هو الكاتبُ والشاعرُ والرّسام الكاريكتير والممثّل المِصري الشهير محمد صلاح الدين بهجت أحمد حلمي، والمعروف باسم صلاح جاهين، ولدَ عام 1930م، ويعدّ من أصحاب الفكر اليَساريّ، تزوَّج مرتين في حياته، في المرة الأولى كانت من الرّسامة في جريدة الأهرام سوسن زكي، وفي الثانية من الممثّلة منى قطان والتي مثلت في العديد من أفلامِه، عمل محرِّرًا في العديد من الصحف والمجلات، ونشرَ رسومًا كاريكاتيريّة في مجلة روز اليوسف وصباح الخير، ثمَّ انتقل إلى جريدة الأهرام، وقد لاقت رسوماته قَبولًا شعبيًّا خاصّةً أنها تحملُ في طيّاتها نقدًا بناءً لمشاكلِ المجتمع، وفي هذا المقال حديثٌ حول وفاة صلاح جاهين وأهمّ أعماله. [١] أعمال صلاح جاهين قبل الحديث عن وفاة صلاح جاهين سيُشار إلى أهمِّ أعماله التي يعدُّ بعضُها من الأعمال الخالدة في تاريخ السينما الحديثة، حيثُ قام صلاح جاهين بكتابة سيناريوهات الكثير من الأفلام، أهمّها: خلي بالك من زوزو الذي كان من أكثر الأفلام رواجًا وشهرةً في سبعينيّات القرن الماضي، وكتبَ أيضًا أميرة حبّي أنا، شفيقة ومتولي، المتوحّشة، هو وهي، وأنتجَ أيضًا العديد من الأفلام الخالدة، أهمّها عودة الابن الضال، أميرة حبي أنا وغيرها، ولم تفُت الفنان الكبير بعضُ الأدوار المهمّة في عدد من الأفلام منها: شهيد الحب الإلهي، لا وقت للحب، المماليك، اللص والكلاب، وكذلك لعبت زوجته أدوارًا في بعض الأفلام التي أنتجها. غيرَ أنَّ أهمَّ أعماله على الإطلاق كانت الرباعيّات التي كتبها والتي تخطَّت مبيعات إحدى طبعاتها حاجزَ 125 ألف نسخة خلال عدّة أيّام، وقام السيد مكاوي بتلحينها وغنّاها الفنان علي الحجار، وكتب صلاح جاهين أكثر من 161 قصيدة أشهرها قصيدة على اسم مصر وقصيدة تراب الدخان وغيرها.[٢] وفاة صلاح جاهين بعدَ نكسة حزيران التي وقعت في 5 حزيران من عام 1967م والتي هزَّت العالم العربي عمومًا ومصر خصوصًا، فكانت الهزيمة كبيرة ومؤثّرة وبما أنَّ إحساسَ الفنان يكون غالبًا أضعافًا، فقد أصيبَ الفنّان صلاح جاهين بصدمة كبيرة جدًّا أدخلته في حالة اكتئاب لازَمَتْهُ حتّى يوم وفاته، وتوقَّف إثر حالة الكآبة تلك عن كتابة الأغاني والأناشيد الوطنيّة، وتوجَّه إلى كتابة شعر التأمّل كما في الرباعيّات، وكتب الأغاني الخفيفة وأشهرها يا واد يا تقيل التي غنّتها سعاد حسني، واعتبَرَ صلاح جاهين أنَّ سبب كآبته هو أغنية راجعين بقوة السلاح التي كتبها هو ولحّنها الملحن الكبير كمال الطويل، والتي غنَّتها كوكب الشرق أم كلثوم ليلة هزيمة النكسة فكانت سببًا كبيرًا لمضاعفة حزنه ويأسه، ولكنَّ الشاعر لم يُشفَ من كآبته تلك، فابتلع في 21 نيسان من عام 1986م جرعة كبيرة من الحبوب المنوّمة والتي كان يتناولها كي يتخلّص من قلقه واكتئابه أدَّت إلى وفاته وهو في السادسة والخمسين من عمره، واتَّهمه الكثيرون بعد ذلك أنّه أقدمَ على الانتحار نتيجة الحالة التي أصيبَ بها