الْبُكَاءُ عَلَى الذُّنُوبِ
قال عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: نِعْمَ الْخِضَابُ السَّوَادُ؛
هَيْبَةٌ لِلْعَدُوِّ وَمَسْكَنَةٌ لِلزَّوْجَةِ. قال مجاهد:
أَوَّلُ مَنْ خَضَبَ بِالسَّوَادِ فِرْعَوْنُ، فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ:
ذَاكَ إِنْ لَمْ يَنْصُلْ. ص49 عَنِ الْعَيْزَارِ يَعْنِي ابْنَ حُرَيْثٍ
قَالَ: رَأَيْتُ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ يَخْضِبُ بِالْوَسْمَةِ. ص51
عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: رَأَيْتُ مُوسَى بْنَ طَلْحَةَ يَخْضِبُ بِالسَّوَادِ.
ص52 قال يحيى بن سعيد: بَلَغَنَا أَنَّهَ مَنْ أَهَانَ ذَا شَيْبَةٍ
لَمْ يَمُتْ حَتَّى يَبْعَثَ اللَّهُ عَلَيْهِ مَنْ يُهِينُ شَيْبَهُ إِذَا شَابَ.
ص53 كَانَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ كَثِيرًا مَا يَقُولُ:
مَنْ عَرَفَ اللَّهَ فَهُوَ فِي شُغُلٍ شَاغِلٍ، وَيْلٌ لِمَنْ
ذَهَبَ عُمُرُهُ بَاطِلًا. ص56 قِيلَ لِشَيْخٍ: مَا بَقِيَ مِنْكَ
مِمَّا تُحِبُّ لَهُ الْحَيَاةَ؟ قَالَ: الْبُكَاءُ عَلَى الذُّنُوبِ.
ص57 كَانَ عَوْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يَضَعُ يَدَهُ تَحْتَ لِحْيَتِهِ،
ثُمَّ يُمِيلُهَا إِلَى وَجْهِهِ، ثُمَّ يَنْظُرُ إِلَيْهَا فَيَبْكِي وَيَقُولُ:
إِلَهِي ارْحَمْ شَيْبَتِي. ص58 قال الحسن: أَفْضَلُ النَّاسِ
ثَوَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمُؤْمِنُ الْمُعَمَّرُ. قَالَ عَلِيُّ
بْنُ أَبِي طَالِبٍ: مَا يَسُرُّنِي أَنْ مِتُّ، طِفْلًا وَأَنِّي لَمْ أَكْبُرْ
فَأَعْرِفَ رَبِّي. ص59 قَالَ عَطَاءٌ السُّلَيْمِيُّ: طُوبَى لِمَنْ
نَفَعَهُ عَيْشُهُ وَكَانَ طُولُ عُمُرِهِ زِيَادَةً فِي عَمَلِهِ.
وَاللَّهِ مَا أَرَى عَطَاءً كَذَلِكَ، ثُمَّ بَكَى. ص60
قال عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ: مَنْ لَمْ يَتَّعِظْ بِثَلَاثٍ
لَمْ يَتَّعِظْ بِشَيْءٍ: الْإِسْلَامُ، وَالْقُرْآنُ، وَالشَّيْبُ.
قال أبو حازم: يَا بُنَيَّ لَا تَقْتَدِ بِمَنْ لَا يَخَافُ اللَّهَ
بِظَهْرِ الْغَيْبِ، وَلَا يَقِفُ عَنِ الْعَيْبِ، وَلَا يَصْلُحُ
عِنْدَ الشَّيْبِ. قال عون بن عبد الله: مَعْشَرَ الشَّبَابِ،
قَدْ رَأَيْنَا الشَّبَابَ يَمُوتُونَ فَمَا يُنْتَظَرُ بِالْحَصَادِ إِذَا بَلَغَ الْمِنْجَلُ.
وَيَمَسُّ لِحْيَتَهُ. ص61 قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ:
لَوْ أَنَّ ابْنَ آدَمَ عُمِّرَ فِي الصِّحَّةِ وَالسَّلَامَةِ لَكَانَ
لَهُ دَاءً قَاضِيًا قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: مَنْ أَخْطَأَتْهُ سِهَامُ
الْمَنَايَا قَيَّدَتْهُ اللَّيَالِي وَالسِّنُونَ. ص63 كَانَ يُونُسُ النَّحْوِيُّ
إِذَا أَرَادَ أَنْ يَقُومَ مِنْ مَجْلِسِهِ قَالَ: وَلَسْتُ لِدَاءِ الرُّكْبَتَيْنِ طَبِيبُ.
ص73 قال الشعبي: مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ لَمْ يَخْرَفْ.
قال عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ: أَبْقَى النَّاسِ عُقُولًا
قَرَأَةُ الْقُرْآنِ. ص75 عن أَبي عِمْرَانَ الصِّلْحِيُّ،
عَنْ أَبِيهِ قال: شَبَابُ النِّسَاءِ مَا بَيْنَ الْخَمْسَ عَشْرَةَ
إِلَى الثَّلَاثِينَ. ص79 قال الحسن: أَدْرَكْتُ أَقْوَامًا
كَانَ أَحَدُهُمْ أَشَحُّ عَلَى عُمْرِهِ مِنْهُ
عَلَى دِرْهَمِهِ وَدِينَارِهِ. ص81.