مع كل ما يمر به العالم حاليا من الحجر الصحي بسبب انتشار فيروس COVID-19 فقد أدى ذلك إلى زيادة إستخدام خدمات الأنترنت بشكل كبير جدا, حيث تعتبر الأنترنت أداة الترفيه الوحيدة التي يمتلكها أغلب سكان العالم حاليا. وإن كنت متابعا لأخبار العالم التقني فلربما صادفت أخبار حول أن كبرى شركات بث الأفلام والفيديوهات كمنصة نتفليكس وحتى يوتيوب قد قامو بتخفيض جودة عرض المحتوى وذلك بسبب الضغط الهائل على سيرفرات المواقع في أن واحد, كما أن أغلب الشركات لازالت تعمل عن بعد بإستعمال الأنترنت.
هذا ما قد يجعلك تطرح عدة تساؤلات أهمها هل يمكن لشبكة الأنترنت أن تتوقف أو تتعطل بسبب الضغط أو الإستخدام الزائد في آن واحد ؟, وهل يمكن لسرعة الإنترنت أن تتأثر فعلا؟. في هذا المقال سوف نجيبك على هذا السؤال نوضح بعض النقاط المهمة حول الموضوع.
كيف تعمل الأنترنت؟
شبكة الأنترنت ليست عبارة عن كمبيوتر واحد أو كابل واحد فقط, بل هي عبارة عن مجموعة كبيرة جدا من أجهزة الكمبيوتر المخصصة والمستقلة والتي يمكننا تسميتها بـ الموجهات (routers), ويمكن إعتبار كل هذه الأجهزة بالإضافة إلى الكابلات التي تصل بينها, شبكة الإنترنت التي نعرفها حاليا, حيث أن كل موجه أو جهاز كمبيوتر يقوم بنقل الحزم من المصدر إلى الوجهة المعينة. وهذه الشبكات تكون تحت صيانة ومراقبة الحكومات والشركات, وبالتالي يمكننا القول أن شبكة الأنترنت لا مركزية وليس لها مصدر أو جهاز واحد فقط.
هل تتعطل شبكة الأنترنت بسبب إفراط الإستخدام؟
ببساطة يمكننا القول أن الإجابة هي لا, حيث أن شبكة الأنترنت كما ذكرنا سابقا هي لا مركزية وبالتالي لا يمكن أن تتعطل أو تتوقف في أن واحد, فإذا حدث مشكل ما وتوقف جزء من الشبكة عن العمل فإنه يمكن للمستخدمين في كل الأحوال الوصول إلى الأنترنت. ولو حدث تحميل أو ضغط زائد على خدمة ما على الأنترنت فإن الخدمة فقط ستتعطل أما باقي الأنترنت فستبقى على حالها و بدون مشاكل, وبالتالي لن يؤدي الإستخدام المفرط للإنترنت إلى توقفها.
لكن ستتأثر سرعة الأنترنت بالتأكيد, حيث أنه كلما إزداد عدد المستخدمين المتصلين بالأنترنت كلما قلت السرعة التي ستحصل عليها, وبالتالي خلال فترة الحجر الصحي التي يعيشها العالم حاليا فإنك ستحصل على إتصال أنترنت أبطىء من الأيام العادية.
فمثلا في سنة 2007 ضربت أسيا مجموعة من الزلازل التي أثرت على الكابلات البحرية للأنترنت وسببت أضرار لها, وقد أدى ذلك إلى تأثر خدمة الأنترنت عن باقي العالم, لكن بقي بإستطاعتهم الوصول إلى الإنترنت.
إذا هل كل شئ على ما يرام؟
حقيقة يمكننا القول أن قدرة إستيعاب شبكة الأنترنت للمستخدمين كبيرة جدا ولن تتأثر بسهولة, لكن كما ذكرنا سابقا فستعرف تأثرا سلبيا في الأداء بسبب عدد المستخدمين الكبير في وقت واحد. وغالبا ما تكون خدمات أنترنت الهاتف النقال هي الأكثر تضررا عكس خدمات الأنترنت الثابتة, وهذا كله راجع بسبب الإندفاع المفاجئ للإستخدام على الأنترنت المحمول.
منقوووول