الصومال
تُعدّ الصومال دولة عربية إسلامية، وهي توجد شمال شرق قارة أفريقيا، ويُحيط بها شمالًا خليج عدن، وشرقًا المحيط الهندي، وغربًا كينيا وأثيوبيا، وفي الشمال الغربي جيبوتي، وقد نزل على سواحلها في القرن العاشر الميلادي المسلمون وأقاموا بها ونشروا العقيدة الإسلامية هناك، ويتكلم الصوماليون إلى جانب اللغة العربية لهجة صومالية تُعرف باسم الحامية، وقد استولى البريطانيون على الصومال في عام 1884 ميلادي، وشيدوا في قسمها الشمالي محمية سمّوها بمحمية الصومال البريطاني، وفي عام 1889 ميلادي احتل الإيطاليون البلاد، وشيّدوا محمية سُميت باسم محمية الصومال الإيطالي، وبحلول عام 1941 م سيطر البريطانيون على الصومال الإيطالي غير أنّ الإيطاليين أعادوها لحكمهم مرة ثانية، وكان ذلك في عام 1950 م، وفي عام 1960 اتحد كل من الصومال الإيطالي والصومال البريطاني وشكلّا جمهورية الصومال المستقلة بقيادة آدم عبد الله عثمان، ودخلت الصومال إلى الأمم المتحدة في عام 1960 م، وإلى عضوية منظمة الدول الإفريقية في عام 1963 م. وأطاحت فصائل المعارضة برئيس الصومال محمد سياد بري في عام 1988 م، وبعد ذلك اشتعلت الحروب بين جناحي المعارضة محمد فارح عيديد وابنه بعد أن توفي وعلي مهدي، ونجم عن هذه الحروب دمار كبير في البلاد وخراب شديد، وتراجع الإنتاج، وساد الفقر، والقحط والمجاعات، الأمر الذي أدى إلى وفاة الكثير من أفراد الشعب، وتدخلت الولايات المتحدة في الأوضاع التي تتعرض لها الصومال في عام 1992 م، وذلك من خلال بعثها لقوات مختلفة باسم عملية إعادة الأمل لتأمين إيصال المُساعدات الغذائية إلى الأهالي المحاصرين في نواحٍ عدة من البلاد. وتعرضت الصومال في السنوات الأخيرة لمُعضلة مُعقدة أكثر من سابقتها، وهي الحرب الأهلية التي أوشكت على تدمير كل شيء، وكان ذلك في عام 1990 م بعد أن نجحت فصائل المعارضة في التخلص من نظام الرئيس محمد سياد بري، غير أنّ تحكّم النظام القبلي أدى إلى انقسام رفقاء السلاح قسمين: القسم الأول يرأسه محمد فارح عيديد، والقسم الثاني يرأسه علي مهدي محمد، وانتشر بسبب هذه الحرب الخراب، والدمار، والرعب، والأمراض، والأوبئة، والجوع، والموت.[١]
السياحة في الصومال
الصومال دولة نامية، وعلى الرغم من الحروب التي مرت بها والويلات إلا أنها بلاد مملوءة بالمشاهد الطبيعية الجميلة، والأماكن التاريخية التي تستحق الاستكشاف، وتتمتع الصومال بجو صحراوي؛ فهي ذات درجات حرارة عالية جدًا، ورطوبة عالية أيضًا في فصل الصيف، وذات درجات حرارة معتدلة في فصل الشتاء، وتهب في شهرَي ديسمبر وفبراير رياح موسمية، الأمر الذي يؤدي إلى تلطيف الأجواء، أما القسم الجنوبي فتبقى درجات الحرارة مرتفعة جدًا فيه، ولذلك يُنصح بالسفر إلى الصومال شتاءً للتمتع بالرحلة.[٢] وتمتلك الصومال إمكانيات كثيرة مثمرة؛ ففي حالة توفر عوامل التنمية السياحية الأخرى تظهر فرصًا للاستثمار السياحي كالدول الغنية بالإمكانيات الطبيعية الأخرى في هذا العالم، ويكون للسياحة مستقبل واعد في الصومال بعد الشفاء من الانقسامات السكانية التي أثرت بصورة سلبية في كافة مناحي الحياة فيها.[٣]
المعالم السياحية في الصومال
نهر جوبا، يُعدّ هذا النهر من الأماكن السياحية الجميلة جدًا في الصومال، وهو مملوء بالأسماك ومناسب لمحبي الصيد، كما أن أغلب الأهالي هناك يعتمدون في قوتهم على صيد السمك، وبعض المحاولات لاستخراج اللؤلؤ والإسفنج، وتحيط بالنهر غابات مُذهلة تسودها أشجار القرم والحيوانات المتنوعة، وبالاستطاعة الجلوس في منتصف الطبيعة الرائعة، والتمتع بالهدوء والاسترخاء بعيدًا عن الصخب والازدحام، ولا يفوت الزائر استئجار إحدى القوارب والتنزه بها. جامع حمروين، يُعد هذا الجامع من أبرز الجوامع في مدينة مقديشو وأهمها إضافة إلى أنه وجهة سياحية هناك، وبُني هذا الجامع على يد أبي بكر الشيرازي في القرن السادس عشر، وهو يتسم بعمارته الرائعة الجمال المُعبرة عن الدمج بين النمط العربي والنمط الفارسي، ويظهر ذلك جليًا من خلال الزخارف الموجودة على الشبابيك والنقوش وعلى الأبواب كذلك، ويُجسّد هذا الجامع تحفة أثرية عن تاريخ المدينة والأزمان التي عبرتها، وهو مكان مثالي لأخذ الصور التذكارية، ومن الأماكن الموجودة بالقرب منه مبنى البرلمان القديم، وهو كبير المساحة ومُصمم بطريقة جميلة. النصب التذكاري، شُيد هذا النصب بهدف تخليد ذكرى القائد المناضل محمد بن عبد الله، وهو شخصية مجاهدة مشهورة، ويُعدّ بطلًا من أبطال الصومال، فقد كان يُدافع عن بلاده ضد الاحتلال الثلاثي الذي كانت تشنه عليها أثيوبيا، وإيطاليا، وبريطانيا وكان ذلك في أوائل القرن العشرين، واستمر أكثر من عشرين عامًا، وبعد حصول الصومال على الاستقلال بُني هذا النصب بعد أربعين عامًا على وفاة ذاك البطل الذي وافته المنية عام 1921 ميلادي. حواء تاكو، هو نصب تذكاري يدل على احترام المرأة في الصومال وتقديرها، وقد شُيد تخليدًا لذكرى السيدة حواء عثمان تاكو، وهذه المرأة عملت كثيرًا لنيل الحرية، فقد كانت رمزًا للثورة في الصومال والحرية عام 1925 م، إذ كانت حواء تخرج مع المتظاهرين للتنديد بالاحتلال، واشتركت في نادي شباب الصومال الذي حثّ على رحيل الاحتلال غير أن هذه المرأة قتلت في مظاهرة ضد الاحتلال عام 1948 م، وأُنشئ النصب لها بصورتها وهي ترمي الحجارة على الاحتلال في عهد الرئيس سياد بري. قصر غاريسا، بُني هذا القصر في القرن التاسع عشر، أما الآن فهو متحف غني بتاريخ الصومال، والمقتنيات القديمة، ومكتبة غنية بالمعلومات التاريخية. مدينة مقديشو، هي عاصمة الصومال، وفيها العديد من المعالم؛ كمسجد فخر الدين التاريخي، إضافة إلى أنها تُعدّ مركزًا تجاريًا للصومال، إذ يوجد فيها الكثير من العناصر الطبيعية؛ كالذهب، والنحاس، والحديد، والغاز.