السهول الشاسعة تمتد وتمتد .. وتمثل الغرب الأمريكي بمفاهيم الماضي .. حيث تتلاحق الآفاق غرباَ ثم شرقاً .. وتتوسع شمالاَ وجنوباً .. هي موطن أسلاف كانوا أولو بأس شديد وقوة .. قال عنهم التاريخ بقدر يفوق الخيال .. كما قالت عنهم شاشات السينما في أرجاء العالم .. أسماء بالمئات والمئات من الممثلين الذين جسدوا حياة رعاة الأبقار في سهول تكساس .. أمثال : ( جاري كوبر ،، وجون واين ،، وأنن لاد ،، وأودي مورفي ،، واستيف ماكوين ،، وبيرت لان كستر ) .. وغيرهم من ممثلي عاصمة السينما (هوليود ) .. وتكساس ولاية من ولايات أمريكا .. ولاية تمثل الماضي العريق لفئآت من البشر تباينت في أنسابها .. فهو موطن من كانوا يثبتون الأحقية بالقوة .. حيث كان القرار بأفواه المسدسات والبنادق .. وكانت لغة الحوار والقرار بينهم هي لغة البقاء والأحقية للأقوى .. فالحكم لديهم كان في وقت من الأوقات إما المنال وإما الموت !! .. أما اليوم فتكساس يعد ولاية عصرية بمعنى الكلمة .. ولاية تجاري شروط الحريات الأساسية في دستور الولايات المتحدة الأمريكية .. وكذلك فهي تلك الولاية التي فيها الكثير والكثير من المدن العصرية ذات الحداثة العالية الراقية .. وقد إكتملت البنية التحتية فيها بقدر يفوق التخيلات .. شبكات من الطرق الحديثة ذات الجسور المترادفة والمتقاطعة .. ثم الآلاف والآلاف من الإشارات الضوئية المرورية .. بجانب الإرشادات التوجيهية العصرية .. ولكن المغذى الأساسي من هذه الحروف هو طرح لظاهرة تفرح القلوب وتسعدها .. فالواقع الحالي في تلك البلاد يغاير الماضي كلياً .. حيث الواقع الجديد الذي يختلف عن عالم الماضي !!.. وخاصة حين يكون الحديث عن الأديان والمعتقدات .. ففي تلك البلاد اليوم السعة كافية لكل الأديان فوق وجه الأرض .. دون علامات إقصاء أو معاداة أو جفاء أومحاربة لدين من الأديان .. وكل دين يملك المساحة الكافية داخل الإطار الخاص .. الكنائس المسيحية بطوائفها المختلفة .. والمساجد الإسلامية بالقدر الحريص الذي يجمع الشمل ولا يفرق .. بجانب المعابد البوذية بأشكالها وألوانها .. وحرية الأديان تعد بنداً أساسياَ ضمن بنود الحريات في الدستور الأمريكي .. بند يحترم كل الأديان .. دون التجريح أو المساس لدين من الأديان .. وتلك الصورة النمطية قد مثلت المعنى الحقيقي للتعايش السلمي بين أصحاب الأديان في تلك البلاد .. ( ولا أقول فقط التعايش بين الأديان ) .. فالإنسان في تلك البلاد دمث الأخلاق عند اللقاء والتعامل .. ولطيف المعشر حين تجمع الظروف والأحوال .. بلاد تحدد الفواصل بقدر صريح للغاية .. العمل هو العمل .. والأسواق هي الأسواق .. والكنائس هي الكنائس .. والمساجد هي المساجد .. والمعابد هي المعابد .. ومن لا يدين بدين لا يدان !. وعند ذلك تتجلي حلاوة الحريات التي تتغنى بها دول الغرب .. وهي حريات في معظمها توافق إرشادات السماء .. حيث الخيار المتاح الذي يوافق ا الآيات في الكتاب الكريم: ( فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُر ) .. ولا تجري الأمور في الأرض إلا بمشيئة الله .. ( وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) .. ومن معجزات الله العظيمة تلك السانحة من الحريات الأساسية التي جعلت من آيات الله الكريمة تتلى في مساجد تلك البلاد .. كما تتلى عبر الأجهزة السمعية في سيارات المسلمين ذهاباُ وإياباَ .. فقلت في نفسي : ( سبحان الله رب العرش العظيم ) .. تلك البقاع كانت ذات يوم تعج بأصوات رعاة الأبقار الممزوجة بطلقات الرصاص عبر فوهات البنادق والمسدسات .. فإذا بها اليوم أرجاء تتردد فيها آيات القرآن الكريم .. رحمة أنزلت بمكة المكرمة كنقطة الندى في صفاء الغدير .. ثم أوجدت دوائرالهداية حول مكة .. وتوسعت تلك الدوائر حتى عمت أرجاء المعمورة .. وتلك أصداء القرآن العظيم تعطر السهول والوديان بأرجاء العالم .. كما هو الحال في ولاية تكساس الأمريكية !.. لقد صدقت آيات القرآن الكريم حيث دخول العألمين في دين الله أفواجاً !! .. وهكذا نجد أن الإسلام بفضل الله تعالى قد نال السعة والسانحة في معظم أرجاء الأرض تقريباً .. فلله الحمد والشكر . ـ |