التكبر والغرور عفانا الله وإياكم
أقدم لكم هذا الموضوع لعلي أوقظ به بعض الضمائر النائمة
سبحان الله المتكبر .. و سبحان الله العلي .. و سبحان الله القدير ..
فله الكبرياء و العظمة .. و له القوة و الجبروت .. و له الهيمنة و الملك ..
فلك منا حمداً و شكراً يليق بسلطان وجهك .. و عظيم نورك ..
(( الكـــــــبر لله وحده )) ..
فقد لاحظت الكثير .. ينعتون أنفسهم بالكبر ..
فقد لاحظت الكثير .. ينعتون أنفسهم بالكبر ..
فما بالهم .. ألم يقرأو آيات الله و يتدبرونها .. أم على تلك القلوب أقفالها ..؟؟
ألم يعلموا بأن الكبر و الغرور لله وحده ..
تكبراً يليق بوجهه .. سبحانه و تعالى ..
ألم يعلموا بأن الكبر و الغرور لله وحده ..
تكبراً يليق بوجهه .. سبحانه و تعالى ..
و علام تتكبر ..؟؟
جمال...جاه ..؟؟ أم مال ...؟؟ أم حسب و نسب ..؟؟؟ أم منصب أو مكانة ...؟؟؟
كلها والله فانٍ .. و لا يبقى إلا ما قدمت ..
فإن كان خيراً فبها و نعمت .. و إن كان شراً فعليك و بئست ..
و ماهي حياتنا الدنيا ..؟؟
أنسيت مِمَ خُلقت ..؟؟
خلقت من طين ..
خلقت من طين ..
قال خير البرية _ صلوات ربي و سلامه عليه _ : ( كلكم لآدم .. و أدم من تراب )
ألم تتذكر ذلك الحديث ..؟؟ أنسيت أصلك ..؟؟
و أعلم أيها المتكبر إن أول ذنبٍ أُقترف هو التكبر .. عندما أبّىَ إبليس أن يكون من الساجدين ..
فهل تتصور نفسك بأنك عندما تتكبر تكون قد أتبعت إبليس .. و ليس إتباعاً فحسب ..
بل فعلت مثله بإقترافك لأول ذنب و معصية .. ألا و هـــي الـــــــتـــكبر ..
بل فعلت مثله بإقترافك لأول ذنب و معصية .. ألا و هـــي الـــــــتـــكبر ..
و قد يخلط البعض بين الفخر و الغرور .. حيث يبرر غروره و كبره بأنه يفتخر بنفسه ..
أي حتى إن كان فخوراً بنفسهِ فإن لذلك الفخر حدُ لا يتجاوز إلى الإغترار بالنفس ..
فكلنا يفخر بما يملكهُ من مقوماتٍ و مميزاتٍ تميزهُ عن الغير ..
ـــ هل تعتقد أن (( المتكبر )) يرى نفسه في غفلة ..؟؟
المشكلة هو لا يرى الا نفسه فكل شيء في حياته من افعال و اقوال تدور حول (الأنــا ) اما الغفلة فهي يراها من حوله
ـــ كيف تحدد إن كان الشخص متكبراً ..؟؟
ارفض ان يحكم على الشخص قبل معرفته تمام المعرفة فالمظهر العام ليس مقياس اما التحديد بمجرد التعامل معه و عندما اجده لا يسمع سوى صوته و لا ينفذ سوى ما يرغبه هو .. عندما لا يعطي الاخرين حقهم من التقدير و ينكر او يتجاهل ما يفعلوه
ـــ هل حصل لك موقفاً في يومٍ ما مع شخصٍ متكبر ..؟؟
بصراحة انا اتجنب تلك النوعيات من البشر لا اذكر بأنه حدث معي موقف مع احدهم
ـــ كلمات تهمس بها لهم ..
الغرور قبرك الذي تحفره انت لا الآخرين فلا تدفن مشاعرك الانسانية و اكسر مرآة الأنـــا
ـــ كيف نتكاتف لعلاج تلك الآفــــة ..؟؟
اعتقد المعاملة الحسنة لها دورها و الكلمة الطيبة
فدوما قدم لهؤلاء المعروف سيجد عاجلا ام آجلا اثره في نفسهم ..
فدوما قدم لهؤلاء المعروف سيجد عاجلا ام آجلا اثره في نفسهم ..
لا شك أن الكبر صفة ذميمة وصاحب هذه الصفة شخص مريض يحتاج لمساعده الآخرين بل وللعلاج
علاج الكبر
ما من مرض بدني أو نفسي أو قلبي إلا وله علاج يستأصله من جذوره أو على الأقل يخففه تدريجياً إلى أن يشفى منه الإنسان نهائياً ، والكبر لاشك مرض كغيره من الأمراض القلبية التي تصيب الإنسان ولابد أن له علاجاً بإذن الله ، فعلى من ابتلي بشيء منه أن لا يهمله ويركن إليه ويستمر عليه ، بل لابدّ له أن يسعى جهده لعلاجه والتخلص منه قبل أن يفتك به ويهلكه ، وقد ذكر العلماء للكبر علاجاً ناجعاً بإذن الله يتمثل في عدّة أمور منها :
أولاً : أن يعرف الإنسان ربه ويعرف نفسه ويعرف أصله وفقره وحاجته ، ويعرف نعم الله عليه ويتذكر مقامه بين يديه وعاقبة الكبر يوم القيامة ، فإنه إذا عرف كل ذلك حقّ المعرفة علم أنه لا تليق العظمة والكبرياء إلا بالله ، وإذا عرف نفسه علم أنه ضعيف ذليل لا يليق به إلا الخضوع لله والتواضع والذلّة له ، والتواضع ولين الجانب لخلقه ، قال تعالى : (( قتل الإنسان ما أكفره )) عبس : 17 .
ثانياً : التواضع لله بالفعل ولسائر الخلق بالمواظبة على أخلاق المتواضعين المتبعين لسنة سيد المرسلين ، وأن يدرك المتكبّر أن الذي يتكبر عليه أو يسخر منه قد يكون خيراً منه عند الله ، ولينظر كل ما يقتضيه الكبر من الأفعال فليواظب على نقيضها حتى يصير التواضع له خلقاً ، فإن القلوب لا تتخلّق بالأخلاق المحمودة إلا بالعلم والعمل .
فمن كان يعتريه الكبر بسبب جماله فدوائه أن ينظر إلى باطنه نظر العقلاء ، ولا ينظر إلى الظاهر نظر البهائم ، ومتى ما نظر إلى باطنه رأى من القبائح ما يكدّر عليه تعزّزه بجماله ، فإن الأقذار في جميع أجزاءه ، وفي أول أمره خلق من النطفة وفي بطن أمه يتغذّى بدم الحيض ، وأخرج من مجرى البول مرتين ، فهل يليق بمن هذه حاله الكبر والتعاظم ؟
وإن كان التكبّر بسبب القوة فالعلاج أن يعلم أن القوة لله جميعاً ، ويعلم ما سلط عليه من العِلل والأمراض وأنه لو تألم له أصبع أو عرق من عروق بدنه لتألّم ، وصار أعجز من كل عاجز ، وأذل من كل ذليل ، ثم إن من البهائم ما هو أقوى منه بكثير ، فمن كانت هذه حاله فما يليق به الكبر .
وإن كان التكبّر بسبب المال فالعلاج أن يعلم أن المال عرض زائل ، وأن المال من الله أعطاه إياه واستخلفه عليه فقط ، والمتكبّر بماله أو عقاره لو ذهب عنه ذلك لعاد في لحظةٍ ذليلاً حقيراً من أذلّ وأحقر الناس ، وكل متكبّر بأمر خارج عن ذاته من أجهل الخلق .
وإن كان التكبّر بالعلم وهو أعظم الآفات فعلاجه أن يعلم العالِم أن حجّة الله على أهل العلم آكد ، وأنه يحتمل من الجاهل ما لا يحتمل من العالم ، وأن من عصى الله على علمٍ ومعرفة أعظم جناية ممن عصى الله على جهل ، وإذا تفكّر فيما أمامه من الخطر العظيم وعَلِمَ ما كان عليه السلف الصالح من التواضع والخوف من الله امتنع بإذن الله من الكبر .
وإن كان التكبّر بسبب المنصب فليعلم أن المنصب عرض زائل ، فكما ذهب عن غيره سيذهب عنه ويصبح بلا منصب ، وليس له أي قيمة ، وسيتفرّق عنه أهل التزلف المحيطون به فيصبح وحيداً أعزل لا صديق ولا رفيق .
وإن كان التكبّر بسبب أصله ونسبه فأصله في الحقيقة طين وماء
بارك الله فيكم