قصيدة (يتقاضى المدير)
للشاعر العراقي صالح البدري
يتقاضى المدير في الشهر ألفا
وهو نزر بحق ذاك المدير
وكذا الآمر الذي يتقاضى
ضعف هذا وليس ذا بالكثير
ينفقان الذي قد اكتسباه
وهو من كد بائس وفقير
في كؤوس مشعشعات ولعب
مع غيد في روضة وقصور
من دموع الفلاح قد ملآ
الكأس وهاما في غبطة وحبور
يا جفون الفلاح هل فيك عين
ليت شعري نضاخة بالخمور
عشقوها يا صاحبي رغم انف
العدل من آمر الى مأمور
انت تسقيهمو كؤوس اجتماع
وهم قد سقوك كأس نفور
حقروا شخصك العظيم وقالوا
ذا حقير ولم تكن بالحقير
انت لو لم تكن فهم لم يكونوا
في قصور قد افعمت بالسرور
قد أحاطوا بناءها بسياج
من حديد وزينت بالزهور
في مقاصيرها الحسان تهادى
مثقلات بحليهن الكثير
قسموها قسما غدا لقمار
وكذاك الثاني لشرب العصير
وترى ثالث الزوايا خبايا
يابن ودي لزائر ومزور
أقصورا تنزهت عن قصور
أم قصور قد شيدت للفجور
نصبوا آلة يبثون فيها
من دعاياتهم على الجمهور
من طبيب وقارئ ومغن
فهمو كالرهبان للتبشير
يا ظلام الاقطاع يكفي فلا بد
سيجليك فاتح بالنولر
أيهذا الفلاح حسبك فخرا
تتجلى وانت حر الضمير
انت لا تعرف النفاق ولا
الغش وما كنت بيننا بالشرير
أيهذا الشعب الابي تنبه
من رقاد وانبذ حياة الغرور
أينام الفلاح دون فراض
وهمو في نمارق وحرير
أنهكته ضرائب فادحات
فرضتها شرائع الدستور
يتقاضونها على الرغم مما
هو فيه من بؤس عيش عسير
كوخه مظلم يظلل أطفالا
نياما على بقايا حصير
قوتهم كسرة الشعير اذا ما
بللوها بلت بدمع غزير
صهرتهم حرارة الشمس صيفا
وشتاء لوعة الزمهرير
واذا جادت السماء فويل
لهم من عذاب يوم مطير
افهذى ارادة الضعف والقوة
أم ذي ارادة للقدير