الاعجاز في اية اكتمال الدين
لنتأمل معاً هذا الإعجاز العددي في آية عظيمة تتحدث عن اكتمال الدين وكيف جاء عدد الحروف متفقاً مع عدد سنوات نزول القرآن ومع عمر النبي الكريم
آية اكتمال الدين
آية في كتاب الله تبارك وتعالى معظمنا يعرفها تتحدث عن اكتمال الدين (اليوم اكملت لكم دينكم)... فما هي أسرار هذه الآية الكريمة؟ هذه الكلمات الرائعة وضعت في الآية رقم 3 من سورة المائدة، دعونا نتأمل الآية الكريمة كاملة:
قال تعالى: (حرمت عليكم الميته و الدم و لحم الخنزير و ما اهل لغير الله به و المنخنقه و الموقوذه و المترديه و النطيحه و ما اكل السبع الا ما ذكيتم و ما ذبح علي النصب و ان تستقسموا بالازلم ذلكم فسق اليوم ييس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم و اخشون اليوم اكملت لكم دينكم و اتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الاسلم دينا فمن اضطر في مخمصه غير متجانف لاثم فان الله غفور رحيم) [المائدة: 3].
تأملوا معي أيها الأحبة! الآية تبدو متناسقة تماماً إذا استثنينا النص باللون الأحمر، وقد يقول قائل: لماذا وضع الله هذا النص المهم جداً والذي يدل على اكتمال الدين، وسط نص آخر يتحدث عن حكم شرعي، بل يظهر وكأنه أُقحم داخل الآية؟؟
طبعاً هذا يحدث ظاهرياً فقط.. ولكن الراسخين في العلم يشعرون بقلوبهم وفطرتهم أن الآية متناسقة تماماً حتى ولو لم يعرفوا الحكمة من ذلك! وبما أننا نهي في عصر الأرقام فهل يمكن لهذه اللغة - لغة الأرقام – أن تكشف لنا بعض أسرار ذلك؟
لنكتب الآية كاملة
دعونا نكتب النص من دون الكلمات ذات اللون الأحمر أي العبارة التي نظنها مقحمة داخل الآية.. (حرمت عليكم الميته و الدم و لحم الخنزير و ما اهل لغير الله به و المنخنقه و الموقوذه و المترديه و النطيحه و ما اكل السبع الا ما ذكيتم و ما ذبح علي النصب و ان تستقسموا بالازلم ذلكم فسق فمن اضطر في مخمصه غير متجانف لاثم فان الله غفور رحيم) تأملوا التناسق الظاهري... فالمعنى اللغوي مكتمل ولا توجد أي مشكلة.
ولكن لو جاء أحد من الناس وحذف النص الذي يتحدث عن إكمال الدين، أو غير مكانه أو وضعه في آية مستقلة مثلاً.. ماذا سيحدث لو أن أحداً غيّر مكان النص الكريم أو حتى حذفه نهائياً، أو أضاف كلمات أخرى؟
بما أن اللغة العربية لا يمكنها أن تحل المشكلة إذاً دعونا نلجأ إلى لغة أخرى وهي لغة الأرقام. لنقم بعدد حروف النص كما رسمت في القرآن لنجد أن عدد الحروف هو 184 حرفاً حسب الرسم الأول للقرآن.
إن عدد الحروف هو 184 وهذا العدد لدى تحليله نجد مساوياً:
184 = 23 × 8
إذاً عدد حروف النص يساوي العدد 23 مضروباً في العدد 8 ولكن ما هذين العددين؟ إن العدد 23 هو عدد سنوات نزول القرآن الكريم.. وهذا العدد معروف جيداً لدى المهتمين بعلوم القرآن الكريم. ولكن ماذا عن العدد 8 وماذا يعني؟
لكي نعرف الجواب دعونا نتأمل النص الذي يتحدث عن اكتمال الدين: (اليوم ييس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم و اخشون اليوم اكملت لكم دينكم و اتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الاسلم دينا).
ولكن ما هو عدد كلمات هذا النص؟ إنه 23 كلمة بالتمام والكمال سبحان الله، النص الذي يتحدث عن اكتمال الدين، صاغه الله تعالى من 23 كلمة بعدد سنوات نزول القرآن الكريم.. لنكتب تسلسل هذه الكلمات لتتضح الصورة أكثر:
إذاً عدد كلمات النص الذي يتحدث عن اكتمال الدين يساوي عدد سنوات نزول القرآن كاملاً.. وهذا التطابق العددي يدل على أن الله تعالى أحكم كلمات كتابه بطريقة رقمية تدل على أن كل شيء في هذا الكتاب العظيم منظم ولا وجود للمصادفة أبداً.
والذي يؤكد هذا النظام وانتفاء المصادفة نهائياً هو عدد حروف النص الكريم؟ دعونا نعد حروف النص كما رُسم في القرآن الكريم لنجد أن النص الذي يحوي 23 كلمة يتألف من 92 حرفاً.. العجيب أن عدد الحروف 92 من مضاعفات العدد 23 أيضاً دعونا نرى ذلك بلغة الأرقام:
92 = 23 × 4
إذاً عدد حروف النص من مضاعفات العدد 23 وعدد كلمات النص يساوي 23 كلمة وهو نفس عدد سنوات نزول القرآن كاملاً.. والنص يتحدث عن اكتمال الدين!
عدد حروف الآية كاملة
النص السابق (الذي استثنينا منه عبارة اكتمال الدين) عدد حروفه كما رأينا من قبل 184 = 23 × 8 إذاً هناك تشابه بين النصين من الناحية الرقمية فكلاهما عدد حروفهما من مضاعفات العدد 23 ولكن ماذا يحدث عندما نقوم بإضافة هذا النص للآية؟
لكي نكتشف السر دعونا نكتب الآية كاملة كما وردت في كتاب الله تعالى مرة ثانية: (حرمت عليكم الميته و الدم و لحم الخنزير و ما اهل لغير الله به و المنخنقه و الموقوذه و المترديه و النطيحه و ما اكل السبع الا ما ذكيتم و ما ذبح علي النصب و ان تستقسموا بالازلم ذلكم فسق اليوم ييس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم و اخشون اليوم اكملت لكم دينكم و اتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الاسلم دينا فمن اضطر في مخمصه غير متجانف لاثم فان الله غفور رحيم). الآن دعونا نعدّ حروف الآية كاملة لنجد أن عدد حروفها هو 276 حرفاً .. وهذا العدد يساوي:
276 = 23 × 12
إذاً عدد حروف الآية كاملة هو 276 حرفاً ويساوي 23 أي عدد سنوات نزول القرآن مضروباً بالعدد 12 هل تعلمون ما هو العدد 12؟ إنه عدد أشهر السنة.. إذاً عدد حروف الآية الكريمة يساوي عدد أشهر نزول القرآن، فالقرآن نزل على قلب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في 276 شهراً.
إذاً الآية التي ورد الحديث عن اكتمال الدين جاء عدد حروفها مساوياً لعدد أشهر نزول القرآن!
إذا علمنا أن الله تعالى يقول: (ان عده الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتب الله يوم خلق السموت و الارض منها اربعه حرم) [التوبة: 36]. يكون لدينا عدد أشهر السنة هو 12 شهراً مقسمة لقسمين: منها 4 أشهر حرم، و8 أشهر عادية.. هذا ما يقوله القرآن.. ولكن دعونا نتأمل ما تقوله لغة الأرقام!
لدينا تناسق عجيب.. كم عدد الأشهر الحرم خلال 23 سنة فترة نزول القرآن؟ إن عدد أشهر نزول القرآن هو 23 سنة وكل سنة تحوي 4 أشهر حرم فيكون عدد الأشهر الحرم خلال سنوات النزول:
23 × 4 = 92 أشهر حُرُم... وربما تذهل عزيزي القارئ إذا اكتشفتَ أن عدد حروف هذا النص (اكتمال الدين) هو 92 حرفاً بعدد الأشهر الحرم خلال 23 سنة التي نزل فيها القرآن! وكأن الله تعالى يريد أن يرسل لنا رسالة خفية أن هذا القرآن اكتمل ولن يستطيع أحد ان يضيف أو يحذف منه شيئاً.. فهو "محرم" على كل من أراد تحريفه أو تبديله
دعونا نتعمق أكثر ونقسم النص إلى قسمين حسب المعنى اللغوي:
1- اليوم ييس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم و اخشون = 10 كلمات بعدد سنوات الدعوة بالمدينة
2- اليوم اكملت لكم دينكم و اتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الاسلم دينا = 13 كلمة بعدد سنوات الدعوة بمكة
والملاحظة المهمة في هذين المقطعين:
المقطع الأول وعدد كلماته 10 ونجد فيه الحديث عن يأس الذين كفروا. والعدد 10 هو عدد سنوات الدعوة بالمدينة المنورة وفي نهاية العشر سنوات يئس الذين كفروا من هذا الدين ولم يعد باستطاعتهم أن يفعلوا أي شيء تجاهه إلا الإذعان والخضوع والاعتراف بأنه دين الحق..
المقطع الثاني وعدد كلماته 13 بعدد سنوات الدعوة في مكة المكرمة.
فكما نعلم فإن النبي الكريم بُعث عندما كان عمره 40 سنة.. وبقي في مكة 13 سنة ومكث ثم هاجر إلى المدينة ومكث في المدينة 10 سنوات.. وانتقل إلى الرفيق الأعلى وعمره 63 عاماً.
آية مذهلة نزلت في طريق الهجرة
قبل أن نتابع رحلتنا في رحاب هذه الآية هناك آية مهمة جداً نزلت في طريق الهجرة (السنة 13) لتواسي سيد البشر عليه الصلاة والسلام وتخبره أن الله قد أهلك أمماً أشد قوة من قومه.. قال تعالى: (و كاين من قريه هي اشد قوه من قريتك التي اخرجتك اهلكنهم فلا ناصر لهم) [محمد: 13].. هذه الآية نزلت في السنة 13 للدعوة والعجيب أن رقم هذه الآية 13 سبحان الله!
والذي ينفي احتمال المصادفة أننا عندما نقوم بعد حروف الآية كما رسمت في القرآن نجد عدد الحروف 53 حرفاً... هل تعلمون ما هو العدد 53؟؟ إنه عمر النبي الكريم وقت الهجرة.. أي أن الله تعالى أنزل على حبيبه آية وهو في طريق هجرته من مكة إلى المدينة.. رقم هذه الآية يساوي رقم السنة التي هاجر فيها.. وعدد حروف الآية يساوي عمر هذا النبي الكريم عندما هاجر.. أليس هذه معجزة واضحة تشهد على أنه رسول الله؟
عمر النبي واكتمال الدين
نعلم أن هذه الآية نزلت في أواخر الدعوة إلى في السنة 23 للدعوة، وكان عمر النبي الكريم وقتها 63 عاماً وهو العام الذي توفي فيه. دعونا نتأمل هذه الملاحظة العجيبة.. ولكن لنككتب الآية من جديد ونركز على نص اكتمال الدين وبخاصة آخر كلمة منه:
قال تعالى: (حرمت عليكم الميته و الدم و لحم الخنزير و ما اهل لغير الله به و المنخنقه و الموقوذه و المترديه و النطيحه و ما اكل السبع الا ما ذكيتم و ما ذبح علي النصب و ان تستقسموا بالازلم ذلكم فسق اليوم ييس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم و اخشون اليوم اكملت لكم دينكم و اتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الاسلم (دينا) فمن اضطر في مخمصه غير متجانف لاثم فان الله غفور رحيم) [المائدة: 3].
عندما نقوم بعد الكلمات من أول الآية حتى نهاية قوله تعالى: و رضيت لكم الاسلم (دينا) فإن كلمة (ديناً) يأتي ترتيبها 63 بعدد السنوات التي عاشها المصطفى صلى الله عليه وسلم!! وكأن الآية تريد أن تقول لنا، إن اكتمال الدين تم باكتمال عمر النبي الكريم 63 عاماً.. سبحان الله.
وأخيراً
هل هي مصادفة أن نجد آية تتحدث عن اكتمال الدين ويأتي عدد حروفها مساوياً لعدد أشهر نزول القرآن؟!! وهل من المصادفة أن نجد عدد كلمات النص الذي يتحدث عن إكمال الدين (اليوم ييس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم و اخشون اليوم اكملت لكم دينكم و اتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الاسلم (دينا)) عدد كلماته 23 كلمة بعدد سنوات نزول القرآن..
وعندما نضع هذا النص ضمن الآية 3 حيث هو موجود فعلاً في القرآن.. يصبح ترتيب هذه الكلمة ضمن كلمات الآية هو 63 أي نفس عمر النبي الكريم.. وكأن هذه الآية تريد أن تخاطب كل مشكك وتقول: إن هذا الدين اكتمل فكلمة (دينا) وهي آخر كلمة في النص، يأتي ترتيبها مرة 23 الذي يدل على اكتمال نزول القرآن ومرة 63 الذي يدل على اكتمال عمر النبي الكريم عليه الصلاة والسلام..
وأخيراً
إن هذه الأرقام تشهد على أن كل كلمة في القرآن إنما وُضعت بنظام محكم.. وليس كما يدعي أعداء هذا الدين.. ولذلك فإن المشركين عندما طلبوا معجزة من حبيبنا عليه الصلاة والسلام ردّ الله عليهم وقال:
(اولم يكفهم انا انزلنا عليك الكتب يتلي عليهم ان في ذلك لرحمه و ذكري لقوم يومنون) [العنكبوت: 51].. بالمناسبة فإن عدد حروف هذه الآية هو 63 حرفاً بعدد سنوات عمر النبي صلى الله عليه وسلم
والحمد لله رب العالمين.