بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا وحبيبنا محمدا عبده ورسوله خير من وطئ الحصى وسيد ولد آدم أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والصلاة والسلام على نبينا وقائدنا محمد صلى الله عليه وسلم
فضل الأمانة
قال الله تعالى:إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا ﴿58﴾ [النساء].
إن الله تعالى يأمركم بأداء مختلف الأمانات،التي اؤتمنتم عليها إلى أصحابها،فلا تفرطوا فيها،ويأمركم بالقضاء بين الناس بالعدل والقسط،إذا قضيتم بينهم،ونِعْمَ ما يعظكم الله به ويهديكم إليه.إن الله تعالى كان سميعًا لأقوالكم،مُطَّلعًا على سائر أعمالكم،بصيرًا بها.
وقال الله تعالى:والّذِين هُمْ لِأماناتِهِمْ وعهْدِهِمْ راعُون (32) والّذِين هُمْ بِشهاداتِهِمْ قائِمُون (33)والّذِين هُمْ على صلاتِهِمْ يُحافِظُون (34) أُولئِك فِي جنّاتٍ مُكْرمُون (35)
[المعارج].
والذين هم حافظون لأمانات الله،وأمانات العباد،وحافظون لعهودهم مع الله تعالى ومع العباد،والذين يؤدُّون شهاداتهم بالحق دون تغيير أو كتمان،والذين يحافظون على أداء الصلاة ولا يخلُّون بشيء من واجباتها.أولئك المتصفون بتلك الأوصاف الجليلة مستقرُّون في جنات النعيم،مكرمون فيها بكل أنواع التكريم.
وقال الله تعالى
قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ( وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (11) [المؤمنون].
لَقَدْ فَازَ المُؤْمِنُونَ المُصَدِّقُونَ بِاللهِ وَرُسُلِهِ،وسَعِدُوا وَأَفْلَحُوا الإِفْلاَحُ - الفَوْزُ بِالبُغْيَةِ بَعْدَ سَعْيٍ واجْتِهَادٍ.الذين خَشَعَتْ قُلُوبُهم وَخَافَتْ مِنَ اللهِ،وَسَكَنَتْ.والخُشُوعُ فِي الصَّلاَةِ إِنَّمَا يَحْصلُ لِمَنْ فَرَغَ قَلْبُه لَهَا،وَاشْتَغَلَ بِها عَمَّا سِوَاهَا،وَآثَرَهَا عَلَى غَيْرِها،وَحِينَئذٍ تَكُونُ رَاحةً لَهُ،وَقُرَّةَ عَيْنٍ .
والذِينَ يَنْصِرِفُونَ إِلَى الجِدِّ،وَيُعْرِضُونَ عَمَّا لاَ فَائِدَةَ مِنْهُ مِنَ الأَفْعَالِ والأَقْوالِ ( اللَّغْوِ ).وَقَدْ وَصفَ اللهُ تَعَالَى المُؤْمِنِينَ بِقَوْلِهِ:{ والذين لاَ يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّواْ بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً } أَيْ إِنَّهُمْ لاَ يَتَوقَّفُونَ وَلاَ يَلْتَفِتُونَ إِلَيْهِ.
وَالذينَ يُطَهِّرًُونَ أَنْفُسَهُم بِتَأْدِيَةِ زَكَاةِ أَمْوالِهِمْ.
وَهَذِهِ الآيَةُ مَكَّيَّةٌ،وَزَكَاةُ المَالِ فُرِضَتْ فِي المَدِينَةِ،لِذَلِكَ قَالَ بَعْضُهُم:إِنَّ المَقْصُودَ بالزَّكَاةِ هُنَا زَكَاةُ النفْسِ مِنَ الشِّرْكِ والدَّنَسِ.
( وَيَرَى ابنُ كَثِيرٍ:أَنَّهُ قَدْ يَكُونُ المَقْصُودُ بِهَا كِلاَ الأَمَريْنِ،زَكَاةَ النفْسِ وطَهَارَتَهَا،وزكَاةً الأَمْوَالِ لأَنَّهَا مِنْ جُمْلَةِ زَكَاةِ النَّفْسِ ) .
والذينَ يَحْفَظُونَ فُرُوجَهُم فَلاَ يُقَارِفُونَ مُحَرَّماً،وَلاَ يَقَعُونَ فِيمَا نَهَاهُم اللهُ عَنْهُ مِنْ زَنىً وَغَيْرِهِ .وَلاَ يَقْرَبُونَ سِوَى مَا أَحَلَّ اللهُ لَهُمْ مِنْ أَزْوَاجِهِمْ،وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهم مِنْ إِمَاءٍ،وَمَنْ بَاشَرَ مَا أَحَلَّّ اللهُ لَهُ فَهُوَ غَيْرُ مَلُومٍ فِي ذَلِكَ .
فَمَنْ تَجَاوَزَ مَا أَحَلَّ اللهُ لَهُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَى غَيْرِهِ مِنَ الحَرَامِ،فَهْوَ مِنَ المُعْتَدِينَ،المُتَجَاوِزِينَ حُدُودَ مَا شَرَعَ اللهُ .وَالذينَ إِذَا ائْتُمِنُوا لَمْ يَخُونُوا أَمَانَاتِهم،بَلْ يُؤَدُّونَها إِلى أَهْلِهَا،وإِذَا عَاهَدُوا أو عَاقَدُوا أَوْفُوا بِذَلِكَ،وَلَمْ يَخُونُوا وَلَمْ يَغْدُرُوا،وَبقوا مُحَافِظِينَ عَلَى عُهُودِهِمْ وأَمَانَاتِهِمْ وعُقُودِهِمْ .
والذينَ يُداوِمُونَ عَلَى أَدَاءِ صَلَوَاتِهِمْ وَعِبَادَاتِهِمْ،يُؤَدُّونَها فِي مَوَاقِيتِهَا،ويَتِمُّونَها بِخُشُوعِها،وسُجُودِها،حَتَّى تُؤدِّي المَقْصُودَ مِنْهَا،وَهُوَ خَشْيَةُ اللهِ،والانْتِهَاءُ عَنِ الفَحْشَاءِ والمُنْكَرِ .
وَبَعْدَ أَنْ عَدَّدَ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أوصَافَ المُؤْمِنِينَ الحَمِيدَةَ قَالَ إِنَّ الذينَ اتَّصَفُوا بهذِهِ الصِّفَاتِ الرَّفِيعَةِ يَرِثُونَ الجَنَّةَ،وَيَتَبَوَّءُونَ أَعْلَى مَرَاتِبها،جَزاءً لَهُمْ عَلَى مَا زَيَّنُوا بِهِ أَنْفُسَهُم مِنَ الصِّفَاتِ الحَمِيدَةِ،والآدَابِ العَاليَةِ،وَيَبْقَونَ فِيها خَالِدِينَ أَبَداً.
فَهَؤُلاءِ المُؤْمِنُونَ هُمُ الذينَ يَرِثُونَ مَنَازِلَ الكُفَّارِ فِي الجَنَّةِ،وَيْبْقَونَ فِيهَا خَالِدِينَ أَبَداً "
لاتنسوني من صالح دعاكم
والحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات,,
الحمد لله وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا وحبيبنا محمدا عبده ورسوله خير من وطئ الحصى وسيد ولد آدم أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والصلاة والسلام على نبينا وقائدنا محمد صلى الله عليه وسلم
فضل الأمانة
قال الله تعالى:إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا ﴿58﴾ [النساء].
إن الله تعالى يأمركم بأداء مختلف الأمانات،التي اؤتمنتم عليها إلى أصحابها،فلا تفرطوا فيها،ويأمركم بالقضاء بين الناس بالعدل والقسط،إذا قضيتم بينهم،ونِعْمَ ما يعظكم الله به ويهديكم إليه.إن الله تعالى كان سميعًا لأقوالكم،مُطَّلعًا على سائر أعمالكم،بصيرًا بها.
وقال الله تعالى:والّذِين هُمْ لِأماناتِهِمْ وعهْدِهِمْ راعُون (32) والّذِين هُمْ بِشهاداتِهِمْ قائِمُون (33)والّذِين هُمْ على صلاتِهِمْ يُحافِظُون (34) أُولئِك فِي جنّاتٍ مُكْرمُون (35)
[المعارج].
والذين هم حافظون لأمانات الله،وأمانات العباد،وحافظون لعهودهم مع الله تعالى ومع العباد،والذين يؤدُّون شهاداتهم بالحق دون تغيير أو كتمان،والذين يحافظون على أداء الصلاة ولا يخلُّون بشيء من واجباتها.أولئك المتصفون بتلك الأوصاف الجليلة مستقرُّون في جنات النعيم،مكرمون فيها بكل أنواع التكريم.
وقال الله تعالى
قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ( وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (11) [المؤمنون].
لَقَدْ فَازَ المُؤْمِنُونَ المُصَدِّقُونَ بِاللهِ وَرُسُلِهِ،وسَعِدُوا وَأَفْلَحُوا الإِفْلاَحُ - الفَوْزُ بِالبُغْيَةِ بَعْدَ سَعْيٍ واجْتِهَادٍ.الذين خَشَعَتْ قُلُوبُهم وَخَافَتْ مِنَ اللهِ،وَسَكَنَتْ.والخُشُوعُ فِي الصَّلاَةِ إِنَّمَا يَحْصلُ لِمَنْ فَرَغَ قَلْبُه لَهَا،وَاشْتَغَلَ بِها عَمَّا سِوَاهَا،وَآثَرَهَا عَلَى غَيْرِها،وَحِينَئذٍ تَكُونُ رَاحةً لَهُ،وَقُرَّةَ عَيْنٍ .
والذِينَ يَنْصِرِفُونَ إِلَى الجِدِّ،وَيُعْرِضُونَ عَمَّا لاَ فَائِدَةَ مِنْهُ مِنَ الأَفْعَالِ والأَقْوالِ ( اللَّغْوِ ).وَقَدْ وَصفَ اللهُ تَعَالَى المُؤْمِنِينَ بِقَوْلِهِ:{ والذين لاَ يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّواْ بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً } أَيْ إِنَّهُمْ لاَ يَتَوقَّفُونَ وَلاَ يَلْتَفِتُونَ إِلَيْهِ.
وَالذينَ يُطَهِّرًُونَ أَنْفُسَهُم بِتَأْدِيَةِ زَكَاةِ أَمْوالِهِمْ.
وَهَذِهِ الآيَةُ مَكَّيَّةٌ،وَزَكَاةُ المَالِ فُرِضَتْ فِي المَدِينَةِ،لِذَلِكَ قَالَ بَعْضُهُم:إِنَّ المَقْصُودَ بالزَّكَاةِ هُنَا زَكَاةُ النفْسِ مِنَ الشِّرْكِ والدَّنَسِ.
( وَيَرَى ابنُ كَثِيرٍ:أَنَّهُ قَدْ يَكُونُ المَقْصُودُ بِهَا كِلاَ الأَمَريْنِ،زَكَاةَ النفْسِ وطَهَارَتَهَا،وزكَاةً الأَمْوَالِ لأَنَّهَا مِنْ جُمْلَةِ زَكَاةِ النَّفْسِ ) .
والذينَ يَحْفَظُونَ فُرُوجَهُم فَلاَ يُقَارِفُونَ مُحَرَّماً،وَلاَ يَقَعُونَ فِيمَا نَهَاهُم اللهُ عَنْهُ مِنْ زَنىً وَغَيْرِهِ .وَلاَ يَقْرَبُونَ سِوَى مَا أَحَلَّ اللهُ لَهُمْ مِنْ أَزْوَاجِهِمْ،وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهم مِنْ إِمَاءٍ،وَمَنْ بَاشَرَ مَا أَحَلَّّ اللهُ لَهُ فَهُوَ غَيْرُ مَلُومٍ فِي ذَلِكَ .
فَمَنْ تَجَاوَزَ مَا أَحَلَّ اللهُ لَهُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَى غَيْرِهِ مِنَ الحَرَامِ،فَهْوَ مِنَ المُعْتَدِينَ،المُتَجَاوِزِينَ حُدُودَ مَا شَرَعَ اللهُ .وَالذينَ إِذَا ائْتُمِنُوا لَمْ يَخُونُوا أَمَانَاتِهم،بَلْ يُؤَدُّونَها إِلى أَهْلِهَا،وإِذَا عَاهَدُوا أو عَاقَدُوا أَوْفُوا بِذَلِكَ،وَلَمْ يَخُونُوا وَلَمْ يَغْدُرُوا،وَبقوا مُحَافِظِينَ عَلَى عُهُودِهِمْ وأَمَانَاتِهِمْ وعُقُودِهِمْ .
والذينَ يُداوِمُونَ عَلَى أَدَاءِ صَلَوَاتِهِمْ وَعِبَادَاتِهِمْ،يُؤَدُّونَها فِي مَوَاقِيتِهَا،ويَتِمُّونَها بِخُشُوعِها،وسُجُودِها،حَتَّى تُؤدِّي المَقْصُودَ مِنْهَا،وَهُوَ خَشْيَةُ اللهِ،والانْتِهَاءُ عَنِ الفَحْشَاءِ والمُنْكَرِ .
وَبَعْدَ أَنْ عَدَّدَ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أوصَافَ المُؤْمِنِينَ الحَمِيدَةَ قَالَ إِنَّ الذينَ اتَّصَفُوا بهذِهِ الصِّفَاتِ الرَّفِيعَةِ يَرِثُونَ الجَنَّةَ،وَيَتَبَوَّءُونَ أَعْلَى مَرَاتِبها،جَزاءً لَهُمْ عَلَى مَا زَيَّنُوا بِهِ أَنْفُسَهُم مِنَ الصِّفَاتِ الحَمِيدَةِ،والآدَابِ العَاليَةِ،وَيَبْقَونَ فِيها خَالِدِينَ أَبَداً.
فَهَؤُلاءِ المُؤْمِنُونَ هُمُ الذينَ يَرِثُونَ مَنَازِلَ الكُفَّارِ فِي الجَنَّةِ،وَيْبْقَونَ فِيهَا خَالِدِينَ أَبَداً "
لاتنسوني من صالح دعاكم
والحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات,,