شهر رمضان شهر رمضان الكريم هو الشهر التاسع هجري حسب التقويم القمريّ العربي، يتميز بأنه شهر مُميّز جداً عن باقي الأشهر الهجرية عند المسلمين، فهو شهر الصوم، والزكاة، والعبادة. في هذا الشهر يتقرّب الإنسان من ربّه بأعمال الصّلاة، وقيام اللّيل، وتلاوة القران الكريم. دعاء شهر رمضان هناك الكثير من الأدعية المُستحبّة في رمضان، منها ما ورد عن الرّسول عليه السّلام، ومنه ما ورد في القرآن الكريم، وآخر عن السّلف الصلح، من هذه الأدعية ما يأتي: اللهم اختم لنا شهر رمضان برضوانك، وأجرنا فيه من عقوبتك ونيرانك، وجُدْ علينا بفضلك ورحمتك ومغفرتك وامتنانك، وهب لنا ما وهبته لأوليائك، واجعلنا ممّن وفرت له أقسامه فأسعدته بطاعتك فاستعد لما أمامه، برحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم اجعلنا عند ختمه من الفائزين، وعند الثّواب من الحائزين، وعند النّعماء من الشّاكرين، وعند البلاء من الصّابرين، ولا تجعلنا ممّن استهوته الشّياطين فقذفته في الجحيم، برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم هذا الشهر الذي أنزلتَ فيه القرآن وأنزلت فيه آيات بيّنات من الهدى والفرقان، اللّهم ارزقنا صيامه، وأعنّا على قيامه، واجعل الله فيما تقضي من الأمرالمحتوم، وفيما تُفرّق من الأمرالحكيم في ليلة القدر من القضاء الذي لا يُرَدّ ولا يُبدّل أن تكتبني من عتقاء هذا الشّهر، وأن تكتبني من حُجّاج بيتك الحرام، المبرور حجّهم، والمشكور سعيهم، والمغفور ذنبهم، والمُكَفَّرعنهم سيئاتهم، واجعل فيما تقضي وتُقدّر أن تُطيل عمري، وتُوسّع عليّ من الرّزق الحلال يا رب العالمين. (قلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، أرأيتَ إن عَلِمْتُ أيُّ لَيلةٍ لَيلةُ القَدرِ، ما أقولُ فيها؟ قالَ: قولي: اللَّهمَّ إنَّكَ عفوٌّ كَريمُ تُحبُّ العفوَ فاعْفُ عنِّي).[١] (كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يدعو يقولُ: ربِّ أَعِني ولا تُعِنْ عليَّ، وانصُرني ولا تنصُرْ عليَّ، وامكُرْ لي ولا تمكُرْ عليَّ، واهدِني ويَسِّرِ لي الهُدى، وانصُرني على من بغى عليَّ، ربِّ اجعلْني لك شَكَّارًا، لك ذَكَّارًا، لك رهَّابًا، لك مِطواعًا، لك مُخبِتًا إليك، أَوَّاهًا مُنيبًا، ربِّ تقبَّلْ تَوْبتي، واغسِلْ حَوبَتي، وأَجِبْ دَعْوتي، وثَبِّتْ حُجَّتي، وسَدِّدْ لساني، واهدِ قلبي، واسلُلْ سَخيمةَ صدْري).[٢] (قُلتُ لأمِّ سلمةَ: يا أمَّ المؤمنينَ، ما كانَ أَكْثرُ دعاءِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ إذا كانَ عندَكِ؟ قالَت: كانَ أَكْثرُ دعائِهِ: يا مُقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينِكَ. قالَت: فقُلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، ما أكثرُ دعاءكَ يا مقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينِكَ؟ قالَ: يا أمَّ سلمةَ إنَّهُ لَيسَ آدميٌّ إلَّا وقلبُهُ بينَ أصبُعَيْنِ من أصابعِ اللَّهِ، فمَن شاءَ أقامَ، ومن شاءَ أزاغَ. فتلا معاذٌ: رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا).[٣] (اللهمَّ أَصلِحْ لي دِيني الذي هو عصمةُ أمري، وأَصلِحْ لي دنياي التي فيها معاشي، وأَصلِحْ لي آخرَتي التي فيها مَعادي، واجعلِ الحياةَ زيادةً لي في كل خيرٍ، واجعلِ الموتَ راحةً لي من كلِّ شرٍّ).[٤] (اللهمَّ إنِّي أعوذُ بك من العجزِ والكسلِ، والجبنِ والبخلِ، والهرمِ، وعذابِ القبرِ، وفتنةِ الدجَّالِ، اللهم آتِ نفسي تقواها، وزكِّها أنت خيرُ من زكَّاها، أنت وليُّها ومولاها، اللهمَّ إنِّي أعوذُ بك من علْمٍ لا ينفعُ، ومن قلْبٍ لا يخشعُ، ومن نفسٍ لا تشبعُ، ومن دعوةٍ لا يُستجابُ لها).[٥] (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ).[٦] (قَلَّما كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقومُ من مجلِسٍ حتى يدعُوَ بهؤلاءِ الدَّعَواتِ لِأَصحابِهِ: اللهمَّ اقسِمْ لنا مِنْ خشيَتِكَ ما تحولُ بِهِ بينَنَا وبينَ معاصيكَ، ومِنْ طاعَتِكَ ما تُبَلِّغُنَا بِهِ جنتَكَ، ومِنَ اليقينِ ما تُهَوِّنُ بِهِ علَيْنَا مصائِبَ الدُّنيا، اللهمَّ متِّعْنَا بأسماعِنا، وأبصارِنا، وقوَّتِنا ما أحْيَيْتَنا، واجعلْهُ الوارِثَ مِنَّا، واجعَلْ ثَأْرَنا عَلَى مَنْ ظلَمَنا، وانصرْنا عَلَى مَنْ عادَانا، ولا تَجْعَلِ مُصِيبَتَنا في دينِنِا، ولَا تَجْعَلِ الدنيا أكبرَ هَمِّنَا، ولَا مَبْلَغَ عِلْمِنا، ولَا تُسَلِّطْ عَلَيْنا مَنْ لَا يرْحَمُنا).[٧] أعمال مُستحبّة في شهر رمضان من الأعمال المُستحبّ القيام بها في رمضان ما يأتي:[٨] الصّيام: لأن رمضان شهر الصّيام، وقد خصّ الله تعالى الصّيام بثواب لم يُعطى لأي نوع من العبادات، وهو ما ورد في الحديث الشريف: (كلُّ عملِ ابنِ آدمَ يضاعَفُ الحسَنةُ بعَشرِ أمثالِها إلى سَبعِ مائةِ ضِعفٍ إلى ما شاءَ اللَّهُ يقولُ اللَّهُ إلَّا الصَّومَ فإنَّهُ لي وأنا أجزي بِه يدَعُ شَهوَتَه وطَعامَه مِن أجلي للصَّائمِ فَرحَتانِ فرحةٌ عندَ فِطرِه وفَرحةٌ عندَ لقاءِ ربِّهِ ولَخُلوفُ فَمِ الصَّائمِ أطيَبُ عندَ اللَّهِ من ريحِ المِسكِ)،[٩] ويكون الصّيام بالامتناع عن الطّعام والشّراب والشّهوة، والابتعاد عن محارم السّمع والبصر والجوارح. القيام: في قيام اللّيل أجر عظيم، خاصّةً في شهر رمضان الذي يتضاعف فيه أجر العمل الصالح، وهو مدكما ورد عن الرّسول عليه السّلام في الحديث الشّريف: (من قامَ رمضانَ إيمانًا واحتسابًا غُفر لهُ ما تقدَّم من ذنبهِ، ومن قامَ ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتسابًا غُفر لهُ ما تقدَّم من ذنبهِ).[١٠] الصّدقة: وهو لما ورد عن الرّسول عليه السّلام الذي كان أجود ما يكون في شهر رمضان، وتكون الصّدقة إمّا إطعام الطّعام، أو تفطير الصّائم. قال الله تعالى في كتابه العزيز: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا)،[١١] وجاء في الحديث الشّريف عن الرّسول عليه السّلام: (من فطَّر صائمًا كان له مثلُ أجرِه ، غير أنه لا ينقُصُ من أجرِ الصائمِ شيءٌ).[١٢] قراءة القرآن: ارتبط شهر رمضان بقراءة القرآن ارتباطاً وثيقاً، ولا تعني القراءة هنا هو عدد الصّفحات التي تُقرأ، إنما تهدف إلى التدبّر والتفكّر في آياته، واستخلاص أخلاقه، والتطبّع بصفاته. الاعتكاف: لما فيه خلوة بعيدة عن النّاس والحياة الدّنيا، الإقبال على العمل الصّالح من أجل الحياة الآخرة، خاصّةً في ليلة القدر، وقد ورد الاعتكاف عن الرّسول عليه السّلام في الحديث الشّريف: (كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يعتكفُ في كلِّ رمضانَ عشْرَةَ أيامٍ، فلما كان العامُ الذي قُبِضَ فيه اعتكفَ عشرين يومًا).