فقد وقع أجره على الله
في سورة النساء آية كريمة تبين فضل الهجرة إلى الله ورسوله، تقول الآية: {ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله وكان الله غفورا رحيما} (النساء:100) ورد في سبب نزول هذه الآيات روايات عديدة، نذكر منها التالي:
الرواية الأولى: روى أبو يعلى في "مسنده" عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما؛ قال: خرج ضمرة بن جندب من بيته مهاجراً؛ فقال لأهله: احملوني؛ فأخرجوني من أرض المشركين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمات في الطريق قبل أن يصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ فنزل الوحي: {ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت} حتى بلغ: {وكان الله غفورا رحيما} إسناد الحديث صحيح كما ذكر أهل العلم.
الرواية الثانية: أخرج ابن أبي حاتم في "تفسيره" وابن سعد في "الطبقات" عن عبد الرحمن الحزامي، عن الزبير بن العوام رضي الله عنه؛ قال: هاجر خالد بن حزام إلى أرض الحبشة؛ فنهشته حية في الطريق، فمات، فنزلت فيه: {ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله وكان الله غفورا رحيما}. قال الزبير: فكنت أتوقعه، وأنتظر قدومه، وأنا بأرض الحبشة، فما أحزنني شيء حزن وفاته حين بلغتني؛ لأنه قَلَّ أحد ممن هاجر من قريش إلا ومعه بعض أهله، أو ذوي رحمه، ولم يكن معي أحد من بني أسد بن عبد العزي، ولا أرجو غيره. وإسناد الحديث حسن كما ذكر أهل العلم.
الرواية الثالثة: روى البيهقي في "السنن" والطبري في "جامعه" عن سعيد بن جبير، قال: كان رجل من خزاعة، يقال له، ضمرة بن العيص -أو: العيص بن ضمرة بن زنباع- قال: فلما أُمروا بالهجرة كان مريضاً، فأمر أهله أن يفرشوا له على سريره، ويحملوه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: ففعلوا، فأتاه الموت، وهو بالتنعيم، فنزلت هذه الآية. و(التنعيم موضع بمكة في الحِلِّ، يُحرم منه أهل مكة، يبعد عن مكة نحو سبعة كيلومترات).
الرواية الرابعة: روى الطبري عن عكرمة، قال: لما نزلت هذه الآية، يعني قوله سبحانه: {إن الذين توفاهم الملائكة} (النساء:97)، قال جندب بن ضمرة الجندعي."اللهم أبلغتَ في المعذرة والحجة، ولا معذرة لي ولا حجة"! قال: ثم خرج وهو شيخ كبير، فمات ببعض الطريق، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: مات قبل أن يهاجر، فلا ندري أعلى ولاية أم لا! فنزلت: {ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله}.
الرواية الخامسة: روى الطبري عن عبيد بن سليمان، قال، سمعت الضحاك يقول: لما أنزل الله في الذين قتلوا مع مشركي قريش ببدر قوله: {إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم} (النساء:97) سمع بما أنزل الله فيهم رجل من بني ليث، كان على دين النبي صلى الله عليه وسلم مقيماً بمكة، وكان ممن عذر الله، كان شيخاً كبيراً وَصَباً -دام عليه المرض ولزمه- فقال لأهله: "ما أنا ببائت الليلة بمكة!"، فخُرِج به، حتى إذا بلغ التنعيم من طريق المدينة أدركه الموت، فنزل فيه: {ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله} الآية.
وقد ذكر الطبري روايات أُخر بألفاظ متقاربة، وأسماء مختلفة، والظاهر أنها روايات مختلفة لقصة واحدة.
قال الإمام الطبري: "ذُكر أن هذه الآية نزلت بسبب بعض من كان مقيماً بمكة، وهو مسلم، فخرج لما بلغه أن الله أنزل الآيتين قبلها، وذلك قوله: {إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم} إلى قوله: {وكان الله عفوا غفورا} (النساء:97-100)، فمات في طريقه قبل بلوغه المدينة".
اسلام ويب
في سورة النساء آية كريمة تبين فضل الهجرة إلى الله ورسوله، تقول الآية: {ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله وكان الله غفورا رحيما} (النساء:100) ورد في سبب نزول هذه الآيات روايات عديدة، نذكر منها التالي:
الرواية الأولى: روى أبو يعلى في "مسنده" عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما؛ قال: خرج ضمرة بن جندب من بيته مهاجراً؛ فقال لأهله: احملوني؛ فأخرجوني من أرض المشركين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمات في الطريق قبل أن يصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ فنزل الوحي: {ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت} حتى بلغ: {وكان الله غفورا رحيما} إسناد الحديث صحيح كما ذكر أهل العلم.
الرواية الثانية: أخرج ابن أبي حاتم في "تفسيره" وابن سعد في "الطبقات" عن عبد الرحمن الحزامي، عن الزبير بن العوام رضي الله عنه؛ قال: هاجر خالد بن حزام إلى أرض الحبشة؛ فنهشته حية في الطريق، فمات، فنزلت فيه: {ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله وكان الله غفورا رحيما}. قال الزبير: فكنت أتوقعه، وأنتظر قدومه، وأنا بأرض الحبشة، فما أحزنني شيء حزن وفاته حين بلغتني؛ لأنه قَلَّ أحد ممن هاجر من قريش إلا ومعه بعض أهله، أو ذوي رحمه، ولم يكن معي أحد من بني أسد بن عبد العزي، ولا أرجو غيره. وإسناد الحديث حسن كما ذكر أهل العلم.
الرواية الثالثة: روى البيهقي في "السنن" والطبري في "جامعه" عن سعيد بن جبير، قال: كان رجل من خزاعة، يقال له، ضمرة بن العيص -أو: العيص بن ضمرة بن زنباع- قال: فلما أُمروا بالهجرة كان مريضاً، فأمر أهله أن يفرشوا له على سريره، ويحملوه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: ففعلوا، فأتاه الموت، وهو بالتنعيم، فنزلت هذه الآية. و(التنعيم موضع بمكة في الحِلِّ، يُحرم منه أهل مكة، يبعد عن مكة نحو سبعة كيلومترات).
الرواية الرابعة: روى الطبري عن عكرمة، قال: لما نزلت هذه الآية، يعني قوله سبحانه: {إن الذين توفاهم الملائكة} (النساء:97)، قال جندب بن ضمرة الجندعي."اللهم أبلغتَ في المعذرة والحجة، ولا معذرة لي ولا حجة"! قال: ثم خرج وهو شيخ كبير، فمات ببعض الطريق، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: مات قبل أن يهاجر، فلا ندري أعلى ولاية أم لا! فنزلت: {ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله}.
الرواية الخامسة: روى الطبري عن عبيد بن سليمان، قال، سمعت الضحاك يقول: لما أنزل الله في الذين قتلوا مع مشركي قريش ببدر قوله: {إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم} (النساء:97) سمع بما أنزل الله فيهم رجل من بني ليث، كان على دين النبي صلى الله عليه وسلم مقيماً بمكة، وكان ممن عذر الله، كان شيخاً كبيراً وَصَباً -دام عليه المرض ولزمه- فقال لأهله: "ما أنا ببائت الليلة بمكة!"، فخُرِج به، حتى إذا بلغ التنعيم من طريق المدينة أدركه الموت، فنزل فيه: {ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله} الآية.
وقد ذكر الطبري روايات أُخر بألفاظ متقاربة، وأسماء مختلفة، والظاهر أنها روايات مختلفة لقصة واحدة.
قال الإمام الطبري: "ذُكر أن هذه الآية نزلت بسبب بعض من كان مقيماً بمكة، وهو مسلم، فخرج لما بلغه أن الله أنزل الآيتين قبلها، وذلك قوله: {إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم} إلى قوله: {وكان الله عفوا غفورا} (النساء:97-100)، فمات في طريقه قبل بلوغه المدينة".
اسلام ويب