توماس ألفا إديسون واحداً من المُخترعين الذين اكتسبوا شهرة كبيرة على مدى العصور المختلفة، بالإضافة إلى أنّه يُعتبَر من المُخترعين الذين أثَّروا تأثيراً كبيراً في العصر الحالي؛ حيث اخترع العديد من الاختراعات، مثل: المصباح الكهربائيّ، والفونوغراف، والكاميرا التي تُصوِّر صُوَراً مُتحرِّكة، كما أنّه ساهم في تعديل جهاز التلغراف، وجهاز الهاتف، وقد حصل إديسون على براءات اختراع كثيرة وصل عددها إلى 1093 براءة اختراع حينما بلغ الرابعة والثمانين من عُمره، وممّا يُضاف إلى كونه مُخترِعاً ناجحاً أنّه بَرَع أيضاً في أمور أخرى؛ فقد كان رجل أعمال ناجح، ومُسوِّقاً ناجحاً لاختراعاته، ومن الجدير بالذكر أنّ حياة إديسون كانت مليئة بالمشاغل التي لا تُعَدُّ، ولا تُحصى؛ حيث كان يمتلك العديد من العلاقات التجاريّة، والشركات.[١] ولادة توماس إديسون ونشأته وُلِد إديسون في تاريخ 11 من شهر شباط/فبراير من عام 1847م في مدينة ميلانو الواقعة في ولاية أوهايو، حيث كان الطفل السابع والأخير لعائلته، وحينما بلغ السابعة من عمره، انتقل مع عائلته إلى مدينة بورت هورون، وعاش فيها حتى بلغ سِنّ السادسة عشرة، علماً بأنّ إديسون لم يحصل على تعليم رسميّ كبقيّة الأطفال؛ فقد كان يدرس، ويتعلَّم لأشهر قليلة فقط، كما كان يتلقَّى التعليم من قِبَل والدته التي علَّمته القراءة، والكتابة، والحساب، بالإضافة إلى أنّه كان يمارس هواية القراءة بنفسه؛ للتعلُّم منها.[٢] ومن المعروف عن إديسون أنّه كان طفلاً غريب الشخصيّة، إذ كان كثيراً ما يطرحُ أسئلةً، واستفسارات، كما كان يشرد بكثرة أيضاً، ويهتمُّ اهتماماً كبيراً بكلّ ما تقع عليه عيناه، أو بكلّ ما يلمسه، وحين التحق بالمدرسة كحال أقرانه جميعهم، لم يقضِ فيها إلّا ثلاثة أشهر فقط؛ وذلك بسبب ذلك الهاجس الكبير لديه والمُتمثِّل بالاستفسار، وطرح الأسئلة، ممّا أثار انزعاج المُعلِّمين منه، ومن الجدير بالذكر أنّه في يوم من الأيّام زار مدرستَه أحدُ المُتفقِّدين للمدارس، فقال عنه مُعلِّمه للزائر بأنّه ولد غبيّ، ولا فائدة من تعليمه؛ لأنّه يظلُّ دوماً شارد الذهن، وغير مُهتَمٍّ بالدروس؛ علماً بأنّ المُعلِّم قال ذلك؛ خشية أن يُحرجه إديسون أمام الشخص الزائر، فشعر إديسون بالضيق، والحزن، وروى ما حصل معه لأمّه عندما عاد إلى منزله وهو يجهش بالبكاء، فغضبت أمّ إديسون بشدّة، وعزمت على الذهاب إلى ذلك المُعلِّم الذي نعتَه بهذه الصفات؛ لتناقشه، وتسمع رأيه في ولدها، حيث كانت تُؤمن بشدّة بأنّ ابنها ذكيٌّ، ولبيب، وبأنّ عقله مُنير؛ وذلك لأنّها هي، ووالده مَن زرع فيه تلك المَلَكة بالبحث، ومحاولة إيجاد حلول، وأسباب، وعندما قابلَت مُعلِّمه، أجابها بكلّ برود بأنّه لا يرى أيّة صفة مُميَّزة في إديسون، وأنّ تلك الصفات التي تَدَّعي بأنّه يمتلكها لا فائدة لها أبداً، فغضبت الأمّ بشدّة، وقالت لمُعلِّمه بأنّه إذا كان يمتلك نصف الصفات التي يتمتَّع بها إديسون، فإنّه يُعتبَر شخصاً محظوظاً، وبعدها تعهَّدت بأن تُشرف بنفسها على تعليم ابنها، وبالفعل، بدأت والدته بعدها بتعليمه مبادئ التعليم الأساسيّة، والقراءة، والكتابة.[٣] حياة توماس إديسون وأعماله بدأ إديسون العمل وهو في سِنٍّ صغيرة جدّاً -حيث كان من المعتاد في ذلك الوقت أن يعمل الأولاد الصغار؛ لكسب المال-، وعندما بلغ سِنّ الثالثة عشرة بدأ العمل في بَيْع الصُّحف، والحلوى في الأماكن التي كانت تُعَدُّ أماكن مَحلّية، مثل السِّكَك الحديديّة التي كانت تمرُّ من خلال ميناء يُدعى ميناء هورون إلى ديترويت، كما اعتاد إديسون على قضاء وقت كبير في القراءة، وبالأخصّ قراءة الكُتُب العلميّة، فتعلَّم في ذلك الوقت الكيفيّة التي يعمل بها جهاز التلغراف، وحينما وصل إلى سِنّ السادسة عشرة، كان يُعَدُّ بمثابة خبير في كيفيّة استخدام، وتشغيل جهاز التلغراف.[٢] ومع ذلك استمرَّ إديسون في التجارب العلميّة خاصّته، علماً بأنّه هاجر لاحقاً، بين عامَي 1863م، و1867م إلى مدينة أخرى في الولايات المُتَّحِدة؛ للعمل في وظيفة تخصُّ التلغراف، كما أنّه عمل بعدها ضمن وظائف أخرى، إلّا أنّه استقال من وظيفته في شهر كانون الثاني/يناير من عام 1869م، وفرَّغ نفسه بشكل كامل للاختراع، وبعد ذلك تُوفِّيت أمّ إديسون في عام 1871، وفي العام نفسه تزوَّج من امرأة مُوظَّفة، وأنجبَ منها ثلاثة أطفال.[١] اختراعات توماس إديسون حصل إديسون على أولى براءات الاختراع عندما اخترع مُسجِّل صوتٍ كهربائيّ في شهر حزيران/يونيو من عام 1869م، إلّا أنّه تمّ رفض هذا الاختراع من قِبَل السياسيّين، ومنذ ذلك الوقت، أخذ إديسون قراراً بعدم اختراع، أو تضييع وقته في أيّ شيء لا يرغب فيه البَشَر. ومن الجدير بالذكر أنّه أسَّس في عام 1870م شركة هدفها العمل المُستمِرّ؛ لتطوير التلغراف، وتحديثه، وفي عام 1875م، اهتمّ بتطوير قَلَم يعمل على الطاقة الكهربائيّة، أمّا في عام 1877م، فقد اخترع جهاز الفونوغراف بعد عدّة اختبارات على الهاتف، والتلغراف، ومن الأعمال الأخرى التي أنجزها عمليّة طحن الموادّ الخامّ، واستخراج مجموعة من المعادن المختلفة، ثمّ اختراع جهاز تحريك الصُّور خلال عام 1888م.[١] وقد اخترع إديسون المصباح الكهربائيّ أيضاً، والذي لولاه لبَقِيت الكرة الأرضيّة مُعتِمة من دون أيّ ضوء يُنيرها.[٤] وفاة توماس أديسون كانت حالة إديسون الصحّية تزداد سوءاً في السنتَين الأخيرتَين من حياته، إلّا أنّه على الرغم من ذلك كان يقضي وقتاً طويلاً في المُختبَر، كما أنّه أصبح يحاول جاهداً إطالة الوقت الذي يقضيه مع عائلته، بالإضافة إلى ذهابه معهم؛ لقضاء العطلة، وممّا يجدر ذِكره أنّه عانى أيضاً من أمراضٍ عدّة، حتى انهار، وازداد مرضه في عام 1931م، ثمّ تُوفِّي في اليوم الثامن عشر من شهر تشرين الأوّل/أكتوبر من عام 1931م،[٢] تاركاً أو مسجلاً ورائه 2500 براءة إختراع.[٣]