مع آية: (إن علينا جمعه وقرآنه)
محمد بن علي بن جميل المطري
تكفل الله لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم ببيان ما أنزل إليه من كتابه، كما قال سبحانه: ﴿ لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴾ [القيامة:16 - 19].
قال ابن كثير في تفسيره (8/278):
"هذا تعليم من الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم في كيفية تلقيه الوحي من الملك، فإنه كان يبادر إلى أخذه، ويسابق الملك في قراءته، فأمره الله عز وجل إذا جاءه الملك بالوحي أن يستمع له، وتكفل له أن يجمعه في صدره، وأن ييسره لأدائه على الوجه الذي ألقاه إليه، وأن يبينه له ويفسره ويوضحه. فالحالة الأولى جمعه في صدره، والثانية تلاوته، والثالثة تفسيره وإيضاح معناه؛ ولهذا قال: ﴿ لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ ﴾ [القيامة: 16] أي: بالقرآن، كما قال: ﴿ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾ [طه: 114]. ثم قال: ﴿ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ ﴾ [القيامة: 17] أي: في صدرك، ﴿ وَقُرْآنَهُ ﴾ [القيامة: 17] أي: أن تقرأه، ﴿ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ ﴾ [القيامة: 18] أي: إذا تلاه عليك المَلَك عن الله عز وجل، ﴿ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ﴾ [القيامة: 18] أي: فاستمع له، ثم اقرأه كما أقرأك، ﴿ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴾ [القيامة: 19] أي: بعد حفظه وتلاوته نبينه لك ونوضحه، ونلهمك معناه على ما أردنا وشرعنا ". انتهى.
وفي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله عز وجل: ﴿ لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ ﴾[القيامة: 16] قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه جبريل بالوحي كان مما يحرك به لسانه وشفتيه فيشتد عليه، فكان ذلك يعرف منه»، فأنزل الله تعالى: ﴿ لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ ﴾ [القيامة: 16] أخذه ﴿ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ ﴾ [القيامة: 17] إن علينا أن نجمعه في صدرك وقرآنه فتقرؤه ﴿ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ﴾ [القيامة: 18] قال: أنزلناه فاستمع له ﴿ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴾ [القيامة: 19] أن نبينه بلسانك فكان إذا أتاه جبريل أطرق فإذا ذهب قرأه كما وعده الله.
فالنبي صلى الله عليه وسلم يعلم تفسير القرآن الكريم كله كما أراد الله، وكان النبي عليه الصلاة والسلام يتدارس مع جبريل عليه السلام القرآن، وإذا أشكل عليه شيء من القرآن يسأل عنه جبريل عليه السلام كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلَ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: ﴿ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ﴾ [الزمر: 68] مَنِ الَّذِينَ لَمْ يَشَأِ اللَّهُ أَنْ يَصْعَقَهُمْ؟ قَالَ: « هُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ » رواه الحاكم وصححه وقال الذهبي: صحيح على شرط البخاري ومسلم، وصححه الألباني.
محمد بن علي بن جميل المطري
تكفل الله لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم ببيان ما أنزل إليه من كتابه، كما قال سبحانه: ﴿ لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴾ [القيامة:16 - 19].
قال ابن كثير في تفسيره (8/278):
"هذا تعليم من الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم في كيفية تلقيه الوحي من الملك، فإنه كان يبادر إلى أخذه، ويسابق الملك في قراءته، فأمره الله عز وجل إذا جاءه الملك بالوحي أن يستمع له، وتكفل له أن يجمعه في صدره، وأن ييسره لأدائه على الوجه الذي ألقاه إليه، وأن يبينه له ويفسره ويوضحه. فالحالة الأولى جمعه في صدره، والثانية تلاوته، والثالثة تفسيره وإيضاح معناه؛ ولهذا قال: ﴿ لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ ﴾ [القيامة: 16] أي: بالقرآن، كما قال: ﴿ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾ [طه: 114]. ثم قال: ﴿ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ ﴾ [القيامة: 17] أي: في صدرك، ﴿ وَقُرْآنَهُ ﴾ [القيامة: 17] أي: أن تقرأه، ﴿ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ ﴾ [القيامة: 18] أي: إذا تلاه عليك المَلَك عن الله عز وجل، ﴿ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ﴾ [القيامة: 18] أي: فاستمع له، ثم اقرأه كما أقرأك، ﴿ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴾ [القيامة: 19] أي: بعد حفظه وتلاوته نبينه لك ونوضحه، ونلهمك معناه على ما أردنا وشرعنا ". انتهى.
وفي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله عز وجل: ﴿ لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ ﴾[القيامة: 16] قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه جبريل بالوحي كان مما يحرك به لسانه وشفتيه فيشتد عليه، فكان ذلك يعرف منه»، فأنزل الله تعالى: ﴿ لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ ﴾ [القيامة: 16] أخذه ﴿ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ ﴾ [القيامة: 17] إن علينا أن نجمعه في صدرك وقرآنه فتقرؤه ﴿ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ﴾ [القيامة: 18] قال: أنزلناه فاستمع له ﴿ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴾ [القيامة: 19] أن نبينه بلسانك فكان إذا أتاه جبريل أطرق فإذا ذهب قرأه كما وعده الله.
فالنبي صلى الله عليه وسلم يعلم تفسير القرآن الكريم كله كما أراد الله، وكان النبي عليه الصلاة والسلام يتدارس مع جبريل عليه السلام القرآن، وإذا أشكل عليه شيء من القرآن يسأل عنه جبريل عليه السلام كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلَ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: ﴿ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ﴾ [الزمر: 68] مَنِ الَّذِينَ لَمْ يَشَأِ اللَّهُ أَنْ يَصْعَقَهُمْ؟ قَالَ: « هُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ » رواه الحاكم وصححه وقال الذهبي: صحيح على شرط البخاري ومسلم، وصححه الألباني.