شرم الشيخ شرم الشيخ (بالإنجليزية: Sharm El Sheikh) هي مدينة مصريّة تقع في محافظة جنوب سيناء، وهي مدينة ساحلية تطل على البحر الأحمر،[١] ويمتلئ ساحلها بالخلجان التي جاءت تسمية المدينة منها؛ حيث تعني كلمة "شرم" خليج، وبذلك يُصبح اسم المدينة "خليج الشيخ"،[٢] أما اسم المدينة بالإنجليزية "خليج سليمان/Solomon’s Bay" فيُشير إلى أسطول الملك سليمان الذي يُعتَقَد أنه مرّ من مضيق تيران في طريقه من ميناء عصيون جابر في خليج العقبة إلى أرض أوفير المذكورة في الإنجيل.[١] ومن الأسماء الأُخرى التي تُسمّى بها المدينة هي مدينة السلام وجوهرة سيناء.[٣] تشتهر مدينة شرم الشيخ بكونها مدينة سياحية من الدرجة الأولى؛ إذ تكثر فيها الفنادق والشواطئ السياحيّة، ويتوافد إليها السياح من جميع أنحاء العالم سنوياً.[٢] Volume 0% جغرافية شرم الشيخ الموقع تقع مدينة شرم الشيخ في جنوب شبه جزيرة سيناء، وتتبع محافظة سيناء الجنوبيّة، وتطل المدينة على السواحل الشماليّة للبحر الأحمر، بحيث تقع بين خليج البحر الأحمر وخليج العقبة، وهي النقطة التي يتفرّع منها كلٌّ من خليج العقبة إلى الشرق، وخليج السويس إلى الغرب، وقد أعطاها هذا الموقع بُعداً استراتيجيّاً مهماً؛ حيث تربط مدينة شرم الشيح قارتَي آسيا وأفريقيا ببعضهما، وتربط خلجان المنطقة والممرات المائيّة فيها، كما تتمتع بموقع يُسهّل الوصول إلى منطقة تيران التي تقع بالقرب من رأس خليج العقبة.[٣] فلكياً تمتدّ إحداثيّات المدينة بين خط طول ″44 ′54 °27 شمالاً، وخط عرض ″47 ′19 °34 شرقاً.[٤] المُناخ تتمتع مدينة شرم الشيخ بمُناخ شبه استوائي؛ مع صيف حار جداً وشتاء معتدل، ويمتد فصل الصيف في المدينة بين منتصف شهر مايو وحتى سبتمبر، ويتميّز بحرارته الشديدة وهوائه الدافئ، وتصل درجات الحرارة ذروتها في شهرَي يوليو وأغسطس، حيث يصل المتوسط في هذين الشهرين إلى 38 درجة مئويّة، أما فصل الشتاء فيتميّز بدرجات حرارة معتدلة، فيصل أقل متوسط لدرجات الحرارة إلى 13 درجة مئويّة في شهر يناير، ولا يشهد فصل الشتاء تساقطاً مطريّاً كبيراً، وقد تشهد الفترة الممتدة بين ديسمبر وفبراير تساقطاً مطريّاً خفيفاً، أما معدل الهطول المطري السنوي فيصل إلى 7 مم، وتشهد الفترة الممتدّة بين شهرَي مارس ومايو هبوب رياح خماسينيّة مثيرة للأتربة.[٥] تاريخ شرم الشيخ تطوّرت مدينة شرم الشيخ من مدينة صغيرة تعيش فيها قبائل البدو إلى مدينة ذات شهرة عالميّة، وقد كانت المدينة غير مؤهولة بالسكان لفترة طويلة من الزمن،[١] بالرغم من أنها مدينة تاريخيّة عريقة؛[٦] إذ شهدت أحداثاً تاريخيّة تعود إلى زمن النبي موسى عليه السلام الذي صعد على قمة جبل سيناء الذي يقع في جنوب شبه جزيرة سيناء بالقرب من مدينة شرم الشيخ،[٧] ووفقاً للنصوص الإسلاميّة هو المكان الذي كلّم الله فيه نبيه موسى عليه السلام،[٨] ووفقاً للنصوص المسيحية فقد تلّقى النبي موسى عليه السلام الوصايا العشر في الجبل أيضاً.[٧] في عام 639م وصل الامتداد العربي إلى منطقة سيناء، تبعها امتداد إسلاميّ، ثم دخلت مدينة شرم الشيخ تحت الحكم العثمانيّ، ولعبت دوراً مهماً كميناء بحريّ ذي أهميّة استراتيجيّة، وعُرِفَ خلال الحكم العثماني باسم "Şarm-üş Şeyh" وذلك في القرن السادس عشر الميلادي. وفي عام 1956م تعرّضت مدينة شرم الشيخ للاحتلال من قِبَل قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال أزمة السويس، وقامت قوات الاحتلال بتأسيس مدينة تُدعى أوفيرا بالقرب من شرم المايا، إلا أنّ القوات المصرية استعادت السيطرة عليها في العام الذي تلاه.[٧] بعد عام 1982م بدأت المدينة باكتساب مكانة مهمّة كوجهة سياحيّة رئيسيّة في مصر، إلى جانب اكتسابها شهرة واسعة في المجال السياسي؛ حيث عُقِدَت على أرضها عدة مؤتمرات سلام، كما عُقد فيها المنتدى الاقتصاديّ العالمي لعامَي 2006م و2008م، وبذلك استحقت شرم الشيخ لقب مدينة السلام بجدارة.[٧] السياحة في شرم الشيخ تُعدّ مدينة شرم الشيخ من المدن السياحيّة البارزة ليس فقط في مصر بل في العالم العربي؛ حيث تستقطب السياح من جميع أنحاء العالم، وتُعتبر مكاناً مناسباً جداً للرحلات العائليّة والمجموعات السياحيّة؛ وقد هُيّئت المدينة لاستقبال السياح؛ فتنتشر فيها المنتجعات والفنادق التي تقع على الشواطئ.[٩] ومن أبرز المعالم السياحية والطبيعية في مدينة شرم الشيخ: محميّة رأس محمد: هي أول محميّة طبيعيّة في مصر أُعلنت في عام 1983م، وتقع عند نقطة التقاء خليج العقبة وخليج السويس، وتبعُد 12 كيلومتراً عن شرم الشيخ، و70 كيلومتراً تقريباً عن مدينة الطور.[١٠] رأس نصرانى وهضبة أم السيد: هي منطقة مشهورة برياضة الغوص؛ حيث تمتلك المنطقة شعباً مرجانيّةً يصل عددها إلى 250، وآلاف الأسماك والكائنات البحريّة، وتتميز المنطقة بطبيعتها الخلابة، وجبالها شاهقة الارتفاع وشواطئها الذهبيّة.[١١] خليج نعمة: هو أشهر الخلجان الموجودة في المدينة، ويُعتبر مكان جذب سياحيّ مهمّاً؛ حيث يستطيع الزائر ممارسة الغوص بين الأسماك والشعب المرجانيّة، إلى جانب تجربة الإبحار بالقوارب الشراعيّة، والاستمتاع بالشواطئ ذات الرمال الذهبيّة، كما يمنح الخليج فرصة الاستمتاع بالرحلات الصحراويّة ورحلات السفاري، أو تسلّق الجبال الشاهقة.[١١] شرم المايا: هو الخليج الذي يقع في منطقة شرم القديمة، ويضم الخليج ميناء طبيعيّاً جميلاً جداً، ويضمّ العديد من القوارب، كما تضم شواطئه أشجار النخيل التي تُزيّن المنطقة ويتظلل تحتها السواح.[١٢] شرم القديمة: تُمثل هذه المنطقة روح مدينة شرم الشيخ الأصيلة ومركزها التاريخيّ العريق، وتضم المنطقة مجموعة من المباني القديمة، إلى جانب مجموعة من المحالّ والبسطات الشعبيّة التي تبيع جميع المنتجات، بدءاً من العطور والبهارات، وصولاً إلى الدجاج الحيّ.[١٣] ألف ليلة وليلة: هو أحد المعالم السياحيّة البارزة في شرم الشيخ، وهو عبارة عن مجمع يضم العديد من المقاهي والمطاعم، كما يضم صالة سينما، ومحلات تجاريّة، وتُقام في داخله حفلات غنائيّة.[١١]