الصحافة: العدد (7051)
كسلا: محمد بين
قبائل البجا بشرق السودان تعد من اوائل القبائل السودانية، حيث توجود في المنطقة زهاء الستة آلاف عام، وحتى يومنا هذا تحتفظ قبائل البجا بكل مكوناتها وثقافاتها رغم عوامل التغيير الطبيعية وغير الطبيعية التي تؤثر في المكونات البشرية والجغرافية والمناخ للبيئات الكونية.
ظلت الأسرة البجاوية على مر العصور محافظة على تماسكها وعادات القبيلة البجاوية التي تميزت باعقد الاعراف والتقاليد في المحافظة على مكوناتها وحماية افراد القبيلة واراضيها وممتلكاتهم، الى جانب مكتسبات ومقتنيات اخرى لا يتسع المجال لذكرها، ولكن تظل المرأة هي أهم عناصر الاسرة البجاوية وفخر قبائل البجا، وقد احتفظت قبائل البجا بصفات وقيم المرأة كقنينة العطر المصنوعة من الذهب ويتوارثها افراد الاسرة والعائلة مثل سيوف اجداد القبيلة ودرقاتهم ودروعهم التي مازالت تمثل الارث والوصية لكل افراد الاسرة، كذلك المرأة في قبيلة البجا تحتفظ بهالة من القيم والحماية تعجز كل المقارنات عن مجاراتها في الكيانات البشرية الاخرى سواء في السودان أو في أية دولة اخرى، وفي اوساط قبائل البجا يكون الحديث عن المرأة هو الحديث عن المسكوت عنه، وفي مجالسهم يأتي ذكر المرأة محفوفاً بالحذر وعدم المبالغة والإسهاب.
ومن خلال معايشتي لاهل البجا وتعلمي لغتهم وبعض عاداتهم، تعلمت ألا اتطرق لذكر المرأة من دون ان يسألوني ذلك. وكل هذه الصفات التي تتميز بها قبائل البجا لم أكن أنا الذي يتحدث عنها، لأنني قليل المعرفة في هذه الامور ولم اطلع على كثير من الكتابات لكبار المؤرخين الذين أرخوا لتاريخ البجا، ولكن عندما طلب مني أن أكتب شيئاً عن مكانة المرأة البجاوية في مسار أعراف وتقاليد القبيلة ولما يثار من لغط حول هذه الصفات، أود أن اتطرق لتصحيح بعض المفاهيم المغلوطة لدى البعض، والتي تعتقد ان المرأة في قبائل البجا مقهورة ومستضعفة، والحقيقة حول هذه المعلومة ان الحاصل هو عكس هذا الاعتقاد، وما يجب أن يعرفه الجميع أن المرأة البجاوية تتمتع بمكانة ومقام في قبيلتها وأسرتها لا يوجد مثيلهما في أمة غير البجا.
وآتي بالقراء الاعزاء هنا الى التعريف الحقيقي لمكانة الاسرة لدى البجا، فإنها الأم والأخت والابنة والزوجة والحماة والنسيبة، وهي شيخة الخلاوي ومحفظة القرآن، وفي هذا الاتجاه الديني نجد أن المرأة عند البجا تتفرد بدور قل أن يوجد في قبيلة اخرى، حيث نجد في مناطق كثيرة بشرق السودان أن اليافعين قبل سن الدراسة في مدن الاقليم الشرقي سابقا يساقون الى خلاوى تحفيظ القرآن الكريم، وكان غالبية شيوخ هذه الخلاوى من النساء، وكان لهن دور اجتماعي عظيم في مجتمعاتهن بجانب تعليم للأطفال آيات وسور القرآن الكريم، ولهن الكلمة الحكيمة والرأي الثاقب في كثير من الأمور التي تهم مجتمع النساء والمنطقة الجغرافية التي تحيط بخلاويهن.
وهذه المهمة الاجتماعية التربوية التعليمية قد سادت في عدد من مدن وقرى شرقنا الحبيب منذ زمن بعيد وتقريباً لقرن من الزمان.
وبعد أن ظهرت خلاوى الشيخ علي بيتاى في منطقة همشكوريب شمال كسلا، تطور دور المرأة المحفظة للقرآن، حيث قامت خلاوي للنساء فقط تقوم على تدريس علوم القرآن والفقه والحفظ، وتجلت سيرة أم الفقراء من أسرة الشيخ علي بيتاى صاحبة الريادة في مجال شيخات الخلاوي، حيث كانت تقوم على خدمة الحافظات من النساء الدارسات، وتسهر على راحتهن لتوفير البيئة المناسبة لهن ليتعلمن علوم القرآن والفقه والسيرة والعبادات، ولكي يصرن بعد ذلك مدرسات لمناطقهن. وأم الفقراء كانت تقوم بكل هذه الأعمال حتى بلغت من العمر عتياً، وتركت أزكى وأبهى سيرة لامرأة قادت الدعوة الى الله في عالم النساء. وتعلمون سادتي القراء ما هو عالم النساء، لذلك ولهذه الادوار العظيمة نسأل الله أن يتواصل عطاء النساء في هذا المجال.
م/ن
كسلا: محمد بين
قبائل البجا بشرق السودان تعد من اوائل القبائل السودانية، حيث توجود في المنطقة زهاء الستة آلاف عام، وحتى يومنا هذا تحتفظ قبائل البجا بكل مكوناتها وثقافاتها رغم عوامل التغيير الطبيعية وغير الطبيعية التي تؤثر في المكونات البشرية والجغرافية والمناخ للبيئات الكونية.
ظلت الأسرة البجاوية على مر العصور محافظة على تماسكها وعادات القبيلة البجاوية التي تميزت باعقد الاعراف والتقاليد في المحافظة على مكوناتها وحماية افراد القبيلة واراضيها وممتلكاتهم، الى جانب مكتسبات ومقتنيات اخرى لا يتسع المجال لذكرها، ولكن تظل المرأة هي أهم عناصر الاسرة البجاوية وفخر قبائل البجا، وقد احتفظت قبائل البجا بصفات وقيم المرأة كقنينة العطر المصنوعة من الذهب ويتوارثها افراد الاسرة والعائلة مثل سيوف اجداد القبيلة ودرقاتهم ودروعهم التي مازالت تمثل الارث والوصية لكل افراد الاسرة، كذلك المرأة في قبيلة البجا تحتفظ بهالة من القيم والحماية تعجز كل المقارنات عن مجاراتها في الكيانات البشرية الاخرى سواء في السودان أو في أية دولة اخرى، وفي اوساط قبائل البجا يكون الحديث عن المرأة هو الحديث عن المسكوت عنه، وفي مجالسهم يأتي ذكر المرأة محفوفاً بالحذر وعدم المبالغة والإسهاب.
ومن خلال معايشتي لاهل البجا وتعلمي لغتهم وبعض عاداتهم، تعلمت ألا اتطرق لذكر المرأة من دون ان يسألوني ذلك. وكل هذه الصفات التي تتميز بها قبائل البجا لم أكن أنا الذي يتحدث عنها، لأنني قليل المعرفة في هذه الامور ولم اطلع على كثير من الكتابات لكبار المؤرخين الذين أرخوا لتاريخ البجا، ولكن عندما طلب مني أن أكتب شيئاً عن مكانة المرأة البجاوية في مسار أعراف وتقاليد القبيلة ولما يثار من لغط حول هذه الصفات، أود أن اتطرق لتصحيح بعض المفاهيم المغلوطة لدى البعض، والتي تعتقد ان المرأة في قبائل البجا مقهورة ومستضعفة، والحقيقة حول هذه المعلومة ان الحاصل هو عكس هذا الاعتقاد، وما يجب أن يعرفه الجميع أن المرأة البجاوية تتمتع بمكانة ومقام في قبيلتها وأسرتها لا يوجد مثيلهما في أمة غير البجا.
وآتي بالقراء الاعزاء هنا الى التعريف الحقيقي لمكانة الاسرة لدى البجا، فإنها الأم والأخت والابنة والزوجة والحماة والنسيبة، وهي شيخة الخلاوي ومحفظة القرآن، وفي هذا الاتجاه الديني نجد أن المرأة عند البجا تتفرد بدور قل أن يوجد في قبيلة اخرى، حيث نجد في مناطق كثيرة بشرق السودان أن اليافعين قبل سن الدراسة في مدن الاقليم الشرقي سابقا يساقون الى خلاوى تحفيظ القرآن الكريم، وكان غالبية شيوخ هذه الخلاوى من النساء، وكان لهن دور اجتماعي عظيم في مجتمعاتهن بجانب تعليم للأطفال آيات وسور القرآن الكريم، ولهن الكلمة الحكيمة والرأي الثاقب في كثير من الأمور التي تهم مجتمع النساء والمنطقة الجغرافية التي تحيط بخلاويهن.
وهذه المهمة الاجتماعية التربوية التعليمية قد سادت في عدد من مدن وقرى شرقنا الحبيب منذ زمن بعيد وتقريباً لقرن من الزمان.
وبعد أن ظهرت خلاوى الشيخ علي بيتاى في منطقة همشكوريب شمال كسلا، تطور دور المرأة المحفظة للقرآن، حيث قامت خلاوي للنساء فقط تقوم على تدريس علوم القرآن والفقه والحفظ، وتجلت سيرة أم الفقراء من أسرة الشيخ علي بيتاى صاحبة الريادة في مجال شيخات الخلاوي، حيث كانت تقوم على خدمة الحافظات من النساء الدارسات، وتسهر على راحتهن لتوفير البيئة المناسبة لهن ليتعلمن علوم القرآن والفقه والسيرة والعبادات، ولكي يصرن بعد ذلك مدرسات لمناطقهن. وأم الفقراء كانت تقوم بكل هذه الأعمال حتى بلغت من العمر عتياً، وتركت أزكى وأبهى سيرة لامرأة قادت الدعوة الى الله في عالم النساء. وتعلمون سادتي القراء ما هو عالم النساء، لذلك ولهذه الادوار العظيمة نسأل الله أن يتواصل عطاء النساء في هذا المجال.
م/ن