الأملاح والمعادن في جسم الإنسان الأملاح والمعادن هي مركّبات كيميائيّة تتحوّل إلى أيونات مشحونة موجبة وسالبة عند ذوبانها في الماء، وهي مهمّة جداً في جسم الإنسان لبقائه صحيّاً وقيامه بمختلف الوظائف على المستوى الخلويّ، ومن أهمّ تلك الوظائف بناء العظم، وصنع الهرمونات، وتنظيم نبضات القلب، وانقباض العضلات وغيرها. وتقسّم هذه الأملاح والمعادن حسب حاجة الجسم لهم إلى نوعين: المعادن الكبيرة macrominerals، وهي المعادن التي يحتاجها الجسم بكميّات كبيرة خلال اليوم التي تتضمن الكالسيوم، والفسفور، والمغنيسيوم، والصوديوم، والبوتاسيوم، والكلورايد، والسلفر، والمعادن النادرة trace minerals، التي يحتاجها الجسم بكمية قليلة وتتضمن الحديد، والمنغنيز، والنحاس، واليود، والزنك، والكوبلت، والفلورايد، والسيلينيوم، وأفضل طريقة للإمداد الجسم بهذه الأملاح والمعادن هي التغذية المناسبة وتنويع أصناف الطعام.[١] Volume 0% أشهر أنواع الأملاح لكلّ نوع من الأملاح والمعادن وظيفة خاصّة يؤدّيها وسنستعرض أهم هذه الأملاح والمعادن الرئيسة في جسم الإنسان:[٢][٣][٤] الصوديوم: يعتبر الصوديوم عنصراً أساسياً يحتاجه الجسم للمحافظة على صحةٍ جيدة فيلزم للحافظ على توازن السوئل في الجسم، ونقل السيلات العصبية، وانقباض العضلات، والمحافظة على ضغط الدم ويتواجد بشكلٍ طبيعيّ في معظم الأطعمة، ويضاف الصوديوم إلى الأطعمةِ لعدة أسباب كالحفاظ عليها من التلّف، أو تغيير المذاق والطعم، ويعتقد معظم الناس أنّ الملح والصوديوم هما نفس الشيء، ولكن حقيقةً فإنّ الصوديوم يشكّل نصف محتوى الملح، والنصف الآخر هو الكلوريد، ويصنّف ضمن الأملاح الموجبة حيث يتراوح مستوى الصوديوم في الدم ما بين (135-145 ميلي مكافئ باللتر). البوتاسيوم: يصنّف ضمنَ الأملاح الموجبة ولذلك قياسه في الدم يعتبر من أهمّ القياسات وأكثرها دقة، ويحدّد هذا التركيز الإثارة العصبيّة العضليّة؛ ولذلك فإن نقصَه أو زيادتهُ تتسبّب في إعاقةِ قدرة العضلات على الانقباض، وهو مسؤول أيضاً عن تنظيم نبضات القلب، ويدخل في عملية بناء العظم والمحافظة على ضغط الدم، ويتفاوت مستوى البوتاسيوم في الدم ما بين (3.5-5.2 ميلي مكافئ باللتر). الكلوريد: يصنّف الكلوريد ضمنَّ الأملاح السالبة، ويعتبر مهماً جداً للحفاظ على التوازن الحمضيّ القلويّ، وتنظيم التوازن لسوائل الجسم، وعنصر أساسي في عملية الهضم، ويتراوح مستواه في الدم ما بين (95-105ميلي مول باللتر). الكالسيوم: وهو من أهم العناصر الموجودة في جسمِ الإنسان؛ وذلك لدوره الكبير في العمليّات الحيويّة. يدخل في تركيب الهيكل العظميّ، ومهم في نقل الإشارات العصبيّة، وتجلط الدم، والإنقباض الطبيعيّ للعضلات، وتنظيم عمل الهرمونات. تتراوح نسبة الكالسيوم في الدم مابين (8.5-10.3 ميلي غرام لكلّ ديسيلتر). الحديد: يعتبر الحديد من أهم العناصر الموجودة في جسم الإنسان؛ وذلك لأنّه يشارك في تكوين الهيموجلوبين، الذي يحمل الأكسجين إلى الأنسجة ويستبدلهُ بثاني أكسيد الكربون؛ ويدخل في تركيب البروتينات والنواقل العصبية، وتتراوح كميّة الحديد الموجودة بجسمِ الإنسان ما يقارب (55-160 مايكروغرام لكلّ ديسيلتر) عند الرجال، وعند النساء (40-155 مايكروغرام لكلّ ديسيلتر) و70% منه يدخل في تكوين هيموجلوبين الدم. المغنيسيوم: يشارك المغنيسيوم في تكوين العظام، ويؤثّر على العضلات والأعصاب، ولهُ دورٌ كبيرٌ في عمل الإنزيمات، وتعتبر تقلّصات العضل وضعف الجسم العام من أهم أعراض نقص المغنيسيوم. تتراوح كميّته في الدم ما بين (1.75-0.9 ميلي مول باللتر) في الجسم. الفسفور غير العضويّ: يعتبر الفوسفور من العناصر المهمة جداً في الجسم، إضافةً بنه يدخل مع الكالسيوم في تكوين العظام، وله دور أساسي في بناء الأحماض الأمينيّة داخل الخلايا، وتتراوح كميّته بالدم ما بين (1.5-1 ميلي مول لكل لتر). أعراض ارتفاع نسبةِ الأملاح في الجسم تتعدّد الأعراض وتختلف باختلاف نوع الملح المتراكم بالجسم وأهمّ هذه الأملاح: الصوديوم يعتبر مستوى الصوديوم مرتفعاً إذا ما تجاوز حاجز (145 ميلي مكافئ باللتر) وتظهر أعراض مختلفة بحسب نسبة ارتفاعه، وتنقسم إلى قسمين:[٥] الأعراض الأولية: ضعف الشهية. الإعياء والغثيان. التقيؤ. الضعف العام. الإرهاق الشديد. شعور بفقدان الوعي القريب. العطش الزائد. تبلد المشاعر عندما تسوء حالة المريض أكثر تظهر هذه الأعراض: تشنج العضلات. رجفة العضلات. انتفاخات في القدمين. العصبية والهيجان. نعاس زائد. اضرابات بالتفكير وقلّة التركيز. نوبات تشنجات عصبيّة. الإغماء. البوتاسيوم عند تخطّي البوتاسيوم لحاجز (5.2 ميلي مكافئ باللتر) ومن الممكن أن لا يصاحب اللارتفاع الطفيف أية أعراض، حيث تزيد الأعراض بازدياد الارتفاع ومنها:[٦] ضعف في العضلات. النمنمة وشعور بالوخز. الغثيان والتقيؤ. مشاكل وصعوبة في التنفس. آلام في الصدر. خفقان في القلب وشعور بنبضات قلب متقطعة. عدم أخذ العلاج المناسب من الممكن أن يؤدي إلى الشلل في الحركة وتوقف عضلة القلب والموت. كلوريد ارتفاع مستوى الكلوريد في الدم في العادة لا يسبّب أعراضاً، وعتبر مرتفعاً إذا تجاوزت قراءاته (107 ميلي مول لكلّ لتر)، ولكن في بعض الحالات تظهر بعض هذه الأعراض:[٧] فقدان كبير في السوائل يؤدي إلى الجفاف عن طريق تكرار التقيّؤ والإسهال. ارتفاع مستوى السكر في الدم. صعوبة في التنفس فيجبر المريض على أخذ شهيق وزفير عميقين. عطش زائد. ضعف في الجسم. تسارع في نبضات القلب. ارتفاع الضغط. انتفاخ وتورم في الأرجل. ضعف القدرة على الإدراك. فقدان الوعي والإغماء. الكالسيوم يعرّف ارتفاع الكالسيوم في الدم في حال تجاوز تركيزه في الدم فوق (10.3ملي غرام لكلّ ديسيلتر)، وقد لا يواجه المريض أي علامات أو أعراض في حال ارتفاع كالسيوم بشكل معتدل وقليل، أمّا في حالات أكثر شدة تنتج أعراض مرتبطة بكلّ جزء من أجزاء الجسم التي تتأثر بالمستويات العالية من الكالسيوم، ومن الأمثلة على ذلك:[٨] الجهاز البولي والكلى: زيادة الكالسيوم في الدم يزيد عبء الكليتين لتعمل بجدّ لتصفية الزائد عن الحاجة، وهذا يمكن أن يسبب العطش الشديد وكثرة التبول. الجهاز الهضمي: فرط كالسيوم الدم يمكن أن يسبب اضطراب في المعدة، والغثيان، والتقيؤ، والإمساك. العظام والعضلات: في معظم الحالات، قد يزيد الكالسيوم في الدم نتيجة من ترشيحه من العظام، مما يضعف لهم ويسبب آلاماً بهم بالإضافة إلى أنّ فرط الكالسيوم الدم يضعف العضلات. الجهاز العصبي والدماغ: فرط كالسيوم الدم يمكن أن يتدخل في طريقة عمل الدماغ، ممّا يؤدّي إلى الارتباك، والخمول والتعب. الحديد ارتفاع نسبة الحديد في الدم يكون بشكل بطئ مزمن، ويعتبر مرتفع في ما لو كان نسبته تجاوزت (160 ميكروغرام لكلّ ديسيلتر) وينتج عنه عدّة أعراض ينتج معظمها من تراكم الحديد في أعضاء الجسم المهمة ومنها:[٩] التعب المزمن. آلام المفاصل. آلام في البطن. أمراض الكبد، مثل تليف الكبد وسرطان الكبد. داء السكري. عدم انتظام ضربات القلب. نوبات القلبية أو فشل في عضلة القلب. تغير لون الجلد للون البرونزي، أواللون الرمادي الأخضرالشاحب. انقطاع الدورة الشهرية. هشاشة العظام. تساقط الشعر. تضخم الكبد أو الطحال. الضعف الجنسي. العقم. قصور الغدد التناسليّة. قصور الغدّة الدرقيّة. قصور الغدّة النخاميّة. الكآبة. المشاكل وظيفة الغدّّة الكظريّة. المغنيسيوم إن إصابة الإنسان بارتفاع نسبة المغنيسيوم فوق (1.75 ميليمول لكلّ لتر) نادرة الحدوث ولكن في حال حدوثها فإنّها تتسبّب بمجموعة من الأعراض منها:[١٠] استفراغ وغثيان. نعاس، وفتور، وبلادة. ضعف العضلات. عدم انتظام ضربات القلب. انخفاض ضغط دم. احتباس البول. ضيق النفس وتوقّف الرئة عن العمل. السكتة القلبيّة. فسفور غير عضوي على الرغم من أن معظم المرضى الذين يعانون من زيادة نسبة الفسفورإلى ما فوق (1.5 ميلي مول لكلّ لتر) يبدون بدون أعراض، وتكون هذه الأعراض في العادة نتيجة المرض المسبب لزيادة نسبة الفسفور، وهذه بعض الأعراض، مثل: تقلصات العضلات. خدر حول الفم أو النمنمة. آلام المفاصل. الحكّة والطفح الجلدي. التعب. ضيق في التنفس. فقدان الشهية. الغثيان والتقيؤ. اضطرابات النوم. تشنج في الرسغ والقدم. نوبات التشنجات العصبية. علاج زيادة نسبة الأملاح بالجسم علاج زيادة الأملاح في الجسم يعتمد على المسبب الرئيسي للمرض فكلّ مرض له علاج خاص به ولكن هذه الإجراءات الوقائية التي يجب اتباعها عند الإصابة بأي من تلك الأمراض: الإكثار من تناول السوائل يوميّاً وشرب بعض العصائر الطبيعية التي لا تحتوي على السكريات. التقليل من أكل اللحوم. تناول كميات من الخضار الطازجة مع الوجبات الأساسية. التخفيف من تناول ملح الطعام. تقليل نسبة الدهون والبروتينات في الوجبات ممارسة الرياضة بشكل مستمر وتعويض الجسم بكمية مياه كافية لا يجب إهمال أي زيادة في الأملاح في الجسم ويجب متابعة المريض للأدوية ونصائح الطبيب لتجنب تفاقم الحالة والتعرّض لخطر الموت.