من فتيحة زماموش الجزائر - 10 - 7 (كونا) -- تعتبر مدينة قسنطينة (490 كيلومترا شرق العاصمة الجزائرية) من أهم المدن العريقة في الجزائر وتعد لأهميتها التاريخية عاصمة الشرق الجزائري. وتتفرد قسنطينة بأنها المدينة الوحيدة في العالم التي بنيت على صخرة كبيرة لذا أطلق عليها اسم مدينة (الصخر العتيق) حيث تبدو من بعيد ككتلة صخرية تربط بين تجمعاتها السكانية ثمانية جسور معلقة بنيت بشكل هندسي أسطوري بقيت خمسة منها لذلك فهي تعرف حاليا باسم قسنطينة مدينة الجسور المعلقة. ويعود بناء هذه الجسور الى الفترة العثمانية والى العهد الاستعماري الفرنسي وهي "جسر باب القنطرة" أقدم الجسور وقد بناه الأتراك عام 1792 وهدمه الفرنسيون ليبنوا على أنقاضه الجسر القائم حاليا عام 1863. و "جسر سيدي راشد" ويحمله 27 قوسا يبلغ قطر أكبرها 70 مترا ويقدر علوه ب105 امتار وطوله 447 مترا وعرضه 12 مترا وقد بدأت حركة السير عليه ابان الاحتلال الفرنسي في العام 1912. وفضلا عن ذلك هناك " جسر سيدي مسيد" وقد بناه الفرنسيون عام 1912 ويسمى أيضا بالجسر المعلق ويقدر ارتفاعه ب 175 مترا وطوله ب 168 مترا وهو أعلى جسور المدينة. و"جسر صلاح سليمان" وهو ممر حديدي خصص للراجلين فقط ويبلغ طوله 125 مترا وعرضه مترين ونصف المتر وهو يربط بين شارع محطة السكك الحديدية ووسط المدينة. وجسر "مجازن الغنم" هو امتداد لشارع رحماني عاشور ونظرا لضيقه فهو أحادي الاتجاه. وكانت المدينة في القديم تسمى " سيرتا " وتعاقبت عليها الحضارات كالبونيقيين والنوميديين والبيزنطيين والوندال والرومان ثم الفتوحات الاسلامية والوجود التركي في الجزائر وسميت "قسنطينة " نسبة الى الأمبراطور الروماني " قسطنطين " الذي حكم المدينة بمفرده من سنة 324 ميلادي الى 337 ميلادي ومنح اسمه لها منذ ستة عشر قرنا. كما شهدت قسنطينة حكم عدد من الشخصيات التاريخية كسفاكس الحاكم الروماني وماسينيسا الحاكم النوميدي ويوغرطة حاكم قرطاجة. وأكثر ما يشد الزائر الى مدينة قسنطينة تلك الأقواس الرومانية التي مازالت تتوسط المدينة والتي يمكن رؤيتها في كل زوايا المدينة وهي تعود الى العهد الروماني. وتوجد في قسنطينة مدينة عتيقة تسمى " السويقة " وهي ذات شوارع ضيقة بنيت بالحجارة الملساء التي تذكر بالمدن القديمة في مختلف الدول العربية وتضم المدينة العتيقة العديد من الأحياء القديمة من بينها " القصبة " و " سوق العصر". وتعرف المدينة بحي " القصبة " العتيق الذي بناه الأتراك وهو يشبه الى حد بعيد حي القصبة بالجزائر العاصمة ويبدو ذلك من خلال المنازل والأسوار وبالرغم من أنها منازل قديمة فان سكانها مازالوا متشبثين بها. كما تتميز المدينة بسوقها التاريخي "سوق العصر" وهو من الأسواق القديمة في قسنطينة تباع فيه الخضر والفاكهة بينما تحيط به محلات بيع القماش والأدوات المنزلية والملابس والأحذية وسمي أيضا ب "سوق العصر " لأن تجار الخضر والفاكهة يتوقفون عن البيع عند سماعهم آذان العصر حيث يتركون كل ما تبقى من سلعهم للفقراء ولهذا تغنى به مختلف المغنون في فن "المالوف القسنطيني " عندما يقول المغني "سوق العصر حبيب المسكين ". من جهة أخرى فان ما يميز هذه المدينة التاريخية هو أن نساءها يرتدين الملاءة السوداء المعروفة منذ عشرات السنين وتقول الروايات انها عادة بدأت عندما توفي باي "قسنطينة" وهو الحاكم التركي للمدينة " أحمد باي "حيث ارتادت النسوة الملاءة السوداء تعبيرا عن الحزن على" الباي" أو الحاكم الذي كان محبوبا عند سكان قسنطينة وكانت له اسهاماته الكبرى في تسوية العلاقات بين اليهود والمسلمين. كما تعرف مدينة الصخر العتيق ببعض الأكلات الشعبية خاصة " شربة الحمص بلحم الأرانب " وتعتبر الأكلة المفضلة لدى سكانها حيث تنتشر بكثرة محلات خاصة في المدينة العتيقة.(النهاية) ف ت / ا ع م كونا101049 جمت يول 08 |
مملكة نوميديا + ---- - نوميديا: هي تلك الأراضي الواقعة بجوار" قرطاجة" وكانت في القرن الثالث قبل الميلاد تنقسم إلى قسمين: - مملكة الماسيل: في الشرق ( حاليا القسم الشرقي من الجزائر والقسم الغربي من تونس). - مملكة المساسيل: في الغرب ( حاليا القسم الأوسط والغربي من الجزائر). في الحرب البونية الثانية التي جرت في أواخر القرن3 ق.م ظهر رجل من سلالة الماسيل إسمه " "ماسينيسا"" وهو ابن غايا، ملك جرد من ملكيته، ومن أراضي أجداده من طرف المساسيلي " "سيفاكس"". لاستعادة هذا الميراث أخذ "ماسينيسا" يحارب في اسبانيا( 206ق.م) إلى جانب القرطاجيين ضد الرومان حلفاء عدوه " سيفاكس"، لكن بعد انقلاب التحالف ـ لا يعرف سر هذاالانقلاب إلا التاريخ ـ أصبح "ماسينيسا" يقاتل مع الرومان ضد "قرطاجة" التي أصبح يساندها ""سيفاكس"". وأخيرا خرج "ماسينيسا" منتصرا من هذا الصراع حيث ألقى القبض على ""سيفاكس"" في 203 ق.م وحقق انتصارا باهرا ضد القرطاجي "حنبعل" في "معركة زاما" على الحدود الجزائرية التونسية. هكذا أصبح "ماسينيسا" ملكا ودام حكمه من 203 ق.م إلى 148 ق.م (أي حوالي 56 عاما) كان همه الوحيد طيلة سنوات حكمه توسيع مملكته وهذا على حساب "المساسيليا " في الغرب وقرطاجة في الشرق، تم كل هذا بموافقة روما. ما جاء في كتب المؤلفين القدامى مثل "بوليب" "وتيت ـ ليف" يؤكد مدى جدارة "ماسينيسا" إذ أنه لم يكتف بحوليات قصره في سيرتا ( قسنطينة حاليا) بل وهو في الثمانين من عمره كان يمضي وقتا كبيرا في ركوب الخيل إلى جانب فرسانه، ترك سلالة كبيرة من بعده، نظم جيشا قويا، واهتم باستصلاح الأراضي وربط علاقات مع دول البحر الأبيض المتوسط ( شبه جزيرة أيبيريا، روما ، أثينا، رودس، ديلوس) كما أنه سك النقود على طريقو الملوك الهلينيستين. لقد ترك "ماسينيسا" ذكرى أول ملك وحد في دولة منتظمة تقريبا كل شمال افريقيا، ولعظمة شخصيته خصص له سكان دوقا معبدا سنوات بعد وفاته (139 ق.م) ربما دفن في "مدغاسن" هذا الضريح الملكي الواقع في سفح "جبل الأوراس" مهد سلالة الماسيل. 2 - يوغرطة ومقاومة روما بعد وفاة "ماسينيسا " عام 148 ق.م قسمت مملكته بين أولاده "ميسبسا" و"غولوسا" و"مستنبعل". واستطاع "ميسبسا" في الأخير الانفراد بالحكم لمدة ثلاثين سنة، لم يدخر خلالها جهدا من أجل ازدهار عاصمته "سيرتا". فلقد نهج نفس الطريق الذي سار عليه أبوه من قبله. زادت أعمال "ميسبسا" المدينة جمالا وثراءا، مما جعلها تستقطب اهتمام كل التجار والفنانين الذين أصبحوا يفدون عليها من كل الجهات. قام"ميسبسا" قبل وفاته بتقسيم مملكته بين ولديه" اذربعل" و"هيمبسال" من جهة، وبين ابن أخيه"يوغرطة" (ابن مستنبعل) وكان "يوغرطة "مقاتلا شجاعا يحظى باهتمام خاص لدى الرومان، الذين لم يبخلو عليه بخبرتهم في استعمال مختلف الأسلحة. ولم يكن "يوغرطة" ليقبل تجزئة أرض أجداده التي أصبحت تسهل دخول روما، فلجأ إلى قتل "هيمبسال" ومطاردة"أذريعل" الذي استنجد بالرومان، وبالفعل تتدخل روما ويعاد تقسيم مملكة "ميسبسا" إلى قسمين، لكن "يوغرطة" لم يرض بالاتفاقية، حيث قام بغزو الأراضي التي منحت لـ"أذربعل"، وحاصره في "سيرتا" واتبعه حتى لقي مصرعه رغم حذره الشديد. ذهب يوغرطة ضحية مكيدة دبرت له، وتم تسليمه للرومان في أواخر عام 105 ق.م. مات البطل" يوغرطة" جوعا في السجن، في بداية عام 104 ق.م ، وبنهايته ضاعت آمال نوميديا العظمى. 3 - يوبا الأول آخر ملك نوميدي مستقل: بعد وفاة يوغرطة ذهب قسم من مملكته إلى " بوكوس" والقسم الآخر أودعته روما إلى أخيه المتخلف عقليا " قودا" وهذا الأخير أودعه إلى ابنه " هيمبسال الثاني". كان " هيمبسال الثاني" رجل علم استمد ثقافته من مكتبة أسلافه، هذه المكتبة التي ازدادت ثراءا بعد نهب "قرطاجة" سنة 146 ق.م. ومن المعتقد أنه كتب عن تاريخ الشعوب الافريقية لكن لا أثر لهذه المؤلفات. إن موقف "يوبا الأول ابن هيمبسال الثاني" يتناقض مع موقف خضوع الأب والجد اللذان ولتهما روما على عرش يوغرطة حيث أنه أراد استعادة عظمة الحكم الملكي الذي افتتحه" ماسينيسا" للمرة الأولى. أعاد يوبا الأول تنظيم جيش قوي يحارب به كل من عصى سلطته وتحيز لـ"بومبي" ضد " يوليوس قيصر" حين طلب منه أصدقائه ضم ما بقي من نوميديا إلى روما، هكذا نزلت القوات الرومانية في" رأس بون" في تونس في عام 49 ق.م وحاصرت مدينة"أوتيكا" التي لم تتحرر إلا من طرف" يوبا الأول ". إن اعتراف أنصار " بومبي" بما قام به "يوبا الأول" في "أوتيكا" لم يضمن له سلامة مملكته حيث نزلت قوات "يوليوس قيصر" على افريقيا في 46 ق.م مدعما من الغرب من طرف الملوك الموريين" بوغود" و"بوكوس" ومحاصرا معسكر "يوبا الأول"، لهذا اضطر هذا الأخير إلى التراجع نحو عاصمته "زاما" لكن منع من الدخول لأنه سبق وأن أقسم إنه في حال انهزام سحرق كل ممتلكاته وممتلكات السكان ويحرق نفسه بالذات وحتى أهله وأقاربه. عندما تخلى عنه الجميع مات في قتال فردي حتى لا يهان ويجر في الموكب الانتصاري ليوليوس قيصر. وبوفاة " يوبا الأول " انتهت آخر أيام " نوميديا المستقلة" ====================================== للمزيد من معلومات زورونا على الموق الخاص :: منتدى الصور والتعريف بقسنطينة و الجزائرforum Photos et http://newarchitect.7olm.org/montada-f6/topic-t62.htm |