دليل الإشهار العربي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دخول

إذا كانت هذه أول زيارة لك في الإشهار العربي، نرجوا منك مراجعة قوانين المنتدى من خلال الضغط هنا وأيضاً يشرفنا انضمامك إلى أسرتنا الضخمة من خلال الضغط هنا.

description لم يصل عليه إلا أقل القليل Empty لم يصل عليه إلا أقل القليل

more_horiz
بسم الله الرحمن الرحيم

لم يصل عليه إلا أقل القليل


كل مسلم يرجو أن يكثر المصلون عليه بعد موته ، وأن يحضر جنازته أهله وأحبابه والصالحون من عباد الله ، عسى أن يشفعوا فيه ، وينتفع بدعائهم وصلاتهم ، لا سيما وقد ورد في السنة النبوية عدة أحاديث عن فضل من يصلي عليه مائة من المسلمين ، وفي رواية : أربعون لا يشركون بالله شيئا .

لكن قد يحال بين المرء وبين هذه الفضيلة لأمر لا يد له فيه ، وها نحن نرى من مآسي الموت بكورونا - نسأل الله العافية للمسلمين أجمعين - أن من يموت به لا يكاد يصلي عليه إلا القليل ، وقد يرفض بعض الجهلة الأنذال دفنه بمسقط رأسه .

ولا ينبغي للمسلم أن يبتئس أو يحزن أو يصيبه الهلع من ذلك كله ، فدعاء المسلمين واستغفارهم مما ينتفع به الميت بالاتفاق سواء حضروا جنازته أم لا ، وقبل ذلك فإن الملائكة وحملة العرش يستغفرون للمؤمنين كما قال تعالى " {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ} "

ولنا في نفر من الصحابة العظام الأجلاء ، والصالحين الأفذاذ عبر التاريخ أسوة وسلوى ، حيث مات بعضهم ولم يصل عليه إلا أقل القليل ، بل دفن بعضهم على عجل ، وفي جنح الظلام ، خوفا من ظلم ظالم ، أو تسلط فاجر .

وأضرب لذلك مثلا بذي النورين ، أمير المؤمنين ، عثمان بن عفان رضي الله عنه ، ثالث الخلفاء الراشدين ، الذي استشهد وهو خير الأمة وأفضلها يؤمئذ ، ومع ذلك ، فلم يصل عليه إلا أفراد قلائل ، ودفن على عجل ما بين المغرب والعشاء خيفة من الأوباش الفجرة الذين حاصروه وقتلوه ، وهم بعضهم بإلقائه عن سريره ، والمنع من دفنه ، كما ذكر ذلك ابن كثير في البداية والنهاية .

وكذلك الصحابي الجليل عبد الله بن الزبير رضي الله عنه ، وأبوه هو الزبير بن العوام حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحد العشرة ، وأمه أسماء بنت أبي بكر ، وجده الصديق الأكبر ، وقد صلب ابن الزبير رضي الله عنه ، وبقي على ذلك أياما ، ثم إن أمه أسماء - وحدها - هي التي غسلته بعد ما تقطعت أوصاله، وحنطته، وكفنته، وصلت عليه، مع أنها وقتها كانت كبيرة السن جدا رضوان الله عليها .

ووالله ما ضر هؤلاء وغيرهم من الصالحين عبر التاريخ قلة من صلى عليهم ، أو تأخر دفنهم ، وبقيت سيرتهم العطرة ، ودعوات المسلمين لهم تتوالى في كل زمان ومكان ، والأمر لله من قبل ومن بعد ، ولا حول ولا قوة إلا به .

وخلاصة الأمر : أن يكون همك الأكبر هو على أي حال تلقى الله ، وإذا ما مت على التوحيد ، والطاعة ، وحسن الخاتمة ، فلا يضيرك قلة من يصلي عليك ، وفي أي مكان دفنت ، فإن الأرض لا تقدس أحدا ، وإنما يقدس المرء عمله .

description لم يصل عليه إلا أقل القليل Emptyرد: لم يصل عليه إلا أقل القليل

more_horiz
جزاك الله خيراً على كل كلمة نقلتها
وكتبها لك في ميزان حسناتك
دمت في أمان الله وحفظه

description لم يصل عليه إلا أقل القليل Emptyرد: لم يصل عليه إلا أقل القليل

more_horiz
موضوع مميز 
بوركت على الطرح
gg444g

description لم يصل عليه إلا أقل القليل Emptyرد: لم يصل عليه إلا أقل القليل

more_horiz
جُزيتم خيرًا على ذلك الموضوع القيم ،،

description لم يصل عليه إلا أقل القليل Emptyرد: لم يصل عليه إلا أقل القليل

more_horiz
أشكرك على مشاركتك بقسم الاسلامي
شكرا لك



privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

جميع الحقوق محفوظة لدليل الاشهار العربي