" ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قيام الليل "
لقد عقدتُ هذا الفصلَ لأُبَيِّنَ حرصَ رسول الله صلى الله عليه وسلم على القيام، وحالَه فيه من الخشوع والبكاء والتَّطويل، ولستُ أريدُ بعقده بيانَ هَدْيه في القيام وعدد ركعاته وأحوال قنوته وغيرها؛ لأني لن أستوعبها في هذه الصفحات .
والتطويلُ هنا مخالفٌ لجملة الرسالة؛ وإنَّما أُحيل القارئَ الكريمَ على بعض الكتب التي وصفت قيامه صلى الله عليه وسلم وبَيَّنَتْ أحكامَ هذا القيام؛ سواءً أكان ذلك في كتاب مفرد أم في جزء من كتاب قديمًا وحديثًا .
فممَّن كتب فيه ابنُ القيم - رحمه اللهُ - في كتابه القَيِّم المشهور (زاد المعاد (الجزء الأول) )، وممَّن أفرد له كتابًا من المحدثين الدكتور فيحان المطيريُّ في كتابه (إسعاف أهل العصر بما ورد في أحكام الوتر)، وأورد بعضَ الأحاديث التي تُبَيِّنُ حرصَه صلى الله عليه وسلم على قيام الليل .
1- عن أبي ذرٍّ - رضي الله عنه - قال : قام النبيُّ صلى الله عليه وسلم حتى أصبحَ بآية "إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ" [المائدة: 118] [ رواه ابن ماجه وحسَّنه الألبانيُّ ] .
2- عن المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - قال : قام النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - حتى تورَّمت قدماه، فقيل له : قد غُفر لك ما تقدَّم من ذنبك وما تأخَّر؟ قال : «أفلا أكون عبدًا شكورًا» ( متَّفق عليه ) .
3- قالت عائشةُ - رضي الله عنها : "لا تَدَعْ قيامَ اللَّيل؛ فإنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان لا يدعه، وكان إذا مرض أو كسل صلى قاعدًا" ( رواه أبو داود وابن خزيمة وصحَّحه الألبانيُّ ) .
4- عن أنس - رضي الله عنه - قال : "كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُفْطر من الشَّهر حتى نظنَّ أن لا يصوم منه، ويصومُ حتى نظنَّ أن لا يفطر منه شيئًا، وكان لا تشاءُ أن تراه مصلِّيًا إلا رأيتَه ولا نائمًا إلا رأيتَه» (رواه البخاريُّ ).
5- عن عائشة - رضي الله عنها – "أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يُصَلِّي إحدى عشرة ركعة - تعني في الليل - يسجدُ السجدةَ من ذلك قدرَ ما يقرأُ أحدُكم خمسين آيةً قبل أن يرفع رأسَه، ويركع ركعتين قبل صلاة الفجر، ثم يضطَّجع على شقِّه الأيمن حتى يأتيه المنادي للصلاة" ( رواه البخاريُّ ) .
6- عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال : "صَلَّيْتُ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم ليلة، فلم يزل قائمًا؛ حتى هَمَمْتُ بأمر سوء، قيل: وما هممت؟ قال: هممتُ أن أجلس وأدعه". متَّفقٌ عليه.
7- عن حذيفة - رضي الله عنه - قال : صَلَّيْتُ مع النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح البقرة، فقلتُ: "يركعُ عند المئة" ثم مضى، فقلت : يصلي بها في ركعة , فمضى فقلتُ : يركعُ بها، ثم افتتح النساءَ فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها؛ يقرأ مترسِّلاً؛ إذا مرَّ بآية فيها تسبيحٌ سَبَّحَ، وإذا مرَّ بسؤال سأل، وإذا مرَّ بتعوُّذ تَعَوَّذَ، ثم ركع فجعل يقولُ : «سبحان ربي العظيم»؛ فكان ركوعُه نحوًا من قيامه، ثم قال : «سمع اللهُ لمن حمده، ربنا لك الحمدُ»، ثم قام طويلاً قريبًا مما ركع، ثم سجد، فقال : «سبحان ربي الأعلى»؛ فكان سجودُه قريبًا من قيامه ( رواه مسلم ) .
8- عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنَّه سأل عائشة : «كيف كانت صلاةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان ؟ قال : فقالت : ما كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يزيدُ في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة يصلي أربعًا؛ فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعًا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثًا ,قالت عائشة : فقلت : يا رسول الله، أتنام قبل أن توتر ؟ فقال : «يا عائشة إن عينيَّ تنامان ولا ينام قلبي» ( متَّفَقٌ عليه ) .
الكلم الطيب
لقد عقدتُ هذا الفصلَ لأُبَيِّنَ حرصَ رسول الله صلى الله عليه وسلم على القيام، وحالَه فيه من الخشوع والبكاء والتَّطويل، ولستُ أريدُ بعقده بيانَ هَدْيه في القيام وعدد ركعاته وأحوال قنوته وغيرها؛ لأني لن أستوعبها في هذه الصفحات .
والتطويلُ هنا مخالفٌ لجملة الرسالة؛ وإنَّما أُحيل القارئَ الكريمَ على بعض الكتب التي وصفت قيامه صلى الله عليه وسلم وبَيَّنَتْ أحكامَ هذا القيام؛ سواءً أكان ذلك في كتاب مفرد أم في جزء من كتاب قديمًا وحديثًا .
فممَّن كتب فيه ابنُ القيم - رحمه اللهُ - في كتابه القَيِّم المشهور (زاد المعاد (الجزء الأول) )، وممَّن أفرد له كتابًا من المحدثين الدكتور فيحان المطيريُّ في كتابه (إسعاف أهل العصر بما ورد في أحكام الوتر)، وأورد بعضَ الأحاديث التي تُبَيِّنُ حرصَه صلى الله عليه وسلم على قيام الليل .
1- عن أبي ذرٍّ - رضي الله عنه - قال : قام النبيُّ صلى الله عليه وسلم حتى أصبحَ بآية "إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ" [المائدة: 118] [ رواه ابن ماجه وحسَّنه الألبانيُّ ] .
2- عن المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - قال : قام النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - حتى تورَّمت قدماه، فقيل له : قد غُفر لك ما تقدَّم من ذنبك وما تأخَّر؟ قال : «أفلا أكون عبدًا شكورًا» ( متَّفق عليه ) .
3- قالت عائشةُ - رضي الله عنها : "لا تَدَعْ قيامَ اللَّيل؛ فإنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان لا يدعه، وكان إذا مرض أو كسل صلى قاعدًا" ( رواه أبو داود وابن خزيمة وصحَّحه الألبانيُّ ) .
4- عن أنس - رضي الله عنه - قال : "كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُفْطر من الشَّهر حتى نظنَّ أن لا يصوم منه، ويصومُ حتى نظنَّ أن لا يفطر منه شيئًا، وكان لا تشاءُ أن تراه مصلِّيًا إلا رأيتَه ولا نائمًا إلا رأيتَه» (رواه البخاريُّ ).
5- عن عائشة - رضي الله عنها – "أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يُصَلِّي إحدى عشرة ركعة - تعني في الليل - يسجدُ السجدةَ من ذلك قدرَ ما يقرأُ أحدُكم خمسين آيةً قبل أن يرفع رأسَه، ويركع ركعتين قبل صلاة الفجر، ثم يضطَّجع على شقِّه الأيمن حتى يأتيه المنادي للصلاة" ( رواه البخاريُّ ) .
6- عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال : "صَلَّيْتُ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم ليلة، فلم يزل قائمًا؛ حتى هَمَمْتُ بأمر سوء، قيل: وما هممت؟ قال: هممتُ أن أجلس وأدعه". متَّفقٌ عليه.
7- عن حذيفة - رضي الله عنه - قال : صَلَّيْتُ مع النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح البقرة، فقلتُ: "يركعُ عند المئة" ثم مضى، فقلت : يصلي بها في ركعة , فمضى فقلتُ : يركعُ بها، ثم افتتح النساءَ فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها؛ يقرأ مترسِّلاً؛ إذا مرَّ بآية فيها تسبيحٌ سَبَّحَ، وإذا مرَّ بسؤال سأل، وإذا مرَّ بتعوُّذ تَعَوَّذَ، ثم ركع فجعل يقولُ : «سبحان ربي العظيم»؛ فكان ركوعُه نحوًا من قيامه، ثم قال : «سمع اللهُ لمن حمده، ربنا لك الحمدُ»، ثم قام طويلاً قريبًا مما ركع، ثم سجد، فقال : «سبحان ربي الأعلى»؛ فكان سجودُه قريبًا من قيامه ( رواه مسلم ) .
8- عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنَّه سأل عائشة : «كيف كانت صلاةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان ؟ قال : فقالت : ما كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يزيدُ في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة يصلي أربعًا؛ فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعًا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثًا ,قالت عائشة : فقلت : يا رسول الله، أتنام قبل أن توتر ؟ فقال : «يا عائشة إن عينيَّ تنامان ولا ينام قلبي» ( متَّفَقٌ عليه ) .
الكلم الطيب