قلت في محاضرة أخيرة حول القيادة أن الناس نوعان: نوع يهتم بالمعنى ونوع يهتم بالمبنى، وأن القوة الداخلية أهم وأجدى من القوة الخارجية، كما أن التغير الذي يطرأ على الشخصية الداخلية يبقى أعمق أثراً وأطول مدى من التغير في الشخصية الخارجية.
يستطيع كل منا التعامل مع أي مشكلة إذا ما وظف إرادته وعزيمته الداخلية. لكن العزيمة ليست قوة ميكا*-تم الحذف. كلمة غير محترمة لا يسمح بها في هذا المنتدى-*ية يمكن إطلاقها آلياً. فهي قوة عاطفية ونفسية كامنة تتعلق بغاية الإنسان ومعنى وجوده.
يتعلق السؤال بـ: "لماذا؟" برسالة الإنسان ومعنى حياته، ويتعلق السؤال بـ "كيف؟" بالمهارات والمعارف والعمليات المبرمجة ونظم العمل المقننة. ولذلك فإن "كيف" تعبر عن العلم والنظم والمعادلات الهندسية، بينما تعبر "لماذا" عن الفنون والآداب والفلسفة الإنسانية.
ولكي تعرف ما إذا كنت تهتم بالمعنى أم بالمبنى، فكر بهذه القصة وماذا كنت ستفعل لو كنت مكان بطلها:
يقال أن أحد متسلقي الجبال قرر الصعود إلى قمة جبل لم يسبقه إليه أحد. وقد بدأ محاولته وحيداً لأنه أراد أن يحقق مجداً لا يشاركه في أحد. وبعد شهور من الإعداد والتدريب، وفي ليلة ليلاء وأمسية ظلماء، شرع في تسلق الجبل الشاهق رغم احتجاب القمر وانعدام الرؤية.
وبعد عناء، وحين بدت القمة غير بعيدة، زلت قدماه وراح يهوي إلى الأسفل بسرعة رهيبة! وكانت لحظات قاسية تراءى له فيها الموت، وأدرك أن الحياة أهم من القمة ومن المجد والشهرة.
وعلى حين غرة، تعلق الحبل المشدود على وسطه في مسمار ضخم كان قد غرسه في قمة إحدى الصخور. وعندما وجد نفسه معلقا بين السماء والأرض، صرخ طالبا النجدة.
وفي هذه اللحظة المشحونة بالخوف والرغبة في الحياة، تخيل أنه سمع صوتا يناديه من بعيد قائلاً: "اقطع الحبل لكي تنجو". لكنه لم يستجب لهذا الصوت الموحي، بل بالغ في شد الحبل حول وسطه خوفاً من السقوط. وعندما وصل فريق الإنقاذ في اليوم التالي، وجدوا الرجل معلقاً وقد تجمد في مكانه وهو على بعد متر واحد من الأرض!!
فهل حبلك ونظام حياتك مشدود حتى آخره؟
وهل تستطيع المخاطرة وتسلق سلم النجاح بدون حبال ممدوة وأعصاب مشدودة؟
وهل تستطيع خوض غمار الحياة بدون قوة أسطورية وذخيرة مهارية؟
الحقيقة أنك لن تكون قائداً فعلياً بدون قدرة على المخاطرة، ولن تستطيع المخاطرة ما لم تكن مؤمناً وواثقاً وصادقاً ومتوازناً من الداخل ومتفاعلاً مع الخارج.
فنحن نحقق ما نعتقد أننا قادرون عليه، ولن نمتلك ذلك الخيال الإيجابي القادر على حفزنا ودفعنا إلى الأمام إلا إذا كانت أهدافنا نبيلة وغاياتنا جميلة.
فالمهارات والمعارف والقوة الجسدية واللياقة البدنية لا تكفي وحدها لتحقيق الفوز. لا بد من إضافة المعنى إلى المبنى، ولا بد من فهم: "لماذا" قبل معرفة: "كيف".
الأستاذ: نسيم الصمادي.. "صاحب نظرية التمتين"
منقول
يستطيع كل منا التعامل مع أي مشكلة إذا ما وظف إرادته وعزيمته الداخلية. لكن العزيمة ليست قوة ميكا*-تم الحذف. كلمة غير محترمة لا يسمح بها في هذا المنتدى-*ية يمكن إطلاقها آلياً. فهي قوة عاطفية ونفسية كامنة تتعلق بغاية الإنسان ومعنى وجوده.
يتعلق السؤال بـ: "لماذا؟" برسالة الإنسان ومعنى حياته، ويتعلق السؤال بـ "كيف؟" بالمهارات والمعارف والعمليات المبرمجة ونظم العمل المقننة. ولذلك فإن "كيف" تعبر عن العلم والنظم والمعادلات الهندسية، بينما تعبر "لماذا" عن الفنون والآداب والفلسفة الإنسانية.
ولكي تعرف ما إذا كنت تهتم بالمعنى أم بالمبنى، فكر بهذه القصة وماذا كنت ستفعل لو كنت مكان بطلها:
يقال أن أحد متسلقي الجبال قرر الصعود إلى قمة جبل لم يسبقه إليه أحد. وقد بدأ محاولته وحيداً لأنه أراد أن يحقق مجداً لا يشاركه في أحد. وبعد شهور من الإعداد والتدريب، وفي ليلة ليلاء وأمسية ظلماء، شرع في تسلق الجبل الشاهق رغم احتجاب القمر وانعدام الرؤية.
وبعد عناء، وحين بدت القمة غير بعيدة، زلت قدماه وراح يهوي إلى الأسفل بسرعة رهيبة! وكانت لحظات قاسية تراءى له فيها الموت، وأدرك أن الحياة أهم من القمة ومن المجد والشهرة.
وعلى حين غرة، تعلق الحبل المشدود على وسطه في مسمار ضخم كان قد غرسه في قمة إحدى الصخور. وعندما وجد نفسه معلقا بين السماء والأرض، صرخ طالبا النجدة.
وفي هذه اللحظة المشحونة بالخوف والرغبة في الحياة، تخيل أنه سمع صوتا يناديه من بعيد قائلاً: "اقطع الحبل لكي تنجو". لكنه لم يستجب لهذا الصوت الموحي، بل بالغ في شد الحبل حول وسطه خوفاً من السقوط. وعندما وصل فريق الإنقاذ في اليوم التالي، وجدوا الرجل معلقاً وقد تجمد في مكانه وهو على بعد متر واحد من الأرض!!
فهل حبلك ونظام حياتك مشدود حتى آخره؟
وهل تستطيع المخاطرة وتسلق سلم النجاح بدون حبال ممدوة وأعصاب مشدودة؟
وهل تستطيع خوض غمار الحياة بدون قوة أسطورية وذخيرة مهارية؟
الحقيقة أنك لن تكون قائداً فعلياً بدون قدرة على المخاطرة، ولن تستطيع المخاطرة ما لم تكن مؤمناً وواثقاً وصادقاً ومتوازناً من الداخل ومتفاعلاً مع الخارج.
فنحن نحقق ما نعتقد أننا قادرون عليه، ولن نمتلك ذلك الخيال الإيجابي القادر على حفزنا ودفعنا إلى الأمام إلا إذا كانت أهدافنا نبيلة وغاياتنا جميلة.
فالمهارات والمعارف والقوة الجسدية واللياقة البدنية لا تكفي وحدها لتحقيق الفوز. لا بد من إضافة المعنى إلى المبنى، ولا بد من فهم: "لماذا" قبل معرفة: "كيف".
الأستاذ: نسيم الصمادي.. "صاحب نظرية التمتين"
منقول