جميعنا ندخل المدارس والجامعات لنتعلم ونحصل على الشهادة التي تزداد قيمتها كلما كان التعليم أفضل ومكان الدراسة أعرق، لكن ماذا عن الذين لم يدخلوا المدراس واقتصروا على «التعليم المنزلي» لسبب أو لآخر؟
هل يمكن للمنزل وحده أن يكون مدرسة وجامعة يتخرج منها العباقرة الذين ينجحون في حياتهم ويغيرون العالم من حولهم؟ التاريخ أثبت لنا هذا طالما استطاع الأبوين الاعتناء بطفلهم وتوجيهه كما ستعرف في هذا التقرير.
جولييلمو ماركوني.. من البيت إلى نوبل
في البداية كان الإنسان يرسل الخطابات بالورق عبر المسافات الطويلة، قاطعًا الأراضي والبحار بها حتى تصل إلى الطرف الآخر، ثم تطورت التكنولوجيا لتنتقل الأصوات في الأسلاك والكابلات الطويلة، ولكن متى بدأ النقل في الهواء عبر الموجات غير المرئية؟
هنا تبرز جهود عدد من العلماء وأشهرهم «جولييلمو ماركوني» الذي تعلم في بيته حتى بلغ عشرين عامًا، وحين حاول الالتحاق بالجامعة أخفق في امتحان القبول، لكنه قرأ في الفيزياء عن الموجات المغناطيسية التي استهوته ودفعته لإجراء المزيد من التجارب فيها.
أثمرت جهوده عن اختراع جهاز إرسال «البرق اللاسلكي» الذي استخدمته البحرية في تتبع السفن، حتى أن سفن الإنقاذ استخدمته لتتبع السفينة الأشهر «تيتانيك» ونتيجة لهذه الجهود حصل «ماركوني» على جائزة نوبل عام 1909، ولولاه لما كان الراديو الذي يبقى من أهم الوسائل الإعلامية حتى اليوم.
توماس إديسون.. الغبي مُنير العالم
بعد 3 أشهر فقط من التعليم في المدرسة، طرد المدير تلميذًا يُدعى «توماس» بتهمة الغباء، لأنه كثير السؤال والنقاش مع أساتذته، بالإضافة لضعف سمعه الذي جعل التعامل معه أصعب وأثبت صفة الغباء عليه.
عاد «توماس» الصغير إلى بيته حاملاً رسالة الفصل المغلقة، وأعطاها لوالدته دون أن يعرف ما بها، لكن الأم قرأت الرسالة وبكت من سوء الحُكم على طفلها، وحين سألها عما يبيكها قالت «المدرسة ترى أن قدراتك أعلى من زملائك، ولن يمكنك الدراسة معهم»
يبدو أن الحظ وقف بجوار الطفل الصغير، لأن أمه صارت مسؤولة عن تعلميه، لتنمي عنده مهارة البحث والإطلاع، فكان التعليم المنزلي هو الذي أخرج للعالم «توماس ألفا إديسون» الذي سجّل 1093 اختراعًا باسمه، أشهرها تطويره للمصباح الكهربي وتسويقه الذي أضاء العالم كله.