الغني والفقير
فتاة صغيرة تعمل في محل للأغذية مع ابيها , وفي مخيلتها تحكي كيف ترى المحل , عندها المحل كقصة أو حكاية بها كلمات واسطر كثيرة , والقراء المتابعون للحكاية هم الناس الذين يشترون اغراضهم من عندها والموزعون هم من يجلبون المواد لمحلها , أما النقاد عندها هم أصحاب الضرائب الذين يزورنها بين الفينة والاخرى .
تبدأ في كتابة قصتها وترويها لنا , إنها قصة الغني والفقير , يأتي الناس اليها من كل الاشكال والالوان , الكبار والصغار ومن بين أولئك الناس الغني والفقير , حين يأتي الغني لشراء ما يريده يملأ قفته بكل ما طالته يداه ويذهب , أما الفقير فيبقى محتاراً أيهما يختار الخبز أم الحليب؟ لأن ما يملكه من مال لا يكفي لشراء الاثنين معا , توجهت الطفلة إلى الرجل الفقير وهي تبتسم وابوها يشاهد ما ستفعله إبنته مع هذا الرجل ؟ الطفلة بدون ان تلقي التحية قالت للرجل الفقير : يا عم الخبز عندنا اليوم بالمجان والحليب بدينار , لم يصدق الفقير ما سمعته أذناه فطار فرحاً وراح يحمل الطفلة بين يديه ويقبلها على جبينها , تبسم الاب من تصرف ابنته وكان فرحاً بها وقبلها هو الآخر من جبينها , خرج الفقير من المحل وهو في غاية الفرح والسرور وفي الطريق وهو عائد الى بيته اذا به يلتقي بالرجل الغني , فنظر اليه ليسلم عليه فتفاجأ وهو يراه غاضباً متجهم الوجه معقود الجبين , فتنحى الفقير الى جانب من الطريق كي يتحاشى هذا الوجه الغاضب , ومرَّ الرجل الغني كأنه زوبعة من الغضب, اكمل الفقير طريقه الى بيته , وعاد الغني الى المحل يطلب المزيد من الاغراض , فنظرت اليه الطفلة وهي تبتسم فنظر اليها بوجهه المتجهم ولم يعرها أي اهتمام فركضت خوفا من نظرته المخيفة الى ابيها ودفنت وجهها في صدر ابيها وعانقته بشدة من شدة خوفها من ذلك الرجل , عندما أكمل الرجل الغني تسوقه وغادر سالت اباها : ابي لماذا هذا الرجل الغني ليس سعيدا؟ بينما الرجل الفقير رغم انه لا يملك شيئاً الا انه يبتسم وسعيد؟ , تبسم الأب في وجه ابنته وقال : إنه الرضى يا أبنتي وسكت وعاد يقرأ جريدته الصباحية , وملأت التساؤلات تفكير الفتاة بما قصده والدها بالرضى لأنها فتاة صغيرة , عاد الرجل الغني الى بيته وهو يحمل كل ما لذ وطاب لأسرته وعلامات الغضب والعصبية لا تزال معقودة على جبينه , وبينما هو عائد الى البيت يمر بجانب منزل جاره الفقير تناهى الى مسمعه صوت ضحك , فأدار رأسه ليرى ما لذي يجري فاذا به يرى الرجل الفقير يجلس مع اولاده وكلهم فرح وسرور وضحك مع بعضهم البعض , لان الاب احضر لهم وليمة كبيرة الحليب والخبز , اكمل الرجل الغني طريقه وهو يتمتم بكلمات ومتعجباً مما رأى , كل تلك السعادة فيهم فقط لان لديهم رغيف من الخبز وحليب؟ ويطرح سؤالاً على نفسه : انا لدي قفة مليئة بما لذ وطاب من كل شيء لي ولزوجتي ولأولادي , لكن لم نضحك ولم نفرح يوماً هكذا؟ ولست سعيداً ايضا؟... نظر الى حاله وحال عائلته , فأولاده كل في جهة لا يرضيهم أي شيء , أمهم تعمل في المطبخ وبالكاد تخرج للاهتمام بنفسها او بزوجها والأولاد طلباتهم لا تنتهي , ولا توجد راحة بال ولا سكينة في قلوب الجميع , الكل مهموم رغم وجود كل هذا النعيم الذي يعيشون فيه , جلس الاب على الاريكة الفخمة المصنوعة من الجلد الاسود وهو يتنهد ويتألم لحاله , فسمعته زوجته من المطبخ وهو يتنهد فأسرعت اليه ...سائلة اياه: ما بك يا رجل لماذا انت مهموم وتتنهد؟ هل أصابك شيء ما؟ فأنزل رأسه الى الارض وقال لها : يا زوجتي لا ادري لمَ لست سعيداً ولستم سعداء أنتم ايضا؟ انا لم اسمعكم يوما تضحكون او حتى تجتمعون مع بعضكم مع اني اوفر كل شيء لك وللأولاد , فجلست الى جانبه وهي محتارة كيف تجيبه , فسكتوا لبرهة فبادرها قائلاً : أتعرفين جارنا الفقير؟ قالت نعم ما به؟ , رد عليها قائلاً : أتدرين أصوات ضحكاتهم وصلت الى الشارع لفرحهم بعودة ابيهم وهو يحمل رغيف خبز وحليب فقط؟ وتجمعت عائلته حوله وكلهم فرحين وهم لا يشعرون بالحزن ابداً رغم فقرهم؟ , قالت له زوجته : لا أعرف بمَ أرد عليك , فوقف وحدق طويلاً وقال : اجمعي الاولاد الان واحضري كل ما أحضرته للغداء ,قالت : إلى أين يا رجل؟ قال لها : اليوم سنذهب عند جارنا الفقير لتناول الغداء عنده , سنساعده ونسعده ونسعد انفسنا ايضاً , هذا ماينقصنا نحن الأغنياء. الرضى.
فتاة صغيرة تعمل في محل للأغذية مع ابيها , وفي مخيلتها تحكي كيف ترى المحل , عندها المحل كقصة أو حكاية بها كلمات واسطر كثيرة , والقراء المتابعون للحكاية هم الناس الذين يشترون اغراضهم من عندها والموزعون هم من يجلبون المواد لمحلها , أما النقاد عندها هم أصحاب الضرائب الذين يزورنها بين الفينة والاخرى .
تبدأ في كتابة قصتها وترويها لنا , إنها قصة الغني والفقير , يأتي الناس اليها من كل الاشكال والالوان , الكبار والصغار ومن بين أولئك الناس الغني والفقير , حين يأتي الغني لشراء ما يريده يملأ قفته بكل ما طالته يداه ويذهب , أما الفقير فيبقى محتاراً أيهما يختار الخبز أم الحليب؟ لأن ما يملكه من مال لا يكفي لشراء الاثنين معا , توجهت الطفلة إلى الرجل الفقير وهي تبتسم وابوها يشاهد ما ستفعله إبنته مع هذا الرجل ؟ الطفلة بدون ان تلقي التحية قالت للرجل الفقير : يا عم الخبز عندنا اليوم بالمجان والحليب بدينار , لم يصدق الفقير ما سمعته أذناه فطار فرحاً وراح يحمل الطفلة بين يديه ويقبلها على جبينها , تبسم الاب من تصرف ابنته وكان فرحاً بها وقبلها هو الآخر من جبينها , خرج الفقير من المحل وهو في غاية الفرح والسرور وفي الطريق وهو عائد الى بيته اذا به يلتقي بالرجل الغني , فنظر اليه ليسلم عليه فتفاجأ وهو يراه غاضباً متجهم الوجه معقود الجبين , فتنحى الفقير الى جانب من الطريق كي يتحاشى هذا الوجه الغاضب , ومرَّ الرجل الغني كأنه زوبعة من الغضب, اكمل الفقير طريقه الى بيته , وعاد الغني الى المحل يطلب المزيد من الاغراض , فنظرت اليه الطفلة وهي تبتسم فنظر اليها بوجهه المتجهم ولم يعرها أي اهتمام فركضت خوفا من نظرته المخيفة الى ابيها ودفنت وجهها في صدر ابيها وعانقته بشدة من شدة خوفها من ذلك الرجل , عندما أكمل الرجل الغني تسوقه وغادر سالت اباها : ابي لماذا هذا الرجل الغني ليس سعيدا؟ بينما الرجل الفقير رغم انه لا يملك شيئاً الا انه يبتسم وسعيد؟ , تبسم الأب في وجه ابنته وقال : إنه الرضى يا أبنتي وسكت وعاد يقرأ جريدته الصباحية , وملأت التساؤلات تفكير الفتاة بما قصده والدها بالرضى لأنها فتاة صغيرة , عاد الرجل الغني الى بيته وهو يحمل كل ما لذ وطاب لأسرته وعلامات الغضب والعصبية لا تزال معقودة على جبينه , وبينما هو عائد الى البيت يمر بجانب منزل جاره الفقير تناهى الى مسمعه صوت ضحك , فأدار رأسه ليرى ما لذي يجري فاذا به يرى الرجل الفقير يجلس مع اولاده وكلهم فرح وسرور وضحك مع بعضهم البعض , لان الاب احضر لهم وليمة كبيرة الحليب والخبز , اكمل الرجل الغني طريقه وهو يتمتم بكلمات ومتعجباً مما رأى , كل تلك السعادة فيهم فقط لان لديهم رغيف من الخبز وحليب؟ ويطرح سؤالاً على نفسه : انا لدي قفة مليئة بما لذ وطاب من كل شيء لي ولزوجتي ولأولادي , لكن لم نضحك ولم نفرح يوماً هكذا؟ ولست سعيداً ايضا؟... نظر الى حاله وحال عائلته , فأولاده كل في جهة لا يرضيهم أي شيء , أمهم تعمل في المطبخ وبالكاد تخرج للاهتمام بنفسها او بزوجها والأولاد طلباتهم لا تنتهي , ولا توجد راحة بال ولا سكينة في قلوب الجميع , الكل مهموم رغم وجود كل هذا النعيم الذي يعيشون فيه , جلس الاب على الاريكة الفخمة المصنوعة من الجلد الاسود وهو يتنهد ويتألم لحاله , فسمعته زوجته من المطبخ وهو يتنهد فأسرعت اليه ...سائلة اياه: ما بك يا رجل لماذا انت مهموم وتتنهد؟ هل أصابك شيء ما؟ فأنزل رأسه الى الارض وقال لها : يا زوجتي لا ادري لمَ لست سعيداً ولستم سعداء أنتم ايضا؟ انا لم اسمعكم يوما تضحكون او حتى تجتمعون مع بعضكم مع اني اوفر كل شيء لك وللأولاد , فجلست الى جانبه وهي محتارة كيف تجيبه , فسكتوا لبرهة فبادرها قائلاً : أتعرفين جارنا الفقير؟ قالت نعم ما به؟ , رد عليها قائلاً : أتدرين أصوات ضحكاتهم وصلت الى الشارع لفرحهم بعودة ابيهم وهو يحمل رغيف خبز وحليب فقط؟ وتجمعت عائلته حوله وكلهم فرحين وهم لا يشعرون بالحزن ابداً رغم فقرهم؟ , قالت له زوجته : لا أعرف بمَ أرد عليك , فوقف وحدق طويلاً وقال : اجمعي الاولاد الان واحضري كل ما أحضرته للغداء ,قالت : إلى أين يا رجل؟ قال لها : اليوم سنذهب عند جارنا الفقير لتناول الغداء عنده , سنساعده ونسعده ونسعد انفسنا ايضاً , هذا ماينقصنا نحن الأغنياء. الرضى.