كان لنبيّ الله نوح -عليه السلام- أربعة أبناءٍ، وهم: سام، وحام، ويافث، وكنعان وقيل إنّ اسمه يام، والحاصل كما يذكر العلماء أنّ ابن نوح الكافر هو كنعان أو يام، وهو من غرق بالطوفان عندما أغرق الكافرون، وبقي ثلاثة أبناءٍ لنوح عليه السلام، وجاء نسل البشريّة منهم، وقال العلماء إنّ البشر بعد نوح -عليه السلام- كُلّهم من ذرّيته، ويؤكّد ذلك قول الله تعالى: (وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ)،[١] وأورد الطبريّ في تفصيل نشأة ذريّة نوح -عليه السلام- بعد الطوفان أنّ العجم والعرب جاؤوا من ذريّة سام، وجاء الترك والصقالبة من ذريّة يافث، وجاء أهل السودان من ذريّة حام.[٢][٣] الوعد بقُرب إهلاك قوم نوح بالطوفان بعث الله -تعالى- نبيّه نوحاً في قومه يدعوهم إلى توحيد الله، ولمّا طال أمدّ دعوته، ولم يمتثل لأمره إلّا قليلٌ من المؤمنين؛ أخبر الله -تعالى- نبيّه نوح -عليه السلام- أنّ هلاكاً أوشك أن يقع في القوم الكافرين، وأنّ عليه أن يصنع سفينةً تنقله مع المؤمنين، إذ إنّه سيُرسل عليهم طوفاناً يغرقهم أجمعين، فامتثل النبيّ لأمر ربّه، وصنع سفينةً أخذت منه الوقت والجهد حتى اكتمل صنعها، وقيل إنّها كانت على ثلاثة أقسامٍ؛ قسمٌ للمؤمنين، وقسمٌ للحيوانات والوحوش، وقسمٌ علويّ للطيور، ولمّا جاء أمر الله أمطرت السماء مطراً، وفار التنور، وفاضت الأرض ماءً أغرقت كُلّ من كفر بالله تعالى، واستهزأ بنبيّه.[٤][٥] غرق الكافرين ونجاة المؤمنين مكثت سفينة نوح -عليه السلام- تبحر بسكّانها بقدر ما شاء الله -تعالى- لهم، حتى بدأت الأرض تشرب ماءها، وسكنت السماء عن إرسال المطر، واستقرّت سفينة نوح، وخرج منها نبيّ الله والمؤمنون معه، فكان كُلّ من سواهم قد غرق بالطوفان الذي طاله، وبقيت الأرض بأهلها المؤمنين الموحّدين، وعادت الحياة على الأرض من جديدٍ.[٥]