الهدف يلوح للإنسان المثابر في حياته
يراه أمامه واضحاً جلياً , يقوده طموحه واجتهاده لتحقيقه ,
ويسهل له ذلك الصبر والهمة وعدم الاستعجال في قطف الثمار .
والعطش لتحقيق إنجاز في الحياة , وأثر في هذه الدنيا ,
يجعل الإنسان يهتم بوضع أهداف قصيرة وطويلة المدى
يحققها على مراحل مختلفة من عمره ,
وكلما كان الإنجاز المراد تحقيقه عظيماً ,
كلما كان للأهداف أهمية أعظم ,
وكان الصبر ألزم , والتعب أكبر .
وتأتي أهمية الهدف من حيث أنه يوضح للإنسان الطريق
الذي عليه أن يسير فيه ويتبعه ,
إذ أن الهدف عبارة عن ضوء يلوح للإنسان من بعيد ,
وهو كذلك هاجس يدور في خلد الإنسان دوماً يفكر فيه ,
ويظل قلقاً لا يقر له جفن ولا تنام له عين ولا يرتاح حتى يصل إليه ويقطفه .
ومن صفات الهدف أن يكون متسلسلا وتعقبه أهداف ,
وان يكون في خلد صاحبه أن هناك محطات إذ أن في
رحلة النجاح إلى تحقيق الإنجاز هناك محطات كثيرة هي
تلك الأهداف التي يحققها الإنسان ,
ومن ثمة ينطلق بعدها بهمة ونشاط إلى المحطة الأخرى والهدف التالي .
ومن هنا يستخلص أهمية الهدف ,
وأهمية أن يقترن الهدف بطموح متدرج ومتواصل يدفع الإنسان
إلى تحقيق الأهداف , ومن ثمة تحقيق إنجاز عظيم يتمثل
في نجاح دنيوي وفوز أخروي هو الربح الأكبر والأهم .
وفي سيرة الخليفة الراشد الخامس عمر بن عبد العزيز رحمه الله ,
ما يوضح لنا قصة إنجاز ورواية مجد انتهت بسيرة عطرة خالدة
تظل مضرب مثل لقدرة البشر على تحقيق الأهداف العظيمة والغايات الكبرى
, فها هو يروي عن نفسه فيقول :
” إني لي نفس تواقة , كلما وصلت الى شيء تاقت إلى ما هو أعلى منه ,
وقد وصلت إلى الخلافة , وقد تاقت نفسي إلى الجنة ” ,
ويقول أيضا عن نفسه في رواية أخرى :
” إن لي نفساً تواقة , لقد رأيتني وأنا بالمدينة غلام مع الغلمان ,
ثم تاقت نفسي إلى العلم وإلى العربية