التَّوبَـةُ وَالوَقْتُ الذِي تَصِـحُّ فِيـهِ
إنَّ الحمدَ للهِ نَحْمَدُهُ ونَستعينُهُ ونَستهدِيهِ ونَشْكُرُهُ ونَستَغْفِرُهُ ونَتوبُ إليهِ، ونَعوذُ باللهِ مِنْ شُرورِ أنفسِنا ومِنْ سيّئاتِ أعمالِنا، مَنْ يَهدِ اللهُ فلا مُضِلَّ لهُ، ومَنْ يُضْلِلْ فلا هاديَ لَهُ.
الحمدُ للهِ وَسَلامٌ على عبادِهِ الذينَ اصْطَفَى، الحمدُ للهِ الوَاحِدِ الأَحَدِ الفَرْدِ الصَّمَدِ الذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَلا وَلَدًا، تَنـَزَّهَ عنِ الشَّرِيكِ وَالزَّوجَةِ وَالوَلَدِ، تَنَـزَّهَ عنْ أَنْ يَحُلَّ فِي مَكانٍ أَوْ عَلَى مَكَانٍ، كَانَ قَبْلَ الزَّمانِ وَقَبْلَ المكانِ وَهُوَ الآنَ عَلَى مَا عَلَيْهِ كَانَ.
والصَّلاةُ والسَّلامُ على سَيِّدِنا وحبيبِنا وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا أَحْمَدَ محمَّدٍ، بَعَثَهُ اللهُ رَحْمَةً للعالَمِينَ هاديًا ومبشرًا ونذيرًا، جعلَهُ اللّهُ خاتَمًا للنَّبيِّينَ والْمُرسَلِينَ فَلا نَبِيَّ بَعْدَهُ وَبِوَفَاتِهِ عَلَيْهِ السَّلامُ انْقَطَعَ الوَحْيُ.
الصلاةُ والسَّلامُ عليكَ يا سَيِّدِي يَا رَسولَ اللهِ، يَا سَيِّدَ الأَنبياءِ وَالمُرسَلِينَ، يا مَنْ أرْسَلَكَ اللهُ رحمَةً للعالَمِينَ، جِئْتَنَا بِالبَيِّنَاتِ وَالهُدَى المُبِينِ، صَبَرْتَ وَصَابَرْتَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَجَزَاكَ اللهُ عَنَّا خَيْرَ مَا جَزَى نَبِيًّا مِنْ أَنْبِيَائِهِ. وَأَشْهَدُ أنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وأشهدُ أنَّ سيِّدَنا مُحمَّدًا عبدُهُ ورسولُهُ صلَّى اللهُ عليهِ وعلَى كلِّ رسولٍ أَرْسَلَهُ.وَهُوَ القَائِلُ: أَفْضَلُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي لا إِلَهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شريكَ لَه.
أمَّا بعدُ أيُّها الأَحِبَّةُ الكرامُ أُوصِي نَفْسِيَ وَإِيَّاكُم بِتَقْوَى اللهِ العَظِيمِ.
يقولُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: "التَّائِبُ مِنَ الذَّنْبِ كَمَنْ لا ذَنْبَ لَهُ" هِيَ ساعَاتٌ أَوْ دَقَائِقُ أَو أَقَلُّ تَمْضِي عَلَى كُلٍّ مِنَّا ثُمَّ يَنْتَهِي الأَمْرُ إلَى القَبْرِ، تُرَى أَلَيْسَ الكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الموتِ.
بَلَى وَاللهِ، أَلَيْسَ الكَيِّسُ الفَطِنُ هُو الذِي حَاسَبَ نَفْسَهُ في هذهِ الدنيا قبلَ أَنْ يُحَاسَبَ في الآخِرَةِ لِيَهُونَ عَلَيْهِ الأَمْرُ في ذلكَ اليومِ، بَلَى وَاللهِ.
الغَفْلَةُ لا تَنْفَعُ، فَمَتَاعُ الدنيا قَلِيلٌ، وَبِنُزُولِ حُفْرَةِ القَبْرِ كَأَنَّكَ لَمْ تَكُنْ في زِينَةٍ وَلَمْ تَلْقَ مَتَاعًا وَلَمْ تَتَمَتَّعْ بِشَرَابٍ ولا بِطعامٍ، فَهَنِيئًا لِلَّذي أَعَدَّ الزَّادَ لِيَوْمِ المَعَادِ، هَنِيئًا لِمَنْ رَاقَبَ نَفْسَهُ وَأَلْزَمَ جَوَارِحَهُ طَاعَةَ رَبِّـهِ عَزَّ وجَلَّ.
هذا هُوَ الذَّكِيُّ، هذا هو الكيِّسُ الفَطِنُ الذِي يُحَصِّـنُ نَفْسَهُ ولا يُودِي بِها إلَى المهالِكِ.
كَمْ هوَ عظيمٌ وَكَمْ تكونُ الفَرْحةُ كبيرةً حينَمَا يَجِدُ المؤمِنُ التَّقِيُّ الطَّيِّبُ الطَّاهِرُ الصَّالِحُ في صحيفَةِ أعمالِهِ يومَ القِيامَةِ مَا يَسُرُّهُ بينَمَا هُنَاكَ ءاخَرُونَ خَاسِرُونَ هَالِكُونَ في نارِ جهنَّمَ يُعَذَّبُونَ، وَهُوَ مَعَ المؤمِنِينَ عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ يُسقَوْنَ مِنْ رَحِيقِ الجنّةِ، يُطْعَمُونَ مِنْ طَعَامِها، يَجْتَمِعُونَ بِسَيِّدِ العَالَمِينَ مُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ. وأُولئِكَ المُغَفَّلُونَ الذينَ صَدُّوا عَنْ دِينِ اللهِ قُطِّعَتْ لهم ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ، وَطَعَامُهُمْ مِنْ شَجَرِ الزَّقُّومِ، وَشَرابُهُم الحمِيمُ، وَيكونُونَ في غُرَفٍ مِنْ نَارٍ أَقْفَالهُم مِنْ نَارٍ، الكَيِّسُ الذكِيُّ الفَطِنُ هو الذي يُرْضِي رَبَّه. لَوْ غَضِبَ النَّاسُ وَرَضِيَ اللهُ عنكَ فَأَنْتَ فِي هَنَاءٍ وَسُرورٍ وَحُبُورٍ، وَلَوْ أَغْضَبْتَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَرَضِيَ عنكَ النَّاسُ فَهَلْ تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مَعَ الهالِكِينَ.
إخوانِي، يَمُرُّ على الإنسانِ أحيانًا أوقاتٌ يكونُ فيها مِنَ الغافِلينَ، ثُمَّ يَتَيَقَّظُ وَيَنْتَبِهُ فَيَطْرُقُ بابَ التوبةِ إلى اللهِ تباركَ وتعالى، وبابُ التوبةِ مفتوحٌ ما لم تَصِلِ الروحُ إلى الحُلْقُومِ أيْ مَا لم يُغرغِرْ، ولم تَطْلُعِ الشَّمْسُ مِنْ مَغْربِها، وَمَا لم يَرَ مَلَكَ الموتِ عزرائيلَ.
هنيئًا لِمَنْ سَلَكَ طريقَ الصالِحينَ وَثَبَتَ علَى مَنْهَجِ الأَنبياءِ، فهُو في الآخِرَةِ معَ الذينَ أَنْعَمَ اللهُ عليهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ والصَّالِحينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقًا.
فَمَنْ وَجَدَ نَفْسَهُ أَنَّهُ فِي غَفْلَةٍ وَأرَادَ أنْ يُعالِجَ هذهِ القَضِيَّةَ فَلَيْسَ بِالبُكاءِ وَلا بِالنَّحِيبِ فَقَطْ، وَلا بِتَوْزِيعِ المالِ عَلى الفُقَراءِ يكونُ الأَمْرُ مُنْتَهِيًا، بَلِ التَّوْبَةُ النَّصوحُ وَالتَّوبَةُ الكَامِلَةُ هذا الذِي يُحِبُّهُ ربُّنا تَبارك وتَعَالَى.
أمَّا التوبَةُ الكَامِلَةُ فَهِي أَنْ تَتُوبَ عنْ كُلِّ الذُّنوبِ التِي سَبَقَ وَتَلَوَّثْتَ بِهَا، وَأَمَّا التوبةُ غيرُ الكامِلَةِ فَهِيَ أَنْ تَتُوبَ عَنْ بَعْضٍ وتَظَلَّ مُنْغَمِسًا بِبَعْضٍ.
وأمَّا التَّوبَةُ النَّصُوحُ هُوَ أَنْ تَتُوبَ مِنَ الذَّنْبِ وَلا تَعُودَ إِلَيْهِ. وَأَمَّا التَّوبَةُ غَيْرُ النَّصوحِ فَهُوَ أَنْ تَتُوبَ تَوْبَةً حَقِيقِيَّةً ثُمَّ تَعُودَ فِيمَا بعدُ فَتَتَلَوَّث بالذنوبِ وَالخَطَايَا، فَمِنْ رَحْمَةِ اللهِ بِنَا أَنَّهُ إِنْ عَادَ الشَّخْصُ ِإلَى المعصِيَةِ وَكانَ قَدْ عَزَمَ قَبْلاً أَنْ لا يَرْجِعَ إلَيْهَا وَلكِنَّهُ عَادَ فَهذَا لا يَضُرُّ تَوْبَتَهُ الأُولَى إِنَّما يُكْتَبُ عَلَيْهِ سَيئَاتٌ جَدِيدَةٌ والتِي مُحِيَتْ قَبْلاً مُحِيَتْ لا تَعُودُ.
اللهُ تباركَ وتعالَى فَتَحَ بَابَ التَّوْبَةِ وَحَضَّنَا وَأَمَرَنَا فِي القُرءانِ الكَريمِ نَحنُ مَعاشِرَ المؤمنينَ بالتوبةِ، أَلَيْسَ هُو القَائِلُ في القُرءانِ الكَريمِ: ﴿وَتُوبُوا إلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّها المؤمِنُونَ لَعَلَّكُم تُفْلِحُونَ﴾ سورة النور / 31.
المؤمِنُ قَدْ يَرْتَكِبُ صَغِيرَةً أَوْ كَبِيرَةً وَالتَّوبَةُ مِنْهُمَا وَاجِبَةٌ، فَمِنْ بابِ أولَى الذِي صَدَّ عَنْ دِينِ اللهِ وكذَّبَ أنبياءَ اللهِ فَهُوَ مَعَ الهالِكِينَ إِنْ لَمْ يَتُبْ قَبْلَ أَنْ تَصِلَ رُوحُهُ إلَى الغَرْغَرَةِ قبلَ أَنْ يَقُولَ لهُ مَلَكُ المَوْتِ عَزْرَائِيلُ: أَبْشِرْ بِسَخَطِ اللهِ وَعَذابِه.
مَا لَمْ تَطْلُعِ الشَّمسُ من مَغْرِبِها تُقْبَلُ التَّوبَةُ فَمِنْ عَلامَاتِ يَومِ القيامَةِ طلوعُ الشَّمسِ مِنْ مَغْرِبِها وَبعدَ ذلكَ لا تُقبَلُ التوبَةُ. فَهَنِيئًا لِلَّذِينَ عَمِلُوا بِمُقْتَضَى قَولِهِ تعالَى: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ ءَامنُوا تُوبُوا إلى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى ربُّكُم أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُم سيّئاتِكُم ويُدْخِلَكُم جنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحتِها الأنهارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللهُ النّبيَّ والَّذِينَ ءَامَنُوا مَعَهُ نُورُهُم يَسْعَى بَيْنَ أَيدِيهِم وَبِأيْمَانِهِم يَقُولُونَ ربَّنا أَتْمِمْ لنا نورَنا واغفِرْ لنا إنّكَ على كلِّ شىءٍ قَدِيرٌ﴾ سورة التحريم / ءاية 8.
أخِي المؤمِن، تَفَكَّرْ بِعَقْلِكَ فِي نَفْسِكَ وَتَذَكَّرْ أَنَّ بينَكَ وَبَيْنَ القَبرِ لَحْظةً فَمَاذَا عَسَاكَ قَدَّمْتَ لِتِلْكَ المواقِفِ. أليْسَ قبلَ أن تُقَابِلَ الحاكِمَ وَالقَاضِيَ تَسْتَعِدُّ للجوابِ إذَا مَا طُرِحَ عَلَيْكَ سُؤَالُ الاتِّهامِ؟ فمَاذَا أعدَدتَ لِسُؤالِ الملَكَيْنِ مُنْكَرٍ وَنَكِيرٍ اللَّذَيْنِ يُقْعِدَانِ المَيِّتَ ويَقُولانِ لَهُ مَنْ رَبُّكَ وَمَا دِينُكَ وَمَنْ نبيُّكَ، المؤمِنُ يجيبُ رَبِّيَ اللهُ وَدِينِيَ الإسلامُ ومحمَّدٌ نَبِيِّي صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ جاءَنا بِالبَيِّنَاتِ. وأمَّا الذِي صَدَّ عَنْ دِينِ اللهِ وَكَذَّبَ أنبياءَ اللهِ وماتَ عَلَى غَيرِ الإيمانِ فَيَقُولُ لا أَدْرِي، فَيَضْرِبَانِهِ بِمِطْرَقَةٍ بينَ أُذُنَيْهِ فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُها مَنْ حَوْلَهُ مِنْ غَيْرِ الإِنْسِ وِالجِنِّ. حياةُ البَرْزَخِ فِي القَبْرِ غَيْرُ حَياتِنَا في الدُّنْيَا، فِي الدُّنيا إذَا طالَبَكَ أَصحابُ الدُّيونِ بِأَمْوالِهِم سَأَلْتَ جَارًا أَوْ قَرِيبًا أَوْ شَرِيكًا أو وَالِدًا أو وَلَدًا أنْ يُسْعِفَكَ وَيُنْقِذَكَ مِنَ السِّجْنِ وَمِنْ أَنْ تُفْضَحَ عَلَى مَلأٍ مِنَ النَّاسِ، وَلكِنْ لا تَجِدُ في القَبْرِ ما يَنْفَعُ إلاَّ العَمَلَ الصالِحَ، فَهنِيئًا لِمَنِ التَزَمَ وَزَيَّنَ نَفْسَهُ بِالصَّالِحاتِ وَأعَدَّ الزادَ لِيَوْمِ المعادِ حتى يكونَ على قدَمِ سَيِّدِنا صاحِبِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عثمانَ بنِ عَفَّان الذي شُوهِدَ وَاقِفًا عَلَى قَبْرٍ يَبْكِي فَقِيلَ لَهُ مَالَكَ يا أميرَ المؤمنينَ؟ فقالَ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ القبرَ أَوَّلُ مَنْزِلَةٍ مِنْ مَنَازِلِ الآخِرَةِ. فلا تُؤَخِّرْ طَرْقَ بَابَ التوبَةِ، ولا تَنْتَظِرْ فالأيامُ تمضِي عليكَ في تَلَوُّثٍ وَانْغِمَاسٍ فيمَا حَرَّمَ اللهُ، بَلِ عَجِّلوا بِالتَّوْبَةِ قبلَ الموتِ، فالقَبْرُ أَفْظَعُ مِنَ المَزْبَلَةِ، لَوْ خُيِّرَ الشَّخْصُ بَيْنَ القَبْرِ وَبَيْنَ المزبَلَةِ مَاذَا يختارُ؟ يَخْتَارُ المزبلة، القَبْرُ ظُلْمَةٌ وَضِيقٌ وَوَحْشَةٌ. لا تَرَى إِنْسَانًا يُؤْنِسُكَ على العَادَةِ، أَنْتَ وَعَمَلُكَ، عَمَلُكَ يُؤْنِسُكَ أَوْ يُهْلِكُكَ. اللهُمَّ اغْفِرْ لنَا ذُنُوبَنا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا. أقولُ هذا وأستغفِرُ اللهَ العظيمَ لِي وَلَكُمْ.
الخُطبةُ الثانيةُ
الحمدُ للهِ نَحْمَدُهُ ونَستعينُهُ ونَستغفرُهُ ونَستهْدِيهِ ونَشكُرُهُ، ونَعوذُ باللهِ مِنْ شرورِ أنفسِنا وسيّئاتِ أعْمَالِنا، مَنْ يَهْدِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لهُ ومَنْ يُضْلِلْ فلا هادِيَ لهُ، والصلاةُ والسَّلامُ على محمَّدِ بنِ عبدِ اللهِ وعلَى ءالِهِ وصحبِهِ ومَنْ وَالاهُ.
عبادَ اللهِ أُوصِيْ نفسِيَ وإيّاكُمْ بتقْوَى اللهِ العَليِّ العظيمِ، يقولُ اللهُ تعالى: ﴿يا أيها الناسُ اتَّقُـوا ربَّكُـم إنَّ زَلْزَلَةَ الساعةِ شىءٌ عظيمٌ يومَ ترَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرضعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وتَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وتَرَى النَّاسَ سُكارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللهِ شَديدٌ﴾.
واعلَموا أنَّ اللهَ أمرَكُمْ بأمْرٍ عظيمٍ، أمرَكُمْ بالصَّلاةِ والسَّلامِ على نبيِّهِ الكريمِ فقالَ: ﴿إنَّ اللهَ وملائكتَهُ يُصَلُّونَ على النَّبِيِّ يَا أيُّهَا الَّذينَ ءامَنوا صَلُّوا عليهِ وسَلِّموا تَسْليمًا﴾. اللّـهُمَّ صَلِّ على سيِّدِنا محمَّدٍ وعلى ءالِ سيِّدِنا محمَّدٍ كمَا صلَّيْتَ على سيِّدِنا إبراهيمَ وعلى ءالِ سيِّدِنا إبراهيم وبارِكْ على سيِّدِنا محمَّدٍ وعلى ءالِ سيِّدِنا محمَّدٍ كمَا بارَكْتَ على سيِّدِنا إبراهيمَ وعلى ءالِ سيِّدِنا إبراهيمَ إنّكَ حميدٌ مجيدٌ.
اللّـهُمَّ إنَّا دعَوْناكَ فاستجبْ لنا دعاءَنا، فاغفرِ اللّـهُمَّ لنا ذنوبَنا وإسرافَنا في أمرِنا، اللّـهُمَّ اغفِرْ للمؤمنينَ والمؤمناتِ الأحياءِ منهُمْ والأمواتِ، ربَّنا ءاتِنا في الدنيا حسَنةً وفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وقِنا عذابَ النارِ، اللّـهُمَّ اجعلْنا هُداةً مُهتدِينَ غيرَ ضالِّينَ ولا مُضِلِّينَ، اللّـهُمَّ استرْ عَوراتِنا وءامِنْ روعاتِنا واكفِنا مَا أَهمَّنا وَقِنّا شَرَّ ما نتخوَّفُ.
عبادَ اللهِ، إنَّ اللهَ يأمرُ بالعَدْلِ والإحسانِ وإيتاءِ ذِي القُرْبَى ويَنهى عَنِ الفحشاءِ والمنكرِ والبَغي، يعظُكُمْ لعلَّكُمْ تذَكَّرون. اذكُروا اللهَ العظيمَ يذكرْكُمْ، واشكُروهُ يزِدْكُمْ، واستغفروهُ يغفِرْ لكُمْ، واتّقوهُ يجعلْ لكُمْ مِنْ أمرِكُمْ مخرَجًا. وَأَقِمِ الصلاةَ.