قبل 11 عاما وتحديدا في يونيو 2007 كشف ستيف جوبز عن الجيل الأول من هواتف آيفون، وعندها أذهل العالم بحق لما قدمه من ثورة حقيقية في شكل الهواتف الذكية وفي طريقة استخدامها. وفي ذلك اليوم أشعلت أبل فتيل حرب الهواتف الذكية كما نشاهدها اليوم.
وعلى مدى العقد الماضي، وحتى رحيل جوبز، المؤسس المشارك لأبل ورئيسها التنفيذي سابقا في 2011، كانت الشركة تفجّر في كل عام مفاجأة وتأتي بإضافة لم يعهدها المنافسون، ثم ما يلبث هؤلاء أن يتلقفوها في أجهزتهم.
أبل وضعت الإنترنت في جيب كل مستخدم، وألغت مفهوم لوحة المفاتيح من الهواتف، ثم ابتكرت ما أصبح يعرف اليوم بمتاجر التطبيقات ولحقها جميع المنافسين، وأضافت بعد ذلك المساعد الصوتي Siri، وأبدعت في ناحية التصميم الأنيق واعتمادها على شاشات عالية الدقة، لكن ابتكارات أبل التي شكّلت عالم الهواتف الذكية تراجعت، وما تزال عاما بعد آخر.
ففي 2017، وفي ذكرى 10 أعوام على إطلاق أبل لأول آيفون، كشفت الشركة عن مجموعة من الهواتف الجديدة كان أبرزها آيفون عشرة iPhone X، وأبرز ما قدمه من مزايا جديدة كان خاصية FaceID التي تتعرف على وجوه المستخدمين لفك قفل الهاتف، وميزة الشحن اللاسلكي، وكلا الميزتين لم تكونا جديدتين وسبقت إليهما شركات كثيرة أبرزها سامسونغ، رغم أن أبل تقول إن خاصية FaceID هي الأدق من أي منافس في العالم.
واستمر التراجع للعام التالي 2018، وكان الأمر أكثر سوءا، حيث أطلقت أبل في سبتمبر هواتف iPhone XS وiPhone XS Max وiPhone XR، والجديد الوحيد الذي قدمته هذه الهواتف هي ميزة قديمة لدى المنافسين هي دعم شريحة الهاتف المزدوجة Dual SIM، هذا بالإضافة طبعا إلى الاعتماد على شاشة أكثر دقة وبطارية أفضل ومعالج أسرع وكاميرا أكثر تطورا وكلها أمور اعتيادية.
استراتيجية ربحية خطيرة
لكن اللافت أن أرباح الشركة وأرقامها المالية تواصل الارتفاع رغم تراجع المبيعات، وقد أصبحت أبل أول شركة مدرجة في البورصة تصل قيمتها إلى ترليون دولار في التاريخ.
تمكنت أبل خلال سنواتها الأولى من خطف إعجاب المستخدمين بهواتف آيفون رغم أسعارها المرتفعة، خاصة أن حَمَلة هذه الهواتف ينظرون إلى أنفسهم نظرة الاختلاف عن آخرين يمتلكون أجهزة أقل سعرا، وأصبح ذلك جزءا من ثقافة جمعية في عالم الهواتف الذكية.
تلك النقطة ربما كانت وراء جرأة أبل العام الماضي عندما طرحت هاتف بقيمة 1000 دولار، واستمر السعر في الارتفاع في عام 2018 وكشفت أبل عن هاتف XS Max الذي يبدأ بسعر 1100 دولار، في حين تباع النسخة ذات السعة 512 غيغابايت منه بسعر 1449 دولار في الولايات المتحدة. ورغم اعتراض أنصار أبل على الأسعار تجدهم بعد أيام وقد حصلوا على هواتف آيفون الأحدث.
فبعد ضجة الـ 1000 دولار في iPhone X، ارتفعت عائدات أبل السنوية بنسبة 20 بالمئة رغم أن معدل بيع أجهزتها نما فقط بنسبة 1 بالمئة. كما أن معدل السعر الوسطي لأجهزة الشركة زاد من 628 دولار إلى 728 دولار في الربع الأخير من العام الماضي.
وترى مجلة "فوربس" أن هذه هي استراتيجية الرئيس التنفيذي لشركة أبل حاليا تيم كوك، وهي قائمة على سحب المزيد من المال من جيوب مستخدمي آيفون. هذه الاستراتيجية قد تعمل حاليا لكنها لن تدوم إلى الأبد وفقا للمجلة الأميركية، خاصة أن تصميم ومواصفات هواتف أندرويد أصبحت تتفوق على ما يقدمه آيفون.
ورغم الأسعار المرتفعة، فإن فوربس تتوقع أن تزيد عائدات أبل في الربع القادم سواء من مبيعات iPhone X وiPhone XS Max، أو مما تقدمه أبل من خدمات إضافية مثل الموسيقى والتخزين والملحقات.
لكن استراتيجية زيادة المكاسب بزيادة معدل الربح من المستخدم الواحد، هي استراتيجية خطيرة للغاية لأنها تعتمد على مصدر محدود، هو قاعدة المستخدمين الحالية، وفي حالة عدم السعي للحصول على مستخدمين جدد بتوفير خصائص مبتكرة فإن هذا المصدر سينضب عاجلا أم آجلا.
وفي يوليو الماضي، تلقت أبل صفعة قاسية حين تمكنت شركة هواوي الصينية من انتزاع المركز الثاني لأكثر الهواتف مبيعا في العالم لتتراجع أبل إلى المركز الثالث، وتبقى الشركتان خلف سامسونغ التي تنفرد في المقدمة.
هذه الصفعة دفعت أبل لإعادة حساباتها، ورمت بورقة iPhone XR الذي سيصل الأسواق في منتصف أكتوبر بسعر يبدأ من 750 دولار، وقالت عند الكشف عنه إنها تسعى لتوفير أحدث تقنياتها لأكبر قدر ممكن من المستخدمين، وتشير تسريبات من داخل الشركة إلى أنها تعول على هذا الهاتف أكثر مما تعول على الجهازين الأكثر تطورا iPhone XS وiPhone XS Max.
والفارق بين هواتف XS وXR هو أن الأول يعتمد على كاميرا مزدوجة وعلى شاشة بتقنية OLED، في حين تعتمد النسخة الأرخص على شاشة بتقنية LCD الأقل تطورا وأكثر استهلاكا للطاقة.
وعلى مدى العقد الماضي، وحتى رحيل جوبز، المؤسس المشارك لأبل ورئيسها التنفيذي سابقا في 2011، كانت الشركة تفجّر في كل عام مفاجأة وتأتي بإضافة لم يعهدها المنافسون، ثم ما يلبث هؤلاء أن يتلقفوها في أجهزتهم.
أبل وضعت الإنترنت في جيب كل مستخدم، وألغت مفهوم لوحة المفاتيح من الهواتف، ثم ابتكرت ما أصبح يعرف اليوم بمتاجر التطبيقات ولحقها جميع المنافسين، وأضافت بعد ذلك المساعد الصوتي Siri، وأبدعت في ناحية التصميم الأنيق واعتمادها على شاشات عالية الدقة، لكن ابتكارات أبل التي شكّلت عالم الهواتف الذكية تراجعت، وما تزال عاما بعد آخر.
ففي 2017، وفي ذكرى 10 أعوام على إطلاق أبل لأول آيفون، كشفت الشركة عن مجموعة من الهواتف الجديدة كان أبرزها آيفون عشرة iPhone X، وأبرز ما قدمه من مزايا جديدة كان خاصية FaceID التي تتعرف على وجوه المستخدمين لفك قفل الهاتف، وميزة الشحن اللاسلكي، وكلا الميزتين لم تكونا جديدتين وسبقت إليهما شركات كثيرة أبرزها سامسونغ، رغم أن أبل تقول إن خاصية FaceID هي الأدق من أي منافس في العالم.
واستمر التراجع للعام التالي 2018، وكان الأمر أكثر سوءا، حيث أطلقت أبل في سبتمبر هواتف iPhone XS وiPhone XS Max وiPhone XR، والجديد الوحيد الذي قدمته هذه الهواتف هي ميزة قديمة لدى المنافسين هي دعم شريحة الهاتف المزدوجة Dual SIM، هذا بالإضافة طبعا إلى الاعتماد على شاشة أكثر دقة وبطارية أفضل ومعالج أسرع وكاميرا أكثر تطورا وكلها أمور اعتيادية.
استراتيجية ربحية خطيرة
لكن اللافت أن أرباح الشركة وأرقامها المالية تواصل الارتفاع رغم تراجع المبيعات، وقد أصبحت أبل أول شركة مدرجة في البورصة تصل قيمتها إلى ترليون دولار في التاريخ.
تمكنت أبل خلال سنواتها الأولى من خطف إعجاب المستخدمين بهواتف آيفون رغم أسعارها المرتفعة، خاصة أن حَمَلة هذه الهواتف ينظرون إلى أنفسهم نظرة الاختلاف عن آخرين يمتلكون أجهزة أقل سعرا، وأصبح ذلك جزءا من ثقافة جمعية في عالم الهواتف الذكية.
تلك النقطة ربما كانت وراء جرأة أبل العام الماضي عندما طرحت هاتف بقيمة 1000 دولار، واستمر السعر في الارتفاع في عام 2018 وكشفت أبل عن هاتف XS Max الذي يبدأ بسعر 1100 دولار، في حين تباع النسخة ذات السعة 512 غيغابايت منه بسعر 1449 دولار في الولايات المتحدة. ورغم اعتراض أنصار أبل على الأسعار تجدهم بعد أيام وقد حصلوا على هواتف آيفون الأحدث.
فبعد ضجة الـ 1000 دولار في iPhone X، ارتفعت عائدات أبل السنوية بنسبة 20 بالمئة رغم أن معدل بيع أجهزتها نما فقط بنسبة 1 بالمئة. كما أن معدل السعر الوسطي لأجهزة الشركة زاد من 628 دولار إلى 728 دولار في الربع الأخير من العام الماضي.
وترى مجلة "فوربس" أن هذه هي استراتيجية الرئيس التنفيذي لشركة أبل حاليا تيم كوك، وهي قائمة على سحب المزيد من المال من جيوب مستخدمي آيفون. هذه الاستراتيجية قد تعمل حاليا لكنها لن تدوم إلى الأبد وفقا للمجلة الأميركية، خاصة أن تصميم ومواصفات هواتف أندرويد أصبحت تتفوق على ما يقدمه آيفون.
ورغم الأسعار المرتفعة، فإن فوربس تتوقع أن تزيد عائدات أبل في الربع القادم سواء من مبيعات iPhone X وiPhone XS Max، أو مما تقدمه أبل من خدمات إضافية مثل الموسيقى والتخزين والملحقات.
لكن استراتيجية زيادة المكاسب بزيادة معدل الربح من المستخدم الواحد، هي استراتيجية خطيرة للغاية لأنها تعتمد على مصدر محدود، هو قاعدة المستخدمين الحالية، وفي حالة عدم السعي للحصول على مستخدمين جدد بتوفير خصائص مبتكرة فإن هذا المصدر سينضب عاجلا أم آجلا.
وفي يوليو الماضي، تلقت أبل صفعة قاسية حين تمكنت شركة هواوي الصينية من انتزاع المركز الثاني لأكثر الهواتف مبيعا في العالم لتتراجع أبل إلى المركز الثالث، وتبقى الشركتان خلف سامسونغ التي تنفرد في المقدمة.
هذه الصفعة دفعت أبل لإعادة حساباتها، ورمت بورقة iPhone XR الذي سيصل الأسواق في منتصف أكتوبر بسعر يبدأ من 750 دولار، وقالت عند الكشف عنه إنها تسعى لتوفير أحدث تقنياتها لأكبر قدر ممكن من المستخدمين، وتشير تسريبات من داخل الشركة إلى أنها تعول على هذا الهاتف أكثر مما تعول على الجهازين الأكثر تطورا iPhone XS وiPhone XS Max.
والفارق بين هواتف XS وXR هو أن الأول يعتمد على كاميرا مزدوجة وعلى شاشة بتقنية OLED، في حين تعتمد النسخة الأرخص على شاشة بتقنية LCD الأقل تطورا وأكثر استهلاكا للطاقة.