(معلقة طرفة بن العبد)
لخولـة أطـلالٌ ببـرقـة ثهـمـد **** تلوح كباقي الوشم في ظاهـر اليـد
بروضـة دعمـيٍ فأكنـاف حائـلٍ **** ظللت بها أبكي وأبكـي إلـى الغـد
وقوفاً بهـا صحبـي علـي مطيهـم **** يقولـون لا تهلـك أسـىً وتجـلـد
كـأن حـدوج المالكـيـة غــدوةً **** خلايـا سفيـنٍ بالنواصـف مـن دد
عدوليةٌ أو مـن سفيـن ابـن يامـنٍ **** يجور بها المـلاح طـوراً ويهتـدي
يشق حباب المـاء حيزومهـا بهـا **** كمـا قسـم التـرب المفايـل باليـد
وفي الحي أحوى ينقض المرد شادنٌ **** مظاهـر سمطـي لؤلـؤٍ و**رجـد
خـذولٌ تراعـى ربربـاً بخميـلـةٍ **** تنـاول أطـراف البريـر وترتـدي
وتبسـم عـن ألمـى كـأن منـوراً **** تخلل حر الرمـل دعـصٌ لـه نـد
سقتـه إيـاة الشـمـس إلا لثـاثـه **** أسـف ولـم تكـدم عليـه بإثـمـد
ووجهٍ كأن الشمـس ألقـت رداءهـا **** عليـه نقـي اللـون لـم يتـخـدد
وإني لأقضي الهم عنـد احتضـاره **** بعوجـاء مرقـالٍ تـروح وتغتـدي
أمـونٍ كـألـواح الإران نسأتـهـا **** علـى لاحـبٍ كأنـه ظهـر برجـد
جماليـةٌ وجنـاء تــردي كأنـهـا **** سفنجـةٌ تبـري لأزعــر أربــد
تبـاري عتاقـاً ناجيـاتٍ وأتبعـت **** وظيفـاً وظيفـاً فـوق مـورٍ معبـد
تربعت القفين فـي الشـول ترتعـي **** حدائـق مولـيٍ الأســرة أغـيـد
تريع إلى صـوت المهيـب وتتقـي **** بذي خصلٍ روعـات أكتـف ملبـد
كـأن جناحـي مضرجـيٍ تكنـفـا **** حفافيه شكا فـي العسيـب بمسـرد
فطوراً بـه خلـف الزميـل وتـارةً **** علـى حشـفٍ كالشـن ذاوٍ مجـدد
لها فخـذان أكمـل النحـض فيهمـا **** كأنهمـا بـابـا منـيـفٍ مـمـرد
وطـيٌ محـاٍل كالحنـي خلـوقـه **** وأجرنـةٌ لـزت بــدأيٍ منـضـد
كـأن كناسـي ضـالـةٍ يكنفانـهـا **** و أطر قسـيٍ تحـت صلـبٍ مؤيـد
لهـا مرفـقـان أفـتـلان كأنـهـا **** يمـر بسلـمـي دالــجٍ متـشـدد
كقنطـرة الرومـي أقسـم ربـهـا **** لتكتنفـن حـتـى تـشـاد بقـرقـد
صهابيـة العثنـون موجـدة الفـرا **** بعيدة وخـد الرجـل مـوارة اليـد
أمرت يداها فتل شـزرٍ و أجنحـت **** لها عضداهـا فـي سقيـفٍ مسنـد
جنوحٌ دفـاقٌ عنـدك ثـم أفرغـت **** لهـا كتفاهـا فـي معالـى مصعـد
كأن علـوب النسـع فـي و أياتهـا **** موارد من خلقاء فـي ظهـر قـردد
تلاقـى و أحيانـاً تبـيـن كأنـهـا **** بنائـق غـر فـي قميـصٍ مـقـدد
و أتلـع نهـاضٌ إذا صعـدت بــه **** كسكـان بوصـيٍ بدجلـة مصـعـد
و جمجمـةٍ مثـل الـفـلاة كأنـمـا **** وعى الملتقى منها إلى حرف مبـرد
وخد كقرطـاس الشآمـي و مشفـرٌ **** كسبـت اليمانـي قـده لـم يجـرد
و عينـان كالماويتـيـن استكنـتـا **** بلهفي حجاجي صخرةٍ قلـت مـورد
طحـوران عـوار القـذى فتراهمـا **** كمكحولتـي مـذعـورةٍ أم فـرقـد
و صادقتا سمـع التوجـس للسـرى **** لهجـس خفـيٍ أو لصـوت مـنـدد
مؤللتـان تعـرف العتـق فيهـمـا **** كسامعتـي شـاةٍ بحومـل مـفـرد
و أروع نـبـاضٌ أحــد ملمـلـمٌ **** كمرداة صخرٍ فـي صفيـحٍ مصمـد
و إن شئت سامى واسط الكور رأسها **** و عامت بضبعيهـا نجـاء الحفيـدد
و إن شئت لم ترقل و إن شئت أرقلت **** مخافة ملـوي مـن العـد محصـد
و أعلم محزوتٌ من الأنـف مـارنٌ **** عتيق متى ترجم بـه الأرض تـزدد
إذا أقبلـت قالـوا تأخـر رحلـهـا **** وإن أدبـرت قالـوا تقـدم فـاشـدد
وتضحي الجبال الحمر خلفي كأنهـا **** من البعد حفـت بالمـلاء المعضـد
وتشرب بالقعب الصغيـر وإن تقـد **** بمشفرهـا يومـاً إلـى الليـل تنقـد
على مثلها أمضي إذا قـال صاحبـي **** ألا ليتنـي أفديـك منهـا وأفـتـدي
وجاشت إليه النفـس خوفـاً وخالـه **** مصاباً ولو أمسى على غير مرصـد
إذا القوم قالوا من فتىً ؟خلـت أننـي **** عنيـت فكـم أكسـل ولـم أتبـلـد
أحلـت عليهـا بالقطيـع فأجذمـت **** وقـد خـب آل الأمعـز المتـوقـد
فذالت كمـا ذالـت وليـدة مجلـسٍ **** تـري ربهـا أذيـال سحـلٍ معـدد
ولسـت بحـلال التـلاع مخـافـةً **** ولكن متـى يسترفـد القـوم أرفـد
وإن تبغني في حلقـة القـوم تلقنـي **** وإن تقتنصني في الحوانيت تصطـد
متى تأتني أصبحـك كأسـاً رويـةً **** وإن كنت عنها غانيـاً فاغـن وازدد
وإن يلتـق الحـي الجميـع تلاقنـي **** إلى ذروة البيـت الكريـم المصمـد
ندامـاي بيـض كالنجـوم وقيـنـةٌ **** تروح علينـا بيـن بـردٍ ومجسـد
رحيب قطاب الجيـب منهـا رقيقـةٌ **** بجـس الندامـى بضـة المتـجـرد
إذا نحن قلنا أسمعينـا انبـرت لنـا **** على رسلهـا مطروقـةً لـم تشـدد
إذا رجعت في صوتها خلت صوتهـا **** تجـاوب آظـآرٍ علـى ربــعٍ رد
وما زال تشرابـي الخمـور ولذتـي **** وبيعي وإنفاقـي طريفـي ومتلـدي
إلـى أن تحامتنـي العشيـرة كلهـا **** وأفـردت إفـراد البعيـر المعـبـد
رأيـت بنـي غبـراء لا ينكروننـي **** ولا أهـل هـذاك الطـراف الممـدد
ألا أيهذا اللائمـي أحضـر الوغـى **** وأن أشهد اللذات هل أنـت مخلـدي
فإن كنـت لا تسطيـع دفـع منيتـي **** فدعني أبادرهـا بمـا ملكـت يـدي
ولولا ثلاثٌ هن مـن عيشـة الفتـى **** وجدك لم أحفل متـى قـام عـودي
ومنهـن سبقـي العـاذلات بشربـةٍ **** كميتٍ متى مـا تعـل بالمـاء ت**ـد
وكريٌ إذا نـادى المضـاف محنبـاً **** كسيـد الفضـا بنهـتـه المـتـورد
و تقصير يوم الدجن و الدجن معجبٌ **** ببهكنـةٍ تحـت الخـبـاء المعـمـد
كـأن البريـن و الدماليـج غلقـت **** على عشرٍ أو خـروعٍ لـم يحضـد
ذريني أروي هامتـي فـي حياتهـا **** مخافة شربٍ فـي الحيـاة مصـرد
كريـمٌ يـروي نفسـه فـي حياتـه **** ستعلم : إن متنا غداً أينـا الصـدي
أرى قبـر نخـامٍ بخـيـلٍ بمـالـه **** كقبـر غـويٍ فـي البطالـة مفسـد
ترى جثوتين مـن تـرابٍ عليهمـا **** صفائح صـمٌ مـن صفيـحٍ منضـد
أرى الموت يعتام الكرام و يصطفـي **** عقيلـة مـال الفاحـش المتـشـدد
أرى الموت يعتاد النفـوس و لا أرى **** بعيداً غداً ما أقرب اليـوم مـن غـد
أرى العيش كنزاً ناقصـاً كـل ليلـةٍ **** و ما تنقص الأيـام و الدهـر ينفـد
لعمرك إن الموت ما أخطـأ الفتـى **** لكالطـول المرخـى و ثنيـاه باليـد
متى مـا يشـأ يومـاً يقـده لحتفـه **** و من يك فـي حبـل المنيـة ينقـد
فما لي أراني و ابـن عمـي مالكـاً **** متى أدن منـه نيـأ عنـي و يبعـد
يلـوم و مـا أدري عـلام يلومنـي **** كما لامني في الحي قرط بـن معبـد
و أيأسني مـن كـل خيـرٍ طلبتـه **** كأنا وضعنـاه إلـى رمـس ملحـد
على غير ذنـبٍ قلتـه غيـر أننـي **** نشـدت فلـم أغفـل حمولـة معبـد
و قربـت بالقربـى و جـدك إننـي **** متـى يـك أمـرٌ للنكيثـة أشـهـد
و إن أدع للجلى أكن مـن حماتهـا **** و إن يأتك الأعـداء بالجهـد أجهـد
و إن يقذفوا بالقذع عرضـك أسقهـم **** بكأس حياض المـوت قبـل التهـدد
بـلا حـدثٍ أحدثتـه و كمـحـدثٍ **** هجائي و قذفي بالشكـاة و مطـردي
فلو كان مولاي امـرءاً هـو غيـره **** لفـرج كربـي أو لأنظرنـي غـدي
و لكن مـولاي امـرؤ هـو خانقـي **** على السكر و التسآل أو أنـا مفتـد
و ظلم ذوي القربى أشـد مضاضـةً **** على المرء من وقع الحسـام المهنـد
فذرني و خلقـي إننـي لـك شاكـرٌ **** و لو حل بيتي نائيـاً عنـد ضرغـد
فلو شاء ربي كنت قيس بـن خالـدٍ **** و لو شاء ربي كنت عمرو بن مرثد
فأصبحت ذا مـالٍ كثيٍـر و زارنـي **** بنـونٌ كــرامٌ ســادةٌ لمـسـود
أنا الرجل الضرب الـذي تعرفونـه **** خشـاشٌ كـرأس الحيـة المتـوقـد
فآليـت لا ينفـك كشحـي بطـانـةً **** لعضـبٍ رقيـقٍ الشفرتيـن مًهـنـد
حسامٌ إذا مـا قمـت منتصـراً بـه **** كفى العوذ فيه البدء ليـس بمعضـد
أخي ثقـةٍ لا ينثنـي عـن ضريبـةٍ **** إذا قيل مهـلاً قـال حاجـزه قـدي
إذا ابتدر القـوم السـلاح وجدتنـي **** منيعـاً إذا ابتلـت بقائـمـه يــدي
وبرك هجودٍ قـد أثـارت مخافتـي **** بواديهـا أمشـي بعضـبٍ مـجـرد
فمـرت كهـاة ذات خيـفٍ جلالـةٌ **** عقيلـة شيـخٍ كالوبـيـل بلـنـدد
يقول وقـد ثـر الوظيـف وساقهـا **** ألست تـرى أن قـد أتيـت بمؤيـد
وقال : ألا مـاذا ؟ تـرون بشـاربٍ **** شـديـدٍ عليـنـا بغـيـه متعـمـد
وقـال ذروه إنـمـا نفعـهـا لــه **** وإلا تكفـوا قاصـي البـرك يـزدد
فظـل الإمـاء يمتللـن حـوارهـا **** ويسعـى بهـا بالسديـف المسرهـد
فإن مـت فانعنـي بمـا أنـا أهلـه **** وشقي علي الجيب يـا ابنـة معبـد
ولا تجعليني كامـريء ليـس همـه **** كهمي ولا يغنـي غنائـي ومشهـدي
تبطيء عن الجلى سريعٍ إلى الخنـا **** ذلـولٍ بأجمـاع الـرجـال ملـهـد
ولو كنت وغلاً في الرجال لضرنـي **** عـداوة ذي الأصحـاب والمتوحـد
ولكـن نفـى الأعـادي جـرأتـي **** عليهم وإقدامـي وصدقـي ومحتـدي
لعمـرك مـا أمـري علـي بغمـةٍ **** نهـاري ولا ليلـي علـي بسرمـد
ويومٍ حبست النفـس عنـد عراكـه **** حفاظـاً علـى عوراتـه والتـهـدد
على موطنٍ يخشى الفتى عنده الردى **** متى تعترك فيـه الفرائـض ترعـد
أرى الموت لا يرعى على ذي جلالةٍ **** وإن كان في الدنيـا عزيـزاً بمقعـد
وأصفر مضبـوحٍ نظـرت حـواره **** على النار واستودعته كـف مجمـد
ستبدي لك الأيام مـا كنـت جاهـلاً **** ويأتيك بالأخبـار مـن لـم تـزود
ويأتيك بالأخبار مـن لـم تبـع لـه **** بتاتاً ولم تضرب لـه وقـت موعـد
لعمـرك مـا الأيــام إلا مـعـارةٌ **** فما اسطعت مـن معروفهـا فتـزود
ولا خير في خيرٍ ترى الشـر دونـه **** ولا نائـلٍ يأتيـك بـعـد التـلـدد
عن المرء لا تسأل وأبصـر قرينـه **** فـإن القريـن بالمقـارن يقـتـدي
لعمـرك مـا أدري و إنـي لواجـل **** أفي اليـوم إقـدام المنيـة أم غـد ؟
فإن تـك خلفـي لا يفتهـا سواديـا **** و إن تك قدامـي أجدهـا بمرصـد
إذا أنـت لـم تنفـع بـودك أهـلـه **** و لم تنك بالبؤسـى عـدوك فابعـد
لا يرهب ابن العم ما عشت صولتـي **** و لا أختنـي مـن صولـةٍ المتهـدد
و إنـي و إن أوعدتـه أو وعـدتـه **** لمختلفٌ إيعادي و منجـز موعـدي
لخولـة أطـلالٌ ببـرقـة ثهـمـد **** تلوح كباقي الوشم في ظاهـر اليـد
بروضـة دعمـيٍ فأكنـاف حائـلٍ **** ظللت بها أبكي وأبكـي إلـى الغـد
وقوفاً بهـا صحبـي علـي مطيهـم **** يقولـون لا تهلـك أسـىً وتجـلـد
كـأن حـدوج المالكـيـة غــدوةً **** خلايـا سفيـنٍ بالنواصـف مـن دد
عدوليةٌ أو مـن سفيـن ابـن يامـنٍ **** يجور بها المـلاح طـوراً ويهتـدي
يشق حباب المـاء حيزومهـا بهـا **** كمـا قسـم التـرب المفايـل باليـد
وفي الحي أحوى ينقض المرد شادنٌ **** مظاهـر سمطـي لؤلـؤٍ و**رجـد
خـذولٌ تراعـى ربربـاً بخميـلـةٍ **** تنـاول أطـراف البريـر وترتـدي
وتبسـم عـن ألمـى كـأن منـوراً **** تخلل حر الرمـل دعـصٌ لـه نـد
سقتـه إيـاة الشـمـس إلا لثـاثـه **** أسـف ولـم تكـدم عليـه بإثـمـد
ووجهٍ كأن الشمـس ألقـت رداءهـا **** عليـه نقـي اللـون لـم يتـخـدد
وإني لأقضي الهم عنـد احتضـاره **** بعوجـاء مرقـالٍ تـروح وتغتـدي
أمـونٍ كـألـواح الإران نسأتـهـا **** علـى لاحـبٍ كأنـه ظهـر برجـد
جماليـةٌ وجنـاء تــردي كأنـهـا **** سفنجـةٌ تبـري لأزعــر أربــد
تبـاري عتاقـاً ناجيـاتٍ وأتبعـت **** وظيفـاً وظيفـاً فـوق مـورٍ معبـد
تربعت القفين فـي الشـول ترتعـي **** حدائـق مولـيٍ الأســرة أغـيـد
تريع إلى صـوت المهيـب وتتقـي **** بذي خصلٍ روعـات أكتـف ملبـد
كـأن جناحـي مضرجـيٍ تكنـفـا **** حفافيه شكا فـي العسيـب بمسـرد
فطوراً بـه خلـف الزميـل وتـارةً **** علـى حشـفٍ كالشـن ذاوٍ مجـدد
لها فخـذان أكمـل النحـض فيهمـا **** كأنهمـا بـابـا منـيـفٍ مـمـرد
وطـيٌ محـاٍل كالحنـي خلـوقـه **** وأجرنـةٌ لـزت بــدأيٍ منـضـد
كـأن كناسـي ضـالـةٍ يكنفانـهـا **** و أطر قسـيٍ تحـت صلـبٍ مؤيـد
لهـا مرفـقـان أفـتـلان كأنـهـا **** يمـر بسلـمـي دالــجٍ متـشـدد
كقنطـرة الرومـي أقسـم ربـهـا **** لتكتنفـن حـتـى تـشـاد بقـرقـد
صهابيـة العثنـون موجـدة الفـرا **** بعيدة وخـد الرجـل مـوارة اليـد
أمرت يداها فتل شـزرٍ و أجنحـت **** لها عضداهـا فـي سقيـفٍ مسنـد
جنوحٌ دفـاقٌ عنـدك ثـم أفرغـت **** لهـا كتفاهـا فـي معالـى مصعـد
كأن علـوب النسـع فـي و أياتهـا **** موارد من خلقاء فـي ظهـر قـردد
تلاقـى و أحيانـاً تبـيـن كأنـهـا **** بنائـق غـر فـي قميـصٍ مـقـدد
و أتلـع نهـاضٌ إذا صعـدت بــه **** كسكـان بوصـيٍ بدجلـة مصـعـد
و جمجمـةٍ مثـل الـفـلاة كأنـمـا **** وعى الملتقى منها إلى حرف مبـرد
وخد كقرطـاس الشآمـي و مشفـرٌ **** كسبـت اليمانـي قـده لـم يجـرد
و عينـان كالماويتـيـن استكنـتـا **** بلهفي حجاجي صخرةٍ قلـت مـورد
طحـوران عـوار القـذى فتراهمـا **** كمكحولتـي مـذعـورةٍ أم فـرقـد
و صادقتا سمـع التوجـس للسـرى **** لهجـس خفـيٍ أو لصـوت مـنـدد
مؤللتـان تعـرف العتـق فيهـمـا **** كسامعتـي شـاةٍ بحومـل مـفـرد
و أروع نـبـاضٌ أحــد ملمـلـمٌ **** كمرداة صخرٍ فـي صفيـحٍ مصمـد
و إن شئت سامى واسط الكور رأسها **** و عامت بضبعيهـا نجـاء الحفيـدد
و إن شئت لم ترقل و إن شئت أرقلت **** مخافة ملـوي مـن العـد محصـد
و أعلم محزوتٌ من الأنـف مـارنٌ **** عتيق متى ترجم بـه الأرض تـزدد
إذا أقبلـت قالـوا تأخـر رحلـهـا **** وإن أدبـرت قالـوا تقـدم فـاشـدد
وتضحي الجبال الحمر خلفي كأنهـا **** من البعد حفـت بالمـلاء المعضـد
وتشرب بالقعب الصغيـر وإن تقـد **** بمشفرهـا يومـاً إلـى الليـل تنقـد
على مثلها أمضي إذا قـال صاحبـي **** ألا ليتنـي أفديـك منهـا وأفـتـدي
وجاشت إليه النفـس خوفـاً وخالـه **** مصاباً ولو أمسى على غير مرصـد
إذا القوم قالوا من فتىً ؟خلـت أننـي **** عنيـت فكـم أكسـل ولـم أتبـلـد
أحلـت عليهـا بالقطيـع فأجذمـت **** وقـد خـب آل الأمعـز المتـوقـد
فذالت كمـا ذالـت وليـدة مجلـسٍ **** تـري ربهـا أذيـال سحـلٍ معـدد
ولسـت بحـلال التـلاع مخـافـةً **** ولكن متـى يسترفـد القـوم أرفـد
وإن تبغني في حلقـة القـوم تلقنـي **** وإن تقتنصني في الحوانيت تصطـد
متى تأتني أصبحـك كأسـاً رويـةً **** وإن كنت عنها غانيـاً فاغـن وازدد
وإن يلتـق الحـي الجميـع تلاقنـي **** إلى ذروة البيـت الكريـم المصمـد
ندامـاي بيـض كالنجـوم وقيـنـةٌ **** تروح علينـا بيـن بـردٍ ومجسـد
رحيب قطاب الجيـب منهـا رقيقـةٌ **** بجـس الندامـى بضـة المتـجـرد
إذا نحن قلنا أسمعينـا انبـرت لنـا **** على رسلهـا مطروقـةً لـم تشـدد
إذا رجعت في صوتها خلت صوتهـا **** تجـاوب آظـآرٍ علـى ربــعٍ رد
وما زال تشرابـي الخمـور ولذتـي **** وبيعي وإنفاقـي طريفـي ومتلـدي
إلـى أن تحامتنـي العشيـرة كلهـا **** وأفـردت إفـراد البعيـر المعـبـد
رأيـت بنـي غبـراء لا ينكروننـي **** ولا أهـل هـذاك الطـراف الممـدد
ألا أيهذا اللائمـي أحضـر الوغـى **** وأن أشهد اللذات هل أنـت مخلـدي
فإن كنـت لا تسطيـع دفـع منيتـي **** فدعني أبادرهـا بمـا ملكـت يـدي
ولولا ثلاثٌ هن مـن عيشـة الفتـى **** وجدك لم أحفل متـى قـام عـودي
ومنهـن سبقـي العـاذلات بشربـةٍ **** كميتٍ متى مـا تعـل بالمـاء ت**ـد
وكريٌ إذا نـادى المضـاف محنبـاً **** كسيـد الفضـا بنهـتـه المـتـورد
و تقصير يوم الدجن و الدجن معجبٌ **** ببهكنـةٍ تحـت الخـبـاء المعـمـد
كـأن البريـن و الدماليـج غلقـت **** على عشرٍ أو خـروعٍ لـم يحضـد
ذريني أروي هامتـي فـي حياتهـا **** مخافة شربٍ فـي الحيـاة مصـرد
كريـمٌ يـروي نفسـه فـي حياتـه **** ستعلم : إن متنا غداً أينـا الصـدي
أرى قبـر نخـامٍ بخـيـلٍ بمـالـه **** كقبـر غـويٍ فـي البطالـة مفسـد
ترى جثوتين مـن تـرابٍ عليهمـا **** صفائح صـمٌ مـن صفيـحٍ منضـد
أرى الموت يعتام الكرام و يصطفـي **** عقيلـة مـال الفاحـش المتـشـدد
أرى الموت يعتاد النفـوس و لا أرى **** بعيداً غداً ما أقرب اليـوم مـن غـد
أرى العيش كنزاً ناقصـاً كـل ليلـةٍ **** و ما تنقص الأيـام و الدهـر ينفـد
لعمرك إن الموت ما أخطـأ الفتـى **** لكالطـول المرخـى و ثنيـاه باليـد
متى مـا يشـأ يومـاً يقـده لحتفـه **** و من يك فـي حبـل المنيـة ينقـد
فما لي أراني و ابـن عمـي مالكـاً **** متى أدن منـه نيـأ عنـي و يبعـد
يلـوم و مـا أدري عـلام يلومنـي **** كما لامني في الحي قرط بـن معبـد
و أيأسني مـن كـل خيـرٍ طلبتـه **** كأنا وضعنـاه إلـى رمـس ملحـد
على غير ذنـبٍ قلتـه غيـر أننـي **** نشـدت فلـم أغفـل حمولـة معبـد
و قربـت بالقربـى و جـدك إننـي **** متـى يـك أمـرٌ للنكيثـة أشـهـد
و إن أدع للجلى أكن مـن حماتهـا **** و إن يأتك الأعـداء بالجهـد أجهـد
و إن يقذفوا بالقذع عرضـك أسقهـم **** بكأس حياض المـوت قبـل التهـدد
بـلا حـدثٍ أحدثتـه و كمـحـدثٍ **** هجائي و قذفي بالشكـاة و مطـردي
فلو كان مولاي امـرءاً هـو غيـره **** لفـرج كربـي أو لأنظرنـي غـدي
و لكن مـولاي امـرؤ هـو خانقـي **** على السكر و التسآل أو أنـا مفتـد
و ظلم ذوي القربى أشـد مضاضـةً **** على المرء من وقع الحسـام المهنـد
فذرني و خلقـي إننـي لـك شاكـرٌ **** و لو حل بيتي نائيـاً عنـد ضرغـد
فلو شاء ربي كنت قيس بـن خالـدٍ **** و لو شاء ربي كنت عمرو بن مرثد
فأصبحت ذا مـالٍ كثيٍـر و زارنـي **** بنـونٌ كــرامٌ ســادةٌ لمـسـود
أنا الرجل الضرب الـذي تعرفونـه **** خشـاشٌ كـرأس الحيـة المتـوقـد
فآليـت لا ينفـك كشحـي بطـانـةً **** لعضـبٍ رقيـقٍ الشفرتيـن مًهـنـد
حسامٌ إذا مـا قمـت منتصـراً بـه **** كفى العوذ فيه البدء ليـس بمعضـد
أخي ثقـةٍ لا ينثنـي عـن ضريبـةٍ **** إذا قيل مهـلاً قـال حاجـزه قـدي
إذا ابتدر القـوم السـلاح وجدتنـي **** منيعـاً إذا ابتلـت بقائـمـه يــدي
وبرك هجودٍ قـد أثـارت مخافتـي **** بواديهـا أمشـي بعضـبٍ مـجـرد
فمـرت كهـاة ذات خيـفٍ جلالـةٌ **** عقيلـة شيـخٍ كالوبـيـل بلـنـدد
يقول وقـد ثـر الوظيـف وساقهـا **** ألست تـرى أن قـد أتيـت بمؤيـد
وقال : ألا مـاذا ؟ تـرون بشـاربٍ **** شـديـدٍ عليـنـا بغـيـه متعـمـد
وقـال ذروه إنـمـا نفعـهـا لــه **** وإلا تكفـوا قاصـي البـرك يـزدد
فظـل الإمـاء يمتللـن حـوارهـا **** ويسعـى بهـا بالسديـف المسرهـد
فإن مـت فانعنـي بمـا أنـا أهلـه **** وشقي علي الجيب يـا ابنـة معبـد
ولا تجعليني كامـريء ليـس همـه **** كهمي ولا يغنـي غنائـي ومشهـدي
تبطيء عن الجلى سريعٍ إلى الخنـا **** ذلـولٍ بأجمـاع الـرجـال ملـهـد
ولو كنت وغلاً في الرجال لضرنـي **** عـداوة ذي الأصحـاب والمتوحـد
ولكـن نفـى الأعـادي جـرأتـي **** عليهم وإقدامـي وصدقـي ومحتـدي
لعمـرك مـا أمـري علـي بغمـةٍ **** نهـاري ولا ليلـي علـي بسرمـد
ويومٍ حبست النفـس عنـد عراكـه **** حفاظـاً علـى عوراتـه والتـهـدد
على موطنٍ يخشى الفتى عنده الردى **** متى تعترك فيـه الفرائـض ترعـد
أرى الموت لا يرعى على ذي جلالةٍ **** وإن كان في الدنيـا عزيـزاً بمقعـد
وأصفر مضبـوحٍ نظـرت حـواره **** على النار واستودعته كـف مجمـد
ستبدي لك الأيام مـا كنـت جاهـلاً **** ويأتيك بالأخبـار مـن لـم تـزود
ويأتيك بالأخبار مـن لـم تبـع لـه **** بتاتاً ولم تضرب لـه وقـت موعـد
لعمـرك مـا الأيــام إلا مـعـارةٌ **** فما اسطعت مـن معروفهـا فتـزود
ولا خير في خيرٍ ترى الشـر دونـه **** ولا نائـلٍ يأتيـك بـعـد التـلـدد
عن المرء لا تسأل وأبصـر قرينـه **** فـإن القريـن بالمقـارن يقـتـدي
لعمـرك مـا أدري و إنـي لواجـل **** أفي اليـوم إقـدام المنيـة أم غـد ؟
فإن تـك خلفـي لا يفتهـا سواديـا **** و إن تك قدامـي أجدهـا بمرصـد
إذا أنـت لـم تنفـع بـودك أهـلـه **** و لم تنك بالبؤسـى عـدوك فابعـد
لا يرهب ابن العم ما عشت صولتـي **** و لا أختنـي مـن صولـةٍ المتهـدد
و إنـي و إن أوعدتـه أو وعـدتـه **** لمختلفٌ إيعادي و منجـز موعـدي