فريضة الصيام اختصّ الله تعالى شهر رمضان بفريضة الصّيام، وجعله أحد أركان الإسلام، ويتمّ خلال هذا الشّهر الإمساك عن تناول الطّعام والشّراب منذ أذان الفجر وحتّى غروب الشّمس، ولكي يتمكّن الصائم من إتمام صِيامِه بأقل تعبٍ ممكن عليهِ أن يتجنّب كُل ما يُمكن أن يزيد من شُعوره بالجوع والعطش، ويُعتبر الشّعور بالعطش من أصعب ما يواجه الصّائم، ولذلك يهدفُ هذا المقال للحديث عن طُرق تساعد الصّائم في خفض الشّعور بالعطش أو عدم زيادته. توازن الماء في الجسم يُعتبر الماءُ من أساسيّات الحياة التي لا يُمكن للإنسان الاستمرار بدونها لأكثر من القليل من الأيّام، وهو يلعب دوراً هامّاً وأساسيّاً في الحفاظ على استقرار الجسم وتوازنه ووظائفه الطّبيعيّة، ويحصلُ الجسم على الماء عن طريق شربِه أو عند تناولِ الأطعمة والمشروبات التي تحتوي عليه، ويُعتبر نقص الماء في الجسم، والذي تتمّ ترجمته على شكل الشّعور بالعطش هو السّبب الرّئيسيّ لشرب الماء، إلّا أنّ الإنسان يُمكن أن يُقدم على شُرب الماء للعديد من الأسباب الأخرى التي قد تدفعه إلى تناول المشروبات الأخرى، مثل احتواء المشروبات على السُّكّر الذي يرغب به وبنكهته الكثيرون.[١] يعملُ الجسم على تنظيمِ توازنِ الماء والعناصرِ المعدنيّة عن طريق العديد من الميكا*-تم الحذف. كلمة غير محترمة لا يسمح بها في هذا المنتدى-*يّات، حيثُ تُوجد حسّاسات تربط الأعصاب بمراكز مُختصّة في الدّماغ، كما وترتبط حسّاسات التّبول وفقدان الصّوديوم مع البول وحسّاسات ضغط الدّم بهذه المراكز التي تقوم بدورها بالتّأثير على الأعضاء التنفيذيّة، والتي تشمل الكلى، والغدد العَرَقيّة، والغدد اللعابيّة،[١] حيث تُرسِل الغدّة الدرقيّة رسائل إلى الكلى لتحديد حجم البول الذي يتمّ طرحه وكميّة الماء الذي يجب الاحتفاظ بها، ويُحفّز الدّماغ الشّعور بالعطش في حال انخفاض حجم سوائل الجسم.[٢] نصائح لمحاربة الشّعور بالعطش في رمضان نظراً للانقطاع عن شُرب الماء طوال ساعات النّهار في رمضان، فلابدّ من انخفاض حجم السّوائل في الجسم والإحساس بالعطش،[٢] ولذلك يُمكن اتّباع بعض الإرشادات التي تساهم في خفض الشّعور بالعطش وعدم زيادته، ذلك أنّ الجفاف يزيد من الشّعور بالكسل والإرهاق[٣] الذي قد يعاني منه الصّائم بالأصل، وتشمل هذه الإرشادات ما يأتي: تجنُّب التّعرض للجوّ الحار وأشعّة الشّمس المُباشرة قدر الإمكان. تجنّب بذل المجهود الجسدي الكبير أو ممارسة الرّياضة أثناء النّهار، وخاصّة في أول ساعات الصّيام، حتّى لا يشعر الصّائم بعدها بالعطش لفترات طويلة قبل الإفطار. الحرص على تعويض السّوائل بشكلٍ كافٍ بعد الإفطار، ويتمّ ذلك عن طريق شُرب الماء والعصائر الطّبيعيّة والشّوربات والحليب وتناول الفاكهة والخضروات، ويجب زيادة كميّة الماء المتناولة في حال مُمارسة الرّياضة أو التّعرض للجوّ الحار.[٤] في حال تناول أطباق مُرتفعة المُحتوى بالبروتين، يجب الحرص على تناول 8-12 كوباً من الماء يوميّاً،[٥] ولِمعرفة ما إذا كان الشّخص قد حصل على كميّات مناسبة من السّوائل، يُمكن الاستعانة بالبول كمُؤشّر على ذلك، حيثُ يكون لون البول فاتحاً شبه شفّاف وبلا رائحة عندما تكون كميّة الماء المُتناولة كافية، في حين أنّ لونه يصبح غامقاً وتظهر له رائحة في حال كانت كمّيته قليلة.[٦] تخفيف كمّيات الملح المُضافة إلى الوجبات، والتي تدفع الجسم لزيادة فقدان الماء.[٥] في حال اضطرّ الإنسان لمواجهة الجوّ الحار أو التّعرّض للشّمس بسبب ظروف عمله على سبيل المثال، يجب اعتماد اللبس الخفيف فاتح اللّون.[٥] تناوُل الخضروات والفواكه خلال وجبة السّحور، وتناولها في وقت مُتأخّر، أي قبل الفجر مباشرة، مع الماء. لا يُنصح بشرب كميّات كبيرة جدّاً من الماء أثناء السّحور كما يفعل البعض، حيث إنّ ذلك يرفع من عدد زيارات دورة المياه أثناء النّوم، مما يرفع من الشّعور بالإرهاق والتّعب خلال فترة الصّيام. يُنصح عادة بعدم الإكثار من تناول المنبّهات، مثل الشّاي والقهوة، خلال شهر رمضان؛ وذلك بسبب أنّها يُمكن أن ترفع من إدرار البول، وفُقدان السّوائل، ولكن ما وجدت الدّراسات العلميّة أنّ الاعتياد على تناول هذه المشروبات يسبّب تّكيّف الجسم بحيث تفقد هذه المشروبات تأثيرها في توازن سّوائل الجسم، ولكن يجدر بالأشخاص غير المعتادين على تناول المنبّهات بشكلٍ مُستمرّ قبل رمضان بتجنّب تناولها بكميّات كبيرة، لا سيما مع اقتراب موعد الإمساك