هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دخول

description العلاقة بين العالم الإسلامي والأقليات المسلمة بالغرب Empty العلاقة بين العالم الإسلامي والأقليات المسلمة بالغرب

more_horiz
العلاقة بين العالم الإسلامي والأقليات المسلمة بالغرب



فى واقع الأمر فإن المسلمين الذين يعيشون فى دول المهجر، والذين تشدهم العقيدة والوطن، يجاهدون وحدهم للحفاظ على صورتهم دون عون أو مساعدة، فعالمهم الإسلامى لا يكاد يهتم بقضاياهم، والمنظمات الإسلامية لا تحفل بهم أو تعيرهم أهمية تليق بمكانتهم، وكأنهم عناصر غير مرغوب فيها، وكثيرًا ما تشير أصابع الاتهام إلى أنهم إرهابيون تارة، أو مارقون تارة أخرى مما أدى إلى إضعاف هذه الأقليات، وتوجيه الضربات القاتلة لهم، وتقاعس الدول والمنظمات الإسلامية عن دعمهم"[1]فالعالم الإسلامي لم ينتبه لقضايا الأقلّيات المسلمة في الغرب إلا مؤخراً، وحتى هذا الإنتباه لم يرتق لمستوى تقديم دعم وحلول واقعية مادية أو معنوية؛ مما ترتب عليه تركهم لقمة سائغة في أيدى الدوائر المعادية للوجود الإسلامي في الغرب.

ولاتزال منظمة المؤتمر الاسلامي وسائر المؤسسات والمنظمات الحكومية والشعبية في العالم الاسلامي تكتفي بإنكار أو استنكار ما يلاقيه المسلمون‏ من تضييق عليهم وتمييز ضدهم، في نفس الوقت فإن"البلاد العربية والإسلامية مع الأسف الشديد تتغاضى عما يقع للأقليات المسلمة وهم إخوان في الدين والعقيدة وتلتزم مواقف مخجله كالصمت والحياد والتواطؤ أحيانا باستثناء القليل منها حيث يقوم بواجب النصرة والدعم والمساعدة.[2]

ويزيد من حدة هذه المشكلة "عدم وجود لوبي عربي وإسلامي قوي يدافع أمام الحكومات الأوروبية عن حقوق تلك الأقليات وسرعة تنفيذ مطالبها "[3]

ولعله من المفيد نقل كلام الدكتور (ياسين غضبان)[4] حول هذه العلاقة بين حكومات العالم الإسلامي وأبنائها بالخارج حيث يقول"والمشكلة التي تحزننا في الغرب أن بعض الحكومات العربية خصوصًا والإسلامية عمومًا قد لا يكون لها إلا صلة واهية جدًا مع الجاليات الإسلامية هناك إلا في فرض ضرائب أو استخراج بعض المستندات، ولم يحدث أن قامت سفارة دولة من هذه الدول بمساعدة أفرادها في أي مجال؛ لا في تعليم ولا في حفظ حقوق أو الدفاع عنها أمام القضاء الأوربي وإنما فقط يقولون ما لا يفعلون، وقد لا يعرف المسلم في الدول غير الإسلاميةعن بلده إلا موظف السفارة الذي يتعامل معه من أجل استخراج بعض الوثائق."[5]





أسباب عدم اهتمام العالم الإسلامي

بالأقلّيات المسلمة في الغرب

1- التمحور حول الذات وهي أفة الامة حاليًا، فكل فرد وكل حزب وكل قطر إسلامي لم يعد يعبأ إلا بمصالحه الذاتية (قومية كانت أم فردية)، أما الإسلام ورسالته وقضيته وباقي جسد العالم الإسلامي في الخارج فليس بموضع إهتمام كالسيل الذي تفرق بددًا.

2- الجهل بأحوال الأقلّيات فضلاً عن أهميتهم كممثلين للعالم الإسلامي في خارج أرضيه.

3- ضعف الروح الإيمانية لدى القائمين على شئون العالم الإسلامي، هذه الروح التي تدفعهم نحو التضحية بالجهد والمال والوقت لتقديم العون لإخوانهم في العقيدة، والحق أن "الشعوب الإسلامية لاتزال تحن إلى وحدة جهودها، وتضامنها فيما بينها،... ولا يزال المسلم في أي بلد إسلامي يشعر بآلام المسلمين في مناطق العالم المختلفة بوصفها جزءاً من الأمة الإسلامية. "[6]







أهم الأفكار والمقترحات لمواجهة هذه المشكلة




الإقتراح الاول :

إقامة اتحاد دولي للاقليات المسلمة

تقوم هذه الفكرة على إقامة اتحاد دولي للاقليات المسلمة يجمع كل الاتحادات القارية والقطرية لغرض دراسة شؤون الأقليات بصورة شاملة، والاطلاع على أوضاعها ومعرفة مشكلاتها واحتياجاتها، وتبادل الخبرات والتجارب فيما بينها، وتوثيق الأواصر بينها وبين العالم الإسلامي، والمطالبة بحقوقها على الصعيد الدولي وفي الأوساط والمحافل الدولية، والتخطيط لدعمها وحماية هويتها من الذوبان وسط الأكثرية غير المسلمة التي تعيش في وسطها.




الإقتراح الثاني:

التواصل عبر المواقع الإلكترونية

نقترح إنشاء عدد من المواقع الإلكترونية المتخصصة تكون مهمتها إحداث تواصل بين أبناء العالم الإسلامي وبين إخوانهم بالمجتمعات الأخرى وخاصة الغربية، مع إستخدام أحدث تقنيات الويب في إنشاء هذه المواقع لتكون أكثر تفاعلية، مع دعاية كافية لهذه المواقع في العالمين الإسلامي والغربي.

كذلك يمكن تحويل هذه المواقع إلى "مجمع فكري لمفكري هذه الأمة وهو ما يطلق عليه في الغرب Think - Tank بما يسمح لهم باللقاء والتفاعل عن بعد وتطوير الأفكار التي تفيد الأمة المسلمة من خلال المواد الإعلامية والإخبارية من خلال مفكرين مطلعين على أمور الإسلام في الخارج، كذلك من المهم أن تكون المقالات المنشورة مترجمة أولا بأول"[7]،مع الوضع في الإعتبار"أهمية وجود شراكة بين القائمين على المواقع الإسلامية ورموز وقادة الأقليات في كل دولة لتفعيل دور المواقع بشكل أكبر"[8]

ولدينًاتجربة ناجحة لموقع (إسلام أون لاين) حيث نجح في "ربط الأقليات بالعالم الإسلامي من خلال تقديم توليفة متعددة الجوانب في كل نواحي الحياة، فكان موقعًاذا طابع حركي، الأخبار فيه متغيرة والفتاوى متعددة من مفتين من كل بلاد العالم الإسلامي، كما ساهم في تكوين وعي إسلامي جغرافي سياسي بهذه الأمة المترامية الأطراف، وكان وقوفه بالمرصاد لأي تعدٍّ على حقوق الأقليات المسلمة في الصين أو إنجلترا أو فرنسا، وكان مهما في تنبيه المسلمين في البلدان الأخرى."[9]

ولعل دور المواقع الإلكترونية وأهميتها فى إحداث هذا التواصل قد ظهر بشدة عقب أزمة (إسلام أون لاين) حيث" انهالت رسائل التأييد والتضامن للقائمين على الموقع من جانب قادة ورموز ونشطاء الأقليات المسلمة في دول العالم ومن قبل مؤسسات وشخصيات إسلامية بارزة فيها، معبرين عن تخوفهم من تراجع الدور الرائد للموقع في تغطية قضاياهم وتخصيص المساحات لنشر أخبارهم وأنشطتهم، بل اعتبره البعض، خصوصا في دول القارة الأوروبية، شريكا لهم في تحقيق رؤية ورسالة مسلمي أوروبا تجاه دينهم ومجتمعاتهم الغربية، وبنظرة على تلك الرسائل (الداعمة) التي وفدت من المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها كألمانيا وإسبانيا وهولندا والدنمارك وإيطاليا وبلجيكا وأوكرانيا، والبرازيل، وكندا، والبوسنة، وجنوب أفريقيا..، يتأكد لنا تنامي دور المواقع الإلكترونية الإسلامية في ربط هذه الأقليات بالمجتمعات الإسلامية والعربية، وكيف يمكن لهذه المواقع أن تؤدي رسالة إنسانية واجتماعية وفكرية وأدبية وتربوية وتوعوية إلى جانب رسالتها الإعلامية والدعوية."[10]




الإقتراح الثالث:

توطيد العلاقة بين شعوب العالم الإسلامي وبين المسلمين في الغرب

في هذا الإقتراح سنحاول طرح عدة أفكار لتوطيد العلاقة بين شعوب العالم الإسلامي وبين إخوانهم في الغرب، وذلك لتعريف أبناء العالم الإسلامي بأخوة لهم في الغرب القصي، لكي يمدوا لهم يد العون ويشدوا من أزرهم، ولتكون قضاياهم حاضرة بينهم تطبيقًا لحديث رسول الله "مثل المؤمنين في توادهم و...." [11]،ونحن نعتقد أن ذلك ممكنًا من خلال الأتي:

1- إستخدام كافة وسائل الإعلام المختلفة (خطب – دورس – فضائيات- مواقع إنترنت، صحف ومجلات، و....) وتوظيف وسائل الإعلام كجسر تواصلي مع الأقليات المسلمة المنعزلة عن جسد الأمة الإسلامية.

2- تفعيل فكرة المقاطعة من حين لأخر، كرد فعل على إساءة بعض الدول الغربية في معاملة إخواننا المسلمين بالغرب.

3- تفعيل الآيات والأحاديث الواردة في صلة الأرحام، فالرحم نوعان رحم خاصة وهي المتعلقة بالأقارب والأهل، ورحم عامة وهي المتعلقة بعموم المسلمين في كل مكان، فمن وصل مسلما في أي بقعة من بقاع الأرض نال ثواب صلة الرحم بإذن الله.

4- إحياء وتفيعل الآيات والأحاديث التي وردت في فضل إعانة المسلم.

المقترح الرابع: (إحياء دور الحكومات الإسلامية وتوطيد علاقتها بأبنائها بالخارج):

وذلك ممكنًا من خلال الأتي:

1- أن تقوم منظمة مؤتمر العالم الإسلامي بإجراء اتصالات مع حكومات الدول التي فيها جماعات وأقليات مسلمة، من أجل التعرف على مشكلاتها واحتياجاتها، وعلى رؤية هذه الدول لكيفية وضع صيغة للتعاون مع منظمة المؤتمر الإسلامي لتوفير الاسهامات المطلوبة لتحسين أحوال هذه الاقليات المسلمة.

2-تسهيل زيارة أبناء الأقليات المسلمة إلى الأقطار الإسلاميّة لتعميق انتمائها بالدول الإسلاميّة ورسالتها الحضارية العالمية ووضع خطة لاحتضان المتفوقين من أبناء وبنات الأقليات المسلمة.

3-إستغلال الثقل الاقتصادي وربما السياسي والموقع الاستراتيجي الذي تحظى به كثير من البلدان الإسلاميّة وعلاقة حكوماتها النوعية مع حكومات الدول الغربية، وذلك بتدخلات إيجابية متوازنة ومدروسة لصالح الأقليات المسلمة في هذه الدول، ولاسيما في ما يتعلق بحقوقها الدينية والثقافية.

4- توثيق الصلة بالمراكز والاتحادات الإسلامية التي تقوم على رعاية مصالح الأقليات المسلمة ودعهما ماديا ومعنويا.

5- الإهتمام بتطوير مستوى البعوث الإسلامية واختيار أكفا العناصر التي تقوم بمهمة التوعية والتثقيف لمسلمي الأقليات مع الحرص على وضع مناهج مناسبة بهم تُعالِج في ثناياها مشاكلهم.

6- من المفيد في إطار دعم الأقليات عدم التغاضي عن اعتبار هام يرجع للمرحلة التي تمر بها الأقلية، فليس كل الأقليات المسلمة في العالم في نفس الوضع أو نفس المرحلة، فرغم أن الأقليات المسلمة في مجملها تجتمع في سمات عامة مشتركة كونها أقلية عددية ضعيفة في غالبها، تعاني الفقر وقلة في الموارد والإمكانيات، والتهميش الاجتماعي والسياسي، إلا أن اختلافات هامة تتعلق بالوضع السياسي وظروف النشأة، وطبيعة الأنظمة التي تتبعها الأقلية وغيرها من الاعتبارات لابد أن تراعي عند تحديد نوع المساعدة وطريقة الدعم.

7- شراء مساحات في المجلات الأجنبية العالمية للتعريف بالإسلام ومبادئه ورسالته السمحة وكشف افتراءات وزيف الصهيونية.




الإقتراح الخامس:

توحيد الجهود الإسلامية

- نقترح أن تعمل المنظمات الإسلامية عامة ومنظمة المؤتمرالإسلامي خاصة على توحيد الجهود الإسلامية المبذولة في الغرب، بدلاً من الفرقة والتحزب، ويمكن ذلك بوضع حد أدنى من محاولة التفاهم والتقارب في الأفكار والجهود المبذولة.




مقترحات أخرى:

- إحياء دور مجمع الفقه الإسلامي والمؤسسات العلمية الأخرى وذلك بإقامة ندوات تركز على المشاكل الفقهية والفكرية التي تواجهها الأقليات المسلمة نتيجة أوضاعها الخاصة وإيجاد حلول مناسبة.

- إنشاء مركز معلومات خاص بـ (الأقليات المسلمة في الغرب)، تكون مهتمه توفير كافة المعلومات والإحصاءات عن أحوال وأوضاع هذه الأقليات.

- "يعتبر الإسلام رابطة العقيدة بمنزلة رابطة الإخوة (إنما المؤمنون إخوة) "[12]

- طرح مشاكل الأقلّيات على أولوليات التوجهات الإسلاميةمن دول وحركات وتنظيمات نظرًا لأهميتها التي أشرنا إليها سابقًا.

- إلحاق بكل قسم من أقسام الكليات فرع خاص بدراسة الأقلّيات.

- إنشاء مركز أو عدة مراكز تدريبية لتخريج عدد من المتخصصين في شئون الأقلّيات.

description العلاقة بين العالم الإسلامي والأقليات المسلمة بالغرب Emptyرد: العلاقة بين العالم الإسلامي والأقليات المسلمة بالغرب

more_horiz
بوركت وجهودك اخي ودام عطائك
وجعلها الله لك في موازين حسناتك شكراا لك gg444g

description العلاقة بين العالم الإسلامي والأقليات المسلمة بالغرب Emptyرد: العلاقة بين العالم الإسلامي والأقليات المسلمة بالغرب

more_horiz
بارك الله فيك على المجهودات المميزة

وتحياتي لك لمشاركتك بقسم الإسلامي

description العلاقة بين العالم الإسلامي والأقليات المسلمة بالغرب Emptyرد: العلاقة بين العالم الإسلامي والأقليات المسلمة بالغرب

more_horiz
بارك الله فيكم ونفعنا بما قدمتم

description العلاقة بين العالم الإسلامي والأقليات المسلمة بالغرب Emptyرد: العلاقة بين العالم الإسلامي والأقليات المسلمة بالغرب

more_horiz
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا على الطرح المميز
جعله الله في موازين حسناتك وثبتك اجره
تقبل مروري وتقديري
 العلاقة بين العالم الإسلامي والأقليات المسلمة بالغرب 886773 



privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

جميع الحقوق محفوظة لدليل الاشهار العربي