فلسفة مدفونة
في رحلةِ السّفرِ نمرُ على محطاتٍ نمكثُ فيها مؤقتاً
إلى أنْ يحينَ للقطارِ آخذنا إلى محطاتٍ آُخر ,
و في الحقائبِ المطاطية نضعُ ما حَفِظناهُ مِِنْ تقاسيم وجوه ِالمُسافرين ,
أبجدية البوابات , أرضيات الْمطار
فلسفة مدفونة..
العاكِسة , التّذاكر الْورقية و جوازات السّفر !
بعد طولِ الأسفارِ نكونُ قدْ نِلّنا بعضُ الفلسفات الْمدفونةِ التي أثمرنا بِها
تحتَ الشموس , و هذهِ الفلسفات الشّخصية قدْ نميلُ إلى دفنها بإعتبارها حقٌ للذاتِ
فقط و قدْ تكونُ غيرَ مفهومةٍ للذوات البشرية لِذا نصونها في مكانٍ سري في الأعماقِ
حيثُ آمنها و ربما تجهلها الذات نفسها, نطمرها دون التفكيرِ حتى بها ..
رغمَ أنها حقٌ كوني مُشاعٌ في تواريخِ الْعُظماء سابقاً و حقُ التاريخِ علّينا أنْ يتفردَ بخُطى
الْعظمةِ فينا و إنْ رحلنا !
فلسفة مدفونة..
كُل إنسانٍ يحملُ في خدرهِ فلسفةً عميقة جداً , و ما كلُ إنسانٍ هو قادرٌ على إخراجها بالتعبيرِ الْمناسب
لِذا يسلكُ الكثيرون طرقاً مختلفة للتعبيرِ إما بالرموز , أقوال مستعارة و أحاديثِ الفلاسفة السابقة
و كل ذلك لإخراجِ الفلسفة إلى الوجود , و كل إنسانٍ و ما يناسبهُ من أسلوب
و لكل فكرةٍ صياغها الأنسب !
فلسفة مدفونة..
ما يُهمُ جداً , أن لا نُهمل ما بجوفنا مْن فلسفاتٍ حياتية مأمونة , فيجب إخراجها
إلى الحياة كيّ تعرفها الأجيالُ القادمة و لا أعظم ممن يصنعُ حياة أجيالٍ برؤيته للحياة !
فلسفة مدفونة..
فلتتأملوا ذواتكم قليلاً كيّ تنساقوا إلى مساربِ فلسفةٍ مدفونة في دواخلكم , لتسطيعوا التعبير عنها وإخراجها!!