لا تكن ضيفاً في بيتك تأكل وتنام
هناك فكرة تربوية خاطئة فكثيراً ما يركز الاباء على طريقة خاطئة في تربية أبنائهم ويكون تركيزهم دنيوي بحت وكأنما أولاده هم أشخاص تعرف عليهم في هذه الدنيا وعليه ان يوفر لهم ما يحتاجون وسينتهي هذا اللقاء معهم بعد كم سنة وينتهي الامر.
فالإنسان الراجي رحمة ربه عليه أن ينظر الى أبعد من ذلك عليه أن يعمل بما يمليه عليه دينه وأخلاقه بين قوسين عليه ان يعمل للاخرة حتى مع أُسرته وعائلته.
وقد يتسائل البعض كيف يكون عملي مع عائلتي وأولادي عملاً أُخروياً؟
الجواب: على الانسان أن لا يكون همه توفير الطعام والشراب واللباس وتوفير القضايا الالكترونية من قبيل الموبايل والايباد وغيرها من لوازم الحياة الدنيا فقط بل عليه ان يعلم أنه هو المخاطب بالاية القرانية المباركة:
( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ )
فالتثقيف الديني والانساني والتنموي شيء مهم وأكثر نفعاً بل لعله الواجب وهذا التثقيف هو الملاك في كون الابن عاق أو باراً فهو من يستطيع أن يصنع ابن بار أو يهمله فيكون عاقاً.
كما أن على الاب أن لا يتنازل عن وظيفته تجاه عائلته للام وأن يكون حاضراً في حياة أولاده فوجوده يختلف عن وجودها في حياتهم فكل واحد منهم له دور خاص يؤديه فالأب يستطيع تحقيق التوازن الأسري كما أن له وظيفة اخرى وهي الحماية والرعاية والارشاد كما أن إحساس الأبناء بوجود رادع لهم يجعلهم على حذر من الوقوع في الخطأ ويقلل من حالات انحرافهم في زمن أصبح مليء بالمغريات.
وفي ذات الوقت يجب على الآباء أن يبذلوا جهداً كبيراً في تربية أبنائهم ويظهروا لهم حبهم وشعورهم بمكانتهم ودورهم الرئيس في حياتهم وأن يدرك الآباء أن دورهم لا ينتهي عند مرحلة معينة بل هذه الحياة ستنتهي يوماً ما وهي لا تقاس بالاخرة التي هي المقر كما عبرت عنها الروايات فهذه الحياة بالنسبة للاخرة كلحظة عابرة أو كرمشة عين
وفق الله المؤمنين لتربية جيل واعي قادر على حمل المسؤولية
وان يكونوا قرة عين لهم
حفظ الله اولادكم
وشكراً لكم