دليل الإشهار العربي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دخول

إذا كانت هذه أول زيارة لك في الإشهار العربي، نرجوا منك مراجعة قوانين المنتدى من خلال الضغط هنا وأيضاً يشرفنا انضمامك إلى أسرتنا الضخمة من خلال الضغط هنا.

من سمــــات دعوة الأنبيــــــاء

+5
AL-SUBAIE
General Mohamed
علاء الجزائري
منصورة
nour aliman
9 مشترك

descriptionمن سمــــات دعوة الأنبيــــــاء Emptyمن سمــــات دعوة الأنبيــــــاء

more_horiz

من سمــــات دعوة الأنبيــــــاء

الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه وإخوانه، أمّا بعد:
فمن جماع الدِّين: تأليف القلوب، واجتماع الكلمة، وصلاح ذات البين، هذه القواعد العظيمة هي من سمات دعوة الأنبياء إلى الله تعالى فهم يذمّون الفرقة والاختلاف في الدين، ويدعون إلى المحبة والائتلاف عليه، قال تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا﴾[آل عمران ١٠٣] وقال تعالى: ﴿وَلاَ تَكُونُوا مِنَ المُشْرِكِينَ مِنَ الذِينَ فَرَّقُوا دِينَِهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ﴾[الروم ٣٢] وقال تعالى: ﴿وَلاَ تَكُونُوا كَالذِينَ تَفَرقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ البَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾[آل عمران ١٠٥] وقال تعالى: ﴿فَاتَقُوا اللهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ﴾[الأنفال ١] كما وردت أحاديث كثيرة تحذِّر من الافتراق والاختلاف وتدعو إلى المحبة والائتلاف، ولا يحقق الاجتماع على ذلك إلاّ بما قام عليه الشرع، والشرع إنّما قام على أصلين عظيمين:
أولهما: عبادة الله وحده لا شريك له، وثانيهما: عبادة الله بما شرع على لسان رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وهو معنى: «لا إله إلا الله، محمد رسول الله» فاتباع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وطاعته من طاعة الله سبحانه، قال تعالى: ﴿مَن يُّطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ﴾[النساء ٨٠]، فلا يؤلف القلوب ويجمع الكلمة ويصلح ذات البين إلاّ هذا الدين، وأصل الدين وأسّه وعمود فسطاطه التمسك بالكتاب والسنة، والتحاكم إليهما في مواضع الخلاف، وموارد النزاع، وتحكيمهما في كلّ الأمور: صغيرها وكبيرها، والرضا بذلك، والانقياد إليه، فهذا ما اتفق عليه سلف هذه الأمّة قال تعالى: ﴿إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ المُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَّقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُم المُفْلِحُونَ﴾[النور ٥١]، وقال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَّكُونَ لَهُم الخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَّعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُّبِيناً﴾[الأحزاب ٣٦]، وقال تعالى: ﴿فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾[النساء ٦٥]، وقد أخرج مالك في موطئه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: «خَطَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَةِ الوَدَاعِ فَقَالَ: إِنّي تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنْ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ فَلَنْ تَضِلُوا أَبَدًا: كِتَابُ اللهِ وَسُنَّتِي» (١- أخرجه مالك (١٦٢٨)، وابن نصر في السنة(٦٨)، والحاكم،(١/٩٣)، وحسنه الألباني في تعليقه على المشكاة(١٨٦)).
فالتمسك بالكتاب والسنة والعمل بمقتضاهما أعظم نعمة أنعم الله تعالى بها على هذه الأمّة، وضمن هذا المنظور يقول شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-: «وكان من أعظم ما أنعم الله به عليهم، اعتصامهم بالكتاب والسنة، فكان من الأصول المتفق عليها بين الصحابة والتابعين لهم بإحسان، أنّه لا يقبل من أحد قط أن يعارض القرآن، لا برأيه، ولا ذوقه، ولا معقوله، ولا قياسه، ولا وجده، فإنّهم ثبت عنهم بالبراهين القطعيات والآيات البينات أنّ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم جاء بالهدى ودين الحق، وأنّ القرآن يهدي للتي هي أقوم» (٢- مجموع الفتاوى لابن تيمية(١٣/٢٨)).
هذا، وقد حذّرنا الكتاب والسنة من الفرقة وأمرنا بلزوم الجماعة على الدين، والقيام به، قال تعالى:﴿شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى المُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ، اللهُ يَجْتَبِي إَلَيْهِ مَن يَّشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُّنِيبُ﴾[الشورى ١٣]
والاختلاف في الدين والتفرق عليه سمّاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم الحالقة التي تحلق الدين لا الشعر(٣- أخرجه الترمذي في صفة القيامة(٢٦٩٩)، وأحمد(١٤٤٦)، من حديث الزبير بن العوام رضي الله عنه. وصححه الألباني في غاية المرام(٤١٤). وحسنه في صحيح الجامع(٣٣٦١))، وما ابتليت أمّة الإسلام بضعفها وتفرقها إلاّ من جهة تضييعها للاعتصام بالكتاب والسنة، وإخلالها بتوحيد الله واتباع نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، إذ بالتوحيد تكون الوحدة التي تقوم عليها الأمّة، وتحيا عليها دولة الإسلام، قال ابن تيمية-رحمه الله-: «وأهل هذا الأصل: هم أهل الجماعة، كما أنّ الخارجين عنه هم أهل الفرقة، وجماع السنة: طاعة الرسول ولهذا قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: «إِنّ اللهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلاََثاً: أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا، وَأَنْ تُنَاصِحُوا مَنْ وَّلَّاهُ اللهُ أُمُورَكُمْ» (٤- أخرجه مسلم في الأقضية: (٤٥٨٧) مالك: (١٨٣٣)، وأحمد: (٩٠٣٤)،وصححه الألباني في صحيح الجامع: (١٨٩٥))»(٥- مجموع الفتاوى: (٢٨/٥١)).
والدعاة إلى الله سلكوا هذا الصراط المستقيم على بصيرة إلى قيام الساعة؛ أمّا السبل الأخرى فشيطانية مفرقة، قال تعالى: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتََّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِِ﴾[الأنعام ١٥٣].
فالنجاة كلّ النجاة في اتباع السابقين الأولين، من أئمة الهدى المشفقين الناصحين، بالتزام منهجهم وعقيدتهم، واقتفاء آثارهم، وسلوك طريقتهم، ومجانبة طرق الهوى والردى، وسبل الغواية والعمى.
ردّ الله المسلمين جميعا إلى دينهم ردّا جميلا.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلّى الله على محمّـد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلم تسليما.



الجزائر في: 15 ربيع الأول 1426ﻫ
الموافـق لـ: 24 أفـريـل 2005م

--------------------------------------------------------------------------------

١- أخرجه مالك: (١٦٢٨)، وابن نصر في السنة: (٦٨)، والحاكم: (١/٩٣)، وحسنه الألباني في تعليقه على المشكاة: (١٨٦).
٢- مجموع الفتاوى لابن تيمية: (١٣/٢٨).
٣- أخرجه الترمذي في صفة القيامة: (٢٦٩٩)، وأحمد: (١٤٤٦)، من حديث الزبير بن العوام رضي الله عنه. وصححه الألباني في غاية المرام: (٤١٤). وحسنه في صحيح الجامع: (٣٣٦١).
٤- أخرجه مسلم في الأقضية: (٤٥٨٧) مالك: (١٨٣٣)، وأحمد: (٩٠٣٤)،وصححه الألباني في صحيح الجامع: (١٨٩٥).

٥- مجموع الفتاوى: (٢٨/٥١).
موقع الشيخ الفاضل ابا عبد المعز محمد علي فركوس حفظه الله

descriptionمن سمــــات دعوة الأنبيــــــاء Emptyرد: من سمــــات دعوة الأنبيــــــاء

more_horiz
آختيَآرَ جَميلَ جِدآ
سَلمتَيِ علىَ هذهِ الآطَروحهَ المفيدة
وَسَلِمتَ يُمنَآكِ لِجلبهآ المُتميزَ

descriptionمن سمــــات دعوة الأنبيــــــاء Emptyرد: من سمــــات دعوة الأنبيــــــاء

more_horiz
شكرا على الموضوع الإسلامي
بارك الله فيك
gg444g 

descriptionمن سمــــات دعوة الأنبيــــــاء Emptyرد: من سمــــات دعوة الأنبيــــــاء

more_horiz
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا على الطرح المميز
جعله الله في موازين حسناتك وثبتك اجره
تقبل مروري وتقديري
من سمــــات دعوة الأنبيــــــاء 886773 

descriptionمن سمــــات دعوة الأنبيــــــاء Emptyرد: من سمــــات دعوة الأنبيــــــاء

more_horiz
أشكرك على مشاركتك بقسم الاسلامي
شكرا لك

descriptionمن سمــــات دعوة الأنبيــــــاء Emptyرد: من سمــــات دعوة الأنبيــــــاء

more_horiz
شكرا على الموضوع 
بارك الله فيك 

descriptionمن سمــــات دعوة الأنبيــــــاء Emptyرد: من سمــــات دعوة الأنبيــــــاء

more_horiz
جزاكي الله خيراً

descriptionمن سمــــات دعوة الأنبيــــــاء Emptyرد: من سمــــات دعوة الأنبيــــــاء

more_horiz
بارك الله فيكِ 

descriptionمن سمــــات دعوة الأنبيــــــاء Emptyرد: من سمــــات دعوة الأنبيــــــاء

more_horiz
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ألف شكر لكَ على هذا الموضوع المميز و المعلومات القيمة
إنـجاز أكثر رائــــــع
لكن أرجو منكَ عدم التوقف عند هذا الحد
مـنتظرين ابداعتــــــك
دمتـ ودام تألقـك

تحياتــي



privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

جميع الحقوق محفوظة لدليل الاشهار العربي