الحزن الشعور بالحزن هو شعور طبيعي ما لم يتعدّ الحدود الطبيعية ليصل الاكتئاب، وأما تعريف الحزن، فهو: عكس الفرح، وهو الشعور بالانكسار أو العجز، وغالبًا ما يصاحبه بكاء، أو غصة في القلب، أما أسباب الشعور بالحزن،[١] فمنها: موت قريب أو حبيب، أو فقدان محبوب كأن يكون الحب من طرف واحد، أو الشعور بالعجز بعد مرض، أو التفاجئ من خيانة حبيب، أو قلة ثقة بأي شخص قريب، ومن أهم وسائل علاج الشعور بالحزن، التعلق بالله، واليقين بأن أي اتكاء على أي مخلوق هم تمام العجز، وأن التعلق بالله تعالى هو المنجاة الوحيدة، وتاليًا تذكر أبيات شعر عن الحزن.[٢] عبارات عن الحزن بعد ذكر مفهوم الحزن، أسبابه، وعلاجه، يتم الآن ذكر أجمل وأشهر ما قيل من عبارات عن الحزن، فكما ذكر سابقًا، فإن الشعور بالحزن، هو شعور طبيعي إلى حد ما، فكان من الطبيعي أن يكتب الكثير الكثير من الأدباء عن هذا الشعور، وقد أبدعوا في ذلك، وتاليًا، تذكر أجمل العبارات عن الحزن، ليتم بعده ذكر أبيات شعر عن الحزن:[٣] فعلمت أن الحزن جمال، والفرح جمال، وكل شيء خلقه الله هو جمال فوقه جمال. وهل تفرِّق الأيام والحياة الإخوة عن بعضهم يا نور؟! -وتفرِّق الإنسان عن نفسه. النساء يحببن أن يجمعن شهادات جميلة مثل هذه أحيانا، تشهد أنهن لم يعبرن الحياة بشكل عادي، بل كن جديرات بأن يتسببن في بعض الحب، و بعض الحزن. للفرح أجنحة وليس له جسد، للحزن جسد وليس له أجنحة. إنّ الواعِظ المُحتَرق تصل كلماتُه إلى شِغاف القُلوب وتَغُوص في أعمَاق الروح؛ لأنّه يَعيشْ الألَم والمُعاناة! تعمّد أن يبكي اليوم خمس مرات كاملات، إيمانًا منه أن هذا يستنزف كل طاقات الحزن بداخله.. فيصير فرحًا بعد ذلك! كنت أدعوه بجوارحي بكل ما في أن اعرف هذه التعاسة في عي*-تم الحذف. كلمة غير محترمة لا يسمح بها في هذا المنتدى-* ما سرها؟ كنت أحاول أن آخذك من يدك الصغيرة إلى مدينتي.. ولكنك تعتقدين أن مدينتي لا تستحق عناء الخطوات! فاخترت الرحيل لتنكسر روح مدينتي معاك! ولكن كيف أذهب وأراك تموتين شيئا فشيئا؟! أرى الشمس في ابتسامتك ولا أدري كيف أفتح لها الأبواب.. لا أريدك أن تعيشي في سجون الماضي، أريد أن أريكِ جنون الحياة وأمطار الشتاء كيف تنبت الأزهار.. فهذه مدينتي، ولكنك تعتقدين أن مدينتي لا تستحق عناء الخطوات! نظر زين العابدين -رحمه الله- إلى سائل يبكي فقال: لو أن الدنيا كانت في يد هذا ثم سقطت منه ما كان ينبغي أن يبكي عليها. الحزن قيلَ بأنّه صنفٌ كئيبٌ من صنوف العُجب، لا أدري.. لكنْ قد غاب عنهم أنه صنف من صنوف النور! هناك أبواب لا تفتح إلا بالحزن. أبيات شعر عن الحزن بعد ذكر مفهوم وأسباب وعلاج الحزن، وذكر اقتباسات وعبارات عن الحزن، لا بد من ذكر بعض أبيات شعر عن الحزن، إذ كان الشعر الذي يصف الشعور بالحزن مؤثرًا بشكل كبير، وطابعًا يطبع به أغلب الشعراء، في مختلف العصور، منذ الجاهلية إلى ما بعد صدر الإسلام، وتاليًا تذكر بعض أبيات شعر عن الحزن:[٤] بكيْتُ فما أَجْدى حَزِنْتُ فما أَغْنَى ولا بدَّ لي أَنْ أُجْهِدَ الدَّمع والحُزنَا قَبِيحٌ قبِيحٌ أَنْ أَرَى الدَّمْع لاَ يَفي وأَقبحُ مِنْهُ أَنْ أَرَى القَلْبَ لاَ يَفْنىَ مضى الجَوْهَرُ الأَعْلَى وأَيُّ مُروءَة إِذا ما ادَّخرْنا بعدَه العَرَضَ الأَدْنَى ثكِلتْ خليلاً صِرْتُ من بَعْدِ ثُكْله فُرَادَى وجاءَ الهمُّ من بَعدِه مَثْنَى وقد كَانَ مَثْوىَ القَلبِ مَغْنى سرورِه فقد خَرِبَ المثْوىَ وقد أَقْفَر المَغْنَى ومن أجمل ما قيل من أبيات شعر عن الحزن:[٥] خانت جُفُونيَ لما لم تَفِضْ بدَمِي لكن وَفَى الجِسْم لما فَاضَ بالسَّقَمِ وما بكى الطَّرْفُ منِّي وحْدَه أَلماً لكِنْ بكاكَ جَمِيعُ الجِسم بالأَلَمِ سَقَمِي وموتُكَ يا همَّين في قَرَنِ بل قُلْ إِذا شئْتَ يا سهمين في أَمَم نعاكَ ناعِيكَ تَلْويحاً مُخَافَتَةً وقد نَعانيَ تَصْرِيحاً إِلى الأُمَم خَرَجْتُ خَلْفكَ مَحْمُولاً كما خَرَجُوا بجِسمِك الطُّهْرِ محمولاً على القِمَم يا حسرتي إِذ رآني راكباً لهُمُ وما مَشَيْتُ على رَأْسِي وَلاَ قدَمِي قد حُزْتُ حُزْنَك مِيراثاً فكُنتُ بِهِ أَوْلى وأَحْرَى مِن الأَولادِ كُلِّهِم تركتَني لشقاءٍ لسْتُ أَعْرِفُهُ وأَنْتَ من جنَّةِ الفردوسِ في نِعَمِ يا ساكناً بينَ جنَّاتٍ مُزَخْرَفَةٍ بالنُّورِ إِنِّي من الأَحزانِ في الظُّلَمِ كم قلتُ يا لَيْتَ قومِي يَعلمُون بِمَا هُمْ يَعْلَمُونَ فَلاَ تَعْلمْ بمَا بِهم لمْ تنس في جنَّةِ الفِرْدوسِ ذكْرَهمُ وأَنت ما زلتَ لا تَنْسَى ذَوي الرَّحمِ وقد حَفِظْت عليهم عادةً لَهُمُ حاشَا لِمِثْلكَ يَنْسَى عَادَة الكَرَمِ لَقيتَ ربَّكَ مَشْغُولاً برُؤْيَتِه فما التفتَّ إِلى حُورٍ ولا خَدَمِ خمساً وتِسْعِينَ تَسْعَى في عِبَادَتِه لم تَشْكُ مِنْ مَللٍ فِيها ولاَ سَأَمِ قد انحنى الظَّهرُ وانهدَّتْ قَوَائِمُه من الرُّكُوع إِليه لا مِنَ الهَرَمِ سهرت مُنْتَصِباً لله مُحْتَسِباً ومَنْ يُرِد جنَّةَ الفردوسِ لَمْ يَنَمِ تَرَفَّعَتْ هِمَّةٌ باتت بخالقها وفي العبادةِ بانَتْ رِفْعَةُ الهِمَمِ عِبَادَةٌ ملَّكَتْكَ الخُلْدَ فَهي وَمَا مُلِّكْتَهُ مِنْهُ مَوْصُوفَانِ بالعِظَمِ وجنَّةُ الخُلْدِ بالأَعْمَالِ تَدْخُلُها لا بالحُظوظِ كما قَالُوا ولا القِسَمِ من يَعْلمِ الله فيه الخَيْرَ أَسْمَعَهُ بُشْرَى السَّعادةِ قَبْلَ الخَلْقِ في القِدمِ ومن صَفَتْ مِنْه عَيْنٌ في الفؤادِ رأَى ما خطَّهُ اللهُ فَوْقَ اللَّوحِ بالقَلَم يا راحلاً وجميلُ الذِّكر يَخْلُفُه بَقَاءُ ذِكرِك مَسلاَةٌ عَنِ العَدَمِ إِن افتُقِدْتَ فذِكْرٌ غَيْرُ مُفْتَقَدٍ أَوِ انهدَمْتَ فشكر غيرُ مُنْهَدم خلَّفْتَ أُحدوثةً حَسْنَاءَ طَيِّبةً وتِلْك إِرْثٌ ولكنْ غَيرُ مُقْتَسَمِ بلى لقَدْ ورَّثتْنا المجدَ أَجْمعَهُ صنائعٌ لك عند العُرْبِ والعَجَمِ والخَلقُ تَثْنِي بما أَوْليْتَ م حَسنٍ والخَلْقُ تشكرُ ما خوَّلتَ مِنْ نِعَمِ ما زال برُّك فيهم ملءَ كُلِّ يَدٍ فصار شكرُك فيهمْ مِلءَ كُلِّ فَم تَسْعى إِليهم ببرٍّ كنت تَكْتُمُه وكيْفَ تُكْتَمُ نيرانٌ عَلَى عَلَم والفَضْلُ بَعْدَك شَمْلٌ غَيْرُ مُجْتَمع والبرُّ بعدك عِقْدٌ غَيْرُ مُنْتَظِم لم تَلْتَفِتْ قَطُّ للدُّنْيَا لتُحْرِزَها لكن لتُحْرِزَ فيها مَغْنَمَ الكَرَمِ كم قام غيرُك للدنيا وقد قَعَدَت عَنْهُ وقَامَتْ لك الدنيا فَلَمْ تَقُمِ زهداً دَعَتْكَ إِليه حِكمةٌ شَهدتِ بأَن طبعَكَ مفطورٌ على الحِكَمِ سقى تُرَابك رِضْوَانٌ ومَغْفِرَةٌ إِذا سقَى التربَ هطَّالٌ من الدِّيم فأَنت في القبر حيٌّ مُدْرِكٌ فَرحٌ ما كلُ من ماتَ معدوداً من الرِّمَمِ جلَّيت ظلمةَ قبرٍ أَنْتَ ساكنُه والبدْرُ مَا زالَ يُجْلي ظُلْمَةَ العَتَمِ لَبَّى أَنينيَ لما زُرْتُ تُرْبَتَه كأَنَّني دَاخِلٌ مِنْها إِلى حَرَم مَنْ لَمْ يُقَدِّم كما قدَّمْتَ من عَملٍ فسوف يأْكل كَفَّيه من النَّدمِ وسوفَ يَدْرِي إِذا ما الموُت أَيْقَظهُ بأَنَّه كَانَ مِنْ دُنْيَاه في حُلُم لا تحسَبُوا كلَّ مَيْتٍ مِثْل ميِّتنا هيهاتَ هيهاتَ فالموتَى ذَوُو قِيَم ومما نظم من أبيات شعر عن الحزن:[٦] عيناك كنهري أحـزان نهري موسيقى.. حملاني لوراء، وراء الأزمـان نهري موسيقى قد ضاعا سيدتي.. ثم أضاعـاني الدمع الأسود فوقهما يتساقط أنغام بيـان عيناك وتبغي وكحولي والقدح العاشر أعماني وأنا في المقعد محتـرقٌ نيراني تأكـل نيـراني أأقول أحبك يا قمري؟ آهٍ لـو كان بإمكـاني فأنا لا أملك في الدنيـا إلا عينيـك وأحـزاني سفني في المرفأ باكيـةٌ تتمزق فوق الخلجـان ومصيري الأصفر حطمني حطـم في صدري إيماني أأسافر دونك ليلكـتي؟ يا ظـل الله بأجفـاني يا صيفي الأخضر ياشمسي يا أجمـل.. أجمـل ألواني هل أرحل عنك وقصتنا أحلى من عودة نيسان؟ أحلى من زهرة غاردينيا في عتمة شعـرٍ إسبـاني يا حبي الأوحد.. لا تبكي فدموعك تحفر وجـداني إني لا أملك في الدنيـا إلا عينيـك ..و أحزاني أأقـول أحبك يا قمـري؟ آهٍ لـو كـان بإمكـاني فأنـا إنسـانٌ مفقـودٌ لا أعرف في الأرض مكاني ضيعـني دربي.. ضيعـني إسمي.. ضيعـني عنـواني تاريخـي! ما لي تاريـخٌ إنـي نسيـان النسيـان إنـي مرسـاةٌ لا ترسـو جـرحٌ بملامـح إنسـان ماذا أعطيـك؟ أجيبيـني قلقـي؟ إلحادي؟ غثيـاني ماذا أعطيـك سـوى قدرٍ يرقـص في كف الشيطان أنا ألـف أحبك.. فابتعدي عني.. عن نـاري ودخاني فأنا لا أمـلك في الدنيـا إلا عينيـك... وأحـزاني ومن أجمل ما نظم من أبيات شعر عن الحزن:[٧] دَعِ الرَّشَّاشَ خَلْفَكَ يا حبيـبُ وصافِحْنِي فأنـتَ أخٌ قريـبُ رصاصتُكَ التي أطلقْتَ نحوي تُصيبُكَ مثلما قلبـي تُصيـبُ وقاتِلُنا هـو المقتـولُ فينـا وأَسْعَدُنا هو الأشقى الكئيـبُ لماذا يا أخـي ترتـدُّ نحـوي ووجهُكَ في مقابلتي غَضُوبُ؟! ألم نَسْكُـنْ مُخيَّمَنـا جميعـاً تُشارِكُنا طُفُولَتَنا الخُطُـوبُ؟! ألم نَشْرَبْ مَوَاجِعَنـا صِغَـاراً وَنَرْضَعْهَا كما رُضِعَ الحليبُ؟! دَعِ الأعداءَ لا تَرْكَـنْ إليهـم فما يُعطيكَ إلاَّ الغَـدْرَ (ذِيـبُ) إذا امتدَّتْ يدُ الباغـي بمـالٍ إليكَ فَخَلْفَـهُ هـدفٌ مُرِيـبُ لنـا أرضٌ مُبارَكـةٌ دَهَـاهَـا منَ الأعداءِ عُـدْوانٌ رَهِيـبُ ألم يُدْفَنْ أبـي وأبـوكَ فيهـا وفي عَيْنَيْهِمَا دمعٌ صَبِيـبُ؟! ستَشْقَى ثم تَشْقَى حينَ تَنْـأَى بنا عن طَرْدِ غاصِبِها الدُّروبُ أخي ورفيقَ آلامـي وحُزْنـي وأحلامي، رَجَوْتُكَ يا حبيـبُ رَجَوْتُكَ أنْ تكونَ أخـا وفـاءٍ لِئَلاَّ يَدْفِنَ الشمـسَ الغُـروبُ كأنِّي بالرَّصاصِ يقـولُ: كـلاَّ ويَحْلِـفُ أنَّـهُ لا يستجيـبُ يقولُ لنا: دَعُوا هذا التَّجَافِـي وكُفُّوا عن تَنَاحُرِكُـم وتُوبُـوا أخي، إنِّي رأيْتُ الحقَّ شمسـاً يُلازِمُها الشُّروقُ فمـا تَغِيـبُ فلا تَتْرُكْ يدَ الأحقـادِ تُدْمِـي جَبِيناً لا يَلِيقُ بـهِ الشُّحُـوبُ سَمِعْتُ مآذنَ الأقصى تُنـادِي وفي البيتِ الحرامِ لها مُجِيـبُ وصَوْتُ عجائبِ الإسراءِ يَدْعُو وفي أَصْدَائِـهِ نَغَـمٌ عَجِيـبُ: إذا دَعَـتِ المـآذِنُ بالتَّآخِـي فحُكْمُ إجابَةِ الدَّاعِي الوُجُـوبُ أخي، بيني وبَيْنَكَ نهرُ حُـب وإخلاصٍ بهِ تَـرْوَى القُلُـوبُ لِقَلْبَيْنَا مـنَ الإحسـاسِ دِفْءٌ أرى جبلَ الجليدِ بـهِ يَـذُوبُ كِلانَا لا يُريدُ سوى انتصـارٍ يعودُ لنا بهِ الوطـنُ السَّلِيـبُ كِلانَا فـي فلسطيـنَ الْتَقَيْنَـا على هَدَفٍ، لِيَنْهَـزِمَ الغَريـبُ لِنَرْفَعَ رايـةً للحـقِّ تُمْحَـى بها من صَدْرِ أُمَّتِنَا الكُـرُوبُ أخا الإسراءِ والمعراجِ، بينـي وبَيْنَكَ حَقْـلُ أزهـارٍ وطِيـبُ بِحَبْلِ العُرْوَةِ الوُثْقَى اعْتَصَمْنَا فلا عاشَ المُخَالِفُ والكَـذُوبُ ومما هو مؤثر من أبيات سعر عن الحزن:[٨] بَكيت وَلَكِن بِالدُموعِ السَخينَةِ وَما نَفَذَت حَتّى بَكَيتُ بِمُهجَتي عَلى الكامِلِ الأَخلاق وَالنَدبِ مُصطَفى فَقَد كانَ زَينَ العَقلِ الفُتُوَّةِ نَعاهُ لَنا الناعي فَكادَت بِنا الدُنى تَميدُ لِهَولِ الخَطبِ خَطبِ المُروأَةِ وَذابَت قُلوبُ العالَمينَ تَلَهُّفاً وَسالَت دُموعُ الحُزنِ مِن كُلِّ مُقلَةِ أَجَل قَد قَضى في مِصرَ أَعظَمُ كاتِبٍ فَخَلَّفَ في الأَكبادِ أَعظَمَ حَسرَةِ فَتى وَأَبي لَوَ اَنَّ في الناسِ مِثلَهُ لَهانَ عَلَينا وَقعُ هَذي الرَزيأَةِ وَلَو كانَ يُفدى بِالنُفوسِ مِنَ الرَدى جَعَلنا فَداهُ كُلَّ نَفسٍ أَبِيَّةِ فَتىً ماتَ غَضَّ العُمرِ لَم يَعرِفِ الخَنا وَلَم يَنطَوي في نَفسِهِ حُبُّ رَيبَةِ وَقَد كانَ مِقداماً جَريئا وَلَم يَكُن لِيَبغي الرَدى غَيرَ النُفوسِ الجَريأَةِ وَكانَ جَواداً لا يَضُنُّ بِحاجَةٍ لِذَلِكَ أَعطى روحَهُ لِلمَنِيَّةِ سَلامٌ عَلى مِصرَ الأَسيفَةَ بَعدَهُ فَقَد أَودَعَت آمالَهُ جَوفَ حُفرَةِ خَطيبُ بِلادِ النيلِ مالَك ساكِناً وَقَد كُنتَ تُلقي خُطبَةً إِثرَ خُطبَةِ تَطاوَلَتِ الأَعناقُ حَتّى اِشرَأَبَّتِ فَهَل أَنتَ مُسديها وَلَو بَعضَ لَفظَةِ نَعَم كُنتَ لَولا المَوتِ فارِجَ كَربِها فَيا لِلرَدى مِن غاشِمٍ مُتَعَنِّتِ تَفَطَّرَتِ الأَكبادُ حُزناً كَأَنَّما مَماتَكَ سَهمٌ حَلَّ في كُلِّ مُهجَةِ وَما حَزِنَت أُمٌّ لِفَقدِ وَحيدِها بِأَعظَمَ مِن حُزني عَلَيك وَلَوعَتي تُناديكَ مِصرُ الآنَ يا خَيرَ راحِلٍ وَيا خَيرَ مَن يُرجى لِدَفعِ المُلِمَّةِ عَهَدتُكَ تَأبى دَعوَةً غَيرَ دَعوَتي فَمالَكَ تَأبى مُصطَفى كُلَّ دَعَوَةِ فَقَد تَكُ رَيّاناً فَيا طولَ لَهفَتي لَقَد كُنتَ سَيفي في الخُطوب وَجَنَّتي أَجَل طالَما دافَعتَ عَن مِصرَ مِثلَما يُدافِعُ عَن مَأواهُ نَحلُ الخَلِيَّةِ فَأَيقَظَتها مِن رَقدَةٍ بَعدَ رَقدَةٍ وَأَنهَضَتها مِن كَبوَةٍ تِلوَ كَبوَةِ وَقَوَّيتَ في أَبنائِها الحُبَّ نَحوَها وَكُنتَ لَهُم في ذاكَ أَفضَلَ قُدوَةِ رَفَعتَ لِواءَ الحَقِّ فَوقَ رُبوعِها فَضَمَّ إِلَيهِ كُلَّ ذي وَطَنِيَّةِ لَئِن تَكُ أَترَعتَ القُلوبَ مَحبَّةً فَإِنَّكَ لَم تُخلَق لِغَيرِ المَحَبَّةِ فَنَم آمِناً وَفَيتَ قَومَكَ قِسطَهُم فَيا طالَما ناموا وَأَنتَ بِيَقظَةِ سَيُبقي لَكَ التاريخُ ذِكراً مُخَلَّداً فَقَد كُنتَ خَيرَ الناسِ في خَيرِ أُمَّةِ عَلَيكَ مِنَ الرَحَمَنِ أَلفُ تَحِيَّةٍ وَمِن أَرضِن مِصرَ أَلفُ أَلفِ تَحِيَّةِ ومن أجمل ما قيل من أبيات شعر عن الحزن:[٩] رَحَلوا فَأَيَّةُ عَبرَةٍ لَم تُسكَبِ أَسَفاً وَأَيُّ عَزيمَةٍ لَم تُغلَبِ قَد بَيَّنَ البَينُ المُفَرِّقُ بَينَنا عِشقَ النَوى لِرَبيبِ ذاكَ الرَبرَبِ صَدَقَ الغُرابُ لَقَد رَأَيتُ شُموسَهُم بِالأَمسِ تَغرُبُ في جَوانِبِ غُرَّبِ لَو كُنتَ شاهِدَنا وَما صَنَعَ الهَوى بِقُلوبِنا لَحَسَدتَ مَن لَم يُحبِبِ شُغِلَ الرَقيبُ وَأَسعَدَتنا خَلوَةٌ في هَجرِ هَجرٍ وَاِجتِنابِ تَجَنُّبِ فَتَلَجلَجَت عَبَراتُها ثُمَّ اِنبَرَت تَصِفُ الهَوى بِلِسانِ دَمعٍ مُعرِبِ تَشكو الفِراقَ إِلى قَتيلِ صَبابَةِ شَرِقِ المَدامِعِ بِالفِراقِ مُعَذَّبِ أَأُطيعُ فيكِ العاذِلاتِ وَكِسوَتي وَرَقُ الشَبابِ وَشِرَّتي لَم تَذهَبِ وَإِذا التَفَتُّ إِلى سِنِيَّ رَأَيتُها كَمَجَرِّ حَبلِ الخالِعِ المُتَصَعِّبِ عِشرونَ قَصَّرَها الصِبا وَأَطالَها وَلَعُ العِتابِ بِهائِمٍ لَم يُعتَبِ ما لي وَلِلأَيّامِ صَرَّفَ صَرفُها حالي وَأَكثَرَ في البِلادِ تَقَلُّبي أُمسي زَميلاً لِلظَلامِ وَأَغتَدي رِدفاً عَلى كَفَلِ الصَباحِ الأَشهَبِ فَأَكونُ طَوراً مَشرِقاً لِلمَشرِقِ الـ ـأَقصى وَطَوراً مَغرِباً لِلمَغرِبِ وَإِذا الزَمانُ كَساكَ حُلَّةَ مُعدِمٍ فَاِلبَس لَهُ حُلَلَ النَوى وَتَغَرَّبِ وَلَقَد أَبيتُ مَعِ الكَواكِبِ راكِباً أَعجازَها بِعَزيمَةٍ كَالكَوكَبِ وَاللَيلُ في لَونِ الغُرابِ كَأَنَّهُ هُوَ في حُلوكَتِهِ وَإِن لَم يَنعَبِ وَالعيسُ تَنصُلُ مِن دُجاهُ كَما اِنجَلى صِبغُ الشَبابِ عَنِ القَذالِ الأَشيَبِ حَتّى تَجَلّى الصُبحُ في جَنَباتِهِ كَالماءِ يَلمَعُ مِن وَراءِ الطُحلُبِ يَطلُبنَ مُجتَمَعَ العُلا مِن وائِلٍ في ذَلِكَ الأَصلِ الزَكِيِّ الأَطيَبِ وَبَقِيَّةَ العُربِ الَّذي شَهِدَت لَهُ أَبناءُ أُدٍّ بِالفَخارِ وَيَعرُبِ بِالرَحبَةِ الخَضراءِ ذاتِ المَنهَلِ الـ ـعَذبِ المَشارِبِ وَالجَنابِ المُعشِبِ عَطَنِ الوُفودِ فَمُنجِدٌ أَو مُتهِمٌ أَو وافِدٌ مِن مَشرِقٍ أَو مَغرِبِ أَلقَوا بِجانِبِها العِصِيِّ وَعَوَّلوا فيها عَلى مَلِكٍ أَغَرَّ مُهَذَّبِ مَلِكٌ لَهُ في كُلِّ يَومِ كَريهَةٍ إِقدامُ غِرٍّ وَاِعتِزامُ مُجَرِّبِ وَتَراهُ في ظُلَمِ الوَغى فَتَخالُهُ قَمَراً يَكُرُّ عَلى الرِجالِ بِكَوكِبِ يا مالِكَ اِبنَ المالِكِيّينَ الأُلى ما لِلمَكارِمِ عَنهُمُ مِن مَذهَبِ إِنّي أَتَيتُكَ طالِباً فَبَسَطتَ مِن أَمَلي وَأَنجَحَ جودُ كَفِّكَ مَطلَبي فَشَبِعتُ مِن بِرٍّ لَدَيكَ وَنائِلٍ وَرَويتُ مِن أَهلٍ لَدَيكَ وَمَرحَبِ وَغَدَوتَ خَيرَ حِياطَةٍ مِنّي عَلى نَفسي وَأَرأَفَ بي هُنالِكَ مِن أَبي أَعطَيتَني حَتّى حَسِبتُ جَزيلَ ما أَعطَيتِنيهِ وَديعَةً لَم توهَبِ فَلتَشكُرَنَّكَ مَذحِجُ ابنَةُ مَذحِجٍ مِن آلِ غَوثِ الأَكثَرينَ وَجُندَبِ وَمَتى تُغالِب في المَكارِمِ وَالنَدى بِالتَغلِبِيّينَ الأَكارِمِ تَغلِبِ يُنسيكَ جودَ الغَيثِ جودُهُمُ إِذا عَثَرَت أَكُفُّهُمُ بِعامٍ مُجدِبِ قَومٌ إِذا قيلَ النَجاءَ فَما لَهُم غَيرُ الحَفائِظِ وَالرَدى مِن مَهرَبِ يَمشونَ تَحتَ ظُبا السُيوفِ إِلى الوَغى مَشيَ العِطاشِ إِلى بَرودِ المَشرَبِ حَصَّ التَريكُ رُؤوسَهُم فَرُؤوسَهُم في مِثلِ لَألاءِ التَريكِ المُذهَبِ يَتَراكَمونَ عَلى الأَسِنَّةِ في الوَغى كَالصُبحِ فاضَ عَلى نُجومِ الغَيهَبِ حَتّى لَوَ انَّ الجودَ خُيِّرَ في الوَرى نَسَباً لَأَصبَحَ يَنتَمي في تَغلِبِ