في قفص الإتهام لهذا العدد : ضمائر مستثرة ميتة ،
غوائل غائبة عن الوعي بإرادتها ، كل همها مصلحة عابرة
و لربما مضيعة للناس تشفي غليل غصة ، كالجلاد تترك آثار بالغة على ضحاياها
و كما تسعد الحيوانات أعزكم الله ترقص فرحا على جثث من عاداها .
خطيئة تلو أخرى بقلب بارد يخطط لها عقل مارد ، في داخلها لا يرضيها سوى الأذية ،
تنبش في الماضي لتعكر صفو الحاضر و تنسف المستقبل بأفعالها الدنيئة و تمتماتها المشينة ،
و أسفاه بات مجتمعنا ثم أصبح يعج بهؤلاء و تحول وجودهم إلى ثيمة لهذا العصر الشنيع ،
يحولون حياة غيرهم إلى سواد يدحرون هذا و يقطعون طريق ذاك لحاجة في أنفسهم ،
و يغضون بصرهم عن حجم الأذية التي تُلحقها تصرفاتهم بغيرهم
و أبدا لن يوقظهم سقوط غيرهم في الهاوية بسببهم أو يحرك فيهم ساكنا و كأنهم صّم ،
عمي و بكم لا يفقهون مغبة ما تبتلي به ضمائرهم السوداء غيرهم من البشر .
من ما لا شك فيه أن الجرم هنا لا يحتاج لتأكيد و لكن اللجوء
إلى قفص الإتهام لإثباته ضرورة لإلقاء الضوء على هذه النوعية
من البشر التي اكتسح شرها أرجاء المجتمع و كأنها لا تدرك أن
كم من اثم اودى بصاحبه الى التهلكة فكما يدين يدان
و راحت تختال في الأرض تلوح بإثمها مثل طعنات قاتلة للبشر و المجتمع معا.