القرآن الكريم ونظرية رؤية الأشياء
قال الله تعالى في سورة الإسراء :
" وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلاً من ربّكم " ( الإسراء 12 )
إنّ هذه الآية تشير فيما تشير إليه إلى المفهوم الصحيح لرؤية الأشياء التي حولنا ولتصحح المفهوم الخاطئ لدى علماء الطبيعة قبل الإسلام ، ولتجعل من العالم العربي ( ابن الهيثم ) عالماً من كبار علماء الضوء والفيزياء في التاريخ ،حيث كان علماء الطبيعة قبل الإسلام يعتقدون أنّ الرؤية تتمّ عندما ترسل العين أشعة فتبصر الأشياء ، حتى جاء العالم ابن الهيثم ومن خلال فهمه لكتاب الله تعالى صحح المفهوم الخاطئ عند العلماء وأثبت أنّ الرؤية تتم عندما يسقط الضوء على الأشياء فينعكس على العين فترى وتبصر الأشياء . فلو كانت العين هي التي تبصر الأشياء لكنا نرى ماحولنا حتى في الظلام . فمحا الله عزّ وجلّ الرؤية في الليل حتى يسكن الناس فيه . وجعل آية النهار مبصرة ليبتغي الناس من فضل الله . فنلاحظ في هذه الآية قوله تعالى : آية النهار مبصرة ولم يقل عزّ وجلّ لتبصروا فيه بل قال سبحانه وتعالى وجعلنا آية النهار مبصرة أي بذاتها وهذا أقرب إلى الفهم والاستيعاب .
قال الله تعالى :
" ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلّكم تشكرون " ( القصص 73 )
وهكذا نرى أنّ آيات القرآن الكريم جعلت من العرب الأمّيين علماء كبار . قال الله تعالى :
" هو الذي بعث في الأمّيين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكّيهم ويعلّمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين " ( الجمعة 2 )