أصبحت الحواسيب الشخصية أحد الفائزين الواضحين في عصر فيروس كورونا المستجد، إلى جانب خدمات توصيل البقالة وتطبيقات البث وخدمات مكالمات الفيديو، وذلك بناءً على مكاسب الاستخدام في الأسابيع الأخيرة، بحيث أحدث الفيروس تغييرًا كبيرًا في الحياة اليومية للناس في جميع أنحاء العالم، ويشمل هذا التغيير طريقة استخدام التكنولوجيا.
وتقل الحاجة إلى الخدمات الموجهة للسفر، مثل (Airbnb) أو خرائط جوجل أو أوبر، عندما يبقى الأشخاص في المنزل، ويستفيدون من الشاشات الكبيرة ولوحات المفاتيح التي تسمح بكتابة النص بشكل أسرع.
وتشكل هذه المعلومات أخبارًا جيدة للشركات المصنعة لأجهزة الحواسيب الشخصية والبرمجيات والأجهزة الطرفية، التي قمعت بسبب صعود الأجهزة المحمولة، مثل آيفون من آبل والمنافسين المصنعين للأجهزة العاملة بنظام التشغيل أندرويد من جوجل.
وكتب (بانوس باناي) Panos Panay، كبير مسؤولي المنتجات في مايكروسوفت، في تدوينة جديدة: “يستخدم العملاء أجهزة الحواسيب الشخصية العاملة بنظام التشغيل ويندوز في هذا الوقت من أجل الحفاظ على الإنتاجية والاتصال والتعلم، ويتم إنفاق أكثر من 4 تريليون دقيقة على ويندوز 10 شهريًا، بزيادة بنسبة 75 في المئة على أساس سنوي”.
وحصل نظام التشغيل ويندوز على ما يقرب من 87 في المئة من سوق أنظمة تشغيل الحواسيب الشخصية في شهر أبريل، وذلك وفقًا لبيانات منصة (NetMarketShare)، وقالت شركة مايكروسوفت في شهر مارس إنها وصلت إلى مليار جهاز نشط يعمل بنظام ويندوز 10.
ويأتي بعد ويندوز نظام التشغيل (MacOS) من آبل، الذي يعد ثاني أشهر نظام تشغيل للحواسيب الشخصية، بحيث حصل نظام تشغيل آبل على نحو 10 في المئة من الحصة السوقية في شهر أبريل.
وقال (لوكا مايستري) Luca Maestri، المدير المالي لشركة آبل، للمحللين أثناء الإعلان عن نتائج الشركة المالية للربع المنتهي في 28 مارس، إن قاعدة مستخدمي أجهزة حواسيب ماك النشطة سجلت ارتفاعًا قياسيًا، مضيفًا أن الشركة تتوقع تسارع نمو عائدات ماك في الربع الحالي.
وقفزت مبيعات أجهزة الحاسب الدفتري وملحقات الحاسب الشخصي في الأسبوعين الأولين من شهر مارس، وذلك وفقًا لمجموعة (NPD)، ونمت مبيعات أجهزة الحواسيب الشخصية بنسبة 53 في المئة تقريبًا خلال الأسبوع الثالث من شهر أبريل، حسبما قال متحدث باسم الشركة لشبكة (CNBC).
وكتب المتحدث: “نمت مبيعات أجهزة الحواسيب الشخصية بنسبة 30 في المئة على الأقل، وارتفعت مبيعات أجهزة حواسيب (كروم بوك) Chromebook بنسبة تزيد عن 100 في المئة، وارتفعت مبيعات ويندوز بنسبة 46 في المئة”.
وقدرت شركة أبحاث السوق (آي دي سي) IDC أن شحنات أجهزة الحواسيب الشخصية انخفضت بنحو 10 في المئة في الربع الأول بسبب انخفاض العرض.
ولا تأتي عودة الحواسيب الشخصية بالضرورة على حساب الأجهزة المحمولة، إذ وجدت صحيفة نيويورك تايمز أن بيانات (Apptopia) و (LikeWeb) من شهر يناير حتى شهر مارس أظهرت ارتفاعًا حادًا في استخدام مواقع الويب، مثل فيسبوك ونيتفليكس، مع زيادة استخدام أقل وضوحًا لتطبيقات تلك الخدمات.
وأعلنت فيسبوك الشهر الماضي عن تحديثين للمنتج، مما يسهل استخدام بعض خدماتها الأكثر شيوعًا عبر أجهزة الحواسيب المكتبية أو المحمولة، حيث أعلنت عن توفر عملاء (MacOS) وويندوز لتطبيق الدردشة مسنجر، وجعلت رسائل إنستاجرام المباشرة متاحة على الويب.
ومع ذلك، قد لا يستمر العصر الذهبي الجديد للحواسيب الشخصية لفترة طويلة، إذ لا تزال الحكومات تدرس متى يمكن للناس العودة إلى المكاتب والمدارس وغيرها من المرافق الأخرى.