العلامة صالح الفوزان
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آلهوأصحابه أجمعين. أما بعد:
-يكره للمسلم فيالصلاة الإلتفات بوجهه وصدره؛ لقول النبي:{وهو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد }[رواه البخاري]، إلا أنيكون ذلك لحاجة، فلا بأس به، كما في حالة الخوف أو كان لغرض صحيح.
فإن استدار بجميع بدنه، أو استدبر الكعبة في غير حالة الخوف بطلت صلاته؛ لتركهالإستقبال بلا عذر.
فتبين بهذا أن الإلتفات في الصلاة في حالة الخوف لا بأس به؛ لأن ذلك من ضرورياتالقتال وإن كان في غير حالة الخوف، فإن كان بالوجه والصدر فقط دون بقية البدن، فإنكان لحاجة فلا بأس، وإن كان لغير حاجة فهو مكروه، وإن كان بجميع البدن بطلت صلاته.
-ويكره في الصلاة رفع بصره إلى السماء؛ فقد أنكر النبيعلى من يفعل ذلك، فقال :{ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم؟ }، واشتد قوله في ذلك، حتى قال :{لينتهنأو لتخطفن أبصارهم } [رواه البخاري].
وقد سبق أنه ينبغي أن يكون نظر المصلي إلى موضع سجوده، فلا ينبغي له أن يسرحبصره فيما أمامه من الجدران، والنقوش، والكتابات، ونحو ذلك؛ لأن ذلك يشغله عنصلاته.
-ويكره في الصلاة تغميض عينيه لغير حاجة؛ لأن ذلك من فعل اليهود، وإن كانالتغميض لحاجة، كأن يكون أمامه ما يشوش عليه صلاته كالزخارف والتزويق، فلا يكرهإغماض عينيه عنه، هذا معنى ما ذكره ابن القيم رحمه الله.
-ويكره في الصلاة إقعاؤه في الجلوس، وهو أن يفرش قدميه ويجلس على عقبيه؛ لقوله:{إذا رفعت رأسك من السجود فلا تقع كما يقعي الكلب } [رواه ابن ماجه]، وما جاء بمعناه من الأحاديث.
-ويكره في الصلاة أن يستند إلى جدار أو نحوه حال القيام، إلا من حاجة؛ لأنهيزيل مشقة القيام، فإن فعله لحاجة - كمرض ونحوه - فلا بأس.
ويكره في الصلاة إفتراش ذراعيه حال السجود، بأن يمدها إلى الأرض مع إلصاقهمابها؛ قال:{إعتدلوا في السجود، ولا يبسط أحدكم ذراعيه إنبساط الكلب } [متفق عليه]، وفي حديث آخر:{ولايفترش ذراعيه إفتراش الكلب }.
-ويكره في الصلاة العبث - وهو اللعب - وعمل ما لا فائدة فيه بيد، أو رجل، أولحية، أو ثوب، أو غير ذلك، ومنه مسح الأرض من غير حاجة.
-ويكره في الصلاة التخصر، وهو وضع اليد على الخاصرة، وهي الشاكلة ما فوق رأسالورك من المستدق؛ وذلك لأن التخصر فعل الكفار المتكبرين، وقد نهينا عن التشبه بهم،وقد ثبت في الحديث المتفق عليه النهي عن أن يصلي الرجل متخصراً.
-ويكره في الصلاة فرقعة أصابعه وتشبيكها.
-ويكره أن يصلي وبين يديه ما يشغله ويلهيه؛ لأن ذلك يشغله عن إكمال صلاته.
-وتكره الصلاة في مكان فيه تصاوير؛ لما فيه من التشبه بعبادة الأصنام، سواءكانت الصورة منصوبة أو غير منصوبة على الصحيح.
-ويكره أن يدخل في الصلاة وهو مشوش الفكر بسبب وجود شيء يضايقه، كاحتباس بول،أو غائط، أو ريح، أو حالة برد أو حر شديدين، أو جوع أو عطش مفرطين؛ لأن ذلك يمنعالخشوع.
-وكذا يكره دخوله في الصلاة بعد حضور طعام يشتهيه؛ لقوله عليه الصلاة والسلام : {لا صلاة بحضرة طعام، ولا هو يدافعه الأخبثان } [رواه مسلم ] .
وذلك كله رعاية لحق الله تعالى ليدخل العبد في العبادة بقلب حاضر مقبل على ربه.
-ويكره للمصلي أن يخص جبهته بما يسجد عليه؛ لأن ذلك من شعار الرافضة، ففي ذلكالفعل تشبه بهم.
-ويكره في الصلاة مسح جبهته وأنفه مما علق بهما من أثر السجود، ولا بأس بمسحذلك بعد الفراغ من الصلاة.
-ويكره في الصلاة العبث بمس لحيته، وكف ثوبه، وتنظيف أنفه، ونحو ذلك؛ لأن ذلكيشغله عن صلاته.
والمطلوب من المسلم أن يتجه إلى صلاته بكليته، ولا يتشاغل عنها بما ليس منها،يقول الله سبحانه:حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِالْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ[البقرة:238]؛ فالمطلوبإقامة الصلاة بحضور القلب والخشوع، والإتيان بما يشرع لهما، وترك ما ينافيهما أوينقصهما من الأقوال والأفعال؛ لتكون صلاة صحيحة مبرئة لذمة فاعلها، ولتكون صلاة فيصورتها وحقيقتها، لا في صورتها فقط.
وفق الله الجميع لما فيه الخير والسعادة في الدنيا والآخرة.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آلهوأصحابه أجمعين. أما بعد:
-يكره للمسلم فيالصلاة الإلتفات بوجهه وصدره؛ لقول النبي:{وهو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد }[رواه البخاري]، إلا أنيكون ذلك لحاجة، فلا بأس به، كما في حالة الخوف أو كان لغرض صحيح.
فإن استدار بجميع بدنه، أو استدبر الكعبة في غير حالة الخوف بطلت صلاته؛ لتركهالإستقبال بلا عذر.
فتبين بهذا أن الإلتفات في الصلاة في حالة الخوف لا بأس به؛ لأن ذلك من ضرورياتالقتال وإن كان في غير حالة الخوف، فإن كان بالوجه والصدر فقط دون بقية البدن، فإنكان لحاجة فلا بأس، وإن كان لغير حاجة فهو مكروه، وإن كان بجميع البدن بطلت صلاته.
-ويكره في الصلاة رفع بصره إلى السماء؛ فقد أنكر النبيعلى من يفعل ذلك، فقال :{ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم؟ }، واشتد قوله في ذلك، حتى قال :{لينتهنأو لتخطفن أبصارهم } [رواه البخاري].
وقد سبق أنه ينبغي أن يكون نظر المصلي إلى موضع سجوده، فلا ينبغي له أن يسرحبصره فيما أمامه من الجدران، والنقوش، والكتابات، ونحو ذلك؛ لأن ذلك يشغله عنصلاته.
-ويكره في الصلاة تغميض عينيه لغير حاجة؛ لأن ذلك من فعل اليهود، وإن كانالتغميض لحاجة، كأن يكون أمامه ما يشوش عليه صلاته كالزخارف والتزويق، فلا يكرهإغماض عينيه عنه، هذا معنى ما ذكره ابن القيم رحمه الله.
-ويكره في الصلاة إقعاؤه في الجلوس، وهو أن يفرش قدميه ويجلس على عقبيه؛ لقوله:{إذا رفعت رأسك من السجود فلا تقع كما يقعي الكلب } [رواه ابن ماجه]، وما جاء بمعناه من الأحاديث.
-ويكره في الصلاة أن يستند إلى جدار أو نحوه حال القيام، إلا من حاجة؛ لأنهيزيل مشقة القيام، فإن فعله لحاجة - كمرض ونحوه - فلا بأس.
ويكره في الصلاة إفتراش ذراعيه حال السجود، بأن يمدها إلى الأرض مع إلصاقهمابها؛ قال:{إعتدلوا في السجود، ولا يبسط أحدكم ذراعيه إنبساط الكلب } [متفق عليه]، وفي حديث آخر:{ولايفترش ذراعيه إفتراش الكلب }.
-ويكره في الصلاة العبث - وهو اللعب - وعمل ما لا فائدة فيه بيد، أو رجل، أولحية، أو ثوب، أو غير ذلك، ومنه مسح الأرض من غير حاجة.
-ويكره في الصلاة التخصر، وهو وضع اليد على الخاصرة، وهي الشاكلة ما فوق رأسالورك من المستدق؛ وذلك لأن التخصر فعل الكفار المتكبرين، وقد نهينا عن التشبه بهم،وقد ثبت في الحديث المتفق عليه النهي عن أن يصلي الرجل متخصراً.
-ويكره في الصلاة فرقعة أصابعه وتشبيكها.
-ويكره أن يصلي وبين يديه ما يشغله ويلهيه؛ لأن ذلك يشغله عن إكمال صلاته.
-وتكره الصلاة في مكان فيه تصاوير؛ لما فيه من التشبه بعبادة الأصنام، سواءكانت الصورة منصوبة أو غير منصوبة على الصحيح.
-ويكره أن يدخل في الصلاة وهو مشوش الفكر بسبب وجود شيء يضايقه، كاحتباس بول،أو غائط، أو ريح، أو حالة برد أو حر شديدين، أو جوع أو عطش مفرطين؛ لأن ذلك يمنعالخشوع.
-وكذا يكره دخوله في الصلاة بعد حضور طعام يشتهيه؛ لقوله عليه الصلاة والسلام : {لا صلاة بحضرة طعام، ولا هو يدافعه الأخبثان } [رواه مسلم ] .
وذلك كله رعاية لحق الله تعالى ليدخل العبد في العبادة بقلب حاضر مقبل على ربه.
-ويكره للمصلي أن يخص جبهته بما يسجد عليه؛ لأن ذلك من شعار الرافضة، ففي ذلكالفعل تشبه بهم.
-ويكره في الصلاة مسح جبهته وأنفه مما علق بهما من أثر السجود، ولا بأس بمسحذلك بعد الفراغ من الصلاة.
-ويكره في الصلاة العبث بمس لحيته، وكف ثوبه، وتنظيف أنفه، ونحو ذلك؛ لأن ذلكيشغله عن صلاته.
والمطلوب من المسلم أن يتجه إلى صلاته بكليته، ولا يتشاغل عنها بما ليس منها،يقول الله سبحانه:حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِالْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ[البقرة:238]؛ فالمطلوبإقامة الصلاة بحضور القلب والخشوع، والإتيان بما يشرع لهما، وترك ما ينافيهما أوينقصهما من الأقوال والأفعال؛ لتكون صلاة صحيحة مبرئة لذمة فاعلها، ولتكون صلاة فيصورتها وحقيقتها، لا في صورتها فقط.
وفق الله الجميع لما فيه الخير والسعادة في الدنيا والآخرة.