عند السير في المنزل بمفردنا في وقت متأخر من الليل، قد نسمع صوتا خافتا أو طقطقة لشخص ما أو شيء ما يخطو بالقرب منا، ويبدأ قلبك بالنبض بسرعة، ونسأل أنفسنا من أو ماذا يتربص لنا في الظلام، هل تعاني من الخوف أو القلق ؟ الاختلافات بين هذه المشاعر يمكن أن تكون مربكة، حتى في علم النفس سنجد الكثير من المفاهيم المستخدمة، مثل : الخوف من المجهول، الخوف من الموت، الخوف من التلوث، الخوف من الطيران، الخوف من الكوارث، الخوف من النجاح، والخوف من الفشل، كلها عادة ما يشار إليها على أنها ” خوف “، إلا أن كل المصطلحات السابقة في الواقع هي لأشخاص يعانون من انفعال القلق .
تعريف الخوف
يعتبر الخوف بشكل عام ردة فعل لشيء فوري يهدد الأمن أو السلامة، مثل أن يكون أحدنا متفاجئا من قبل شخص ما يقفز فجأة عليه من الوراء، ويعرف شعور الخوف بأنه شعور بالرهبة، ينبه الشخص إلى احتمال تعرضه للأذى، وهذا بدوره يحفزه على حماية نفسه، وبالتالي، فإن فكرة ” القتال أو الهروب ” تعتبر استجابة خوف، وتصف سلوك الحيوانات المختلفة عندما تكون مهددة – فإما القتال أو الهروب من الخطر .
ومع ذلك، فقد تم الاعتراف أيضا بأن الحيوانات والناس لديهم استجابات أخرى للتهديد : فقد يتجمد الشخص أو الحيوان عند تهديده، أو يقوم بالصراخ كرد فعل مضاد، وغيرها من الاستجابات، وقد اقترح آخرون أنه يجب أيضا دراسة استجابات ” الصداقة ” لتقليل حجم الخوف، مثل اللجوء إلى الآخرين للحصول على المساعدة أو الدعم الاجتماعي، أو لجعل الوضع أقل توترا، أو أقل خطرا .
الفرق بين الخوف والقلق
على النقيض من الخوف، فإن القلق حالة عامة من الضيق الذي يدوم لفترة أطول من الخوف، وعادة ما يحدث بسبب شيء غير محدد، على الرغم من أنه يؤدي إلى الإثارة الفسيولوجية، مثلالعصبية والتخوف، ومع ذلك، يتم إطلاق كل من مشاعر الخوف والقلق ردا على التهديد، ويميز بعض الباحثين بين الخوف والقلق من خلال تحديد ما إذا كانت سلوكيات التفادي موجودة أم لا، أو إذا كانت النتيجة المقصودة تتعلق بالتجنب أو الهرب .
وبالتالي، فإن وجود سلوكيات الهرب من شأنها أن تشير إلى الخوف، على النقيض من القلق حيث يكون الشخص في حالة تأهب كبيرة للغاية، ولكنه لا يتجنب الموقف، ومع ذلك، يمكن أن يكون هذا مربكا في بعض اضطرابات القلق، لا سيما في حالات الرهاب، حيث يكون التركيز محددا وفيه بعض سلوكيات التجنب، وقد يكون من الأفضل في توضيح الفرق هو فكرة أن القلق ينذر بالخطر ويضع الشخص في حالة تأهب لتهديد مستقبلي قد يحدث، أما الخوف فهو يؤدي على الفور إلى الرغبة في الدفاع عن النفس عن طريق الفرار من كارثة وشيكة الحدوث .
الخوف وذكريات الماضي
هناك أوقات قد يخرج فيها الخوف بسبب حدث قد حدث الماضي، على الرغم من أن الوضع الحالي لا يبرر بالضرورة الحاجة إلى الخوف، وهذه هي حالة اضطراب الإجهاد اللاحق للصدمة ( ptsd )، حيث يعاد التأثر في الوقت الحاضر بوضع حدث في السابق في الوقت الذي كان الشخص فيه في خطر، وذلك عندما يتم تذكر تلك الذكريات حول الموضوع، على الرغم من أن الشخص يعرف في قرارة عقله أنه آمن، إلا أن دماغه يقوم تلقائيا بإعداده لأسوأ ما يمكن أن يحدث .
ويمكن أن تنشأ الاستجابة اللاحقة للصدمة من موقف مشابه لصدمة سابقة، أو تاريخ حدوث صدمة، أو فكرة معينة، أو علاقة تطرح مشكلة تشبه الصدمة التي عانى منها الشخص سابقا، ويختبر ذلك في مثال بسيط، فكثيرا ما يصف الأشخاص الذين تم إيقافهم في حادث سيارة، أنه لعدة أسابيع أو أشهر، يخشون الرجوع بالسيارة إلى الخلف مرة أخرى، ونتيجة لذلك يجدون أنفسهم يقظين في مرآة الرؤية الخلفية في توقع حدوث حادث آخر .
نصائح علم النفس لمواجهة القلق والخوف
1- تحدي الـ 30 يوم
عندما يشعر أحد ما بالخوف ينصح بفعل ما يخاف أن يفعله، سيكتشف قريبا أن معظم الأشياء التي يخاف منها ليست كبيرة، ويمكن جعل هذا تحديا لمدة 30 يوم .
2- الشعور بالراحة مع الأحاسيس الخاصة بالخوف
يتوقف الدماغ عندما يدخل الجسم في وضع القتال، لذا إذا كان هناك من يرغب في الحصول على الراحة بالرغم من وجود الأحاسيس المادية للخوف، يجب أن يتمكن من تعلم إدارتها، أي يجب عليه الشعور بالراحة حتى مع نقرته العصبية، أنفاسه المتسارعة، وسرعته المتزايدة في الكلام، لأن هذا أمرا عاديا .
3- تعزيز الصورة الذاتية للشخص
يجب التوقف عن إعادة فشل الماضي، لا يمكنك فعل أي شيء لتغيير الماضي، بدلا من ذلك، يجب تذكر النجاحات التي حدثت في الماضي .
4- يجب ترك النتيجة والتركيز على الفعل
لا يمكن دائما التحكم في النتيجة، لذا لا يجب التفكير فيها، وبدلا من ذلك يجب التركيز على الأفعال فقط