الكتاب: شرح التصريف
المؤلف: أبو القاسم عمر بن ثابت الثمانيني (المتوفى: 442هـ)
عقد
إذا كان لام الاسم واوًا وجُمِعَ على "فُعُول" فإنّه يجتمع في آخره واوان، وتدغم الأولى في الثانية فتصير واوًا مثقّلة فثقل عليهم اجتماع واوين في جمع لثقل الجمع، وثقل الواو [فقلبوا الواو ياء] قالوا: "عَصا وعُصِيٌّ" والأصل: "عُصُوٌّ"، وقالوا: "دَلْوٌ ودُلِيٌّ" والأصل: "دُلُوٌّ" و"حَقْوٌ وحُقِيٌّ" والأصل "حُقُوٌّ".
ولهم في قلب هذه الواو إلى الياء طريقان:
أحدهما: أنّهم تصوّروا أنّ الواو الأولى بمنزلة الضّمّة، فحصل كأنّ في آخره واوًا قبلها ضمّة، فقلب من الواو ياء فصار: "عُصُويٌ" و"دُلُويٌ" و"حُقُويٌ"، فلمّا اجتمع الواو والياء والسّابق ساكنٌ قلبوا من الواو ياء، وأدغموا الياء في الياء فصار "عُصُيٌّ" و"دُلُيٌّ" و"حُقُيٌّ"، ثمّ كسروا ما قبل الياء لتتمكّن فقالوا: "عُصِيّ" و"دُلِيّ" و"حُقِيّ"، وربّما كسروا الحرف الأوّل إتباعًا لكسرة الثاني فقالوا: "عِصِيٌّ"، و"دِلِيٌّ" و"حِقِيٌّ".
والوجه الثاني في القلب: أنّهم لم يعتدّوا بالواو الأولى لسكونها فصارت
الواو الأخيرة كأنّها قد وليت الضّمَّةَ التي قبل الواو الأولى، ومن شأنهم إذا كان في آخر الاسم واوٌ قبلها ضمّةٌ أن يقلبوا الواو ياء قالوا: "عُصُويٌ" فلمّا اجتمعت الواو، والياء، والسّابق ساكن قلبوا من الواو ياء وأدغموها في الياء الأخيرة، ثمّ كسروا ما قبل الياء لتمكّن الياء فقالوا: "عُصِيّ"، وربّما كسروا الأوّل اتّباعًا للثاني فقالوا: "عِصِيٌّ" و"دِلِيٌّ" و"حِقِيٌّ" واستمرّ القياس على هذا.
وقد شذَّ منه أسماء قليلة جاءت وفي آخرها واو مثقّلة، وإنّما صحّحوها لينبّهوا على الأصل الذي انتقلوا منه قالوا في جمع "نَجْوٍ" وهو السّحابُ: "نُجُوٌّ" وقالوا في جمع "نَحْوٍ": "نُحُوٌّ"، وحكي عن بعض العرب أنّه قال: (إنّكم لتنظرون في نُحُوٍّ كثيرة)، وقالوا في جمع "أبٍ": "أُبُوٌّ" وفي جمع "أخٍ": "أُخُوٌّ"، وفي جمع "ابْنٍ": "بُنُوٌّ"
قال القَنانيُّ يرثي الكسائيَّ:
أبى الذَّمَّ أخلاقُ الكسائيِّ وانتمت ... به المجدَ أخلاقُ الأُبُوِّ السّوابق
وقالوا في الصّدر "بَهْوٌ" وجمعه "بُهُوٌّ" وقد قالوا: "بُهِيٌّ" على القلب.
المؤلف: أبو القاسم عمر بن ثابت الثمانيني (المتوفى: 442هـ)
عقد
إذا كان لام الاسم واوًا وجُمِعَ على "فُعُول" فإنّه يجتمع في آخره واوان، وتدغم الأولى في الثانية فتصير واوًا مثقّلة فثقل عليهم اجتماع واوين في جمع لثقل الجمع، وثقل الواو [فقلبوا الواو ياء] قالوا: "عَصا وعُصِيٌّ" والأصل: "عُصُوٌّ"، وقالوا: "دَلْوٌ ودُلِيٌّ" والأصل: "دُلُوٌّ" و"حَقْوٌ وحُقِيٌّ" والأصل "حُقُوٌّ".
ولهم في قلب هذه الواو إلى الياء طريقان:
أحدهما: أنّهم تصوّروا أنّ الواو الأولى بمنزلة الضّمّة، فحصل كأنّ في آخره واوًا قبلها ضمّة، فقلب من الواو ياء فصار: "عُصُويٌ" و"دُلُويٌ" و"حُقُويٌ"، فلمّا اجتمع الواو والياء والسّابق ساكنٌ قلبوا من الواو ياء، وأدغموا الياء في الياء فصار "عُصُيٌّ" و"دُلُيٌّ" و"حُقُيٌّ"، ثمّ كسروا ما قبل الياء لتتمكّن فقالوا: "عُصِيّ" و"دُلِيّ" و"حُقِيّ"، وربّما كسروا الحرف الأوّل إتباعًا لكسرة الثاني فقالوا: "عِصِيٌّ"، و"دِلِيٌّ" و"حِقِيٌّ".
والوجه الثاني في القلب: أنّهم لم يعتدّوا بالواو الأولى لسكونها فصارت
الواو الأخيرة كأنّها قد وليت الضّمَّةَ التي قبل الواو الأولى، ومن شأنهم إذا كان في آخر الاسم واوٌ قبلها ضمّةٌ أن يقلبوا الواو ياء قالوا: "عُصُويٌ" فلمّا اجتمعت الواو، والياء، والسّابق ساكن قلبوا من الواو ياء وأدغموها في الياء الأخيرة، ثمّ كسروا ما قبل الياء لتمكّن الياء فقالوا: "عُصِيّ"، وربّما كسروا الأوّل اتّباعًا للثاني فقالوا: "عِصِيٌّ" و"دِلِيٌّ" و"حِقِيٌّ" واستمرّ القياس على هذا.
وقد شذَّ منه أسماء قليلة جاءت وفي آخرها واو مثقّلة، وإنّما صحّحوها لينبّهوا على الأصل الذي انتقلوا منه قالوا في جمع "نَجْوٍ" وهو السّحابُ: "نُجُوٌّ" وقالوا في جمع "نَحْوٍ": "نُحُوٌّ"، وحكي عن بعض العرب أنّه قال: (إنّكم لتنظرون في نُحُوٍّ كثيرة)، وقالوا في جمع "أبٍ": "أُبُوٌّ" وفي جمع "أخٍ": "أُخُوٌّ"، وفي جمع "ابْنٍ": "بُنُوٌّ"
قال القَنانيُّ يرثي الكسائيَّ:
أبى الذَّمَّ أخلاقُ الكسائيِّ وانتمت ... به المجدَ أخلاقُ الأُبُوِّ السّوابق
وقالوا في الصّدر "بَهْوٌ" وجمعه "بُهُوٌّ" وقد قالوا: "بُهِيٌّ" على القلب.