العوج في سلوك الأولاد وتقصير الوالدين :
هل يمكن أن يكون العِوج في سلوك الأولاد مع الوالدين ( الذي يثير عندهما القلق والحزن وتوابعهما ) أو مع أفراد الأسرة أو مع الناس بشكل عام , هل يمكن أن يكون سبب هذا العِوج تقصير الوالدين ؟.
والجواب هو أن الاحتمالين ممكنان , أي أن إلقاء التهمة مباشرة ودوما على الوالدين إذا انحرف الأولاد أو صدر منهم ما لا يُعجب ليس صحيحا على إطلاقه , ولنا في الكتاب والسنة وفي السير والتراجم والتاريخ ما يؤكد على أن الحكمة " كما يكون الأب يكون الإبن " ليست صحيحة دوما .
ومما هو معلوم أن بن سيدنا نوح عليه الصلاة والسلام كان كافرا وأن زوجتي نوح ولوط الرسولين عليهما الصلاة والسلام كانتا كافرتين . ومع ذلك ننبه إلى أن هناك حالات كثيرة يُحمِّل فيها الآباءُ أولادَهم مسؤولية الكثير من العوج مع أنهم " هم" في الحقيقة المسؤولون الأساسيون (مسؤولية كلية أو جزئية) عن هذا العوج , بطريقة مباشرة أو غير مباشرة .
والله أعلم .