قصة اكتشاف كوكب نبتون - الكوكب الازرق
عالم الفضاء...ملئ بالأسرار و الغموض... ودائما ما يثير هذا العالم فضول الإنسان للتعرف عليه وعلى خباياه. واليوم نتعرف على أحد أفراد مجموعتنا الشمسية... الكوكب الأزرق.. نبتون.
نبتون هو الكوكب الثامن في المجموعة الشمسية التي تتكون من ثمانية كواكب؛ عطارد، الزهرة، الأرض، المريخ، المشترى، زحل، أورانوس و نبتون. و هو أبعدها عن الشمس، حيث يبعد حوالي 4.5 مليار كيلومتر عن الشمس.
و يعتبر نبتون رابع أكبر كوكب في المجموعة الشمسية نسبة إلى قطره، و ثالث أكبر كوكب نسبة إلى كتلته. و هو يتم دورته حول الشمس مرة كل 165 سنة أرضية، وقد أتم دورته الأولى منذ اكتشافه في العام 2011. أما دورانه حول محوره فيستغرق 17 ساعة تقريبا.
نبتون.. تم التنبؤ بوجوده قبل رؤيته... لقد كان للحسابات الرياضية التي قام بها " أرباين لافيرير" (Urbain Le Verrier) سابقة في التوقع بوجود كوكب نبتون وذلك قبل أن يراه تليسكوب "يوهان جال" (Johann Galle) مع "هنريك إريست" (Heinrich D`Arrest) في الرابع و العشرين من سبتمبر عام في1864 في مرصد "برلين" بألمانيا.
ونبتون كوكب معتم لا يمكن رؤيته بالعين المجردة. ولكن هناك بعض الأدلة التاريخية عن مشاهدة نبتون في الفضاء قبل اكتشافه و لكن لم يتم التعرف عليه. وتشير بعض الأدلة إلى أن "جاليليو جاليلي" (Galileo Galilei) قد شاهد نبتون في عام 1613م، ولكنه ظن أنه مجرد نجم في السماء.
وقد تم اكتشاف نبتون في نفس العام أيضا الذي تم اكتشاف كوكب أورانوس (الكوكب السابع في المجموعة الشمسية و الذي تم اكتشافه في عام 1781)، وكان أتم دورته الأولى في مداره حول الشمس (و التي تستغرق حوالي 84 عاما) منذ اكتشافه.
في ذلك الوقت كان بعض علماء الفلك قد اكتشفوا وجود عدم انتظام في مسار كوكب أورانوس في مداره. وبعد الرجوع إلى قوانين "نيوتن" للجاذبية تم تفسير هذه الظاهرة في إطار وجود تأثير خارجي من كوكب آخر أدى إلى حدوث اضطراب غير معروف في مسار أورانوس حول الشمس. وقد بدأ عالم الرياضيات "لافيرير" (Urbain Le Verrier) في "باريس" بفرنسا جنبا إلى جنب مع الرياضي الإنجليزي "جون أدامز" (John Couch Adams) في "كامبريدج" بإنجلترا حساباتهما لتحديد طبيعة وموقع الكوكب الجديد.
والغلاف الجوي لكوكب نبتون يتكون من الهيدروجين في معظمه إلى جانب الهليوم و الميثان. ويرجع سبب تسميته بالكوكب الأزرق إلى وجود غاز الميثان في الطبقات العليا من غلافه الجوي يمتص الضوء الأحمر بينما يعكس الضوء الأزرق وهو ما يجعلنا نراه باللون الأزرق. أما عن تركيب طبقات نبتون؛ فطبقة الوشاح (mantle) تتكون من الماء، والأمونيا وغاز الميثان، أما اللب الداخلي فهو عبارة عن عناصر الحديد، والسيليكا والماغنسيوم.
تتصاعد سحب كثيفة فوق كوكب نبتون تغطي سطحه وتجعل رؤيته صعبة، كما يُحاط بطبقة سميكة من الغيوم ذات حركة سريعة، وتهب الرياح بسرعة تصل إلى 1.100 كم في الساعة. و يعتقد أن هذه الرياح قد تسببت في عاصفة داكنة تعقبتها (Voyager 2)، إحدى المركبات الفضائية التي أطلقتها وكالة "ناسا" والتي كان منوطا بها دراسة بعض الكواكب وقامت برحلتها إلى نبتون في عام 1989. و كانت هذه هي الزيارة الوحيدة التي قامت بها مركبة فضائية إلى كوكب نبتون، والتي يرجع إليها الفضل في الكثير مما نعرفه الآن عن هذا الكوكب الأزرق.
ومن الجدير بالذكر أن كوكب نبتون له 13 قمرا تمت تسميتهم نسبة إلى آلهة البحر والحوريات في الأساطير الرومانية القديمة، كما أن نبتون نفسه قد أطلق عليه هذه الاسم نسبة إلى إله البحر عند الرومان قديما. وقد اكتشف القمر الأول في أكتوبر من عام 1846 أي بعد حوالي شهر من اكتشاف الكوكب.