وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} أي ما أعطاكم من مال الغنيمة فخذوه، وما نهاكم عنه من الأخذ والغلول فانتهوا؛ و: ما أعطاكم من مال الفيء فأقبلوه، وما منعكم منه فلا تطلبوه. : وقيل إنه محمول على العموم في جميع أوامره ونواهيه؛ لا يأمر إلا بصلاح ولا ينهى إلا عن فساد.
و من باب الاعتصام بالكتاب والسنة -
[ 1 ] ( متفق عليه ) عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد "
[ 2 ] ( صحيح ) وعن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة " . رواه مسلم
[ 3 ] ( صحيح ) وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أبغض الناس إلى الله ثلاثة ملحد في الحرم وميتغ في الإسلام سنة الجاهلية ومطلب دم امرىء بغير حق ليهريق دمه " رواه البخاري
[ 4 ] ( صحيح ) وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى . قيل : ومن أبى ؟ قال : من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى " رواه البخاري
[ 5 ] ( صحيح ) عن جابر بن عبدالله يقول جاءت ملائكة إلى النبي صلى الله عليه و سلم وهو نائم فقال بعضهم إنه نائم وقال بعضهم إن العين نائمة والقلب يقظان
فقالوا إن لصاحبكم هذا مثلا فاضربوا له مثلا فقال بعضهم إنه نائم وقال بعضهم إن العين نائمة والقلب يقظان
فقالوا مثله كمثل رجل بنى دارا وجعل فيها مأدبة وبعث داعيا فمن أجاب الداعي دخل الدار وأكل من المأدبة ومن لم يجب الداعي لم يدخل الدار ولم يأكل من المأدبة
فقالوا أولوها له يفقهها فقال بعضهم إنه نائم وقال بعضهم إن العين نائمة والقلب يقظان فقالوا فالدار الجنة والداعي محمد صلى الله عليه و سلم فمن أطاع محمدا صلى الله عليه و سلم فقد أطاع الله ومن عصى محمدا صلى الله عليه و سلم فقد عصى الله ومحمد صلى الله عليه و سلم فرق بين الناس . رواه البخاري
[ 6 ] ( متفق عليه ) عن أنس بن مالك رضي الله عنه يقول جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه و سلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه و سلم فلما أخبروا كأنهم تقالوها فقالوا
وأين نحن من النبي صلى الله عليه و سلم قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر قال أحدهم أما أنا فإني أصلي الليل أبدا وقال آخر أنا أصوم الدهر ولا أفطر وقال آخر أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا فجاء رسول الله صلى الله عليه و سلم إليهم فقال : " أنتم الذين قلتم كذا وكذا أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني "
[ 7 ] ( متفق عليه ) وعن عائشة رضي الله عنها قالت : صنع رسول الله صلى الله عليه و سلم شيئا فرخص فيه فتنزه عنه قوم فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم فخطب فحمد الله ثم قال : " ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه فوالله إني لأعلمهم بالله وأشدهم له خشية "
[ 8 ] ( صحيح ) وعن رافع بن خديج قال : قدم نبي الله صلى الله عليه و سلم وهم يأبرون النخل فقال : " ما تصنعون " قالوا كنا نصنعه قال " لعلكم لو لم تفعلوا كان خيرا " فتركوه فنفضت قال فذكروا ذلك له فقال : " إنما أنا بشر إذا أمرتكم بشيء من دينكم فخذوا به وإذا أمرتكم بشيء من رأي فإنما أنا بشر " . رواه مسلم
- [ 9 ] ( متفق عليه )وعن أبي موسى قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إنما مثلي ومثل ما بعثني الله به كمثل رجل أتى قوما فقال يا قوم إني رأيت الجيش بعيني وإني أنا النذير العريان فالنجاء النجاء فأطاعه طائفة من قومه فأدلجوا فانطلقوا على مهلهم فنجوا وكذبت طائفة منهم فأصبحوا مكانهم فصبحهم الجيش فأهلكهم واجتاحهم فذلك مثل من أطاعني فاتبع ما جئت به ومثل من عصاني وكذب بما جئت به من الحق "
[ 10 ] ( متفق عليه ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إنما مثلي ومثل الناس كمثل رجل استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله جعل الفراش وهذه الدواب التي تقع في النار يقعن فيها وجعل يحجزهن ويغلبنه فيقتحمن فيها فأنا آخذ بحجزكم عن النار وأنتم يقتحمون فيها " .
هذه رواية البخاري ولمسلم نحوها وقال في آخرها : " فذلك مثلي ومثلكم أنا آخذ بحجزكم عن النار : هلم عن النار هلم عن النار فتغلبوني تقحمون فيها "
[ 11 ] ( متفق عليه ) وعن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا وأصابت منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به "
[ 12 ] ( متفق عليه ) وعن عائشة قالت : تلا رسول الله صلى الله عليه و سلم ( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات ) وقرأ إلى : ( وما يذكر إلا أولو الألباب ) قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " فإذا: رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سماهم الله فاحذروهم "
[ 13 ] ( صحيح ) وعن عبد الله بن عمرو قال : هجرت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما قال : فسمع أصوات رجلين اختلفا في آية فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم يعرف في وجهه الغضب فقال : " إنما هلك من كان قبلكم باختلافهم في الكتاب " . رواه مسلم
[ 14 ] ( متفق عليه ) وعن سعد بن أبي وقاص قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إن أعظم المسلمين في لامسلمين جرما من سأل عن شيء لم يحرم على الناس فحرم من أجل مسألته "
[ 15 ] ( صحيح ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " يكون في آخر الزمان دجالون كذابون يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم لا يضلونكم ولا يفتنونكم " . . رواه مسلم
[ 16 ] ( صحيح ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان أهل الكتاب يقرؤون التوراة بالعبرانية ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم و ( قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا " الآية . رواه البخاري
[ 17 ] ( صحيح ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع " . رواه مسلم
[ 18 ] ( صحيح ) وعن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل " . رواه مسلم
[ 19 ] ( صحيح ) وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا " . رواه مسلم
[ 20 ] ( صحيح ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " بدأ الإسلام غريبا وسيعود كما بدأ فطوبى للغرباء " . رواه مسلم
[ 21 ] ( متفق عليه ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " إن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحيية إلى جحرها "
[ 23 ] ( صحيح ) وعن أبي رافع وغيره رفعه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه أمر مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول لا أدري ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه " . . وقال الترمذي حسن صحيح
[ 24 ] ( صحيح ) وعن المقدام بن معدي كرب عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال : " ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه وإن ما حرم رسول الله كما حرم الله ألا لا يحل لكم لحم الحمار الأهلي ولا كل ذي ناب من السبع ولا لقطة معاهد إلا أن يستغني عنها صاحبها ومن نزل بقوم فعليهم أن يقروه فإن لم يقروه فله أن يعقبهم بمثل قراه " رواه أبو داود "
[ 26 ] ( صحيح ) وعنه : قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم ثم أقبل علينا بوجهه فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقال رجل يا رسول الله كأن هذه موعظة مودع فأوصنا قال : " أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن كان عبدا حبشيا فإنه من يعش منكم يرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة " . رواه أحمد
[ 27 ] ( حسن ) وعن عبد الله بن مسعود قال خط لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم خطا ثم قال : " هذا سبيل الله ثم خط خطوطا عن يمينه وعن شماله وقال هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه " ثم قرأ ( إن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ) الآية . رواه أحمد
[ 33 ] ( صحيح ) وفي رواية أحمد وأبي داود عن معاوية : " ثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة وهي الجماعة وإنه سيخرج في أمتي أقوام تتجارى بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله "
[ 38 ] ( حسن ) وعن جابر عن النبي صلى الله عليه و سلم حين أتاه عمر فقال إنا نسمع أحاديث من يهود تعجبنا أفترى أن نكتب بعضها ؟ فقال : " أمتهوكون أنتم كما تهوكت اليهود والنصارى ؟ لقد جئتكم بها بيضاء نقية ولو كان موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي " . رواه أحمد
[ 41 ] ( صحيح ) وعن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل " . ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه و سلم هذه الآية : ( ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون )
رواه أحمد والترمذي وابن ماجه
[ 46 ] ( صحيح ) وعن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " من فارق الجماعة شبرا فقد خلع رقة الإسلام من عنقه " . رواه أحمد وأبو داود
[ 47 ] ( حسن ) وعن مالك بن أنس مرسلا قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما : كتاب الله وسنة رسوله " . رواه في الموطأ "
[ 49 ] ( صحيح ) وعن حسان قال : " ما ابتدع قوم بدعة في دينهم إلا نزع الله من سنتهم مثلها ثم لا يعيدها إليهم إلى يوم القيامة . " رواه الدارمي "
[ 52 ] ( صحيح ) وعن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " ضرب الله مثلا صراطا مستقيما وعن جنبتي الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة وعلى الأبواب ستور مرخاة وعند رأس الصراط داع يقول : استقيموا على الصراط ولا تعوجوا وفوق ذلك داع يدعو كلما هم عبد أن يفتح شيئا من تلك الأبواب قال : ويحك لا تفتحه فإنك إن تفتحه تلجه " . ثم فسره فأخبر : " أن الصراط هو الإسلام وأن الأبواب المفتحة محارم الله وأن الستور المرخاة حدود الله وأن الداعي على رأس الصراط هو القرآن وأن الداعي من فوقه واعظ الله في قلب كل مؤمن ) رواه رزين وأحمد
[ 55 ] ( حسن ) عن جابر : ( أن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم بنسخة من التوراة فقال يا رسول الله هذه نسخة من التوراة فسكت فجعل يقرأ ووجه رسول الله يتغير فقال أبو بكر ثكلتك الثواكل ما ترى ما بوجه رسول الله صلى الله عليه و سلم فنظر عمر إلى وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال أعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله صلى الله عليه و سلم رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " والذي نفس محمد بيده لو بدا لكم موسى فاتبعتموه وتركتموني لضللتم عن سواء السبيل ولو كان حيا وأدرك نبوتي لاتبعني ) رواه الدارمي
والحمد لله رب العالمين