حديث عن المنافقين فضل صيام الأيام البيض آدم عليه السلام خلق الله تعالى آدم -عليه السلام- من طين ونفخ فيه الرّوح، ثمّ أسكنه الجنة هو وزوجته حواء، لكنّه وضع لهما شرطًا ألّا يقربا شجرةً قد حرّمها عليهما، وبما أنّ إبليس قد توعّد لآدم وذريّته شرًّا، وسوس لهما فأكلا منها وعندها حلّ غضب الله -عزّ وجلّ- عليهما وأخرجهما من الجنة، وأنزلهما إلى الأرض بعد أن استغفرا ربهما وغفر لهما، {قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ}[١]، وهنا بدأت حياة البشرية جمعاء على الأرض، وبدأ معها صراع الخير والشر، وبعد أن عاش آدم -عليه السلام- على الأرض وأنجب ذريّته، توفاه الله -عزّ وجلّ-، ثمّ أرسل من بعده أنبياء ورسل، وسيعرض هذا المقال ترتيب شجرة الأنبياء من آدم إلى محمد.[٢] ترتيب شجرة الأنبياء من آدم إلى محمد كلّما كان البشر يحيدون عن طريق الحقّ أرسل الله لهم نبيًّا من عنده يهديهم ويصوّب أخطائهم ويدعوهم لعبادة الله الواحد، فكان آدم هو أول الأنبياء ومحمد -عليهم الصلاة والسلام- خاتمهم، وكان ترتيب شجرة الأنبياء من آدم إلى محمد على الشكل الآتي:[٣] آدم -عليه السلام-. إدريس -عليه السلام-. نوح -عليه السلام-. هود -عليه السلام-. صالح -عليه السلام-. إبراهيم -عليه السلام-. لوط -عليه السلام-. شعيب -عليه السلام-. إسماعيل -عليه السلام-. إسحاق -عليه السلام-. يعقوب -عليه السلام-. يوسف -عليه السلام-. أيوب -عليه السلام-. ذو الكفل -عليه السلام-. يونس -عليه السلام-. موسى -عليه السلام-. هارون -عليه السلام-. يوشع بن نون -عليه السلام-. إلياس -عليه السلام-. اليسع -عليه السلام-. داوود -عليه السلام-. سليمان-عليه السلام-. زكريا -عليه السلام-. يحيى -عليه السلام-. عيسى -عليه السلام-. وخاتمهم محمد -عليه السلام-. هذا كان ترتيب شجرة الأنبياء من آدم إلى محمد -عليهم الصلاة والسلام- كما ورد ذكرهم في القرآن الكريم، إلا أنّ الله تعالى لم يذكر في محكم كتابه كلّ أنبيائه ورسله، فقد قال عزّ وجل {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ}.[٤] خاتم الأنبياء هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، ولد -صلى الله عليه وسلم- في مكّة المكرمة في يوم الإثنين من شهر ربيع الأول في عام الفيل، كان في صغره راعيًا للغنم ثمّ تاجرًا بأموال زوجته خديجة -رضي الله عنها- وذلك لما كان يُعرف عنه من صدقٍ وأمانة، وعندما بلغ الأربعين من عمره نزل عليه الوحي وهو يتعبّد في غار حراء، ومع أنّه كان أُميًّا إلّا أنّ أول ما نزل عليه من القرآن الكريم هو أن اقرأ، قال تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}[٥]، وكانت مع هذه الآية بداية الدعوة الإسلامية التي بدأت سريّةً واستمرت على هذا النحو ثلاث سنوات، وعندما جهر بها النبي الكريم لاقى المسلمون من أهل مكة أشدّ العذاب، ممّا اضطرهم للهجرة إلى المدينة المنورة، ومن هناك بدأ الإسلام بالتوسّع و الانتشار إلى أن شمل معظم أرجاء الأرض، وتعهّد الله تعالى بحفظ الإسلام وبحماية القرآن الكريم إلى أن تقوم الساعة {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}[٦]، وكانت من معجزاته -صلى الله عليه وسلم- القرآن الكريم والإسراء والمعراج وانشقاق القمر، وعندما ناهز الرسول الكريم الثلاث وستين من العمر توفاه الله عزّ وجل بعد أن قضى في الدعوة الإسلامية ثلاثةً وعشرين سنة