[rtl][size=32]شمول هذا الكتاب [/size][/rtl]
[rtl]
[rtl]
الكـاتب : نايف الهاملي
[rtl]
الحمد لله رب العالمين الذي أنزل الكتاب تبيانا لكل شيء وفيه شفاء لكل داء ورحمه للخلق أجمعين وصلى الله وسلم على رسول الهدى محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد:
إنه ليكفي شرفا حافظي القرآن ثناء الله عليهم واختيارهم لحفظ كتابه في قوله - عز وجل -: بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم وما يجحد بآياتنا إلا الضالون ومن المعروف أن أعظم كتاب على وجه الأرض هو كتاب الله - عز وجل - الذي سطر فيه كل شيء وذكر فيه ما ينفع الأمة وأمرها به وأرشدها إليه وذكر فيه ما يضرها وحذرها منه، فهو الكتاب الذي من أخذ به فهو الفائز فوزاً عظيماً ومن تركه وراء ظهره فقد ضل ضلالاً بعيداً وصار بينه وبين النجاة مفازة.
وقد عرف السلف والخلف أن قدر الإنسان عند الله وعقلاء الناس ليس بطول قامة ولا عظيم وجاهة ولا بكثرة مال أو حدة ذكاء إنما بقدر ما مع الإنسان من دين وقرآن تكون منزلته من الله بحفظه وقربه ومن الناس بتقديمه وتقديره ولا يتأتى لأحد خشيه الله إلا بذلك.
ولنعلم أخي في الله أننا إذا أردنا أن نتمثل بأعظم وأكمل خلق فإن ذلك لا يكون إلا بالعمل بكتاب الله كما قالت عائشة - رضي الله عنها - عن رسول الله rأنه كان خلقه القرآن، وأي خلق كان عليه الرسول - صلى الله عليه وسلم - إنه قول الله - عز وجل -: وإنك لعلى خلق عظيم إذاً فلنترجم القرآن واقعياً حياً وعملاً متبعاً لا قولاً ورياءً.
وأختم قولي بنصيحة جميلة أسداها شيخ الإمام الشافعي لتلميذة بقوله:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي *** فأرشدني إلى ترك المعاصي
فقــــال إن لله نـــــورا *** ونــور الله لا يؤتى لعـــــاص
إنها نصيحة عظيمة لأن الطاعة والقرآن لا يصلح معهما معصية كيف لا!! وهما متناقضان وألخص لك القول بأن تبتعد عن المعصية بتوبة واستغفار متتابعان مادمت حيا وإن خطر المعصية عظيم وجسيم لأنها أحيانا تحرمك الطاعة أو تنقص منها ويكفي هذا قبحا من هذه المعصية وهل تعلم أن المعصية هي سبب نسيان حفظ القرآن. إذا فلنتق الله - عز وجل - ولا نخدش حفظنا لكتاب الله بمجرد معصية في شهوة زائلة. أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يشفي همومنا وغمومنا بكتابه ويجعله ربيع قلوبنا وشفيعنا يوم القيامة وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
[/rtl]
[/rtl]
[/rtl]