قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إنه لن يرتدي الكمامة رغم النصيحة الإرشادية الطبية الجديدة للأمريكيين بأن يفعلوا ذلك.
وأوضح ترامب قائلا إنني لا أتخيل نفسي وأنا أُرحب بـ "الرؤساء ورؤساء الحكومات والطغاة والملوك والملكات" في البيت الأبيض وأنا أرتدي الكمامة.
وشدد ترامب على أن الالتزام بهذه النصيحة الإرشادية "اختياري" وليس إلزاميا.
وأضاف قائلا: "ليس عليك القيام بذلك، لا أعتقد أنني سأقوم بذلك".
وتصدر النصائح الإرشادية الطبية عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها التابعة للوكالة الحكومية الاستشارية للصحة العامة. وقد جاءت هذه الإرشادات في وقت تجاوزت الوفيات أكثر من 1100 شخص في يوم واحد، وهو أعلى معدل وفيات في 24 ساعة في العالم حتى الآن.
ويوجد في الولايات المتحدة 278458 حالة إصابة مؤكدة بفيروس كوفيد 19، وقد شهدت البلاد أكثر من 7 آلاف حالة وفاة جراء تفشي الفيروس، بحسب جامعة جونز هوبكنز.
ومازالت ولاية نيويورك هي أكثر المناطق تضررا حيث يوجد نحو 3 آلاف وفاة، وقد ناشد حاكم الولاية أندرو كومو باقي أنحاء الولايات المتحدة لمساعدته.
وحتى الآن، تقول السلطات الصحية الأمريكية إنه ينبغي على المرضى ومن يُعتني بمرضى فيروس كورونا فقط ارتداء الكمامة، ولكنها لم تدرس أبدا المقترحات بتغطية وجوه الجميع للحيلولة دون انتقال العدوى.
وقال ترامب: "من الدراسات الأخيرة علمنا أن انتقال العدوى من الأفراد الذين لم تظهر عليهم الأعراض يلعب دورا في انتشار الفيروس أكبر مما كان يعتقد سابقا".
وعلى الرغم من ذلك، قال ترامب للصحفيين بعد الإعلان عن النصائح الإرشادية الطبية الجديدة: " عن نفسي، لا أريد أن أفعل ذلك، ولا أتخيل نفسي مرتديا إياها".
وقد نصح الأمريكيون الآن بتغطية وجوههم عندما يكونون خارج بيوتهم بملابس نظيفة أو قطعة قماش. وشدد المسؤولون على أن هناك عجزا في الكمامات الطبية وبالتالي يجب تركها للعاملين الصحيين.
وجاءت هذه الإرشادات بعد أن تجاوزت أعداد الإصابات عالميا المليون.
ماذا قال الرئيس أيضا؟
أعلن الرئيس الأمريكي النصائح الإرشادية الطبية الجديدة في مؤتمره الصحفي في البيت الأبيض، ولكنه حرص على أن يكرر أن هذه النصيحة "اختيارية".
وقال: "ليس عليك فعل ذلك، لقد اخترت ألا أفعل ذلك، ولكن بعض الناس قد يريدونها، وليس هناك مانع، ربما كان ذلك أفضل".
وعندما سُئل لماذا لا يريد ارتداءها؟ أجاب قائلا: "لا أتخيل نفسي جالسا في المكتب البيضاوي، خلف المكتب الجميل، مرتديا الكمامة، ومرحبا بالرؤساء ورؤساء الحكومة والطغاة والملوك والملكات، لا أتخيل نفسي أفعل ذلك الآن، ربما أغير رأيي".
وكان الرئيس يقدم إيجازا للصحافة عن مدى جاهزية الولايات المتحدة للتعامل مع هذا المرض، وعن الحزمة المالية التحفيزية التي قدمتها الحكومة الفيدرالية، وما إذا كان الوباء سيعوق انتخابات الرئاسة المقبلة.
وشدد ترامب على أن ما قامت به حكومته أنقذ أرواحا، وأنه لن يتم إرجاء الانتخابات.
نقاش حول الكمامات؟
ينتقل فيروس كوفيد 19 كرذاذ في سعال وعطس المصابين، وثمة نقاش بشأن المسافة التي يجب أن ينأى بها كل شخص عن الآخر، وهل الكمامات مفيدة لدى استخدامها في الأماكن العامة.
وتنصح منظمة الصحة العالمية بأن الكمامات تكون فعالة فقط إذا صاحبها الغسل الجيد لليدين والتباعد الاجتماعي، وحتى الآن لم تُوص بها عموما للأصحاء.
وعلى الرغم من ذلك، فإن المزيد والمزيد من خبراء الصحة يقولون الآن إنها مفيدة. ويقولون إن استخدام الناس للكمامة يساعد مبدئيا بأن يحول بين أولئك الذين أصيبوا بالمرض ولا يعرفون ونشر الفيروس بين الآخرين.
كما يقولون إن الكمامة قد تساعد أيضا في تقليص خطر التقاط الأفراد للفيروس من رذاذ عطس وسعال الآخرين، ويمكن تعليم الناس كيف يرتدونها ويخلعونها بشكل صحيح.
وتحدث الجراح الأمريكي العام، جيروم آدامز، في المؤتمر الصحفي معترفا بأن النصائح الإرشادية الطبية قد تغيرت بناء على الوعي المتنامي بأن فيروس كورونا يمكن أن ينتقل من خلال "عطس وسعال وحتى حديث" أولئك الذين لم تظهر عليهم الأعراض.
وطالب المسؤولون المحليون في نيويورك ولوس أنجلس بالفعل المواطنين بتغطية وجوههم وهم خارج بيوتهم أو قرب الآخرين.
وفي لاريدو بتكساس، صدر الخميس قانون يُلزم السكان بتغطية أنوفهم وأفواههم خارج بيوتهم وإلا يواجهون غرامة قدرها ألف دولار.
وعلى الرغم من ذلك، يسود الاختلاف بين الخبراء بشأن فوائد استخدام الكمامات المصنوعة من القماش. وتوصي هيئة استشارية أوروبية بعدم استخدام هذه الكمامات التي يعاد استخدامها، وأنها قد تزيد فرص الإصابة بالعدوى.