبارطيل". يَشْرَئِبُّ إلى هذا
الرأس الأقصى لإفريقيا المغطى بالكالبتوس وبلوط الفلين، على بعد بضعة
كيلومترات، يخوض التاريخ غمار الأسطورة. تستمر أمواج البحر بهديرها في حفر
مغارات "هرقل".
كانت طنجة آهِلَةً بالسكان فيما قبل التاريخ، واستخرجت منها لفترة طويلة
الصخور الكِلْسِيَّة لصنع الرحى، غير بعيد من هناك تبدو الآثار الرومانية
للحمامات ومصانع الزيوت بكوتا.
أصيلا: الثقافة والطبيعة
على طول الضفة الأطلسية يمكن مزج إغراءات البحر والتاريخ. تبدو المدينة
الصغيرة الكتومة "أصيلا" على بُعْد أربعين كيلومترًا من طنجة، كأنها في
غفوة خلف أبوابها الزرقاء والخضراء والصفراء. على الرغم من ذلك، فقد تعاقب
عليها عدة دول أجنبية، كانت "أصيلا" رومانية وإسبانية وبرتغالية تُوَفِّر
اليوم قلاعها وصوامعها نزهات هادئة على جانب البحر، ومطاعِمُها معروفة
بِسَمَكها المقلي.
العرائش: عروس الشمال
عرائش مشهورة بموقع "ليكسوس". يقال بأن هرقل قطف فيها تفاح الذهبي، كان
هذا إنجازه الحادي عشر. أما الآثار الأكثر تجليًّا فهي المعبد والمسرح
والقلعة والحمامات.
تطوان: الحمامة البيضاء
في اتجاه الشرق، على امتداد المسافة، تتمسك تطوان بالريف. مدينة بيضاء
تزينها الخضرة. في تطوان تتجانس الثقافتان المغربية والأندلسية. هنا لكل
عادة مقامها، ولكل مهنة زقاقها.
إن تطوان معقل المتاحف الرائعة والمؤسسات الثقافية بتنَوُّعاتِها.
تمتد شمال المدينة المحطة الاستجمامية "كابونيكرو" (الرأس الأسود) بشمسها الدافئة، ورمالها الناعمة، وممراتها التسعة المخضرة
شفشاون: الأندلس الصغيرة
على بعد ستين كيلومترًا جنوب تطوان بعيدًا عن المنطقة الساحلية تقع مدينة
شفشاون البيضاء ذات الأبواب الزرقاء، الغنية بمنابع مياهها العذبة، إنها
إحدى أبهج المدن المغربية، مدينة طاهرة، مدينة سعيدة، توصلك أزقتها
النظيفة المرصوصة بالحصى إلى سلسلة الساحات المظللة.
مكناس، فاس، مراكش، من بين المدن المغربية العتيقة والمعاصرة الأخرى،
تتنفس تحت ضياء شمس واحدة، ليست بالمختلفة كما أنها ليست بالمتشابهة، لقد
شُيِّدَت بحق لكي تبهر زوارها، حيث أسست كل واحدة منها كعاصمة تفوق
نظيرتها جمالاً.
وهناك أيضًا مدن طنجة وتطوان وشفشاون والعرائش وأصيلة وأجادير وسلا
والجديدة والعيون.. لا ندري أيها نختار، بل علينا بزيارتها كلها، عابرين
المغرب وتاريخه، قاطعين مسافة (3500كم) من الشمال إلى الجنوب عبر شواطئ
البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي الذي يربط بينها.
سفر لا يُنْسَى لاكتشاف هذه المدن الجذابة، حيث يمتزج الحاضر بالماضي
ليطبعنا بجملة من الإحساسات المثيرة، لا نكاد نغادرها حتى نحلم بالعودة
إليها.
يتمتع المغرب بتنوع مناخه ما بين متوسطي في الشمال وجبلي في الوسط وصحراوي
في الجنوب، تخترقه سلسلتان جبليتان هما الريف والأطلس، وتصل أعلى قمة
بالمغرب 4165 مترًا بجبل توبقال بالأطلس الكبير.
ويتجلى هذا التنوع الطبيعي في مناظر جميلة تختلف من جبال تكسوها الثلوج
إلى غابات الأرز الخلابة، فالسهول على امتداد الساحل الأطلسي. ويُمَكِّن
فصل الربيع في المغرب الزائر من أن يجمع بين الاستمتاع بالسباحة والتزحلق
على الجليد وهدوء الواحات.
مدينة الرباط: ومَحْضَن التاريخ
تتميز مدينة الرباط بحدائقها الجميلة وساحاتها المزهرة كحديقة الأوداية
الرائعة وقصبة شالة، كما تحفها مناظر خلابة مدهشة كأنها تاج مُرَصَّع
بالجواهر: شواطئ شاسعة ذات رمال ذهبية ناعمة، غابة المعمورة الجميلة ذات
أشجار الفِلِّين الأخضر.
في هذه الجولة في بعض مدن المغرب، نشرع أمامكم الباب لتشاهدوا بعضًا من
حضارة هذه البلاد الشامخة، فنَحُطُّ الرِّحَال أول الأمر بعاصمة المملكة
"الرباط"، ثم ننتقل إلى فاس مدينة العلم والحضارة، ونعرج على طنجة مجمع
البحرين وملتقى الحضارات.
لنعود في وقت لاحق - إن شاء الله - لنُمِيْط اللثام عن مدن مغربية أخرى لا
تقل بهاء وجمالاً وعلى رأسها مراكش الحمراء، وورزازات الزهراء، وكلميم باب
الصحراء، والصويرة )موكادور(، والدار البيضاء الكبرى.
تخيلوا مدينة بيضاء تنتصب بعظمة وكبرياء على مصب النهر، تفتخر بتاريخ مجيد
يعود إلى عصور قديمة، وتتحلى بجمال أخَّاذ جمعت مظاهره عبر قرون متعددة.
اختيرت عاصمة للدولة الموحدية في القرن 12م، ثم بعد ذلك عاصمة للمغرب
المعاصر.
تتميز مدينة الرباط بحدائقها الغَنَّاء وساحاتها المزهرة كحديقة الأوداية
الرائعة وقصبة شالة. كما تحفها مناظر خلابة مدهشة كأنها تاج مرصع
بالجواهر، شواطئ شاسعة ذات رمال ذهبية ناعمة، غابة المعمورة الجميلة ذات
أشجار الفِلِّيْن الأخضر.
ساحة حسَّان: مجد الحضارة وحضارة المجد
بساحة حسَّان الواسعة تنتصب صومعة يبلغ علوها 44 مترًا، وتصوروا عُلُوّها
كان سيصل 80 مترًا، كما كان يحلم بذلك يعقوب المنصور الموحدي.
تدل المائة عمود المحيطة بالصومعة على أن ساحة حسَّان كانت ستصبح أكبر
جامع في العالم الإسلامي، في عهد عظمة الإمبراطورية الموحدية التي امتدت
حدودها إلى تونس وإسبانيا.
أبواب المدينة القديمة: شموخ التاريخ
يُعَدُّ باب "الرواح" أجمل الأبواب الخمسة التي تسمح بالدخول إلى الرباط،
إنه فخم ورائع يزينه إكليل زهر وأربيسك وردي ومحارات كبيرة.
عند زيارة المُتْحَف الأثري يكون الاندهاش قويًّا أمام هذه المفاجأة،
فالمغرب يحكي تاريخًا عريقًا من خلال هذا المتحف، وذلك منذ عصر ما قبل
التاريخ ومرورًا بالحضارات ما قبل الرومانية والرومانية، إلى الفترة
الإسلامية الزاهرة، فهذه أدوات حجرية نحتها إنسان النيوندرال. وتستمر
الزيارة بعد الخروج من المتحف وفي هذه اللحظة ستعتمدون على حاسة الشم التي
سوف تقودكم لا محالة إلى زنقة السويقة، حيث الكفتة المشوية والحلويات
العَسَلِيَّة والفواكه المجففة المتنوعة.
وفي الطريق نحو زقاق القناصلة تجدون معروضات طريفة من أباريق القهوة طويلة
اليد، وفناجين حديدية بيضاء، وكؤوس مزخرفة وأثواب مطرزة وأساور فضية، كما
تعرض كذلك في نفس الزقاق الزرابي الرباطية المشهورة بنعومتها ونسيجها
الدقيق، وبلونها الأحمر الذي يتوسطه وسام مركزي.
قصبة الأوداية:
لقد كانت قصبة الأوداية مقرًّا لكثير من الأحداث، مقرًّا لقبيلة الأوداية
التي كلفها المولى إسماعيل بالدفاع عن المدينة ضد القراصنة، مقرًّا ليعقوب
المنصور ولعبد المومن الموحدي الذي بنى بها جامع "العتيقة" حوالي سنة
1150م وهو أقدم جامع بالرباط.
عند جلوسك بالمقهى التقليدي وتذوق حلوى كعب الغزال بالشاي المُنَعْنَع،
والنظر هائم في الأفق يراقب القوارب الراقصة بوادي أبي رقراق على حافة
أسوار "سلا" تدرك عظمة الرجال الذين مروا من هنا.
قصبة شالة:
بناها المرينيون في القرن الرابع عشر الميلادي، تقوم على أنقاض مدينة
"سلا" الرومانية العتيقة. هنا، الطبيعة ملهمة، والأحجار لها روح حية،
الموز والتين والنخيل تغوص بجذورها في التاريخ، تحرس هذا المكان السحري
صومعة تظهر بين الأعشاب ذات زليج متعدد الألوان اللامعة.
فاس مدينة العلم والحضارة
هي العاصمة العلمية، عاصمة التقاليد العريقة، اتخذها أكبر عدد من الملوك
الذين تعاقبوا على حكم المغرب عاصمة لهم. إنها لؤلؤة العالم العربي وهي
مدينة الأحاسيس المتعددة.
فهي كفلورنسا أو أثينا، كل من يأتي إليها - باحثًا عن كنز حضاري أو حياة
غنية زاخرة متنوعة المظاهر أو دفء الشمس أو الذوق الرفيع أو أزكى العطور -
ينال مُبْتَغاه لا محالة.
في فاس لا حَدَّ للمتعة الروحية والحسية، فبهاء القصور والمتاحف وترف
العيش يجعل فاس مدينة قَلَّ نظيرها، وتغري بالإسراع في جولات متعددة.
كانت أول عاصمة للمملكة سنة 808هـ في عهد إدريس الثاني، ثم عاصمة في القرن
الثالث عشر أيام المرينيين، وكذا في القرن التاسع عشر تحت إمرة مولاي عبد
الله.
فاس البالي أو المدينة القديمة:
يتكون فاس البالي من عدوتين. ففي سنة 818هـ استقرت على الضفة اليمنى لوادي
فاس المئات من العائلات المسلمة النازحة من الأندلس والمطاردة من طرف
الجيوش الصليبية، وسميت بعدوة الأندلس. وبعد مُضِيّ سبع سنوات، حلت 300
عائلة قيروانية على الضفة الأخرى، سميت بعدوة القيروانية.
حمل عرب الأندلس حضارة في أوج ازدهارها، فَحَيُّ الأندلسيين يبهر ببهائه
وتعدد بنيانه، فالقصور تتنافس بجمال زخارفها، ويشهد على ذلك الخشب المنقوش
والنحاس المنحوت والزليج المتعدد الألوان والمشربيات وأعمدة الجبس
المنقوش.
جامع القرويين: أقدم جامعة في العالم:
بُنِيَ جامع القرويين كمعهد للعلم قبل جامعتي السوربون وأوكسفورد، وما زال
إلى اليوم أحد المراكز الرئيسية للإشعاع الثقافي بالمغرب العربي. تحتوي
مكتبته على 30 ألف مجلد، وبها مصحف يرجع تاريخه إلى القرن التاسع
الميلادي، وقد شُيِّدَ هذا الجامع سنة 857م وتم توسيعه سنة 1317م.
إن التجول عَبْرَ أرجاء فاس من الإمتاع بحيث ينبغي القيام به مرتين على
الأقل. عند بزوغ الفجر، يضيء ضوء النهار التلال، وعند الغروب تغطي حمرة
الشفق السقوف والقباب. إنه لمنظر من مناظر المدينة العتيقة سيبقى لصيقًا
بالذاكرة، سيجعل كل من زار فاس حريصًا على العودة إليها لا محالة.
التجول في فاس متعة للروح والبدن:
إن أفضل طريقة للتجول بفاس هي المشي بِمَهَل وبدون أية وجهة محددة، وتتبع
تيار الحياة ومبتغى الأحاسيس. صوف ناعم، كوب شاي ساخن، عبير التوابل
المنبعث من حوانيت العطارين. جمال ألوان خيوط الصوف المعلقة بأسواق
الصباغين، مذاق الكباب والحلوة المخضرة بالعسل، ضجيج الأدوات في كل مكان
تقريبًا.. الدخول في متاهة الأزقة والأدراج، والممرات، والقبب، والدروب،
ففاس عاصمة الذواقة ومحل الأكل الرفيع. إنها مقر صنع "البسطيلة" الشهيرة
التي تحضر من أوراق عجين أنعم من الحرير تحشى بلحم الحمام أو الدجاج،
والسكر، واللوز والتوابل. أما إذا ما صادفتم على طرقكم بائع حلوى "النوغا"
فلا تترددوا في التوقف عنده.
مولاي يعقوب وسيدي حرازم: ماء ودواء
تزيح ناحية فاس الستار عن مظهر البرك ذات المياه الصافية والمعدنية
الشافية لكثير من أمراض الروماتيزم وأدواء أخرى، ومنها ينبوع "سيدي حرازم"
بمياهه الساخنة المنغنيزية معروفة إبان ليون الإفريقي، الجغرافي العربي
الذي عاش في القرن السادس عشر، أما اليوم فهذا الينبوع مجهز بمحطة استحمام
عصرية. بعد الارتواء من ماء الينبوع، اذهبوا إلى قبة سيدي حرازم البيضاء،
وسط أشجار الكالبتوس والنخيل، والدفلي، ثم اعرجوا على مضايق سبو. فعلى
الطريق تتوالى مناظر خلابة عديدة، فاس الريف والأطلس المتوسط. الخوانق
التي شقها وادي سبو كما تدل على ذلك الطبقات الكلسية المحمرة.
طَنْجَة.. مجمع البحرين
طنجة بوابة المغرب، تقع في ملتقى الطرق بين أوروبا وإفريقيا، ملتقى المحيط
الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط. حشود مختلفة من البشر، أسواق عطرة، ضوضاء
مواكبة للبحر والمدينة هنا يبدأ الانبهار الحسي.
كانت طنجة مدينة دولية، ومنذ تأسيسها كانت هدفًا يتوق إليه العديد من الشعوب.
إنها تجلب السائحين من العالم بأسره - ومن المغاربة أيضًا - الذين يفتنهم اعتدال طقسها. مدينة طنجة تستجيب لتطلعاتكم.
توصف بأنها يمامة على كتف إفريقيا. أسست "تنجيس" في القرن الرابع قبل
الميلاد، تنازع بشأنها القرطاجيون والرومان والفينيقيون والوندال والإسبان
والبرتغاليون والإنجليز إنها أقرب مدينة إفريقية إلى أوروبا، مهوى أفئدة
الفنانين، سواء كانوا رسامين أم موسيقيين أم كتابًا.
ادخلوها من بابها الواسع باب الراحة، فتحة في الأسوار، تُفْضِي إلى
بانوراما لا تنسى وإلى الخليج الصغير. أنصتوا إلى الصخب المتصاعد من
الميناء والقصبة.
ها هو ذا السوق الكبير، تشرف عليه المنارة المزينة بالفسيفساء المتعدد الألوان لمسجد سيدي بوعبيد.
تمزج ألوان "فوطات" البدويات بالأحمر والأبيض وألوان قبعاتهن المزينة
بالشرابات بألوان الثمار والأواني الخزفية والأنسجة. صياح البائعين،
وأصوات مطارق الصناع التقليدين تقدم هناك كل صباح حفلة موسيقية أخاذة.
وهذا الرنين، إنها الأجراس النحاسية للسقاة بأزيائهم المزركشة... وهذا
العطر، مزيج لطيف من روائح التوابل والصوف يلتصق بالذاكرة وبالذكريات
المرئية أو المسموعة. هل هو أريج الليمون؟ أو القرفة؟ أو البخور؟ أو
النعناع؟ أو الشواء؟ إنه أريج طنجة المميز.
في اتجاه الجنوب بمدخل المدينة العتيقة على مقربة من المسجد الكبير يوجد السوق الصغيرة، ساحة جذابة محاطة بفنادق ومطاعم ومقاهي.
إن لطنجة سحرها فهي تتوفر على مَلَكَة إيقاظ الفنان الكامل بداخلنا. الحلم
بأجمل الصور المسجلة من صميم الواقع، والتزود من تلك المادة الخام التي
تمنحها طنجة لتسجيل الخواطر... والاستظلال بأشجار التين المعمرة عبر مئات
السنين، وبحدائق "المندوبية"، حيث وضع ثلاثون مدفعًا برونزيًّا بعد ما
قاومت، وجلجلت، ودَكَّت أركان أعداء البلاد فيما مضى.
أو بحدائق السلطان، التي تجمع بين إغراء الزهور والقوة المثيرة بقصر دار
المخزن المشيد في القرن 17م، بقبابه الرخامية وسقوفه الأرزية وديكوراته
المزينة بالفسيفساء البديعة وهي تأوي اليوم مُتْحَف الفنون المغربية
العتيقة والحديثة.
في طنجة كل شيء يبدأ من البحر ويؤدي إلى البحر، من "سور المعجازين"،
تمعنوا هذه اللوحة التي تأملها العديد من الفنانين: الميناء، المياه
الخضراء، والزرقاء لمضيق جبل طارق، وعلى مرمى العين؛ هناك الأندلس
القرمزية عند مغرب الشمس.
عندما يلتقي البحر بالمحيط:
يوجد دائمًا ما يدعو للاستجمام أو لإغناء الثقافة خلال التجول عبر أرجاء
طنجة، بوسعكم أن تسبحوا صباحًا بالمحيط الأطلسي وبعد الزوال بالبحر الأبيض
المتوسط أو العكس.
شرق طنجة على بعد 10 كيلومترات يوجد رأس "مالاباطا" عبر طريق جميلة ملتوية
بين التلال على طول خلجان رملية صغيرة، ستجدون بكل تأكيد خليجًا صغيرًا،
وكأنه جُعِلَ خصيصًا لكم، حيث يمكنكم الاستمتاع حقًّا بالاستجمام تحت أشعة
الشمس أو بأمواج البحر. من المنارة، يبدو منظر البحر والمضيق كأنه نداء
إلى اللامنتهى.
بالشمال الغربي على بُعْدِ اثني عشر كيلومترًا من طنجة، يعانق المحيط
الأطلسي البحر الأبيض المتوسط أمام رأس "سبارطيل". يَشْرَئِبُّ إلى هذا
الرأس الأقصى لإفريقيا المغطى بالكالبتوس وبلوط الفلين، على بعد بضعة
كيلومترات، يخوض التاريخ غمار الأسطورة. تستمر أمواج البحر بهديرها في حفر
مغارات "هرقل".
كانت طنجة آهِلَةً بالسكان فيما قبل التاريخ، واستخرجت منها لفترة طويلة
الصخور الكِلْسِيَّة لصنع الرحى، غير بعيد من هناك تبدو الآثار الرومانية
للحمامات ومصانع الزيوت بكوتا.
أصيلا: الثقافة والطبيعة
على طول الضفة الأطلسية يمكن مزج إغراءات البحر والتاريخ. تبدو المدينة
الصغيرة الكتومة "أصيلا" على بُعْد أربعين كيلومترًا من طنجة، كأنها في
غفوة خلف أبوابها الزرقاء والخضراء والصفراء. على الرغم من ذلك، فقد تعاقب
عليها عدة دول أجنبية، كانت "أصيلا" رومانية وإسبانية وبرتغالية تُوَفِّر
اليوم قلاعها وصوامعها نزهات هادئة على جانب البحر، ومطاعِمُها معروفة
بِسَمَكها المقلي.
العرائش: عروس الشمال
عرائش مشهورة بموقع "ليكسوس". يقال بأن هرقل قطف فيها تفاح الذهبي، كان
هذا إنجازه الحادي عشر. أما الآثار الأكثر تجليًّا فهي المعبد والمسرح
والقلعة والحمامات.
تطوان: الحمامة البيضاء
في اتجاه الشرق، على امتداد المسافة، تتمسك تطوان بالريف. مدينة بيضاء
تزينها الخضرة. في تطوان تتجانس الثقافتان المغربية والأندلسية. هنا لكل
عادة مقامها، ولكل مهنة زقاقها.
إن تطوان معقل المتاحف الرائعة والمؤسسات الثقافية بتنَوُّعاتِها.
تمتد شمال المدينة المحطة الاستجمامية "كابونيكرو" (الرأس الأسود) بشمسها الدافئة، ورمالها الناعمة، وممراتها التسعة المخضرة
شفشاون: الأندلس الصغيرة
على بعد ستين كيلومترًا جنوب تطوان بعيدًا عن المنطقة الساحلية تقع مدينة
شفشاون البيضاء ذات الأبواب الزرقاء، الغنية بمنابع مياهها العذبة، إنها
إحدى أبهج المدن المغربية، مدينة طاهرة، مدينة سعيدة، توصلك أزقتها
النظيفة المرصوصة بالحصى إلى سلسلة الساحات المظللة.